logo

logo

logo

logo

logo

دي كيريكو (جورجيو)

دي كيريكو (جورجي)

De Chirico (Giorgio-) - De Chirico (Giorgio-)

دي كيريكو (جورجيو -)

(1888-1978م)

 

جورجيو دي كيريكو Giorgio de Chirco مصور يوناني - إيطالي ولد في (فولفو) باليونان. كان والده مهندساً ومديراً لبناء سكة الحديد في (تيسالي)، ومنذ طفولته توجه إلى الأساطير القديمة، وقد تأكد وتمتن هذا التوجه لديه؛ عبر تنشئته «الكلاسيكية» إذ تجلت موهبته، وترسخت ميوله إلى الرسم الذي مارسه منذ كان يافعاً.

في عام 1899، استقرت عائلته في «أثينا» حيث وقف وقته على فن الرسم في المدرسة المهنية. بعد وفاة والده في عام 1905، انتقلت عائلته إلى إيطاليا، لكن والدته اصطحبته مع أخيه ألبرتو سافينيو عام 1906 إلى مدينة (ميونيخ) الألمانية، وفيها دخل الأكاديميّة الملكيّة، واطلع على فلسفة «شوبنهاور» و«نيتشه»، وتعرف على مجموعة من الفنانين الذين أحبهم وتأثر بهم ومنهم «أرنولد بوكلين» و«ماكسس كلينجر».

في عام 1909 عاد إلى إيطاليا، فقصد ميلانو ثم تورين التي قدمت له ساحتها الزاخرة بالتماثيل المثبتة على مستوى الأرض، وتناقضات الظل والنور في أثناء الغروب: الإجابة الوافية عن رؤية «نيتشه» وفلسفته المتعلقة بإرادة القوة، والتي لم تكن هي الوحيدة التي تقض مضجعه، وتشكل هاجسه في العودة الأزلية غير القابلة للفصل، والتي أطلقها «نيتشه» لحظة نشوة، حالماً بإمكانية تحقيقها. على هذه الرؤية، نهضت أعمال دي كيريكو في المرحلة التي حملت عنوان «سر أمسية خريفية» والعائدة للعام 1910.

غادر دي كيريكو إيطالية إلى باريس واستقر فيها عام 1911، حيث بدأ تأملاته وبحثه مشتغلاً في التصوير الماورائي الذي لخص فكرته في هذا النص: «لكي يخلد العمل الفني، عليه أن يخرج من الحدود البشريّة. وأما الذي أستمع إليه فإنه لا يساوي شيئاً، ولا يبقى إلا ما تراه عيناي المتفتحتان، وأكثر من ذلك ما تراه عيناي المغمضتان».

التقى دي كيريكو الناقد والشاعر أبولينير والفنانين بيكاسو، وماكس جاكوب، وموريس، ورينال. أسس في إيطاليا الفن الميتافيزيقي métaphyisque مع «كارا» و«فيراري»، وانضم عام 1919 إلى جماعة القيم التشكيليّة Valorie Pelastici.

استخدم دي كيريكو في لوحاته مساحات واسعة مغلقة بجدران بعيدة، ترجم من خلالها صمت الغياب، وحضور اللامرئي، كما في عمله «سر الساعة» المنفذ في عام 1911. كانت الشخوص نادرة في أعماله، وغالباً ما تكون مُحجبة، وكل شيء فيها يوحي بالصمت التام، والحزن العميق. قال عنها أبولينير فيما بعد: «إنها الأكثر إعجاباً في أعمال جيل الشاب».

في عام 1911 عرض دي كيريكو في صالون الخريف والمستقلين، وقد شكلّت أعماله هذه بداية الأقواس، حيث أدخل أبواباً على الطريقة الإيطالية، مع عناصر أخرى مثل المدافع، والتماثيل، والقاطرات، وكانت هذه الأشياء منتشرة آنذاك في الساحات المقفرة.

وكان للفنان تجارب مع النحت الفراغي، فقد أظهر عبر مادة الجص، وبالأسلوب الأكاديمي، الحضور البشري كما في عمله «شك الشاعر» (1913)، ومجموعة «رولان بانروز» بلندن، و«لحن الحب» (1914)، ومجموعة «تلسون أ. روكلفر» بنيويورك. ومن أعماله «الفيلسوف والشاعر» (1914) وهي مجموعة خاصة في ميلانو، و«المتكهن» (1915) وهي مجموعة خاصة في نيويورك.

