logo

logo

logo

logo

logo

زولا (اميل-)

زولا (اميل)

Zola (Emile-) - Zola (Emile-)

زولا (إميل ـ)

(1840 ـ 1902)

 

إميل زولا Émile Zola كاتب فرنسي يعد مؤسساً للمدرسة الطبيعية[ر] Naturalisme في الأدب، ولد في باريس، لأب يتحدر من أصل إيطالي، من مدينة البندقية، ويدعى فرانسوا زولا، وأم فرنسية تدعى إميلي أوبير. قضى زولا سنوات طفولته ومراهقته في مدينة إيكس آن بروفانس Aix-en-Provence، وتعرَّف في مدرسة بوربون مجموعة أصدقاء منهم بول سيزان[ر] وجان باتيست باي. ثم عاد إلى باريس بعد وفاة والده وتابع دراسته الثانوية غير أنه لم يتمها بسبب إخفاقه في الحصول على شهادة البكالوريا. أتيحت له في عام 1860فرصة العمل في مكتبة هاشيت رئيساً لقسم الدعاية واستمر في عمله حتى عام 1866. وقد تمكن زولا في أثناء هذه المدة من معرفة عدد من الكتّاب واطلع على أعمال المشهورين منهم مثل ستندال[ر] وبلزاك[ر] وفلوبير[ر]، كما استطاع نشر بعض القصص والمقالات، انصرف بعدها نهائياً إلى الرواية.

نشر زولا أول رواياته «اعتراف كلود» (1865) La confession de Claude ، التي استوحاها من تجربة عاطفية مخفقة مر بها، ثم دفع إلى المطبعة بعدد من الروايات كان من أهمها رواية «تيريز راكان» Thérèse Raquin عام 1867، ورواية «أسرار مرسيليا» Les Mystères de Marseille. وفي المدة نفسها كتب مقالات نقدية تناولت بعض الرسامين مثل مانيه[ر] ومونيه[ر] وسيزلي[ر] Sisley، مما أعطى عنه صورة الناقد الطليعي الذي يُحسن في الوقت نفسه صياغة اللوحة الشعرية ومخاطبة أخلاقيات زمنه والمجادلة السياسية.

تزوج زولا عام 1870 من فتاة تدعى ألكساندرين ميلي Alexandrine Meley وعاشا في مرسيليا وبوردو حتى عام 1871، حيث بدأ بتأليف ونشر مجموعة رواياته التي تحمل عنوان «آل روغون ماكار» Les Rougon-Macquart، التي أخذت من وقته ما يقارب ربع قرن، وتعرض حياة سلالة روغون ماكار ومشكلاتها وأمراضها، ومنها رواية «قدر آل روغون» (1871) La Fortune des Rougon ، «جَوف باريس» (1873) Le Ventre de Paris ، «خطيئة الأب موريه» (1875) La Faute de l’abbé Mouret ، «فخامة أوجين روغون» (1876) Son Excellence Eugène Rougon ، «الحانة المريبة» (1877) L’Assommoir  التي أكسبته شهرة، و«نانا» (1880) Nana. وقام بنشر مقالات في صحف تلك الفترة حول الرواية التجريبية والروائيين الطبيعيين. ثم بدأت ظروفه المادية بالتحسن بعد نشر روايات لاقت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور مثل «فرح العيش» (1884) La Joie de vivre و«جرمينال» (1885) Germinal  و«الأرض» (1887) La Terre .

ومع أن زولا تعرض لأزمة نفسية أوهنت إرادته لمتابعة الكتابة والنشر خاصة بعد وفاة والدته وبعض أصدقائه من الكتّاب والفنانين مثل فلوبير ومانيه، إلا أن حدثاً عاطفياً مهماً طرأ في حياته وأعاد إليه همته وولّد عنده طاقة جديدة، إذ تعرف على امرأة شابة تدعى جان روزرو أصبحت عام 1888 رفيقة حياته الثانية ورزق منها بولدين. وهكذا استطاع إنهاء سيرة حياة آل روغون ماكار ونشر روايات جديدة مثل «الحلم» (1888) Le Rêve و«الوحش الإنساني» (1890) La Bête humaine  و«المال» (1891) L’Argent ، وأصبح من كبار كتّاب الرواية الواقعية الناقدة في فرنسا بعد بلزاك وستندال وفلوبير.

إميل زولا

 كتب زولا بعد ذلك مجموعتين روائيتين هما «المدن الثلاث»   (1894ـ1898) Les Trois Villes و«الأناجيل الأربعة» (1899ـ1903) Quatre Évangiles . وإذا كانت المجموعة الأولى قد اهتمت باستقراء مشكلات المجتمعات المعاصرة، فقد رسمت الثانية مستقبلاً اجتماعياً وسياسياً طوباوياً، وطغت عليها قضية دريفوس Dreyfus وتداعياتها، فنشر عدة مقالات أهمها «إني أتهم» J’accuse دفاعاً عن هذا الضابط الفرنسي المتهم بالتعامل مع ألمانيا، فحكم زولا بالسجن مدة سنة واضطر إلى مغادرة باريس إلى لندن.

