logo

logo

logo

logo

logo

الديدان في الزراعة والبيطرة

ديدان في زراعه وبيطره

Worms - Vers

الديدان في الزراعة والبيطرة

 

الديدان worms دُويبات لافقارية صغيرة عديمة الأرجل، أجسامها مسطحة أو حلقية، طرية وملساء، ولبعضها زوائد تساعدها على التنقل، ويُراوح طولها بين ديدان مجهرية كما في بعض ديدان الـ (0.5مم) mesozoans  وأخرى يصل طولها إلى نحو ثلاثة أمتار كما في الديدان الأرضية العملاقة، في حين يصل طول بعض الشريطيات إلى نحو تسعة أمتار.

يتطفل بعض الديدان كديدان الخيطيات أو الأسطوانيات Nematoda وديدان الأرض على جذور النباتات، وبعض آخر على أجزاء النبات فوق سطح التربة، وتتطفل أخرى كالديدان الشريطية والورقية والحبلية وغيرها على الإنسان والحيوان.

تصنيف الديدان

1- شعبة الديدان المنبسطة Phylum Platyhelminthes: ديدانها عريضة طرية الأجسام جانبية التناظر، وهي بسيطة التركيب لا تمتلك قنوات هضمية أو أجهزة دوران، يعيش بعضها في البحار، وبعضها الآخر في المياه العذبة أو الأراضي الرطبة، وتضم نحو عشرة آلاف نوع. ويتبعها الصفوف المهمة الآتية:

أ ـ صف المثقوبات Class Trematoda: وتتطفل ديدانه على أجزاء مختلفة من جسم الحيوان، ويراوح طولها بين 0.2مم و16سم، معظم أنواعه خناث، وهي إما طفيليات داخلية أو خارجية (الشكل -1).

ب ـ صف الشريطيات Class Cestoda: تتطفل ديدانه البالغة على الحيوانات فتعيش في أمعاء الفقاريات، ويراوح طولها بين نحو 13مم وصولاً إلى نحو تسعة أمتار (الشكل -2).

تمتلك الديدان البالغة رؤوساً مجهزة بخطافات للتمكن من الالتصاق بجدران الأمعاء، ويراوح عدد قطع جسم الدودة بين بضع قطع وعدة آلاف، وتمتلك كل منها خصى ومبايض، وتنفصل القطع البعيدة عن الرأس وتطرح في البراز.

ج ـ صف المهتزّات Class Turbellaria: وديدانه عموماً غير طفيلية، وتعيش حرة في المحيطات والمياه العذبة والأراضي الرطبة (الشكل -3).

     

(الشكل -1) المثقوبات

(الشكل -2) الشريطيات

(الشكل -3) المهتزات

2- شعبة الخيطيات Phylum Nemathelminthes: ديدان هذه الشعبة ذات أجسام أسطوانية تشبه الخيط، وتمتلك قناة هاضمة وجداراً عضلياً يفرز جُليدة مرنة، وهي ديدان أرضية أو تعيش في البحار أو المياه العذبة ويقدر منها 15 ألف نوع. تنتشر هذه الديدان على نطاق واسع في العالم، وتراوح أطوالها من مجهرية إلى ما يزيد على المتر، وبعضها خناث. ولما كانت تتطفل على النبات والحيوان والإنسان إن لكثير منها أضراراً اقتصادية أو طبية.

3- شعبة الحلقيات Phylum Annelida: يتألف جسم الدودة الحلقية من قطع عديدة شبه حلقية، ويبدو هذا في مظهرها العام وبنيتها الداخلية، بما فيها العضلات وجهاز الدوران وجملتها العصبية وأعضاء التكاثر وأعضاء الإطراح. ويعيش بعض الحلقيات في الجحور، ويتعايش بعض منها مع حيوانات مائية أخرى، وقليل منها طفيلي خارجي أو داخلي.

تتميز هذه الديدان بتناظر ثنائي الجانب. ويمتلك بعضها أهلاباً setae كيتينية شبه عصوية. تراوح أطوالها بين مليمتر واحد وأكثر من مترين مثل ديدان الأرض الإكوادورية والاستوائية، ولكن أكثرية ديدان الأرض لا تجاوز بضعة سنتمترات. ويتبعها:

أ ـ صف كثيرات الأهلاب Class Polychaeta: ويضم نحو 3500 نوع، وتصادَف ديدانه غالباً على امتداد شواطئ البحر وصولاً إلى عمق 400 متر أو أكثر، وهي دائرية تمتلك فماً أمامياً وشرجاً خلفياً وذات تناظر جانبي. تمتلك أجسامها المقطعة داخلياً وخارجياً أهلاباً عديدة تساعدها على الحركة، وتجويفاً ممتلئاً بسائل يعطيها دعماً مرناً. القناة الهضمية أنبوبية والجهاز العصبي بسيط جداً، والجنسان منفصلان عادة (الشكل -4).

