logo

logo

logo

logo

logo

روستافيلي (شوتا-)

روستافيلي (شوتا)

Rustaveli (Shota-) - Roustaveli (Chota-)

روستافيلي (شوتا ـ)

(1172؟ ـ 1216؟)

 

شوتا روستافيلي Shota Rustaveli أشهر شعراء جورجيا القدامى، تاريخ ولادته ووفاته تقريبيان؛ ولا يُعرف من سيرته سوى شذرات يسيرة. وتزعم الرواية الشعبية المأثورة أنه تيتم منذ الصغر وعاش طفولته في كنف أحد أقربائه. وقد ورد في مدخل قصيدته الملحمية «الفارس في إهاب النمر» Vepkhis-tqaosani لقب «روستافيلي» مرتين، ويعني هذا اللقب إما: مالك ضيعة (أو حصن) روستافي، أو المنحدر من بلدة روستافي. وثمة صورة له لا تزال محفوظة حتى اليوم على أحد أعمدة دير الصليب المقدس الجورجي في القدس، يبدو فيها روستافيلي بهيئة وجيه عجوز، وهي مرفقة بكتابة تعزو إليه شرف ترميم الدير وتزيينه بالنقوش. ويُستدل من مجمل الوثائق المكتشفة أن روستافيلي تولى منصب خازن البلاط لدى الملكة الجورجية تمار Tamar، وأنه قضى آخر سني حياته في القدس حيث توفي ودفن.

لم يبق من أعمال روستافيلي سوى قصيدته الشهيرة «الفارس في إهاب النمر»، التي أهداها إلى الملكة، التي بلغت جورجيا في عهدها أوج قوتها وازدهارها، ويعرّف فيها الشعر ويقسمه إلى مراتب، ويصف الحب ويعدد أهدافه وشروطه. ويزعم في المدخل أنه استوحى موضوع ملحمته من قصة فارسية قديمة، بيد أن دارسيه لم يجدوا ما يثبت هذا الزعم. ومن الواضح أنه ادعى ذلك من باب حسن التخلص، لأنه يتحدث في مستهل قصيدته عن تنازل ملك عربي اسمه روستفان عن عرشه لابنته الوحيدة تيناتين، ليشير تلميحاً إلى تنازل الملك جورجي الثالث Georgi  III عن عرشه في حياته لابنته الوحيدة تمار، وتعبيراً عن الأفكار الفلسفية والاجتماعية التقدمية التي تحلى بها.

لاشك أن ملحمة روستافيلي عمل أدبي أصيل يعبر عن الروح القومية الجورجية وعن مثل إنسانية عامة. وثمة بعض التشابه الخارجي بين هذه القصيدة ورواية الفروسية [ر. الرواية] التي راجت في أوربا في القرون الوسطى، كما يلاحظ فيها بعض ملامح الحب العذري، إذ يناصر الشاعر حرية الإنسان في اختيار من يحب، وحقه في الدفاع عن هذه الحرية، كما يعلي من شأن الصداقة النزيهة التي تسمو إلى درجة التآخي. فالأصدقاء الثلاثة «أفتانديل» العربي و«تارييل» الهندي و«بريدون» المولغازنزاري يضربون أروع الأمثلة في الإخلاص والوفاء والمروءة والدفاع عن حرية الوطن، وهم يمثلون بهذا تآخي الشعوب وتآزرها من أجل صون القيم الإنسانية العليا. وتصور القصيدة المرأة في أبهى صورها؛ فالأميرة العربية «تيناتين» والأميرة الهندية «نستان داريجان» وجاريتها «عصمت» و«فاطمة» زوجة شيخ التجار في كولانشاور، يضربن المثل الأعلى في الطهارة والوفاء والجرأة والحكمة وحسن التدبير في الملمات والتضحية في سبيل الحرية الشخصية وسؤدد الوطن. وهذه السمة تميز عمل روستافيلي من أغلبية الأعمال الأدبية في القرون الوسطى، وتنم القصيدة عن سعة ثقافته وعن تمثله منجزات من سبقه من المفكرين والأدباء الجورجيين وتجاوزها؛ كما تدل على تأثره في الفكر الفلسفي الصيني والفارسي واليوناني القديم ولاسيما أفلاطون.

نظم روستافيلي قصيدته على شكل رباعيات واختار وزناً مناسباً لموضوعها يسمى «الشاعري» Sha‘iri، وتفنن في استخدام كل التنويعات المقطعية المسموح بها ضمن حدود هذا الوزن لتجنب الرتابة وجعل الإيقاع يتناغم مع الموضوعات ذات السمات الانفعاليةـ التعبيرية المختلفة. وتتسم لغتها بعذوبة الجرس ورشاقة التعبير، وتزخر بالمجازات والاستعارات التمثيلية والحكم التي غدت أقوالاً مأثورة، كما تقترب أحياناً من اللغة الدارجة السلسة، مما أدى إلى تعزيز مواقع هذه اللغة في الشعر الجورجي، وأكسب روستافيلي عن جدارة لقب مؤسس اللغة الأدبية الجديدة التي ما زالت سائدة في جورجيا حتى اليوم.

حظيت قصيدة «الفارس في إهاب النمر» بشهرة محلية وعالمية واسعة لما تتسم به من أهمية قومية وإنسانية عامة، وترجمت إلى العديد من اللغات بما فيها العربية.

عدنان جاموس

الموضوعات ذات الصلة:

 

جورجيا (الأدب).

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ شوتا روستافيلي، الفارس في إهاب النمر, ترجمها عن الفرنسية نزار خليلي، دققها بالاستناد إلى الأصل الجورجي غورام تشيكوفاني وآخرون (ليون صغارا دزه، المطبعة الجديدة، دمشق 1984).

- D.M.LANG, Landmarks in Georgian Literature (1966).

- S.N.KEKELIDZE, Shota Rustaveli da misi poema “Vepkhis-tqaosani” (Tbilisi 1979).

 


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 54
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 544
الكل : 29573954
اليوم : 28870

ابن جزي

جُزَيّ (ابن ـ) (721ـ757هـ/1321ـ1356م)   أبو عبد الله، محمّد بن محمّد بن أحمد. وُلد بغرناطة، ونشأ في كنف والده أبي القاسم الذي كان عالم الأندلس، ومفتيها، فرعاه ودرّسه وثقّفه إلى أن تمكّن من علوم الحديث والأدب واللُّغة. عندما اشتهر أدبه، وتمكّنه من فنّي النّظم والنَّثر ضمّه أمير الأندلس أبو الحجّاج يوسف بن الأحمر إلى بلاطه فصار كاتبه، ومدحه بأشعار كثيرة، ثم تغيّر عليه فامتحنه وضربه بالسّياط، وأمر بنفيه، فهاجر إلى المغرب وترك أشعاراً في ذمّ أرض الأندلس.
المزيد »