logo

logo

logo

logo

logo

رايت (سيوال)

رايت (سيو)

Wright (Sewall-) - Wright (Sewall-)

رايت (سيوال -)

(1889-1988)

 

سيوال رايت Sewall Wright أحد أكثر العلماء تأثيراً في علم وراثة المجموعات population genetics إبان القرن العشرين، إضافة إلى مساهماته القيمة في حقول الإحصاء الحيوي والإحصاء الرياضي ونظرية التطور. تميز في حياته الطويلة بقدرة فائقة على الجمع بين الأمور النظرية والتجريبية، وبتطبيق الطرائق الرياضية والإحصائية في تحليل الأمور والعلاقات المرتبطة بعلم الحياة.

ولد سـيوال رايت في بلدة ميبروز Mebrose في لاية مسَاتشوستس الأمريكية، ومع أنه لم ينتـسب إلى مدارس رسمية في صغره فقد كان يقرأ ويكتب في عمر مبكر، وكان شغوفًا بالرياضيات والإحصاء. وبعد دراسته الثانوية حصل على درجة البكالوريوس من كلية لومبارد عام 1911 ثم على الماجستير من جامعة إيلينوي في العام التالي، وانتسب بعد ذلك إلى جامعة هارفرد فحصل منها على الدكتوراه عام 1915 نتيجة لدراسته وراثة لون الجلد في خنزير غينيا guinea pig.

بدأ حياته العملية في وزارة الزراعة الأمريكية حيث أجرى بحوثه الكلاسيكية حول التزاوج الداخلي (تزاوج الأقارب inbreeding) في خنزير غينيا، وانتقل بعد عشر سنوات إلى جامعة شيكاغو فبقي فيها حتى عام 1954. عُين بعد ذلك أستاذاً للوراثة في جامعة ويسكنسن فبقي يمارس أبحاثه ودراساته فيها حتى وفاته عن عمر ناهز 99 سنة. وكان آخر إنجازاته العلمية الهامة أربعة مجلدات بالغة الأهمية بعنوان «التطور ووراثة المجموعات» Evolution and Population Genetics، صدر الجزء الأخير منها قبل بضعة أشهر من بلوغه التسعين من العمر.

كان والدا سيوال رايت ابني عم، ولعل هذا أحد أسباب اهتمامه الفائق بدراسة آثار تزاوج الأقارب، وقد شكلت مجموعة من أبحاثه حول نظم التزاوج systems of mating الأساس النظري لتربية الحيوان والنبات، وكانت له مساهمات مهمة في حقول معارف أخرى، فمثلاً وضع طريقة لتحليل المتغيرات المترابطة correlated variables تُستخدم اليوم على نطاق واسع في الدراسات البيولوجية والاجتماعية. وأدت أبحاثه حول التبقع اللوني إلى وضع نظرية كون المورثات منتجة للإنزيمات، مستبقاً بذلك دراسات بيد وتاتوم Bead and Tatum التي أطلقت الوراثة البيوكيمياوية الحديثة. أضف إلى ذلك دراسات مهمة حول آثار الاصطفاء selection على نظم تفاعل المورثات وأخرى حول الانجراف الوراثي genetic drift اقترح فيها أن تغيرات وراثية عشوائية صغيرة يمكن أن تزيد كثيراً التباين المتاح للاصطفاء الطبيعي وغيرها، مما أسهم في تحقيق تطور كبير في مجالاتها.

مُنح سيوال رايت في حياته عشر درجات دكتوراه فخرية، وكان في فترات مختلفة رئيساً لخمس مؤسسات علمية، وتلقى تسع ميداليات وجوائز، وكان عضواً في ثلاث عشرة منظمة وطنية أو دولية، وانتخب عام 1932 عضواً في الجمعية الفلسفية الأمريكية، وألقى محاضرات عدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.