ب ـ صف قليلات الأهلاب Class Oligochaeta: ويضم نحو 2400 نوع، وتعيش ديدانه في المياه العذبة أو التربة الرطبة، وبعضها يوجد في الجبال أو في السهول الثلجية. ومنها دودة الأرض earthworm، وهي وحيدة الجنس عديمة الرأس متكيفة مع الحفر ولا تملك عيونا،ً وأجسامها متقطعة داخلياً وخارجياً، ولها سرج يفرز مادة تشكل الشرانق التي تضم البيوض. وهذه الدودة مفيدة للأرض لنشاطها في تهوية التربة، ولكنها غير مستحبة في أراضي المسطحات الخضراء فتُكافح آنذاك كآفة زراعية (الشكل -5).

ج ـ صف العلقيات Class Hirudinea: يضم هذا الصف نحو 290 نوعاً، وتعيش ديدانه في المياه العذبة أو الترب الرطبة، وهي ذات عادات طفيلية أو افتراسية، ويراوح طول الدودة بين سنتمتر و20 سنتمتراً، وللعلقيات محجم خلفي كبير وكثيراً ما تملك محجماً أمامياً صغيراً نسبياً، وتستعمل المحاجم للالتصاق. أنواع هذا الصف، باستثناء نوع واحد فقط، عديمة الأهلاب. تشتهر بعض أنواع العلق بامتصاص الدم، فالعلقة الطبية Hirudo medicinalis القادرة على السباحة أو الزحف بحركات انقباضية، تثقب الجلد ثم تمتص الدم من محجمها الأمامي بوساطة البلعوم العضلي وتختزنه في المعدة، ويساعد أنزيم العلقين hirudin اللعابي على منع تخثر الدم، ويمكن للعلقة أن تبتلع كمية من الدم تفوق وزن جسمها عدة مرات. وقد استعمل هذا العلق لأغراض طبية منذ القدم (الشكل -6).

     

(الشكل -4) كثيرات الأهلاب

(الشكل -5) قليلات الأهلاب

(الشكل -6) صف العلقيات

نماذج من الديدان المهمة

ـ تنتمي المتورقة الكبدية Fasciola hepatica إلى صف المثقوبات، وتُهاجم كبد الأغنام مسببة أضراراً كبيرة ونزفاً داخلياً، والمتورقات الكبدية واسعة الانتشار في العالم وتُصيب أيضاً الخيول والمعز والأبقار والأرانب والخنازير، ويمكن أن تصيب الإنسان أيضاً.

ـ ومن أهم الديدان الشريطية يمكن الإشارة إلى عدة ديدان تُصيب الدواجن والكلاب والخنازير، وإلى دودة الأبقار الشريطية التي تُصيب الإنسان عند تناوله لحماً ملوثاً.

ـ الخيطيات: قدّر بعض العلماء أن نحو نصف مليون نوع من ديدان هذه الشعبة لم يكتشف بعد. وهي ديدان أسطوانية الشكل تحب العيش في المياه العذبة والمالحة، ويحفظ جسمها غطاء رقيق من الماء فتحافظ على نشاطها. وهي واسعة الانتشار متعددة البيئات (الأراضي الصحراوية إلى أعماق المحيطات)، ولها أهمية كبيرة لأن أكثرها آفات زراعية مهمة تصيب الحيوان والنبات والحشرات.

تتباين الخيطيات في أشكالها، وهي عادة عديمة اللون مستدقة الطرفين، تبدي اختلافاً واضحاً بين الجنسين، فالذكر دودي الشكل في حين للأنثى أشكال عدة (كروية، ليمونية، كلوية) وهي أكبر من الذكر حجماً. وتبدأ حياتها بالبيضة، ويمكن لبعض الأنواع أن تضع واحدتها أكثر من 200 ألف بيضة في اليوم. وتمر بأربعة أطوار يرقية تتخللها انسلاخات قبل الوصول إلى الطور الكامل، وتتأثر مدة الجيل بالشروط البيئية ووجود العائل المناسب وعوامل أخرى.

