logo

logo

logo

logo

logo

دباس (شارل-)

دباس (شارل)

Dabbas (Charle-) - Dabbas (Charle-)

دباس (شارل -)

(1884-1935م)

 

شارل دباس، أول رئيس لبناني، ولد لأسرة مسيحية تنتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس، درس في الثانوية اليسوعية في بيروت، ثم ذهب إلى باريس ودرس الحقوق في جامعاتها، وتزوج فرنسية، ثم عاد إلى بيروت قبل الحرب العالمية الأولى، وعمل في جريدة الحرية La Liberté التي أصدرها الإصلاحيون، خصوم أتراك الاتحاد والترقي، وكان ذلك بعد إعلان الدستور العثماني سنة 1912 وكان هدفها السياسي اللامركزية  في الحكم. وعندما قامت الحرب، هرب إلى فرنسا، وحكم عليه المجلس العدلي التركي بالإعدام غيابياً مع آخرين، ثم عاد مع الجيش الفرنسي بعد الحرب، فعين مديراً للعدلية ونظم المحاكم ونقابة المحامين. عرف بالنزاهة والعدل والهدوء والميل إلى العزلة بعيداً عن الناس في مكتبه، ولم يكن ميالاً إلى صداقة رجال الدين، لكنه تقرب منهم بعد الرئاسة. وكان متقشفاً يرضى بمعاشه، ولكن بطانته لم تكن نزيهة، وكان يحب قراءة كتب القانون وموضوعات الحكام الدكتاتوريين والعظماء، ويحاول منع أي منافس له على الرئاسة. وقال عنه المفوض السامي ويغان إنه وضع اللبنانيين في جيبه.

وحين عين هنري دي جوفينل مفوضاً سامياً في سورية ولبنان سنة 1926 ألّف مجالس تمثيلية، حولها فيما بعد إلى مجلس نيابي ومجلس شيوخ  في لبنان، ودعا في 23 أيار 1926 المجلسين للانعقاد، وأعلن أمام النواب والحاكم والمديرين والقضاة وكبار الموظفين الدستور اللبناني الجديد، وطلب من المجلسين انتخاب رئيس جمهورية، وأشار إلى شارل دباس، ورشّحه للرئاسة، وكان مدير العدلية، ورشحه تقديراً لمزاياه وعلمه وخبرته واعتداله وعدم انتسابه لحزب، إضافة إلى أن زوجته فرنسية، فامتعض البطريرك الحويك لأن الرئاسة الأولى للموارنة برأيه.

زار الدباس الحويك، بناءً على نصيحة المفوض السامي السيد الأول والأخير الحقيقي في لبنان، الذي كان يرى الدباس معيناً له ومطيعاً ومن المخلصين لفرنسا ففعل، ورد البطريرك له الزيارة راضياً، مع تحفظ مبدئي احتياطاً للمستقبل وحق الموارنة في الرئاسة الأولى.

وصفه صديقه بشارة الخوري[ر] بأنه كان على كفاءة للمنصب الخطير الذي تولاه، وأن الفرنسيين كانوا يراعون خاطره واللبنانيين يحترمون رأيه، وكان محمد الجسر رئيس المجلس صديقاً له، ولكن كان للدباس خصوم من الكبار كإميل إدة وغيره.

جمعت بينه وبين بشارة الخوري صداقة حميمة، وكانا يجتمعان كثيراً في الليل يتداولان الأفكار، وعين الدباس الخوري مرات عدة لرئاسة الوزارة، وسهّل الخوري على الدباس مهمة الحكم لأنه ترك لمعاونيه التصرف بالحكم، وهذا ما حماه من التدخل الفرنسي المباشر. وكان الدباس يدعم الخوري معظم السنين حتى ساءت بينهما العلاقة في أوائل الثلاثينات، لأن الدباس بحسب رأي الخوري تحول إلى حاكم مستبد بأمره، تسنده قوة المفوضية الفرنسية. وأصبح الدباس يقبل تجديد الرئاسة عن طريق أوامر المفوض السامي بدل موافقة المجلس، كما أنه رفض تعديل الدستور حتى لا يغضب الفرنسيين.

ثم أخذ  الدباس يتدخل شخصياً بالتحقيقات، ويتهم بعض الشخصيات اللبنانية، ومنهم بشارة الخوري نفسه. ولم يكن له منافس في الرئاسة سوى جورج لطف الله العامل في المؤتمر السوري ـ الفلسطيني في القاهرة.

جرى في عهده إحداث البكالوريا اللبنانية وإنشاء المتحف (1932) وأعمال أخرى، لكنها في الحقيقة ظهرت تحت حكم الفرنسيين بغض النظر عمن هو الرئيس.

بدأ حكم شارل دباس يتداعى من سنة 1932 وخاصة سنة 1933، وكان المطران مبارك يقاومه ويعادي الفرنسيين. وانضم الخوري إلى صفوف المعارضة، وحاول الدباس استرجاع سمعته بإصدار عفو عن المجرمين، لكنه كان قد فقد هيبته، ودفعه انعزاله وقلة شعبيته للاعتماد كلياً على الانتداب الفرنسي. وحين عين دي مارتل مفوضاً سامياً عاكس الدباس بوضوح، فآثر عندها الاستقالة، وسافر إلى فرنسا وتوفي بعد مرض قصير، بينما كان يأمل بالشفاء والعودة إلى السلطة.

علي سلطان 

الموضوعات ذات  الصلة:

الخوري (بشارة ـ) ـ لبنان. 

مراجع للاستزادة:

ـ إلياس الديري، رؤساء ما قبل الاستقلال، من كل واد عصا، ملف النهار (لبنان، رقم 16 ك 2، 1971).

ـ بشارة الخوري، حقائق لبنانية (منشورات أوراق لبنانية، بيروت 1960).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 183
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1104
الكل : 45645799
اليوم : 46482

التعويض

المزيد »