كانت وفاة سيوال رايت نهاية عصر متميز، فقد كان لسنوات عدة الحي الوحيد من جيل من العلماء أسهم معه في إعادة تأسيس علم الوراثة نحو عام 1915، إلى جانب مساهماته القيمة في تأسيس علم وراثة المجموعات، وإعطائه للاصطفاء الطبيعي أسساً كمية، إلى جانب دراساته حول أمور التطور. ومع أنه يشار إليه على أنه قدَّم نموذجاً غير دارويني non-Darwinian للتغيرات التطويرية، إلا أنه أكد أن ما قدمه كان بالفعل وسيلة لتوضيح التباين التي يمكن أن تبنى أعمال الاصطفاء الطبيعي الدارويني عليها.

أسامة عارف العوا 

مراجع للاستزادة:

- W.B.Hovine, Sewall Wright and Evo­lu­tionary Biology (University of Chi­cago Press 1986).

 


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 754
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 514
الكل : 29641089
اليوم : 21099

أهرن (القس-)

أَهْرُن القس   أَهْرُن القسّ Ahroun طبيب اسكندراني، وصاحب الكُنّاش المعروف في الطب. عاش أَهْرُن في صدر الإسلام، ودرس الطب في مدرسة الطب في الاسكندرية، التي ازدهرت بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، وكانت تُدرِّسُ الفلسفة إلى جانب الطبّ. وقد أعدَّ فيها بعض أساتذتها سلسلةً من الكتب الطّبّيّة سمّاها العرب «جوامع الاسكندرانيين»، كان من أعلامها أنقيلاوس، وفوسيوس، وأَهْرُن القسّ. وقد تُرجم بعضُ تلك الكتب إلى العربيّة، وضاع أكثر أصولها الإغريقية. صَنَّفَ أَهْرُن القسّ كُنَّاشاً (وهو أوراق تُجعل كالدفتر تُقيّد فيها الفوائد والشوارد) في الطّبّ يتألّف مِن ثلاثين مقالة، وهو مؤلَّف باللغة اليونانية، وترجمه فوسيوس إلى السُّريانية كما يقول لوكلرك، أو مؤلَّف باللغة السُّريانية وترجمه إلى العربيّة، وزاد عليه ماسرجويه مقالتين إحداهما في الأغذية والثانية في الأدوية المفردة  كما يقول النَّديم ومَنْ وافقَه مِمّن نَقَلَ عنه. يُعَدُّ كُنّاش أَهْرُن أوّل كتاب في علم الطب ظهر بالعربيّة، لذلك اكتنزه الخليفة الأموي مروان بن الحكم (64-65هـ) إلى أَنْ وجدَه الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ) في بيت المال، فأمر بإخراجه إلى النّاس للانتفاع به. ضاعت أصول هذا الكُنّاش، ولم ينتهِ إلينا منه إلاّ تلك النقول التي نثرها الطبيب أبو بكر الرازي (ت311هـ) في كتابه الشهير «الحاوي». ومِمّن وقف على هذا الكُنّاش الطبيب علي بن عبّاس الذي ذكره في مقدمة كتابه «كامل الصناعة»، وقال عنه إنّه مختصر، وترجمته سيئة. اكتسب كُنّاش أَهْرُن أهميّة لأنّه أوّل كتاب طبي ترجم إلى العربيّة، ولأنّه عُدَّ نموذجاً احتذاه بعض أساتذة مدرسة جنديسابور الطبية مِن عام 133هـ/750م. وكذلك اعتنى المشتغلون بتاريخ العلوم بالترجمة العربيّة لكُنّاش أَهْرُن لدلالتها على قدم حركة الترجمة العربيّة، ووَفْرة خزائن الكتب في صدر الدولة الإسلامية.   زهير الكتبي   الموضوعات ذات الصلة:   الرازي ـ ماسرجويه.   مراجع للاستزادة:   ـ ابن جلجل، طبقات الأطباء والحكماء (مؤسسة الرسالة 1985). 
المزيد »