في عام 1915 عاد دي كيريكو ليستقر في إيطاليا. وفي نهاية عام 1916 تعرف الفنانين كارا وموراندي.

هذه المرحلة شكلّت لديه مرحلة (الماورائيّة الداخلية) وتمثلها لوحة «ربات الفن القلقات» (1917) وهي من مجموعة «ماينولي»، بمدينة ميلانو.

حين اتصل دي كيريكو بالسرياليين بين عامي 1923 و1924 لاحظوا أنه يبتعد عن شبابه مما دفعهم لإنكاره في الوقت الذي عدوه واحداً من الستة أو السبعة الكبار المعاصرين.

عاد دي كيريكو إلى بوكلين، ومن هناك أعلن نفسه وريث رافايلّو والبندقيين.

   
 
 

دي كيريكو: «ساحة إيطالية»

أُغرم هذا الفنان برسم الساحات الإيطاليّة والتماثيل التي تضمها، فأبرز الظلال التي تتركها فوق الأرض، وأحياناً كان يكتفي برسم الظلال البشريّة في غياب أصحابها، بهدف الإيحاء بعوالم مشحونة وقاتمة، تفرز الحزن والكآبة، بنوع من الصمت المطبق الذي سرعان ما يتغلغل في أحاسيس المتلقي، ليلقي بظلال الكآبة والحزن عليها. من هذه الأعمال لوحته «ساحة إيطالية» (1912) ولوحة «كآبة وحزن شارع» (1914).

ولإبراز هذه الأجواء النفسيّة العميقة، كان دي كيريكو يلجأ إلى استخدام متقن لعملية تباين الظل والنور التي تملك قدرة على إيقاظ القلق وتنميه في نفس المتلقي. والملاحظ أن دي كيريكو لم يول كبير اهتمام رسم الأشخاص في أعماله، فإذا رسمهم، رسمهم مقنعين، مثال ذلك «حلم الشاعر» (1914) وهو نصبٌ بنظارتين سوداوين، ولوحته «دماغ الطفل» (1914) وفيها صور الشخص مغمض العينين، ولوحته «وجه أبولينير» 1914، وهذه الأعمال موزعة في البندقية «مجموعة غوغينهايم» وفي المتحف الوطني في ستوكهولم.

أما لوحاته التي تناول فيها الطبيعة الصامتة، فقد بدت غريبة بعض الشيء، وتظهر فيها أشكال وعناصر مرتبطة بمهنته كالزوايا القائمة والحمالات التي تتكدس، لتشكّل في الفضاءات المكتظة والمغلقة أهرامات رائعة، حيث العالم الخارجي مستوحى أحياناً من انحراف اللوحة داخل اللوحة. مثال ذلك لـوحـة «المنـارة» (1917-1918) وهي من مجموعة «بيارماتيس» في نيويورك.

كان الفن الذي أنتجه دي كيريكو عامة رد فعل للطريقة المستقبليّة، وهو في غالبية أعماله، يُعبّر عن انقطاعه المطلق عن الحياة المحيطة حوله، مخالفاً بذلك توجه السرياليين، وقد كان شديد الاهتمام بالآليات النفسية لشخوصه، ومؤمناً إلى حد بعيد بالأشباح.

محمود شاهين

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 490
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 560
الكل : 31605809
اليوم : 40664

الدجاجيات

الدجاجيات   تعد الدجاجيات Galliformes أو Gallinacae إحدى أهم رتب الطيور، وتشمل 7 فصائل و94 جنساً و250 نوعاً. وتتميز هذه الرتبة بأنها تضم الأنواع الاقتصادية من الطيور ذات الفائدة الكبيرة لغذاء الإنسان كالدجاج[ر] Gallus doemesticus الذي بدأ تدجينه منذ ما يزيد على 4000 سنة، وكذلك الأنواع الرائعة الجمال كالطاووس والتدرج الذهبي وغيرها.
المزيد »