logo

logo

logo

logo

logo

الدنمارك (جغرافيا وتاريخ)

دنمارك (جغرافيا وتاريخ)

Denmark - Danemark

الدنمارك

 

 

   
 
   
 
 

   كثبان رملية تغطيها الأعشاب تحف خليجاً صغيراً على الساحل الغربي للدنمارك

 

 

الدنمارك Danemark أو Denmark دولة في شمال غربي أوربا، وهي شبه جزيرة، يحدها كل من ألمانيا من الجنوب بحدود مشتركة تمتد مسافة 68كم، وبحر سكاغراك Skagrak من الشمال وبحر الشمال من الغرب، وبحر كتغات Kattegat من الشرق. وتضم الدنمارك شبه جزيرة جوتلند Jutland التي تشغل نحو 70% من أراضي الدنمارك، ويعيش معظم الدنماركيين فيها، إضافة إلى أنها تضم 482 جزيرة متجاورة، أقل من 100 جزيرة منها مأهولة بالسكان، وأهم هذه الجزر شيلّند Sjelland، فيون Fyn، لولند Lolland، فالستر Falster، بورنهولم Bornholm، كما تضم أيضاً جزر فارو التي تقع شمال اسكتلندا، وتتمتع بالحكم الذاتي ضمن دولة الدنمارك، وجزيرة غرينلند التي تقع قرب الساحل الشمالي لكندا، على بعد 2090كم عن الدنمارك تقريباً وتتمتع أيضاً بالحكم الذاتي، وتبلغ مساحتها 2180000كم2 ولكن الثلوج تغطي معظم أراضيها، ومن ثم لا تزيد نسبة المنطقة المأهولة على20%. العاصمة كوبنهاغن يعيش فيها مع ضواحيها نحو ربع سكان الدنمارك، ويتركز فيها نصف صناعات الدولة تقريباً.

الأوضاع الجغرافية

أراضي الدنمارك في معظمها منخفضة، وتكاد تحيط بها المياه من كل جانب، أدنى ارتفاع هو 7م تحت مستوى سـطح البحر، وأعلى ارتفـاع هو 173م فوق سطح البحر. المناخ بحري معتدل رطب، غائم عاصف في الشتاء ومعتدل في الصيف، وتسقط الأمطار طوال السنة، وأعظمها في شهري آب وتشرين الأول، وتسقط الثلوج من 20-30 يوماً في السنة.

مساحة الدنمارك 43042كم2، منها نحو 700كم2 مسطحات مائية، حيث تضم مجموعة كبيرة من البحيرات الصغيرة، أكبرها بحيرة أريسو ومساحتها نحو 40كم2، وكذلك مجموعة من الأنهار القصيرة، أطولها نهر غوثِنو (158كم). وتقسم الدنمارك إلى خمسة أقاليم جغرافية رئيسة هي: الساحل الغربي، السهول الرملية الغربية، المرتفعات الوسطى الشرقية، السهول الشمالية وأخيراً إقليم جزيرة بورنهولم.

 

الأحوال البشرية

عدد سكان الدنمارك 6.9 مليون نسمة تقريباً (تقدير عام 2002)، 97% منهم دنمركيون، الكثافة السكانية نحو 122ن/كم2، يعيش 86% من السكان في المدن و14% في الأرياف، معدل المواليد 12.2 في الألف، معدل الوفيات 11 في الألف، معدل وفيات الأطفال 5.1 في الألف، معدل النمو السكاني في الدنمارك 10 في الألف تقريباً، وبحسب التركيب العمري، فإن 18% من السكان أعمارهم من 0-14 سنة، و67% من 15-64، و15% أكبر من 65 سنة. متوسط العمر المتوقع عند الولادة للذكور 74 سنة، للإناث 79.3 سنة، نسبة البطالة نحو 6%، وتتوزع اليد العاملة إلى 5.6% في الزراعة، 27.5% في الصناعة والمناجم، و66.9% في الخدمات.

أهم المجموعات العرقية هي الاسكندنافية، الأنويت، الفاروية، الألمانية، ونحو 97% من الشعب الدنماركي ينتمي إلى الكنيسة اللوثرية الإنجيلية. أهم المدن آرهوس، أودنسه، وألبورغ. اللغة الرسمية الدنماركية، واللغة الثانية السائدة الإنكليزية، ومن اللغات الأخرى الألمانية.