قام زولا بتأسيس نظرية عامة في الرواية أعطته القدرة على الحكم على من سبقه أو عاصره كما قدمت له نموذجاً خاصاً للإنتاج الروائي. وقد استعار كلمة «الطبيعة» من علوم الحياة ومن الفلسفة، وكانت هذه الكلمة منذ القرن السادس عشر رديفة لكلمات كالمادية والإلحاد، وكانت تتردد بين مفردات الفنون الجميلة وتعني التعبير الأصيل عن الطبيعة والجسد. إن الفكرة الجوهرية في المدرسة الطبيعية كما عبّر عنها زولا هي تحري الحقيقة في الفن وفي الرواية خاصة. والحقيقة هي نتيجة لمسعى يشبه إلى حد بعيد المنهج العلمي، أي الملاحظة والتحليل والتجريب واستنباط الأسباب، ورفضٌ لكل أشكال المثالية والدوغماتية والرقابة، وإيمانٌ بالإنسانية التي تصورها أعمال إبداعية واقعية. وأضحت الرواية بفضله تجريبية تخضع الشخصية الروائية لسلسلة من الامتحانات التي يمكن مقارنتها بالتجربة العلمية.

لاشك في أن مجمل أعمال زولا الروائية تثير الاهتمام الجدي للمؤرخ وعالم الاجتماع، لأنها نتيجة لتحقيقات جادة دقيقة جرت في أسواق المدن وأعماق المناجم وفي الأرياف والمسارح، وهي رصد يومي للطقوس الاجتماعية التي تغني الذاكرة الجماعية، وقصص طبيعية تلتقي عبرها الحتميات سواء تلك التي تتحكم بالجسد، أو التي تسيطر على مقدرات الحياة الاجتماعية.

عمد زولا منذ بداياته إلى ضبط عناصر التقنية الروائية بفضل فن التركيب وإمكان خلق شخصيات متعددة ذات ملامح واضحة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعضها بالآخر. وكان يحسب بدقة حجم روايته ومكانها بالنسبة للمؤلفات الأخرى، ويراعي عملية التوازن في الحبكة والحوار والوصف والتحليل. إن معدل «المناظر» التي استقاها من المدرسة الانطباعية[ر] في الرسم مهم، لكنه ليس أكثر أهمية من عدد توارد الفصول وتوازنها في رواياته، ومنظومة شخصياته مرسومة بدقة ويمكن بها تعرّف أنماط مهنية أو اجتماعية، كما أن لكل واحدة منها دوراً محدداً في لعبة درامية معينة. وعلاوة على ذلك فإن الشخصيات تتوزع بين الروايات وتؤدي أدواراً متداخلة. وعلى الرغم من كل ما كُتب وقيل عن المدرسة الطبيعية فإن روايات زولا ليست بعيدة في موضوعاتها عن الإبداعية[ر] (الرومنسية) التي أدت فيما بعد إلى التجريدية (السريالية[ر]). فالمنظر في مؤلفات زولا هو انطباعي وليس تعبيرياً [ر. التعبيرية]، إذ إن الكاتب يعطي للمادة نزعات الكائن الحي القلق، والعصابي المتأرجح دائماً بين قطبي الخير والشر. فغالباً ما تتحول الأرض المعطاء إلى أرض قاتلة، والنار إلى حريق، ونزعة الحب إلى نزعة الموت. ومع أن الإنسان الضعيف يخسر دوماً معركته ضد المؤسسات، إلا أن لهذا الإنسان قوة السيل الجارف والبحر الهادر في مؤلفات زولا التي تربط في مجملها بين الخيال الإنساني والخيال الأسطوري والحكائي.

توفي زولا في باريس مختنقاً في ظروف غامضة.

نواف مخلوف

مراجع للاستزادة:

 

- A.DE LATTRE, Le réalisme selon Zola (P.U.F.,Paris 1975).

- G.ROBERT, Émile Zola, principes et caractères généraux de son œuvre, Les Belles Lettres (Paris 1952).

- H.GUILLEMIN, Zola Légende et vérité, Utovie, (Paris 1979).

 


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 458
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1071
الكل : 40506426
اليوم : 36241

بافيزي (شـيزاري-)

بافيزي (تشيزاري ـ) (1908ـ1950)   تشيزاري بافيزي Cesare Pavese أديب إيطالي، كتب الرواية والقصة القصيرة والمقالة ونظم الشعر. وُلد في مقاطعة كونيو Cuneo الواقعة في شمالي إيطالية، ومات منتحراً في مدينة تورينو Torino. أنهى تعليمه في تورينو، وكانت بواكير نتاجاته أطروحة أعدها عام 1930 عن الشاعر الأمريكي ويتمن[ر] Whitman، وترجمة لرواية «موبي ديك» Moby Dick للأديب الأمريكي ميلفل[ر] Melville أتمّها في العام نفسه. درّس الإيطالية واللاتينية والفلسفة، وحصل في عام 1936 على لقب أستاذ في اللغة الإنكليزية.
المزيد »