logo

logo

logo

logo

logo

الزبداني

زبداني

Zabadani - Zabadani

الزبداني

 

 مدينة ومركز منطقة (31000نسمة) في غربي ريف دمشق، وفي الجزء الشمالي من سهل الزبداني، ترتفع مابين 1150و1300م فوق سطح البحر، تسميتها آراميّة، يخترقها نهر العِرق (الزبداني) السيلي القادم من سهل سرغايا في شماليها.. تشرف عليها من شرقها وغربها سفوح شديدة الميل، فتصبغها بالطبيعة الجبلية الجميلة. تتنافر فيها ألوان الخضرة لغطائها النباتي مع لون تربتها الأحمر، ولون صخورها الكلسية البيضاء والرمادية، مناخها معتدل صيفا وبارد شتاء، لذا فهي بلدة اصطياف جميلة هادئة وادعة تعج بالمصطافين في العطلة الصيفية، حيث يرتادها محبو الأجواء الجبلية والمناخ المعتدل من سكان دمشق  وضيوفها من دول الخليج . شيدت المدينة القديمة قبل الآراميين، أي قبل عهد الألف الأول ق. م، عند التقاء المجرى النهري بالسهل المسمى باسمها، وحيث يتفرع نهرها عند جسر الجامع إلى أربعة فروع. ترامت على السفوح المحيطة بها، وانتظمت فيها أعداد كبيرة من المساكن والأبنية الطابقية الخاصة بالمصطافين المالكين من مدينة دمشق، إضافة إلى مساكن وشقق كثيرة معدة للاستثمار السياحي. تتوافر فيها الخدمات السياحية المناسبة من مطاعم ومقاهي ومتنزهات وطرق مواصلات وأسواق.

تجاورها وتتصل بها عمرانياً من جهة الجنوب والشرق الفردوس والجرجانية. ومع القرى والمدن المجاورة الآتية: سرغايا ـ بلودان ـ بقين ـ مضايا. تتوسع في الاتجاهات كافة، بسبب توافر الأمن وخدمات المواصلات السريعة، التي تصلها بقرى المنطقة ونواحيها كافة، تتوسطها عند الساحة العامة محطة القطار ومركز المنطقة ومركز تجمع الحافلات الصغيرة وانطلاقها لنقل الركاب من المواطنين والزائرين. تربطها محطة القطار ذات الخط الحديدي الضيق بشبكة الطرق الحديدية السورية، عبر وادي بردى فدمشق، وبشبكة الخطوط الحديدية اللبنانية عبر سرغايا شمالاً فرياق.

يعتمد قسم من سكانها على ما يكسبونه من إنتاج بساتين الفاكهة والحقول المتبقية من أراضيهم، وتربية المواشي والدواجن. كما يعتمد قسم آخر من السكان على موارد الخدمات السياحية صيفاً في المقاهي والفنادق والمطاعم والنقل والتجارة وتأجير الشقق السكنية. ويعمل الباقي في الوظائف الحكومية والخدمات التجارية والمهن الأخرى في بلدتهم وفي مدينة دمشق.

منطقة الزبداني (نحو 108000نسمة)، تتبع محافظة ريف دمشق، تحدها شمالاً وغرباً ومن جنوبها الغربي الجمهورية اللبنانية، ومن الشرق والجنوب الشرقي تتمة مناطق محافظة ريف دمشق، مثل مناطق التل (ناحية صيدنايا) ومركز محافظة ريف دمشق ومنطقة قطنا. تقدر مساحتها بنحو 425كم2.

تتصف تضاريسها بارتفاع ذرا جبالها في شمالها الشرقي (جبل رهوة) إلى 2380م، وتنخفض أدنى بقاعها (مجرى بردى في ناحية عين الفيجة) إلى 800م تقريباً، فهي منطقة جبلية شديدة التنافر. يتوسطها بين سلاسلها الجبلية سهل الزبداني الذي يرتفع مابين 1100م جنوباً و1250م شمالاً. تأخذ خطوط ذراها وأوديتها عامة اتجاهاً شمالياً جنوبياً مع انحراف نسبي باتجاه الشمال الشرقي، تتمثل فيها اتجاهات البناء التكتوني المتصدع بالفوالق الكبيرة (الزبداني وسرغايا وديرالعشائر)، والالتواءات غير المتناظرة (جبل عين النسور). تعد المنطقة متحفاً في الهواء الطلق للمعالم الطبيعية وللمظاهر الجيومورفولوجية الكارستية (الخدوش lapies والمغائر والهوات ovala والبالعات aven والأحواض doline والجوبات poljes)، وخاصة في كل من سهل الزبداني وشير منصور وجبال ست الشام وعين الدولة.