نظام الحكم

الدنمارك مملكة دستورية، رأس الدولة الملك أو الملكة، لكنه ذو نفوذ محدود، وتقسم الحكومة إلى ثلاث سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية، التشريعية يمثلها البرلمان الذي يتكون من 179 عضواً، يتم انتخابهم دورياً كل 4 سنوات، 175 منهم من الدنمارك و2 من جزيرة غرينلند، و2 من جزر فارو. السلطة التنفيذية يمثلها مجلس الوزراء الذي يرأسه رئيس الوزراء، ويضم ممثلي الأحزاب الرئيسة ومستقلين. هناك في الدنمارك عدة أحزاب سياسية.

الأوضاع الاقتصادية

تتمتع الدنمارك باقتصاد قوي، وهي بلد صناعي زراعي ذات مستوى عالٍ من التطور، وتتبوأ الصناعة مكانة هامة في الاقتصاد الدنماركي، وتسهم بأكثر من 40% من الدخل الوطني، و80% من الإنتاج الصناعي توفره الصناعات المتطورة عالية الجودة، كالصناعات المعدنية والآليات والسفن والإلكترونيات والصناعات الكيمياوية والورق والنسيج والصناعات الغذائية وصناعة الأثاث والخزف الصيني والأواني الفضية وغيرها، مع أن الدنمارك فقيرة بالثروات الباطنية وفي مصادر الطاقة التي تعتمد في تأمينها على السوق الخارجية. وفي السنوات الأخيرة بدأ استخراج النفط والغاز من الرصيف القاري في بحر الشمال ومن جنوب شبه جزيرة جوتلند، وتنتج الدنمارك من الفولاذ 0.65 مليون طن، ومن البترول نحو 17 مليون طن، ومن الغاز الطبيعي 5.2 مليار م3، ومن الكهرباء نحو 40 مليار كيلو واط ساعي.

   

الاستثمار الزراعي في شيلند

مزرعة لإنتاج الألبان شرقي الدنمارك. كثير من مزارع إنتاج الألبان شرقي الدنمارك يقع على مقربة من مدينة كوبنهاغن أو المراكز المدنية الأخرى، ويوفر الألبان للسوق المحلية وللتصدير الخارجي

الزراعة المتطورة تحتل مكانة هامة في اقتصاد الدنمارك، وتشغل الأراضي الصالحة للزراعة نحو 60% من المساحة العامة، و10% تشغلها الغابات، ومساحة الأراضي المروية تبلغ نحو 4350كم2، ويتجه الإنتاج الحيواني بصورة رئيسة نحو تربية الأبقار والخنازير وإنتاج اللحوم والألبان والزبدة والحليب والأجبان والبطاطا والحبوب. وتصطاد الدنمارك من البحار المحيطة بها نحو مليوني طن من الأسماك.

   
 
 

مراكب صيد في ميناء غوديم الواقع في إقليم جزيرة بورنهولم

أهم جزء في وسائل النقل التجارية الأسطول البحري، إذ توفر البحار المحيطة بالدنمارك وسائل نقل رخيصة، تستطيع الدنمارك بوساطتها استيراد حاجاتها وتصدير فائض إنتاجها، إذ يبلغ طول الممرات المائية 400كم، وأهم الموانئ البورغ، آرهوس، كوبنهاغن، اسبير، فريذريدسيا وغيرها، وتخدم المدن الدنماركية شبكة مواصلات عامة واسعة النطاق، وأهم وسائل النقل القطارات والحافلات والسيارات السياحية، ولدى الدنمارك نحو 2800كم من الخطوط الحديدية، وتضم شبكة الطرق البرية نحو 70ألف كم من الطرق البرية السريعة التي تربط المدن والقرى ببعضها، ويزداد دور النقل الجوي في الدنمارك، وفيها نحو 18 مطاراً، ويعد مطار كاستروب قرب كوبنهاغن أحد أكبر المطارات في أوربا، ويستقبل 12 مليون مسافر سنوياً. ويستخدم نصف الشعب الدنماركي الدراجات في تنقلاتهم، ومعظم الطرقات بها ممرات مخصصة للدراجات. وتعاني الدنمارك كغيرها من بلدان العالم، وخاصة العاصمة كوبنهاغن والمدن الكبرى الأخرى من مشكلات الازدحام وتلوث الهواء الناجم عن الصناعة ووسائل النقل، ومن تلوث المياه السطحية، وكذلك تلوث مياه بحر الشمال من مخلفات الصرف الصحي وإلقاء النفايات المختلفة.

 

 

وترتبط الدنمارك بعلاقات تجارية مع معظم دول العالم، وخاصة مع بريطانيا والسويد وألمانيا. الناتج الوطني الإجمالي نحو 175 مليار دولار لعام 1998، ونصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي نحو 33 ألف دولار، قيمة الواردات  43161 مليون دولار، وقيمة الصادرات 48971 مليون دولار، 60% من قيمة الصادرات تأتي من المنتجات الصناعية، و31% من المنتجات الزراعية، أهم الصادرات الأجهزة الكهربائية والمواد الكيمياوية والمواد الغذائية وصناعة الأثاث والألبسة والأقمشة. أهم الواردات المعدات المنجمية والآلات والمواد الغذائية. والعملة الدنماركية هي الكرون الدنماركي.

