logo

logo

logo

logo

logo

الري

ري

Al-ray - Al-ray

الري

 

الري مدينة إيرانية كانت تقع على مسافة قصيرة إلى الجنوب الشرقي من طهران الحالية، في المنطقة التي كانت تدعى»ميديا»قديماً. وتسمية الري تعريب لاسم المدينة الفارسي القديم «راغا»، وقد وردت هذه التسمية في كتابات الحكيم الفارسي زرادشت (ت583ق.م)، كما وردت على أشكال شتى في الكتابات اليونانية، إلا أنها لا تبعد عن التسمية الفارسية الأصلية وعرفت المدينة باسم «أرسا كيا» إبان حكم السلالة الفرثية (السلالة الفارسية القديمة الثانية) نسبة إلى مؤسس السلالة أرشاق الأول (248ـ246ق.م) Arsace، وذِكُرُها في الكتابات القديمة يؤكد قدم تأسيسها. وأرجح الأقوال في أصل تسمية راغا، أنها اشتقاق من الكلمة الفارسية «راغ»، التي تعني السفح المخضوضر من الجبل،  الذي ينتهي إلى الصحراء. وينطبق هذا الوصف على الري،التي تقع في السفوح الجنوبية الشرقية لجبال البورز وفي وادٍ خصيب ينتهي إلى مفازة خراسان.وعرف الإقليم عند الجغرافيين المسلمين باسم «إقليم الجبال».

أدرك الفتح العربي الإسلامي الري عام 22هـ/642م في خلافة عمر بن الخطاب، وظلت تعدُّ ثغراً تحشد فيه الجيوش، في خلافة عثمان بن عفان. وكانت إدارتها في العصر الأموي مرتبطة بولاية الكوفة. وعلى الرغم من تجاوز الفتوح العربية في ذلك العصر الري باتجاه الشرق، فقد ظلت تُعدّ منطقة قصية عن مركز الخلافة في دمشق. ولذلك قصدها للإقامة فيها عدد كبير من أحفاد علي بن أبي طالب بعد فشل ثوراتهم على الحكم الأموي. وخرج منهم فيما بعد من الري الحسن بن زيد إلى طبرستان (جنوب بحر قزوين)، حيث أسس هناك سلالة حاكمة بين 250ـ316هـ /864 ـ 928م.

ازدهرت الري في مطلع العصر العباسي. عندما ولّي أبوجعفر المنصور ابنه محمد المهدي ولاية الشرق (141هـ/758م)، واتخذ المهدي الري مركزاً لحكمه وجدد بناءها، وأحاطها بسور وخندق، وبنى فيها قصراً ومسجداً جامعاًُُ وسماها «المحمدية»، ونقش اسمه على حائطها. ووُلد له هناك ابنه هارون الرشيد، وفيها بويع المأمون بالخلافة عندما مرَّ بها،في طريقه إلى بغداد، للجلوس على العرش بعد انتصاره على أخيه الأمين وأنقص أموال الخراج المفروضة عليها. وساعد على ازدهار المدينة وقوعها على الطريق القادم من بغداد والذاهب إلى خراسان، ولذلك فقد تجمع فيها الكثير من المعارف عن الطرق والمدن والمسافات. استفاد منها فيما بعد بعض المؤلفين البلدانيين.

بدأت سلطة الخلافة العباسية في الري بالضعف منذ مطلع القرن الثالث الهجري/مطلع القرن التاسع الميلادي. عندما تناوبت السيطرة على المدينة الدويلات التي انفصلت عن الدولة العباسية. فقد خضعت منذ ذلك التاريخ للدولة الطاهرية بين عامي 205 و253هـ/820 و867 م، ثم مُنحت الري إلى مؤسس الدولة الصفارية من قبل الخليفة لمدة وجيزة. وحكم السامانيون المدينة بين 289 و304هـ/902و916م، واضطر هؤلاء للتخلي عنها لعدد من الحكام الديالمة من منطقة طبرستان. ولكن السلطة السامانية عادت للمدينة عام 313هـ/925 م، بتأييد الخليفة، وحتى عام 318هـ/930م عندما تمكن مرداويج بن زيار مؤسس الدولة الزيارية، من الاستيلاء على الري. ونجح ركن الدولة الحسن بن بويه عام 329هـ/940 بانتزاع المدينة من الزياريين، وأقام فيها سلالة حاكمة أستمرت حتى عام 420هـ/1029م. وكانت سلطتهم تشمل أيضاً همذان وأصفهان ومع فارس والأهواز أحياناً. وقد حاول السامانيون استرجاع المدينة من البوبهيين، ولكنهم لم يفلحوا. وانتهى الأمر إلى الصلح بين الطرفين (361هـ/971م) ووزر في الري لثاني حكام الأسرة فخر الدولة (366ـ387هـ/976ـ997م) الصاحب بن عباد شهير عصره في اللغة والأدب. وأقيمت فيها مكتبة عامة عدّها المقدسي «من مفاخر الإسلام». وكانت فهارسها تقع في عشرة مجلدات.

