logo

logo

logo

logo

logo

الأمانيت

امانيت

Amanita - Amanite

الأمانيت

 

الأمانيت Amanita جنس فطريات دعامية متنوعة الأشكال والألوان والقيم الغذائية بعضها فاخر الطعم، والآخر سام، والثالث سم زعاف قاتل.

ينتسب الأمانيت إلى الغاريقُوْنيّات agaricales المتميزة فطورها بسويقة (الشكل 1) تحمل قبعة قابلة للفصل مجهزة بصفيحات بيض أو صفر فاقعة اللون، تحمل أغشية دعامات ترتكز عليها أبواغٌ بيضٌ دوماً في الأمانيت، كروية الشكل أو بيضوية. يتشكل حامل الثمرة (كَرْبوفور carpophore) داخل غطاء عام يتحول بعد النضج إلى جزء قاعدي كأسي الشكل يشكل القلفة، وجزء علوي يتحول إلى حراشف محمولة فوق القبعة. وتحاط صفيحات الأغشية الدعامية بغطاء خاص جانبي يتمزق بعد النضج متحولاً إلى حلقة تُطَوِّق السويقة الحاملة للقبعة في الأعلى، وقد تختفي القلفة مع الحلقة في بعض الأنواع. وجميع الأمانيتات لحمية القوام، قيمتها الغذائية معادلة للقيمة الغذائية لبعض الخضراوات الطازجة، غنية بالفيتامين B وتقل فيها الفيتامينات  A D E، تنبت فوق الترب الدِمْنية أو العادية، وتنتشر في المناطق المعتدلة والدافئة وفي بعض المناطق الباردة، كما تنبت في الغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة وفي الغابات المختلطة والساقطة الأوراق، وفي المروج ابتداء من مطلع الصيف حتى أواخر الخريف، بعضها شائع والآخر ينبت في مناطق جغرافية محددة. وتحسن الإشارة إلى وجوب تجنب تناول الفطريات المزودة بقلفة وحلقة ما لم يكن المرء متمكناً من تمييز الأنواع القابلة للأكل من الأنواع السامة، إذ لا يوجد اختبار مبسط موثوق به لتحديد الأنواع المأكولة والأنواع السامة، ولأن الأمانيتات تضم أكثر الأنواع السامة ايذاء وإماتة. وتأتي سمية الفطريات من مواد متعددة الببتيدات، ومن قلوانيات مقاومة للحرارة وللانحلال في المعدة.

تُقسم الأمانيتات إلى ثلاث زمر هي:

الأمانيتات القابلة للأكل

الأمانيت القيصري Amanita caesarea: فطر برتقالي اللون جميل المنظر، قبعته برتقالية ملساء ناصعة الحافة، سويقته وحلقته وصفيحاتهُ ملونة بالأصفر، قلفته بيضاء. يكوِّن مطهوَه طبقاً فاخراً كان يُقَدَّم لأباطرة الرومان وقياصرتهم (الشكل 2).

الأمانيت البيضي A.ovoidea: فطر برتقالي اللون، ضارب إلى البياض، أو كامل البياض في أغلب أجزائه، متماسك البنية يمثل مطهوه طبقاً شهياً مستساغاً لمحبي الفطريات.

الأمانيت المُحْمَر A.rubescens: ويسمى «غُلموط» golmotte فطر برتقالي ضارب إلى الحمرة أو خمري، واسع القبعة التي يصل قطرها إلى 15 سنتيمتراً، وهي محدبة سمراء «لحمه» أبيض مرقط بالأحمر الخمري ويصبح شاحباً مع تقدم النمو أو عندما يتعرض للتفكك والتفسّخ، سويقته معلَّمة بخطوط قاعدية قليلة الوضوح، قلفته غير متمايزة بيضاء مشوبة بالحمرة قرب القاعدة وحول الثقوب التي تؤوي الحشرات. لايؤكل هذا الفطر إلا مطبوخاً لأنه يضم حالَّة دموية (هيموليزين) تتخرب بالحرارة، كما يتميز من الأمانيت الأرقط السام بلونه المائل للحمرة.

الأمانيتوبسيس الغمدي Amanitopsis vaginata: فطر رمادي اللون، سويقته نحيلة ممشوقة عديمة الحلقة وقبعته رقيقة مثلمة الحافة ومختلفة الألوان. القلفة غمديّة، والصفيحات بيض متباعدة. ينبت هذا الفطر في المناطق المرتفعة الأوربية الشمالية المعتدلة المائلة إلى البرودة حيث يستعمل في التغذية.

