logo

logo

logo

logo

logo

الراتنج

راتنج

Resin - Résine

الراتنج

 

الراتنجات resins مركّبات عضوية لزجة أو سائلة تتصلب عادة عند تعرضها للهواء لتصبح صلبة هشة القوام وغير متبلورة. يراوح لونها ما بين الأصفر إلى البني، وتشتعل بلهب مدخن ذي رائحة عطرية.

تفرز الراتنجات الطبيعية في كثير من النباتات كالصنوبريات والتنوبيات إلى السطح الخارجي نتيجة تضرر اللحاء من الرياح أو النار أو الضوء أو الصدمات الميكانيكية المسببة للخدوش والجروح، حيث تشكل غطاءً واقياً يمنع دخول الأحياء الدقيقة الضارة إلى النسج، ويخفف من الفقدان المفرط للنسغ النباتي عبر الخدوش.

يتباين التركيب الكيميائي للراتنجات في تفصيلاته من نوع لآخر، ولكنها جميعها تحوي عناصر الكربون والهدروجين والأكسجين، وهي عديمة الانحلال في الماء (وهو ما يميزها من الصموغ اللاراتنجية المنحلة في الماء)، وتنحل في الغول والإتير وغيرهما من المُحِلاّت العضوية ويدخل في تركيبها:

الزيوت النباتية (التربنات): وهي مكونة من هيدروكربونات أحادية أو أحادية ونصف التربنات. 

الحموض: وهي على أنواع منها الألفاوية مثل حمض السوكسنيك وحمض الأليراتيك aleuritic acid، أو حموض عطرية حرة أو مرتبطة، وحموض راتنجية تشكل البنية الرئيسة للراتنج، ويتوافر منها على نحو رئيسي ثنائيات وثلاثيات التربن، والكولوفان colophane الذي يحوي بصورة رئيسية حمض أبيتيك abietic.

الأغوال: وهي ألفاوية بشكل عام، تنتمي إلى مجموعة الريزونتانولات التي تعطي التفاعلات المميزة لكل من التانين والريزونول أو الأغوال ثلاثية التربن.

الفينولات: وهي هياكل فنيل البروبلين سواء كانت متكاثفة أو غير متكاثفة.

الروسينات resenes: وهي تربنات، مكوناتها متباينة منها ما هو صلب عديم الشكل أو سائل ليس فيه زمر وظيفية فعالة كيميائياً.    

تصنف الراتنجات بحسب قساوتها وتركيبها الكيميائي إلى ثلاث زمر رئيسة:

الصلبة hard resins، والزيتية oleo resins، والصمغية gum resins.

من الراتنجات الصلبة الروسين rosin والكهرمان amber  والكوبال copals  والماستيك  mastic  والساندروس sandarac. وهي مركبات هشة لا رائحة عطرية لها، وشكلها زجاجي، بعضها أحفوري وبعضها الآخر نواتج تكاثف الراتنجات الزيتية. 

أهم الراتنجات الطبيعية:      

الروسين rosin: أكثر هذه الراتنجات أهمية اقتصادية، له بنية نصف شفافة وهشة ولونه لون الكهرمان، ويتشكل نتيجة تكثيف الراتنج الزيتي - التربنتين, ويسمى بالروسين الصمغي، وزنه النوعي 1.08 وينحل بالمُحِلاّت العضوية ولا ينحل في الماء.  يصبح طرياً عند التسخين للدرجة 80 ْس وينصهر في الدرجة 135 ْس ويستخدم في صناعة الورنيش والدهانات والمشمعات الأرضية وتغرية الورق وكمجفف للزيوت.

الكهرمان amber: راتنج شجري أحفوري، اكتسب حالة ثابتة بعد فقدانه المكونات الطيارة في بنيته نتيجة بقائه في الأرض. عثر عليه عبر العالم وتتركز الكميات الكبيرة منه في رمال بحر البلطيق بعمر يراوح ما بين 40-60 مليون سنة. وقد يتواجد بشكل عقد غير منتظمة أو قضبان أو قطرات، ولونه أصفر مشوب بالبرتقالي أو البني ونادراً بالأحمر. يسمى النوع الحليبي الأبيض الكامد منه بالكهرمان العظمي. وقد عثر على أنواع من النباتات والحشرات الأحفورية متضمنات ضمن بعض القطع منه.

يصنف الكهرمان الشفاف ونصف الشفاف والملوّن بشدة مع الأحجار الكريمة. ويصنع على شكل منحوتات مزخرفة، أو عقود أو سبحات ومباسم للسجائر أو غلايين جميلة الشكل. يتشكل الكهرمان المضغوط amberoid عند دمج القطع الصغيرة منه بعضها مع بعض.

البلسم balsam: راتنج عطري زيتي تفرزه النباتات إما تلقائياً أو عبر الشقوق وجروح الساق. وهو يتشتت في إستيرات حمض البنزويك أو حمض السيناميك ويستخدم بشكل رئيس للأغراض الطبية. تصنف بعض أنواعه الأكثر عطرية مع البخور. أهم أنواعه بلسم بيرو balsam of perou الذي تفرزه شجرة myroxylon perirae ذات الارتفاع الشامخ. وقد أشير إلى هذا البلسم في دليل العقاقير ولكنه لا يملك قيمة طبية. كما يفرز بلسم التولو tolu balsam من قبل شجرة بهذا الاسم تنمو ما بين البيرو والمكسيك. وكلا البلسمان السابقان سائل لزج قاتم اللون وعطري الرائحة، ويستخدمان في صناعة الحلويات والعطور، وفي صنع أدوية السعال وكمقشعات وفي الأشربة المقوية.

