logo

logo

logo

logo

logo

ابن رُسته

رسته

Rustah (ibn-) - Rustah (ibn-)

ابن رسته

(…- نحو300هـ/… -912م)

 

أبو علي أحمد بن عمر بن رسته. عالم جغرافي، أصله من مدينة أصفهان ببلاد فارس، عاش في القرن الثالث الهجري /التاسع - العاشر الميلادي، تجوّل في أنحاء عدة من بلاد العالم الإسلامي، وارتحل متجولاً في بلاد العرب متعرفاً طبيعة البلاد وحياة السكان، وأدى فريضة الحج سنة (290هـ/903م)، ويبدو أن جولته تلك قادته إلى معرفة مكة المكرمة والمدينة المنورة ليخصهما بدراسة مستفيضة في الجزء السابع من كتابه الذي اشتهر فيه.

يعد ابن رسته من أبرز أعلام الجغرافيين في العالم الإسلامي في عصره والعصر السابق له، وهو من الرحالة الجغرافيين الذين لهم قصب السبق في ذلك، وتشكل كتاباته الأرضية التي اعتمد عليها الكثير من الجغرافيين الذين أتوا من بعده كالإدريسي والبيروني وابن حوقل وسواهم. وقد عُرف ابن رستة واشتُهر بكتابه المعروف باسم «الأعلاق النفيسة» المؤلف من سبعة أجزاء، والذي ضاعت منه ستة أجزاء ولم يصل منه سوى الجزء السابع المؤلف من 239 صفحة، متناولاً فيه موضوعات متنوعة، بعضها فلكية والأخرى جغرافية، وبعضها ديني، وموضوعات أخرى مختلفة في الصناعة والعجائب الغرائب.

ومع أن هذا الجزء لا يمثل بدقة أعمال ابن رسته التي تضمنت الأجزاء الستة المفقود معظمها، والتي خصت على ما يبدو بوصف عام للبلاد التي زارها وتجول فيها من حيث مظاهرها الطبيعية وسكانها وعاداتهم وتقاليدهم وأنشطتهم والاقتصادية، إلا أن هذا الجزء السابع يلقي صورة جلية على فكر ابن رسته وسعة مداركه واطلاعه على علوم من سبقه،لكونه عالج في هذا الجزء موضوعات ذات أهمية حيوية في عصره، وكان له السبق في بعضها على من تلاه من الجغرافيين العرب والمسلمين.

ومن أهم ما تضمنه هذا الجزء من أفكار وموضوعات: اعتقاده بكروية الأرض، وملاحظته وجود حركتين في السماء هما المسؤولتان عن تعاقب الليل والنهار والفصول الأربعة، مع أنه كان يؤمن بما كان سائداً في عصره والعصر الذي سبقه من أن الأرض مركز للكون، ولكنه مع ذلك أشار إلى عظمة السماء وفخامتها وضآلة الأرض وصغرها بالقياس إلى السماء. ويقدم وصفاً للعديد من الأجرام السماوية والأبعاد، مركزاً على الأرض بوصفها موطناً للإنسان وهذا ما يدل على جغرافيته.

ومما يذكر لابن رسته في هذا الصدد ربطه ما بين مناخات الأرض وأحوالها الطبيعية وبين السكان واختلاف ألوانهم وطبائعهم وعاداتهم ومساكنهم، وله في ذلك السبق على ابن خلدون بنحو أكثر من أربعمائة سنة. ويروي ابن رسته بعضاً من عجائب الأرض وطبائع أهلها، وما تحتويه من بحور وأنهار، وما تنقسم إليها من أقاليم جغرافية حددها بسبعة أقاليم مما كان له أيضاً السبق في ذلك على الجغرافيين الذين أتوا من بعده، مستفيضاً في ذكر مدن تلك الأقاليم، ويقدم وصفاً دقيقاً للطرق التي توصل بين المدن الإسلامية الهامة، ولم يدخر وسعاً في ختم كتابه ببعض النوادر والغرائب لأشخاص وأسماء معروفة في التاريخ السابق والمعاصر له.

علي حسن موسى 

مراجع للاستزادة:

ـ أبي علي أحمد بن عمر بن رسته؛ كتاب الأعلاق النفيسة (ليدن 1891م).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان (مصر 1310).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 828
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 759
الكل : 60184259
اليوم : 32650

المزني (اسماعيل بن يحيى-)

المُزَني (إسماعيل بن يحيى ـ) ( 175ـ 264هـ/791 ـ 878 م)   أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسـلم المزني المصري الشَّافعي، وفي الفهرست إسماعيل بن إبراهيم، وفي الوفيات والنُّجوم الزَّاهرة إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق. والمزني بضم الميم وفتح الزاي نسبة إلى مُزينة بنت كلب قبيلة كبيرة مشهورة. فقيهٌ، صحب الشافعي وحدَّث عنه، كان زاهداً عالماً مجتهداً مناظراً مِحجاجاً غواصاً على المعاني الدَّقيقة رأساً في الفقه، أحد الأئمة المشهورين، وإمام الشَّافعيين وأعرفهم بطريق الشَّافعي في فتاواه وفيما نُقل عنه، ويُروى أنَّ الشَّافعي قال: «المُزَنيُّ ناصرُ مذهبي».

المزيد »