 يتصف مناخها عامة، بالبرودة شتاء، إذ يهبط معدل درجات الحرارة إلى مادون الـ 10 ْ مئوية طوال أكثر من 4 أشهر، والاعتدال صيفاً، إذ لايتجاوز معدل الحرارة القصوى في أشد الأشهر حرارة 32 ْمئوية، كما تتناقص كميات الهطول السنوية من الغرب (700مم) باتجاه الشرق (350مم)، وتتكدس الثلوج لفترة محدودة على معظم أراضيها. مما يجعل منها خزاناً آمناً نسبياً لتزويد نهر بردى وينابيعه الرئيسة (نبع بردى ونبع الفيجة) بالمياه، لذا تعد المنطقة عامة مورد المياه الرئيس لحياة دمشق وغوطتها . تربتها سميكة وعميقة وخصبة في سهل الزبداني، تتناقص باتجاه المرتفعات حتى تنعدم كليا فوق الصخور الكلسية الصلبة العارية بسبب الميول الشديدة والانجراف. تكسو سطح جبالها ومنحدراتها بقايا الغابة المتدهورة والمناطق المشجرة بالأشجار المثمرة والحراجية.

يرجع تاريخ إعمار المنطقة تبعا لآثارها، إلى ما قبل الألف الثاني ق. م، حيث مازالت هذه المنطقة تحتفظ بآثار مملكة سوق وادي بردى ذات المساكن المنقورة في الصخور على يسار مجرى نهر بردى قرب برهليا، وبقايا القناة المرتفعة المنقورة في الصخر (مقطعها 0.8×1م) شمالي مجرى بردى عند عين الفيجة، ودير اليونان في بلودان الذي ينسب إلى إله النور الفينيقي، وقصر النمرود في جبل شير منصور، وقلعة الكوكو غربي الزبداني، ومن ثم قلعة داوود والبركة والفرن ووادي الكنائس. وتشهد تسميات تجمعاتها السكنية القديمة على عراقتها مثل: سرغايا، زبداني، إفره، برهليا. يابوس،إذ تذكّرنا الأخيرة بتسمية «يبوس» لمنطقة القدس قبل الألف الثاني ق م.

 تتبعها إدارياً خمس نواح وهي:

 

ـ ناحية مركز الزبداني (51000نسمة) وتضم 6 مزارع و7 قرى، هي من الشمال إلى الجنوب: بلودان (7000نسمة) مركز المنطقة(مدينة الزبداني 31000نسمة) وروضة بطرونة 4000نسمة وسوق وادي بردى 5000 نسمة وبرهليا 1200نسمة وكفرالعواميد 2000نسمة وأخيراً حوش بجد(640نسمة).

ـ ناحية الديماس (15000نسمة) وتضم مركز الناحية (7000نسمة) ودير العشاير (1500نسمة) وجديدة يابوس (1400نسمة)

وكفير يابوس (5000نسمة) ويابوس ومعدر.

ـ ناحية عين الفيجة (23500نسمة) وتتضمن مركز الناحية (عين الفيجة 5700نسمة) ودير مقرن (5300نسمة) و دير قانون (5100نسمة)

 وكفير الزيت (4400نسمة) والحسينية (1900نسمة) وإفره (1350نسمة).

ـ ناحية مضايا (18600نسمة) وتضم مركز الناحية (13000نسمة) و هريرة (3000نسمة) وبقين (2600نسمة).