أجسام هذه الديدان متناظرة جانبياً وغير مقسمة وتمتلك تجاويف كاذبة، وهي مغطاة بجُليدة cuticle تقع تحتها طبقة من العضلات الطولانية، ولا تمتلك الدودة عضلات دائرية. ويوفر هذا التكوين (الجليدة المرنة والعضلات الطولانية والسائل المائي للتجويف الكاذب الداخلي) إمكانات جيدة لحركة الدودة. ومن جهة أخرى، فإن لهذه الديدان قناة هضمية تبتدئ بفم في مقدمة الجسم وفتحة شرج في الطرف الآخر. والجهاز العصبي بسيط جداً مؤلف من عقدة مركزية في منطقة الرأس تخرج منها حبال عصبية (ظهرية وبطنية وجانبية) تمتد حتى نهاية الجسم.

تفضل أنواع من الخيطيات ترباً ومناخات معينة، وبصفة عامة تفضل الترب الخفيفة التي توفر لها تهوية جيدة وسهولة الحركة في مناطق جذور النباتات. وتكثر في المناطق الأكثر دفئاً فتنتج أعداداً أكبر من الأجيال.

يزداد تأثر النباتات بأضرار الخيطيات في مواسم الجفاف، ويكون بعض الأنواع داخلي التطفل حيث يعيش ويتغذى ضمن أنسجة الجذور والدرنات والبراعم وغيرها، وبعضها الآخر خارجي التطفل وأقل ضرراً من النوع الأول. وبينما تتخصص بعض الخيطيات في التطفل على نباتات معينة، فإنها عموماً تتطفل على أعداد كبيرة من النباتات. ويحدث أكبر ضرر منها عند مهاجمتها لجذور البادرات الحديثة، مسببة جروحاً في جذورها تسهل حدوث الإصابات الفطرية والبكتيرية التي قد تزيد أضرارها على أضرار الخيطيات ذاتها.

تتطفل الخيطيات على الجذور وتقضي معظم حياتها في التربة أو ضمن الجذور أو على الدرنات أو الأبصال أو الريزومات، ويتطفل بعضها الآخر على أجزاء النبات الهوائية كالسوق والبراعم والأوراق والأزهار والبذور. وتسبب الخيطيات عموماً تغيرات وظيفية (فيزيولوجية) مؤدية إلى تكوّن عقد أو تقزم، وتسبب أيضاً تثبيط نمو الجذور وموت الأنسجة وخللاً في امتصاص الماء والعناصر المعدنية من التربة، إضافة إلى الإصابة بالطفيليات والبكتيريات والفيروسات. ويؤدي ذلك إلى ضعف النبات واصفرار أوراقه وذبوله ونقص المحصول ورداءة صنفه.

ومن الأمثلة على هذه الديدان يمكن الإشارة إلى مرض تعقد الجذور الخيطي الذي يلاحظ في النخيل، ومع أنه لا يؤثر في النخيل الكبير، إلا أنه يؤثر بشدة في نمو الفسائل الصغيرة المزروعة من النواة أو المكثّرة نسيجياً، فيؤدي إلى عقد أو أورام صغيرة الحجم على الجذور الفتية (على عكس العقد الكبيرة الحجم التي تسببها الخيطيات في بعض الخضار). وقد تؤدي الإصابة إلى جفاف الفسائل وموتها.

الوقاية هي أفضل طرائق مكافحة هذه الديدان، لأن طرائق المكافحة الأخرى قد تسبب أضراراً للنباتات العائلة لها. وتتضمن الوقاية استخدام وسائل متكاملة مثل تنويع المحاصيل واتباع دورات زراعية وتعريض التربة للتهوية وأشعة الشمس. ويمكن استخدام مبيدات معينة قليلة السميّة للنباتات، إلى جانب زراعة سلالات مقاومة للخيطيات. وتكون الفوائد أكبر في نطاق نظم تربة متوازنة محتوية على مادة عضوية جيدة (خالية من الديدان)، فيساعد ذلك على تغذية مجاميع أخرى من الكائنات الحية الدقيقة مما يُشكل رقابة حيوية جيدة تعمل على إنقاص أعداد الخيطيات في التربة.

يُمكن الإشارة إلى نماذج أخرى من الديدان الخيطية التي تصيب الحيوانات والإنسان ومنها:

ـ الأسكاريس (حيات البطن) ديدان طفيلية تنتمي إلى شعبة الخيطيات، وأكثرها شيوعاً النوع المسمى Ascaris lumbricoïdes الذي يصيب أمعاء الإنسان. ويضم جنس الأسكاريس أنواعاً عدة تتطفل على الحيوان والدواجن.

