logo

logo

logo

logo

logo

جيزان

جيزان

Jizan - Jizan

جيزان

 

تقع منطقة جيزان أو جازان في أقصى الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية[ر]، بين خطي العرض 16 درجة و30 دقيقة، و17 درجة و40 دقيقة شمالاً، وخطي الطول 42 درجة و43 درجة و30 دقيقة شرقاً. تبلغ مساحتها نحو 40 ألف كم2، بما فيها الجزر الواقعة قبالة ساحل المنطقة على البحر الأحمر[ر]، يحدها من الشرق منطقة عسير، ومن الشمال منطقة مكة المكرمة[ر]، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب الجمهورية اليمنية[ر].

الجغرافية الطبيعية

تمتد منطقة جيزان من الشمال إلى الجنوب محاذية لساحل البحر الأحمر بطول 300كم، وعرض يراوح بين 50- 70كم. ويمكن أن نميز في المنطقة مظاهر تضاريسية كبرى هي:

1- ساحل البحر الأحمر: يمثل البحر الأحمر جزءاً من الأخدود السوري الإفريقي العظيم، ويمتد بصفة عامة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بطول 1932كم، ويبلغ أقصى اتساعه 350كم بين مدينة جيزان في المملكة العربية السعودية ومدينة مصوع في أريترية[ر]. تتميز شواطئ جيزان الساحلية على البحر الأحمر بقلة تضاريسها وكثرة شعابها المرجانية، وتُعرف بشط الفرسان، وتشكل مساحة قدرها 18 ألف كم2، يتبعثر خلالها نحو 500 شعب وجزيرة، ويزيد متوسط عمق المياه فيها على 150م. يشكل امتداد الشعاب المرجانية عائقاً جدياً أمام وجود منافذ بحرية، أما مصبات الأودية، فيما يعرف بالشروم، فأهمها شرم جيزان الذي أُقيم فيه الميناء.

2- السهل الساحلي: يُعرف السهل الساحلي في جيزان بتهامة عسير[ر]، ويختلف منسوب السهل بشكل لطيف، ويبلغ أقصى اتساع له في منطقة جيزان نحو 40كم بين البحر الأحمر وجبال عسير.

معظم السهل الساحلي مغطى بالإرسابات الرملية، تخترقها الأجزاء الدنيا من الأودية القادمة من جبال عسير، وتكثر السبخات في الجزء الغربي من السهل، ناتجة من موجات المد أو تغير العلاقة بين اليابسة والماء، وتعوّق هذه السبخات نمو بعض المراكز العمرانية وتوسعها، كما يوجد في هذا السهل بعض القباب الملحية التي ترتفع إلى 50م تقريباً فوق سطح البحر.

3- جبال عسير: هي جبال معقدة وعرة كثيرة التعاريج، توازي في امتدادها السهل الساحلي. ظهرت هذه الجبال نتيجة لحركات القشرة الأرضية التي حدثت في الحقب الجيولوجي الثالث، وتتكون من الصخور الأركية النارية القديمة أو المتحولة، تغطي بعض أجزائها التوضعات البركانية البازلتية، وهي الأكثر ارتفاعاً في المملكة العربية السعودية، إذ يصل متوسط ارتفاعها إلى 2000م تقريباً، ويعد جبل فيفا الأكثر ارتفاعاً في منطقة جيزان، حيث يرتفع إلى ما يزيد على 3000م فوق سطح البحر، ينحدر من هذه الجبال عدد من الأودية القصيرة الشديدة الانحدار والعميقة المجرى، أهمها وادي جيزان ووادي ضمد ووادي مقاب.

المناخ

تقع منطقة جيزان في النطاق الصحراوي المداري الجاف، كما تقع في منطقة الضغط المرتفع المداري شتاءً، والذي يجعلها بصفة عامة في مهب الرياح التجارية الجافة، أما في الصيف فتهب على المنطقة الرياح الجنوبية الغربية التي تؤدي إلى هطل الأمطار. ونظراً لضيق البحر الأحمر في الغرب، فإن تأثيره محدود، ويقتصر على رفع نسبة الرطوبة في المنطقة، ولا يسهم إلا بشكل محدود في زيادة كمية الأمطار.

تراوح درجة الحرارة في سهل تهامة صيفاً بين 34- 44 درجة مئوية، وشتاءً بين 17- 35 درجة مئوية، أما نسبة الرطوبة فتصل في الصيف إلى 90% تقريباً وتهبط في الشتاء إلى 30- 50% تقريباً، وتراوح درجة الحرارة في جبال عسير صيفاً بين 16- 28 درجة مئوية، وشتاءً بين 3- 25 درجة مئوية، وتصل نسبة الرطوبة إلى 50% شتاءً و30% صيفاً.

الأمطار في منطقة جيزان قليلة وغير منتظمة، ويقل متوسط هطل الأمطار في سهل تهامة عن 100مم سنوياً، بينما تراوح كمية الهطل في جبال عسير بين 200- 500مم سنوياً.

الجغرافية البشرية

تطور عدد سكان منطقة جيزان بصورة متسارعة، كما في بقية مناطق المملكة العربية السعودية، بعد تطور أسعار النفط منذ عام 1974، وبسبب الشروع في تنفيذ الخطة الخمسية الثانية والحاجة إلى الأيدي العاملة المستقدمة من الخارج. ففي عام 1962، بلغ عدد سكان المنطقة نحو 365 ألف نسمة، ووصل في عام 1974 إلى أكثر من 403 آلاف نسمة أي بزيادة بلغت 10% فقط في غضون 12 عاماً. وتشير التقديرات إلى ارتفاع عدد سكان المنطقة إلى ما يقرب من مليون ونصف في الوقت الحاضر، يتوزعون على 4500 مدينة وقرية. تضم مدينة جيزان نحو 100 ألف نسمة، تليها مدن أبو عريش وصبيا وصامطه.

