logo

logo

logo

logo

logo

روما س

روما س

Rome - Rome

روما

 

روماRoma عاصمة إيطاليا، وأهم مدنها، تقع في وسط إيطاليا على بعد 25كم من شاطئ البحر التيراني، على درجة العرض 42 ْ شمالًا، وخط الطول 18 َ 12 ْ شرقًا. مناخها بحري متوسطي، يتأثر بتباين الضغوط، إذ البحر التيراني في غربها والأدرياتي في شرقها، وتمتد جبال الأبنين من الشمال الى الجنوب وسط الجزيرة، فتتلقى سفوحها الغربية هطولات عالية، تزيد تدفقات نهر التيبر، الذي كان يعرِّض المدينة لفيضانات كارثية.

مورفولوجية المدينة: حدد مجرى التيبر المعالم الطبوغرافية لموقع المدينة الأول، وكان واديه هو الحد المعترف به بين الاتروسكيين إلى الشمال واللاتين إلى الجنوب والسابينيين إلى الشرق. وأسهمت جزيرة تيبيرينا Tiberina في تشكيل هذا الموضع باعتراضها مجرى النهر، ويتألف الموضع هذا من منخفضات وهضاب سبع، بنيتها من الطف البركاني، وتقترب الهضاب من ضفة النهر الشرقية، إلا أن طية الهضاب الغربية تقترب أكثر، لتشكل طية وجرفًا يمتد على طول الهضاب المعروفـة بجبل ماريو Monte Mario التي تعرضت لحت مياه النهر.

تشكل هضبتا البالاتين Palatin والكابيتول Capitol موضع بلدة روما الأول، وهما الأقرب لمجرى النهر، وبينهما توجد الساحة العامة في روما، التي تشكل المنخفض الرئيس في المدينة، وقد أصبحت فيما بعد مركز المدينة القديم (الفوروم رومانوم) وتمتد هضاب الأفنتين، كايليوس، اسكويلين، فيمينال، كورينال) لمسافات بعيدة، وهي التي تقع على الجهة المقابلة للهضبتين، وإلى الجنوب الغربي والشمال الشرقي منهما على الضفة اليسرى لنهر التيبر. 

وقد شكلت مواقع هذه الهضاب نظامًا أمنيًا لمدينة روما القديمة المنخفضة، ومن داخلها كان يحيط بالمدينة سور سرفيوس Servius، الذي بني من الحجر البركاني في القرن الرابع ق.م، ويصل بين الهضاب السبع، ولم يزل المظهر الهضبي والمنخفضات البينية، تسيطر على شوارع المدينة القديمة الضيقة، وأبنيتها المتراصة حتى اليوم، إذ يستخدم السكان الدراجات في تنقلاتهم ضمن أحياء المدينة القديمة، على الرغم من الشكل الدائري الذي تأخذه المدينة السياحية. وقبل أن تمتد المدنية إلى موقع روما، كانت المستنقعات تغطي معظم المناطق المنخفضة من روما،وتمتد حتى تصل إلى هضبة البالاتين، وكانت تغذي بعض هذه المستنقعات ينابيع طبيعية.

الأهمية التاريخية والحضارية :اختزلت هذه المدينة مراحل تاريخ البشرية، ودونت أيقوناتها الحضارية، وبدء انتشار الديانة المسيحية، وهي سجل حافل بالمدنية، وفن العمارة والزخرفة، والقوة والنفوذ، وسطرت البدايات الأولى لأنظمة الحكم الملكية والجمهورية والامبراطورية، فصنعت لنفسها تلك الأمجاد التاريخية والحضارية، وكانت ولازالت قبلة المسيحيين(الكاثوليك) ومقصد السائحين في العالم.

نشأت روما على يد جماعة لاتينية، استقرت فوق تل بالاتين،الذي يقع ضمن حدود روما الحالية. ووفقًا للروايات القديمة، فقد أسسها رومولوس عام 753ق.م، وأصبحت فيما بعد العاصمة التاريخية والدينية للامبراطورية الرومانية.