أنهى السلطان محمود الغزنوي الحكم البويهي في الري (420هـ/1029م) ولكن طغرلبك السلجوقي أنتزعها من ابن محمود (مسعود)عام 435هـ/1043م. وشهدت المدينة ازدهاراً جديداً برعاية وزير السلاجقة نظام الملك،الذي نظّم اجتماعاً لعدد من علماء الفلك. كان على الاحتمال الغالب في الري (468هـ/1075م). من أجل بناء مرصد فلكي. وتم في هذا الاجتماع إصلاح تقويم السنة الفارسية.

تعرضت الري لخراب واسع بسبب المعركة التي جرت فيها عام 588هـ/1192م، والتي انتهت إلى انتقال السلطة فيها من السلاجقة إلى الخوارزمشاهية.ولم ينجح السلاجقة باسترداد المدينة بعد عامين من ذلك التاريخ. وظلت بعض آثار الخراب بادية،عندما مر بها ياقوت الحموي عام 617هـ/1220م منهزماً من التتر. فذكر أن الناس فيها كانوا يسكنون في بيوت تحت الأرض «ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة، وصعوبة المسلك فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد».

وطَرَق المغول المدينة 618هـ/1221م، حين كانوا يلاحقون السلطان الخوارزمي الفار من أمام جيوشهم، فنكلوا بسكانها وأسروا فيها والدة السلطان الخوارزمي (علاء الدين محمد خوارز مشاه) ونساءه وأطفاله،ثم انسحبوا منها. وعادوا إليها بعد عشر سنوات بحملة جديدة، ليستقر الحكم المغولي فيها. وقد أضحى للمدينة تحت الحكم المغولي قيمة ثانوية، ومرّ منها هولاكوعلى رأس جيشه في طريقه إلى بغداد. وأضحت جزءاً من الدولة الإيلخانية منذ قيامها. وقد تمتعت في الحقبة الأولى من العصر الايلخاني بنوع من الحكم الذاتي. ولما أخذت الدولة الايلخانية بالضعف والتجزؤ. تبادل حكم الري عدد من الدويلات التي قامت في أعقابها. واستقرت أخيراً تحت سلطة إحدى هذه الحكومات. وكانت تقوم في استرا باد(جنوب شرق بحر قزوين). ثم انتقلت إلى حكم الدولة الجلايرية منذ عام 772هـ/1370م.إلى أن دخلها تيمورلنك (786هـ/ 1384م) عند قدومه للمرة الرابعة إلى إيران. ولما انقسمت دولة تيمورلنك بعد وفاته تبعت الري حكومة ابنه شاه رخ. ولا يُعثر على أخبار للري في عهد خلفاء هذا الحاكم.

خرج من الري عدد كبير من العلماء في مختلف نواحي المعرفة، أورد ياقوت أسماءهم في قائمة طويلة. وكان منهم الطبيب أبوبكر محمد بن زكريا الرازي[ر] (ت 311هـ) رئيس أطباء البيمارستان في بغداد. وصاحب التصانيف الكثيرة في الطب. كما عاش فيها الحسن بن الصباح[ر] ردحاً من الزمن. انشغل فيها بالدراسة. ثم غادرها إلى مصر.

مظهر شهاب

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الأثير،الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).

ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان (دار صادر،بيروت 1977).

ـ المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (دار إحياء التراث العربي، بيروت 1987).


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 158
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 40584167
اليوم : 113982

بيهان (برندان-)

بيهان (برندان ـ) (1923 ـ 1964)   برندان بيهان Brendan Behan، كاتب مسرحي إيرلندي ولد وتوفي في دبلن. كتب القصص والمسرحيات الإذاعية إضافة إلى الشعر، واشتهر عالمياً بعد كتابته لمسرحية «الرهينة» (1958) The Hostage. عاش في الأحياء الفقيرة، إذ كان والده دهاناً. طرد من المدرسة في عام 1936 فعمل مع والده، ثم انخرط في صفوف الجيش الجمهوري الإيرلندي IRA. ذهب إلى إنكلترة عام 1939 في مهمة كان هدفها نسف سفينة حربية في ميناء ليفربول، وألقي القبض عليه قبل تنفيذ المهمة بتهمة حيازة المتفجرات، وأرسل إلى إصلاحية للأحداث في بروستال في مقاطعة سَفوك Suffolk حيث بقي حتى إطلاق سراحه عام 1941.
المزيد »