الكوبايبا copaiba: اسم شائع لعدة أنواع شجرية من الفصيلة الفولية Fabaceae تنمو في إفريقيا المدارية وأمريكا، وهي تعطي راتنجاً بالاسم نفسه لمعالجة التهابات الأغشية المخاطية المزمنة.

الدامار dammar: أشكال مختلفة من الراتنجات الورنيشية تفرزها صنوبريات تنمو في شرقي آسيا وجنوبيها ومنها أنواع Shorea ويفرز نوع S.wiesneri الدامارا على شكل مستحلب لزج طري ذي رائحة عطرية شديدة، يتصلب عند تعرضه للهواء فاقداً رائحته ومشكلاً طبقة رقيقة شفافة وهشة صفراء بلون القش. ينحل الدامار بالغول وهو يثمّن عالياً في آسيا لأنه يستخدم كبخور وفي صناعة اللواصق والورنيش وغيرها.

الكوبال copal: يشمل هذا التعبير مجموعة من الراتنجات الورنيشية تتشابه في خواصها الفيزيائية والكيميائية. تفرزها بعض الأشجار المدارية مثل Nahuatlcopalli. عندما يجف الكوبال يصبح صقيلاً لماعاً ويراوح لونه ما بين عديم اللون تقريباً إلى الأصفر البني البراق. وهو ينحل عند التسخين بالغول والمُحِلاّت العضوية، ويستخدم في صناعة الورنيش وأحبار الطباعة.

يمكن الحصول على الكوبال من المصادر الحية أو كأحفوريات. يطلق تعبير الكوبال المغفل jackuss copal على الكوبال الخام المستحصل حديثاً من الأشجار، أو الملتقط من جذورها أو من الأرض بقربها. تستخدم أنواع من كوبال مانيلا الطرية في صناعة الورنيش. أما الكميات التجارية من الكوبال فهو كوبال زنجيبار Zanzibar، وقد عثر عليه مطموراً في الأرض في أفريقيا الشرقية على الشاطئ الغربي لزنجبار وهي مناطق عديمة الأشجار حالياً. يطلق اسم الكوبال أحياناً على الدامار وورنيش الصنوبر الهندي.

 اللك lac: يشمل مجموعة كبيرة من المركبات تفرزها الحشرات القشرية الصغيرة على أغصان وغصينات بعض الأشجار في جنوب آسيا وخاصة في الهند، حيث استخدم هذا المنتج هناك منذ 1200 سنة قبل الميلاد في التزيين.

تعني كلمة اللك باللغة الفارسية والهندية «مائة ألف»، وهي تشير إلى عدد الحشرات الكبير الذي يتطلبه إنتاج اللك (من 17-90 ألف حشرة لإعطاء 500غ من الشيلاك).

تحتشد الأعداد الهائلة من حشرة اللك Laccifer lacca على الأشجار، وتقوم بغرس خرطومها في لحاء الغصينات لتتغذى على النسغ، وبالتالي تتحلب إفرازات تتراكم وتلتحم مشكّلة طبقة راتنجية صلبة تغطي جسمها بالكامل بغطاء قرمزي اللون يسمى صمغ اللك. أما اللك الخام فهو لزج القوام، يتكون من الراتنج وحشرات اللك وصمغ اللك والغصينات، وعندما يسحق ويغسل منه الصبغ والغصينات والحشرات فإنه يصبح حبيبياً ويسمى اللك البذري أو الحبيبي، وعند زيادة التنقية فإن اللك الراتنجي الناتج يتصلب على شكل طبقات رقيقة هي الشيلاك التجاري.

إضافة إلى ما ذكر هناك الكثير من الراتنجات الأخرى مثل: كاوي الصنوبر kauri pine والحشيش hasheesh والفرنكينسينس frankincense والعلك chewing gum والشيلاك shellac.

أحمد مالو 

مراجع للاستزادة:

- Ancient Bristlecone Pine Forest, California. Magazine by Robert H. Mohlenbrook, Natural History, Vol. 94, May 1985.

- Desert Survivor, Magazine article by Jack C. Schultz, Ted Floyd, Natural History, Vol 108, February 1999.


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 679
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58334781
اليوم : 46377

العمارة العضوية

العمارة العضوية   العمارة العضوية organic architecture هي تحقيق التناسب عن طريق ترتيب علاقات هندسية تؤدي إلى نظام عضوي متناسق لتبدلات لا تنتهي. ونادراً ما كانت العمارة تغفل عن تطبيق المقياس العضوي module الذي يقوم على ربط قياسات أبعاد العمارة بمقياس وحدة من أجزاء هذه العمارة. لاشك في أن تطور الأدوات المستعملة في العمارة ساعد على تطوير العمارة العضوية، إذ لم يكن باستطاعة الإنسان في العصر الحجري إنجاز عمارة سويّة عن طريق أحجار السيلكس التي كانت أداته الوحيدة لتشذيب المغاور التي سكنها، أو تشذيب الأحجار الضخمة التي صنع منها العمارة الحجرية الضخمة megalithes، أو إعداد الأغصان لاستعمالها في إنشاء الأكواخ المائية palafittes، إلا بعد استعماله للأدوات المعدنية في بداية التاريخ، فاستطاع أن يقطع الصخر ويشذبه لبناء القبور المقببة tmulus المؤلفة من مداميك مدعومة بالطين، ثم بدأت صناعة العمارة الهندسية بالتطور. في الحديث عن هندسة العمارة لا بد من القول إن مصر كانت السبّاقة في تحقيق التناسب والانسجام الهندسي العضوي، المتمثل في إعداد الصخور بمقاسات محددة لإقامة الأهرامات والمعابد الصامدة والقوية والمنسجمة مع مفهوم الأبدية عقيدة المصريين.
المزيد »