الأمانيتات السامة

أمانيت الذباب A.muscaria: فطر برتقالي اللون ضارب إلى الصفرة، واسع القبعة التي يصل قطرها إلى 15 سنتيمتراً، وهي حمراء قاتمة أو برتقالية مثلمة الحافة، مغطاة بثآليل بيض، «لحمه» أبيض، وسويقته طويلة بيضاء يصل ارتفاعها إلى 25 سنتيمتراً، قاعدتها قلفية ضامرة إلى زوائد حرشفية حلقته عريضة متدلية بيضاء وصفيحاته متجمعة. ينبت هذا الفطر قرب أشجار البتولة في غابات أوربة الشمالية، وهو سام يؤثر في الجملة العصبية خلال ساعة إلى ست ساعات، ويسبب سيلان اللعاب والتعرق والغثيان والإقياء ثم الإسهال واضطراب التنفس والنبض ثم الهذيان، وإذا تناول المصاب كمية كبيرة من الفطر وقع في سبات طويل ينتهي بالوفاة، أما إذا كانت الإصابة خفيفة استسلم المصاب بعد الإقياء إلى نوم عميق يصحو منه بعد يوم ثم تتحسن حاله في يومين أو ثلاثة أيام. يستعمل هذا الفطر بكميات قليلة في سيبيرية والمكسيك للهلوسة في الأعراس والاحتفالات الدينية، كما يستعمل منقوع القبعة في الحليب لقتل الذباب وهذا ما دعا إلى تسميته بالأمانيت القاتل للذباب (الشكل 3).

الأمانيت الأرقط A.pantherina: ومن أسمائه الغُلموط الزائف. فطر رمادي اللون ضارب إلى السمرة، يشبه أمانيت الذباب وهو أصغر قداً منه، لحمه أبيض، وقاعدته محاطة بثلاث زوائد أو أربع. تُردّ سميته وسمية أمانيت الذباب إلى وجود مركبات الموسكارين muscarine والبوفوتينين bufotenine التي تسبب اضطرابات عصبية معدية ومعوية. يخفف الطهو الطويل سمية هذه الفطريات، وتعالج الإصابة بسمومها بغسل المعدة واستخدام جرع من الأتروبين (الشكل 4).

الأمانيت الليموني a.citrina: قبعته بدينة، صفراء ليمونية ضاربة إلى البياض، مغطاة برقع بيضاء دائمة، سويقته طويلة نحيلة قاعدتها بصلية (الشكل5).

يعد هذا الفطر لطعمه الرديء من الأنواع السامة ولكن الخبير بخصائصه يعرفه من رائحته التي تشبه رائحة البطاطا الغضة المقطعة.

الأمانيتات القاتلة

الأمانيت القضيبي A.phalloides: فطر ينتشر في أوربة، لونه برتقالي ضارب إلى الخضرة، شائع في أحراج  الأشجار الساقطة الأوراق. ينشط وجوده في الصيف والخريف، وهو مسؤول عن 90 - 100% من حادثات الإصابة بالفطريات القاتلة. قبعته دائرية يصل قطرها إلى سبعة سنتيمترات خضراء ملساء لا تلبث أن تصبح مسطحة مغطاة بقشور مصفرة أو سمراء ضاربة إلى البياض، مخططة بأثلام حريرية شعاعية الاتجاه. حلقته بيضاء وكذلك صفيحاته، سويقته طويلة متينة ضاربة إلى الخضرة وقلفته غشائية مطمورة بالتراب، تتغذى به الرخويات من زمرة الحلزون وهي لا تتأثر بسمية هذا الفطر (الشكل 6).

 

الأمانيت المَحَلّي a.verna والأمانيت الزعافي a.virosa: نوعان سامان من الفطريات المحدودة الانتشار لونهما أبيض ضارب إلى السمرة. يتميز الأمانيت الزعافي بكبر حجمه وبقبعته النحيلة الممزقة الأطراف والسُرِّيّة المركز. غالباً ما يخلط بين هذين الفطرين السامين والفطور الأخرى من أجناس الأغاريقون Agaricus والبسَلْيوت Psaliota المرغوب فيها ويُتخذ دوام بياض الغلف والصفيحات علامة مميزة لهما.

تظهر حوادث التسمم بالأمانيت القاتل بعد تناول الفطر بنحو 6 - 48 ساعة، بدءاً بأعراض العطش والتجفاف والمغص ونقص السكر في الدم. وترجع السمية إلى زيفاني الأمانيتين والفَلوئيبرين اللذين ينتشران في الدم ويؤثران انتقائياً في الكليتين والكبد بإحداث تخريب للشحوم، يتبعه نخر خلوي غير مرتد. وهذان الذيفانان لا يتخربان في الماء المالح أو المغلي، والعيار القاتل من فطر طازج يتراوح ما بين 30 - 50 غراماً ويتفاوت بحسب صحة المصاب وعمره.

تعالج حوادث التسمم هذه بحقن وريدية من مصل سكري أو ملحي مع إعطاء جرع مقويات قلبية. كما يمكن الاستفادة من المصل المضاد للفلوئيدين المحضر في معهد باستور فيما إذا أُخذ مبكراً.

وفاء بغدادي

 

مراجع للاستزادة

 

ـ وفاء بغدادي، تصنيف الفطريات (مطبوعات جامعة دمشق 1982).

- J.WEBSTER, Introduction to Fungi (Cambridge 1970).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 466
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1814
الكل : 55815284
اليوم : 53162

السُحار الرئوي

السُـــحار الرئوي   السحار الرئوي أو تغبر الرئة pneumoconiosis هو اسم يطلق على مجموعة أذيات يسببها استنشاق جسيمات صلبة وتثبتها في الرئتين.  يؤدي استنشاق العديد من الأغبار والأبخرة والمواد اللاعضوية في بعض المهن الخاصة أو التعرض البيئي إلى حدوث تغيرات مرضية خاصة في الرئتين ينجم عنها تليف رئوي مكتسب.
المزيد »