روما

أسس الرومان جمهوريتهم بنظام حكم القلة (الأوليغاركية)، التي بسطت سيطرتها على الشعوب المجاورة الى أن دمرها الغال عام 390ق.م، وعادت روما وبسطت سيطرتها على إيطاليا والبلاد المجاورة حتى أصبحت سيدة البحر المتوسط، وتوالى على حكمها الأشراف ثم النبلاء، ولكن أرهقتها الصراعات الداخلية والحروب الأهلية،التي انتهت بوصول قيصر إلى سدة الحكم في الجمهورية، والذي يمثل العصر الذهبي للثقاقة الرومانية، وبمقتله عام 44 ق.م كانت نهاية الجمهورية في روما. وتولى الحكم في روما بعد قيصر ابنه بالتبني أغسطس، فكان أول امبراطور لروما عام 27ق.م، وازدهرت المدينة وتوسعت في عصره، إلى أن احترقت معظم أحيائها في عهد نيرون (54ـ68م)، فأعاد بناءها، وفي عهده بدأ انتشار المسيحية. وتطورت روما في العصور اللاحقة حتى صارت من أعظم المدن وأروعها، وقد وصل عدد سكانها إلى مليوني نسمة ولكنها فقدت مكانتها المتميزة عندما نقل قسطنطين الأول مركز العاصمة إلى بيزنطة (روما الجديدة) عام 330م، وأسماها القسطنطينية. وكان قسطنطين قد منح حرية العبادة للمسيحيين (313م)، وبعد ذلك انقسمت الامبراطـورية الى بيزنطة شرقًا وروما غربًا. وهنا فقدت روما أهميتها السياسية سريعًا بعد نقل العاصمة منها، وتعرضت لغزو القوط الجرمانيين ونهبهم، فأدى ذلك إلى الانحلال العام. لكن مع ازدياد سلطة البابوات الدينية، استعادت أهميتها الدينية بدلًا من السياسيـة حتى عام 476م، عندما عُزِل رومولوس آخر أباطرة الغرب، وانتهت الامبراطورية الرومانية على يد البرابرة، ودخلت أوربا عصر الظلمات (العصور الوسطى).

ظهـر في روما (عصر النهضة) مجموعة من الفنانين، حاولوا تجميل مدينتهم رومـا مثل ميكيل أنجلو،و رفائيل،و برامنتي و غيرهم. ولم تزل أعمالهم الفنية النادرة في أبنية روما وكنائسها وأديرتها ومتاحفها، تشهد على مدى الرقي الحضاري وتطور الفن المعماري الذي وصلت إليهما المدينة، كأنها لوحة فنان تكاد تنطق بالحياة والحيوية. أما النشاط البابوي والإصلاح الديني الكاثوليكي فقد أعاد للبابوية مكانتها وسلطتها الروحية، فأصبحت محجًا. كل هذا أعطاها أهميتها التاريخية، وأكسب أبنيتها وفنها المعماري الكنسي قيمة متميزة في العالم. وهكذا بقيت روما محافظة على معالمها القديمة والجليلة في فن العمارة و النحت والزخرفة وغيرها، الذي يظهر في أوابدها الأثرية كالفورم واللاترن والكولسيوم(المسرح الروماني) وأقواس النصر ومعبد البانثيون، وكنيسة القديس بطرس، وكنائس أخرى، وداراتٍ (فيلات) وقصور كقصر فارنيز، ودارة بورغيزي وقصر هادريان الريفي في تيفولي.

قناة لجر المياه تجتاز الريف شرقي روما

ساحة الكابيتول في روما

وظائف المدينة: تمثل روما مركز الكاثوليكية، وقمة هرم المدن الإيطالية، ولم تتوقف يومًا عن التوسع والتطور، فقد استفادت كثيرًا من وضعها المركزي، سواء في البحر المتوسط أو في شبه الجزيرة، لكن الذي حافظ على حيويتها واستمرارها هو مكانتها الدينية، حتى أصبحت عاصمة إيطاليا بعد تحقيق وحدتها السياسية، وعـادت المدينة كبيرة بعد أن كانت في عام 1872م مجرد مدينة متواضعة في ريف معزول، وأصبحت تمارس وظيفتها السياسيةـ الإدارية والدينية، إذ لم تتمكن هذه المدينة من أن تكون من المدن الصناعية الإيطالية الكبرى، حيث لا يعمل أكثر من 8% من سكانها بالصناعة. فهي تشكل مؤسسات ترتبط بمركز استهلاكي كبير، ومن الصناعات التي تتركز في المدينة صناعة الجعة ولفائف التبغ، وصناعة النسيج التركيبي، وأدوات البناء، والطباعة والنشر ومعداتها، كما تصنِّع الأجهزة الهاتفية، وتقوم بأنشطة واسعة في مجال السينما والفن، وتعد روما أهم مركز للسكك الحديدية في شبه الجزيرة، كما أنها مركز عالمي للطيران. وهي مركز تجاري مهم.   