تكاد الدنمارك تخلو من الأمية، والتعليم الأساسي فيها يشمل 12 صفاً، ويقسم إلى مرحلتين، الابتدائية وتشمل سبع سنوات، والثانوية وتشمل خمس سنوات، ويوجد في الدنمارك ثلاث جامعات أكبرها وأعرقها جامعة كوبنهاغن التي أٌسست عام 1479، وتضم نحو 24 ألف طالب وطالبة، ثم جامعتا أرهوس وأودنسه. يوجد في الدنمارك نحو 250 مكتبة عامة، أهمها المكتبة الوطنية، وتحوي نحو 2.5 مليون كتاب، ومكتبة جامعة كوبنهاغن. مستوى الحياة في الدنمارك عامة متطور، ويعيش الناس بمستوى عال من الرفاهية، وقد نال عدد كبير من الأدباء والفنانين والموسيقيين الدنماركيين شهرة عالمية واسعة.

لمحة تاريخية

كان يسكن الدنمارك في بداية العصر المسيحي قبائل الأنغل والسكسون والقوط الجرمانية، وبعد هجرتها إلى أماكن أخرى جاءتها في أواخر القرن الخامس الميلادي قبائل الدان الاسكندنافية التي شكلت في البداية إمارات وممالك صغيرة، قبل أن تتوحد في منتصف القرن العاشر بقيادة الملك غورم Gorm وأبنائه، ثم بدأت هذه المملكة تتوسع في عهد الملك كنوت الكبير Knut   ت(1035-1018م) الذي احتل إنكلترا والنروج سنوات عدة، وازدادت قوة في عهد الملك ڤالدمار الكبير Waldemar I ت(1157- 1182م)، الذي احتل شواطئ البلطيق. وفي عهد خلفائه دخلت الدنمارك في صراع مع منظمة الهانزا التجارية وضمت إليها جزيرة آيسلندا في شمال أوربا. وقد تمكنت الملكة مرغريت Margarete ت(1387- 1412م) بزواجها من ملك النروج هاكون ثم احتلالها السويد من توحيد الدول الاسكندنافية الثلاث بزعامتها (1397م) والذي عُرف باتحاد كالمار. وإبان حروب الإصلاح الديني انفصلت السويد عن الاتحاد وتمكنت من انتزاع السيادة في بحر البلطيق في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وفي عام 1536م اعتنقت الدنمارك المذهب البروتستنتي وأصبحت منذ عام 1660م ملكية وراثية، شهدت بعدها عدة إصلاحات دستورية.

وقفت الدنمارك في الحروب التي أعقبت الثورة الفرنسية إلى جانب نابليون، فتعرضت عاصمتها للقصف الإنكليزي، وتوجب عليها أن تسلم أسطولها إلى إنكلترا عام 1807م، ثم تخلت عن النروج للسويد عام 1814م، وفقدت مناطق أخرى. دخلت الدنمارك في صراع مع بروسيا والنمسا حول ملكية مقاطعتي شليزفيغ وهولشتاين وخسرتهما عام 1864. اتخذت الدنمارك في الحرب العالمية الأولى موقف الحياد، وبقيت على حيادها في سنوات ما بين الحربين، ولكن في عام 1940 احتلتها قوات ألمانيا النازية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وأعلنت آيسلندا عام 1941 استقلالها عن الدنمارك.

أصبحت الدنمارك، في عام 1949، عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ثم دخلت في السوق الأوربية المشتركة وهي اليوم عضو في الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي.

محمد سليمان

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 371
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1685
الكل : 56375542
اليوم : 48217

البطاقة البريدية

البطاقة البريدية   البطاقة البريدية mandat postal أداة بريدية ـ قانونية، تستعمل في توجيه الإنذار[ر] والإعذار، والإعلان، والتنبيه، والإبلاغ، والإخبار؛ في الحالات التي يسمح بها القانون. لأن الأصل في التشريع السوري وغيره من التشريعات العربية أن الإنذار يجب أن يوجه عن طريق دائرة الكاتب بالعدل، غير أن القانون أجاز توجيه الإنذار عن طريق البريد على الوجه المبين في القوانين الخاصة، وأجاز ذلك عند وجود اتفاق على اعتماد البطاقة البريدية بدلاً من الإنذار العدلي.
المزيد »