ـ ناحية سرغايا(14200نسمة): وتضم مركز الناحية سرغايا(11900نسمة) وعين حور (2300نسمة)

منطقة الزبداني

 يعتمد اقتصادها في المرتفعات الجبلية على رعي عدد ضئيل من قطعان الأغنام والماعز، لذا اشتهرت قرية إفره بإنتاجها من الجبن المتميز باسمها. كما اعتمد بعض السكان على ما تدره الأحراج من موارد، مما أدى في الماضي إلى تدهور الغطاء النباتي عامة. كما اشتهرت الزبداني بفواكهها وتفاحها الذي يسمى باسمها خاصة. وهي تتقدم على جاراتها بجودة خضارها وطيبة بقولها الصيفية المتأخرة، ونقاء مياه شربها المشهورة بمياه نبع بقين، التي تعبأ في زجاجات بلاستيكية مياهاً معدنية للتسويق داخل القطر وخارجه. تختزن صخورها الرملية العائدة للكريتاسي الأدنى كميات من فلزات الحديد التي لمّا تتأكد جدواها الاقتصادية في كل من الروضة وبلودان، كما توجد ضمن التوضعات البحيرية الرباعية في جنوبي سهل الزبداني تشكيلات غضارية تصلح لصناعة السيراميك (الخزف). وقد استفاد أهل دمشق في النصف الأول من القرن العشرين من طاقة سرعة جريان نهر بردى مابين التكية وسوق وادي بردى في إنتاج الطاقة الكهرمائية لتموين مدينة دمشق وضواحيها بها آنذاك.

تعد صناعة السياحة خير نشاط للاستثمارات ذات الجدوى الاقتصادية العالية، والتي تتمثل بالدرجة الأولى في وفرة المطاعم والمقاهي على المنحدرات الجبلية التي تتمتع بأوسع إطلالة على سهل الزبداني وجباله في بلودان والجرجانية ومضايا وبقين، إضافة إلى مثيلاتها على جانبي مجرى بردى حتى أقصى ناحية عين الفيجة. وقس على ذلك مطاعم بلدة الزبداني وسهلها، ويرتاد هذه المطاعم بالدرجة الأولى الدمشقيون، يليهم اللبنانيون ومن ثم الأسر الخليجية كما تكثر فيها الفنادق (كفندق بلودان الكبير في بلدة بلودان) و«مطاعم» و«مقاه» وقاعات احتفالات ومسابح ومدينة ألعاب للأطفال، عدا الحدائق والغابات والمروج التي تزينه.

وقد أخذت هذه الحركة السياحية تمتد حالياً نحو الجنوب عبر الروضة ومنتجع المونتاروزا، الذي يتبع مجموعة منتجعات دولية وبحيرة زرزر، وجبل النبي هابيل الذي يعلوه ضريح ومقام النبي هابيل، ويزوره عدد كبير من المعتقدين بقدسيته من خارج منطقة الزبداني.

عماد الدين موصلي

 مراجع للاستزادة:

 

ـ مركز الدراسات العسكرية، المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري، المجلد الثالث (دمشق 1995).

ـ المكتب المركزي للإحصاء، عدد السكان وفقا لتعداد 1994 وتقديراتهم في منتصف العام خلال السنوات 1995 - 2005 (محافظة دمشق ومحافظة ريف دمشق).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 240
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 40564152
اليوم : 93967

الاحتواء (سياسة-)

الاحتواء (سياسة -)   سياسة الاحتواء policy of containment تعني في نظر أصحابها «التعهد الشامل لمقاومة الشيوعية أنّى وجدت». أما العالم الاشتراكي فيراها مخططاً للسيطرة العالمية أعدته الامبريالية الأمريكية، وتقويضاً للنظام الذي انبثق عن الحرب العالمية الثانية والذي يقوم على توازن لعالمين رأسمالي واشتراكي ينبذان الحرب ويأخذان بمبادئ التعايش السلمي[ر]، ويفترض فيهما مساعدة بلاد العالم الثالث على التحرر والاستقلال والتنمية. كما أن من استعمل تعبير الاحتواء، بوصفه فكرة فاعلة تحمل بذور استراتيجية دبلوماسية وعسكرية وتؤدي إلى إنشاء أجهزة للتخطيط والتصميم والتنفيذ ويكاد أن يكون لها كيان قائم بذاته، هو جورج كينان الدبلوماسي الأمريكي المعروف باهتمامه بالعلاقات الأمريكية السوفييتية (سابقاً).
المزيد »