وعملها السياسي لا ينحصر في إدارة البلاد فحسب، بل يشاهد في الهندسة العمرانية والأعمال الفنية كافة، وينتهي بتأمين فرص العمل للكثير من الإيطاليين القادمين من جنوب إيطاليا إلى العاصمة شهريًا. والوظيفة الأهم التي تمارسها المدينة هي الوظيفة الدينية التي لا تنحصر بدولة الفاتيكان فقط-وهذا يسهم في دعم هذه العاصمة العملاقة، إذ يطغى المظهر الديني في دولة الفاتيكان على المظاهر الأخرى، فلدولة الفاتيكان سفراء معتمدون من جميع الدول الأجنبية حتى إيطاليا ذاتها، وقد ضُم القصر الصيفي للبابا على ضفاف بحيرة ألبانو Albano إلى دولة الفاتيكان، التي تطوقها روما، وأصبح الفاتيكان دولة مستقلة ذات سيادة بمساحة 45 هكتارًا تقريبًا، وعدد 900 نسمة من السكان عام 1929م، وتناقص هذا العدد حتى بلغ 802 نسمة عام 1998م، ومن الأماكن المقدسة في الفاتيكان كنيسة القديس بطرس التي تعد قطبًا لجذب الحجيج المسيحي من كل أرجاء العالم، والمواقع الدينية والتاريخية الأثرية فوق التلال السبع، التي تشرف على البرية الرومانية، وتطل على المنخفضات التي يقوم فيها الفوروم وميدان مارس.وتمتد اليوم إلى ما وراء سور الإمبراطور أورليان العظيم، فوق السهل الجنوبي من المدينة. وتشتهر المدينة بالمساحات الخضراء والحدائق الغناء، التي تتخللها نافورات المياه في باحة كنيسة القديس بطرس، وتأخذ الجسور دورًا متميزًا في تطور المدينة، إذ على نهر التيبر اليوم 20 طريقًا عابرًا للجسور، تصل أجزاء المدينة بعضها ببعض. وتشرب المدينة منذ القديم عبر شبكة من القنوات الرومانية، التي مدت من ينابيع النهر في سفوح الأبنين. وتمارس المدينة الوظيفة التعليمية منذ القديم، فقد أسس البابا بونيفاس الثالث أكبر جامعة في إيطالياعام 1303م، وهي جامعة تضم كليات تشتمل على التخصصات الأدبية والعلمية والانسانية كافة.

سكان المدينة: ارتبط نمو السكان في روما بتاريخها، إذ كان عدد السكان بين مد وجزر، يزداد في فترة ازدهارها، وينحسر أيام ضعفها، وقد قدر عدد سكانها مع بدء المسيحية 700ـ800 ألف نسمة، وأصبح نحو مليوني نسمة في القرن الثالث الميلادي، ومع تدهور روما في بداية القرن الرابع، أخذ عدد سكانها بالتراجع حتى أصبح بين القرن العاشر والرابع عشر الميلادي نحو 30-35 ألف نسمة. وتأثرت روما بعصر النهضة الذي عاشته اوربا، شهدت بعدها المدينة فترة تطور عظيمة، إذ عمل التخطيط المدني والعمراني فيها على تهديم الأحياء الفقيرة في محيط المدينة، وانتشر نظام الفيلات، فعاش سكان روما فترة من البحبوحة، ووصل عددهم إلى 150ألف نسمة عام 1800. ويتوزع سكان المدينة بين المركز والضواحي بنسب تكاد تكون متساوية، ولكن سكان الريف المحيط بالمدينة يتجاوز نصف سكان الإقليم. وتزداد الكثافة السكانية في إقليم روما، فتصل إلى 340ـ320 ن/كم2، لكن ترتفع في مركز المدينة بدرجة كبيرة، ويشاهد الكثير من المتسكعين في شوارع روما دون عمل وخاصة المهاجرين الجنوبيين القادمين إلى العاصمة.

تبلغ الزيادة الطبيعية في روما نحو51 في الألف في المناطق الريفية، بينما تصل في مركز المدينة إلى 5 في الألف، وتزيد الهجرة من عدد سكان روما. ويعاني المجتمع فيها من مشكلة زيادة عدد الإناث على عدد الذكور،و يشير الهرم السكاني فيها إلى عدم فتوة السكان، فقاعدته ليست عريضة، ويصل عدد سكان روما نهارًا إلى نحو 5 ملايين نسمة، علمًا أن عدد سكان المدينة كان 2340000 نسمة عام 1991، وتجاوز 3400000 نسمة عام 2003.

عبد الكريم حليمة

مراجع للاستزادة:

 

ـ أسد رستم، الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب، جزء أول (منشورات المكتبة البوليسية).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 98
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 554
الكل : 29663964
اليوم : 43974

بيليه (جواشان دي-)

بيليه (جواشان دي ـ) (1522 ـ 1560)   جواشان دي بيليه Joachim du Bellay  شاعر فرنسي من شعراء البلياد (جماعة الثريا)[ر] La Pléiade، ولد في قصر تُورمليير Turmelière في مقاطعة أَنْجو Anjou بفرنسة. درس في ثانوية كُوكريه (1547-1549) Coqueret وتعلم فيها اليونانية واللاتينية والإيطالية وتعرف في هذه الثانوية بالشاعر رونسار[ر] Ronsard، وألفّا مع بعض رفاقهما فرقة Brigade تحولت بعد بضعة أعوام إلى المدرسة الشعرية الشهيرة التي يطلق عليها اسم البلياد. نشر عام 1549 كتاباً يعبر عن آرائهم في تلك المرحلة «الدفاع عن اللغة الفرنسية وتبيان فضائلها» Défense et illustration de la langue française، ومع هذا الكتاب نشر مجموعة قصائد استوحاها من بتراركا،
المزيد »