ـ تنتمي الدودة الثعبانية ealworm إلى شعبة الخيطيات أيضاً، وتتغذى على النباتات الحية أو بقاياها المتعفنة، ومنها الديدان المسماة Heterodera schactii التي تتغذى على الشمندر السكري، أو ديدان Heterodera rostchiensis وتتغذى على البطاطا والبندورة، أو ديدان Heterodera gottingiana وتتغذى على البازلاء وبقوليات أخرى، أو ديدان Heterodera major وتتغذى على النجيليات والأعشاب.

   
 
 

(الشكل -7) دودة الأنكلستوما

   

ـ وتصيب ديدان الأنكلستوما الأمعاء الدقيقة للإنسان والحيوان بأعداد كبيرة، ويكون دخول يرقاتها إلى الجسم عبر الجلد أو الطعام والماء الملوثين، فتصل إلى الأمعاء ليكتمل نموها فيها، ومنها إلى الدورة الدموية فالرئتين ثم البلعوم. وهي أسطوانية الشكل، صغيرة الحجم تميل إلى الاحمرار، وتلتصق بوساطة الفم بجدار المعي لتمتص منه الدم مسببة فقر دم شديداً وضعفاً وهزالاً. وهناك أنواع من هذه الدودة تصيب الحيوانات بما فيها القطط والكلاب. وتنتشر هذه الدودة بكثرة في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية (الشكل -7).

ـ دودة الخيول الحرقصية Oxyurius equi، وهي ديدان دبوسية تصيب المستقيم في الخيول مسببة تهيجات وإدماء وعدم راحة، كما تصيب الأغنام والأرانب.

ـ الدودة السلكية الملتوية Haemonchus contortus، وهي واسعة الانتشار توجد في المنفحة (المعدة الرابعة) abomasum في الأغنام والماعز والأبقار والمجترات الأخرى، مسببة الضعف والهزال وانتفاخ أسفل الذقن وفقر الدم واضطرابات هضمية.

ـ الدودة الخيطية المنقطة Cooperia punctata، ديدان خيطية تهاجم المجترات وخاصة العجول مسببة إسهالات وضعفاً عاماً وفقر دم.

ـ الدودة الخيطية الرغامية Syngamus trachea، دودة حمراء اللون توجد في الرغامى والقصبات الهوائية للطيور وقد تسبب اختناقها. مضيفها المتوسط ديدان الأرض والرخويات التي تؤكل من قبل الطيور.

ـ دودة رئة الأبقار Dictycaulus viviparus، يراوح طولها بين 5 و8سم تسبب السعال ورغوة حول الفم وفقدان شهية وإسهالاً وحمى قد تنتهي بموت الحيوان.

اليرقات الحشرية

تأخذ يرقات كثير من الحشرات أشكال الديدان، ويُطلق بعضهم عليها اسم الديدان مجازاً. وتسمى بناءً على أشكالها وألوانها أو على الأجزاء النباتية التي تُصيبها أو الأضرار التي تحدثها، ومن أمثلتها «الديدان السلكية» wire worms وديدان الأوراق مثل دودة أوراق العنب ودودة أوراق الشوندر ودودة اللوز الحرشفية ودودة ورق القطن، وديدان الجذور وغيرها، وتتطفل يرقات (ديدان) أخرى على الحيوان مثل الديدان الحلزونية (اللولبية)، وغيرها.

زياد الأحمدي 

الموضوعات ذات الصلة:

الديدان الخيطية ـ الديدان المنبسطة. 

مراجع للاستزادة:

ـ زياد الأحمدي، أطلس الآفات الاقتصادية (زراعية، طبية، بيطرية) في البلاد العربية (جامعة دمشق 1975).

 


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 508
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 527
الكل : 31807022
اليوم : 6565

الألم


أثر أوجيه Auger effect هو الظاهرة الفيزيائية التي يتسبب فيها إصدار إلكترون من ذرة بإصدار إلكترون آخر. بعد اكتشاف الفيزيائي الإنكليزي تومسون في نهاية القرن التاسع عشر الإلكترون، أثبتت التجارب أن الإلكترونات موجودة في الذرات كلها، وأنها موزعة في كل ذرة على طبقات مدارية يرمز إليها بحسب قربها من النواة بـ K ,L ,M . . . إلخ. تكون الإلكترونات الواقعة في المدارات الخارجية أقل ارتباطاً بالنواة، ولذا فإن إعطاءها مقداراً صغيراً من الطاقة يكون كافياً لفصلها عن الذرة.

المزيد »