حظيت مدينة جيزان، العاصمة الإدارية لمنطقة جيزان، بنصيب وافر من تطور النشاطات العمرانية والتجارية والصناعية والخدمية. تتصل مدينة جيزان بمدن وقرى المنطقة والمملكة بعدة طرق معبدة، أهمها الطريق الذي يصلها بالطائف[ر] مروراً بمدينتي أبها[ر] والباحة، ثم الطريق الساحلي المار بمدينة القنفذة شمالاً والمؤدي إلى حدود اليمن جنوباً.

تاريخياً، استفادت مدينة جيزان من موقعها على ساحل البحر الأحمر وعلى طريق القوافل بين اليمن والحجاز[ر] والشام، مما زاد من نشاطها التجاري بحراً وبراً، ومازالت الآثار المجاورة للمدينة الحديثة تدل على قدمها وعراقتها ونشاطها الاقتصادي، وأهمها مدينة جيزان العليا، وقلعة مدينة جيزان، وقلعة الدوسرية، وبقايا الميناء القديم.

الجغرافية الاقتصادية

شهدت منطقة جيزان تطوراً ملحوظاً في المجالات الاقتصادية والخدمية كافة، فتطورت الزراعة، المهنة الرئيسة لغالبية السكان، بإنشاء المديرية العامة للزراعة والمياه والمكاتب الزراعية والإعانات المالية التي يقدمها البنك الزراعي في المنطقة، وإدخال الميكنة الزراعية. ويعد سد جيزان أهم مشروع أُقيم في المنطقة لتطوير القطاع الزراعي، وهو من أكبر السدود في المملكة، إذ تبلغ سعته التخزينية 71 مليون م3 من المياه، وبلغت أطوال قنوات الري نحو 52كم. أُقيمت في موقع السد محطة لتوليد الكهرباء وأخرى لتقطير المياه الصالحة للشرب.

تطور الإنتاج الزراعي بشكل كبير بين عامي 1976- 1994، إذ تزايد إنتاج الخضراوات من 31 طناً عام 1976 إلى 75689 طناً تقريباً عام 1994، كما ارتفع إنتاج التمور والحمضيات من 833 طناً عام 1976 إلى 23056 طناً تقريباً عام 1994.

تراوح نسبة العاملين في الزراعة بين 25- 48% من القوة العاملة، كما تطورت مهنة صيد الأسماك في المنطقة، فوصل عدد الصيادين إلى ألفي صياد تقريباً يقدمون نحو 6طن من الأسماك البحرية يومياً.

نشطت الحركة العمرانية والصناعية والتجارية في المنطقة بمساعدة المصارف وصندوق التنمية العقارية ومصرف التسليف. من أهم المنشآت الصناعية، مصنع الإسمنت ومصنع لحفظ وتعليب المنتجات الغذائية وصناعة مواد البناء وصناعة وإصلاح مراكب الصيد، وورشات إصلاح السيارات والأدوات الكهربائية.

يمثل ميناء جيزان الحديث أحد المنشآت الهامة في المنطقة، إذ أسهم في تطور الحركة التجارية والاقتصادية عامة، وهو يأتي في المرتبة الثالثة بعد ميناء جدة[ر] وميناء ينبع[ر].

في مجال الخدمات الصحية، بلغ عدد المستشفيات العامة في المنطقة 12 مستشفى، وعدد المراكز الصحية 135 مركزاً، كما أُقيم في مدينة جيزان معهدان صحيان للبنين والبنات، ومستشفى الملك فهد الذي يعد من أهم المستشفيات وأحدثها في المملكة.

نشطت الحركة السياحية في منطقة جيزان بعد توافر الطرق والخدمات الأخرى، وخاصة في الجزء الشرقي الجبلي، حيث المناخ المعتدل والخضرة الدائمة ووجود الينابيع ذات المياه الحارة. كما تشكل المحمية الطبيعية في جزر فرسان في البحر الأحمر عنصر جذب للسياح، للتمتع بمشاهدة الأحياء البحرية والبرية المتنوعة الألوان والأحجام.

محمد الحمادي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

أبها ـ الأحمر (البحر ـ) ـ جدة ـ الحجاز ـ المملكة العربية السعودية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حسين حمزة بندقجي، جغرافية المملكة العربية السعودية (جدة 1981).

ـ محمد أحمد الرويثي، الموانئ السعودية على البحر الأحمر (المدينة المنورة 1997).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 843
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 533
الكل : 31200621
اليوم : 25778

اليافعي (عبد الله بن أسعد-)

اليافعي (عبدالله بن أسعد ـ) (698ـ 768هـ /1298ـ 1367م)   عفيف الدين أبو السعادات عبد الله ابن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني، الفقيه الزاهد المتصوف، ولد في مدينة عدن، ونشأ بها على خير وصلاح، وظهرت عليه آثار الفلاح، فأشغله والده بالعلم على شيوخ عدن وحواضر اليمن، وعندما شب رحل لتحصيل العلم، فدخل القدس ودمشق والقاهرة، وأخذ عن أعلام الفقه والحديث واللغة فيها، وحج غير مرة ليستقر في الحجاز متردداً بين مكة والمدينة المنورة، وقد مال إلى التصوف فدرس علومه وانسلك في طُرقه وحفظ كتبه وكتب الفقه والنحو حتى صار شيخ وقته في الفقه والحديث والتصوف، فضلاً عن براعته في التاريخ والعربية والأدب، واشتغل بالتدريس والإفادة والتصنيف إلى أن توفي بمكة المكرمة عن سبعين عاماً.

المزيد »