logo

logo

logo

logo

logo

أريحا (مدبنة-)

اريحا (مدبنه)

Ariha - Ariha

أريحا (مدينة -)

 

مدينة سورية ومركز منطقة, تتبع محافظة إِدلب[ر]. ذكرها ياقوت بأنها: «أنزه بلاد الله وأطيبها».

ويلفظها أهلها ريحا, وهي تسمية آرامية, ولفظها الصحيح «ريحو» كما يلفظها سكان جبل الزاوية, وتعني الأريج, وهي تسمية مشتقة من رائحة زهور المحلب التي امتازت بها من غيرها.

الموقع

تقع أريحا عند تقاطع خط الطول 36 درجة و31 دقيقة و30 ثانية شرقاً, وخط العرض 35 درجة و48 دقيقة و30 ثانية شمالاً في موقع يتحكم بطريق اللاذقية - حلب للسيارات, مشرفة على سهول إِدلب الشمالية عند التقاء جبل الأربعين بالسهل, مجاورة طريق الحرير الذي يبدأ في الصين وينتهي في أنطاكية.

يقع المكان الأصلي للمدينة في الشطر الغربي من أريحا الحالية, وهو تل بيضوي يعلو ثلاثين متراً على ما حوله, غني باللقى الفخارية وبقايا حجرية من سور المدينة. ابتدأت الحياة في التل منذ الألف الثالث قبل الميلاد ولم تتوقف, وتعرض, مع تل أورم الجوز, لهجوم تحوتمس الثالث عام 1457 ق.م بعد اجتيازه شيزر.

ولقد تبدل الوضع الإِداري لأريحا عبر التاريخ, ففي العهدين الروماني والبيزنطي (64 ق.م - 637م) كانت أريحا تتبع أنطاكية[ر], وكانت آنذاك أحد المراكز الدينية المهمة. ومرت بمرحلة ازدهار حقيقي في المدة بين 250-350م. ثم فتحها عمرو بن العاص عام 637م وألحقت بجند قنسرين. وفي العهد الأيوبي ألحقت بحلب ثم بقنسرين مرة أخرى. وفي عام 1516م تسلم السلطان سليم الأول العثماني مفاتيح أريحا, ثم أتبعت بجسر الشغور. وفي عام 1809 أصبحت آغوية مرتبطة بالباب العالي مباشرة. وفي عام 1812م أحرقها باشا حلب, ثم دمّرها زلزال عام 1822م.

زحفت البلدة الأولى نحو الشرق في العهد الروماني, وكانت بيوتها محفورة تحت الأرض, وشملت في العهد البيزنطي المنطقة ما بين وادي العيون وقسطل السوق, كما جهزت بشبكة من أنابيب فخارية زودتها بمياه الشرب من جبل الأربعين.

وفي أريحا مبانٍ أثرية من مختلف العهود كالمسجد الجامع الكبير, الذي شيدت مئذنته في القرن السابع الهجري (الرابع عشر الميلادي) في عهد ابن الملك العزيز محمد ملك حلب, الذي أنشأ أيضاً خانقاه. وثمة مبان أخرى كالقبة الرومانية الكبيرة القائمة فوق الينبوع, ومدافن محفورة في الصخور, ومبان من العصر المملوكي, وأسواق مقببة (أزيلت عام 1980م), وخان القيصرية, ومسجد البيانية (930هـ) يقابله مبنى مديرية المنطقة وموظفيها (السراي) العائد إِلى العهد العثماني وكان مقراً لمديرية الناحية.

وفي العصور المتأخرة كان لكل مهنة سوق, كسوق الحدادين, والنجارين, والحذائين, والصباغين, والدباغة, والتجار وبائعي الموالح, وصفها بوركهارد عام 1812م. وكان يحيط بها سور يحوي ستة عشر باباً, غير أن السور والأبواب أزيلت في عهد الانتداب الفرنسي على سورية.

وازدهرت المدينة حديثاً, فأصبحت مركز منطقة وعقدة مواصلات, وتطورت عمرانياً وسياحياً.

مخطط المدينة وسكانها

تجمعت المدينة الحالية في بداية هذا القرن على مخروط أنقاض وادي كفرلاتة, يتقدمها من الشمال أربعة خانات هي خان البازار وخان السوق وخان الشيباني وخان القيصرية والمصبنة, تغذيها سبعة قساطل تستمد مياهها من ينابيع العين التي كانت تشكل النهير القديم.

امتدت المدينة واتسعت نحو الغرب والشمال الغربي, فأحاطت بطريق سيارات حلب اللاذقية ثم عبرت طريق أريحا - حلب, كما اتسعت نحو الجنوب الغربي حول التل الأثري, واخترقتها الشوارع الحديثة العريضة فكشفت من خلالها منازل محفورة في الصخور وبقايا ونقود ذهبية ثمينة قديمة وخزفيات من العهد العباسي وأطواق وغير ذلك.

ولقد قام المخطط التنظيمي الحديث للمدينة على إِنشاء مركز تتفرع منه أربعة شوارع رئيسة وتتفرع منها شوارع فرعية. وتشغل المدينة مئة وخمسين هكتاراً من الأرض.

ولقد أشار أوليا جلبي عام 1671م إِلى أن عدد سكانها 4500 نسمة, وفي تعداد السكان لعام 1981 بلغ عدد السكان 17805 نسمة والنفوس المسجلين فيها 24628 نسمة. ويدل هذا الاختلاف على هجرة للسكان من أريحا نحو المدن الكبرى وخاصة إِلى حلب. قدر عدد سكانها عام 1988 بنحو 23004 نسمة ونفوسها بنحو 31819 نسمة وبلغ عدد سكانها 29,939 نسمة عام 1997.

وتبلغ نسبة التزايد السكاني فيها 33 بالألف, وتشهد حالياً هجرة يومية للعمل فيها أو لبيع المحصولات الزراعية.

وظائف المدينة

أريحا قاعدة إِدارية واقتصادية لجبل الزاوية. ويعمل 32٪ من قوتها العاملة في الزراعة و28٪ في الصناعة و10٪ في المهن اليدوية والباقي في الخدمات. تلتقي عندها السهول بمنتوجاتها (زيتون - خضر - حبوب) والجبل بمنتوجاته (كرز - فواكه - حيوانات ومنتوجاتها), وتحيط بها غابة واسعة من أشجار الكرز.

وأريحا عريقة بصناعة الصابون, وكان يرسل إِلى بلاد العجم وطرابلس ودمشق كما تذكر كتب الرحلات. وأهم صناعاتها التقليدية البُسط والخيام ودبغ الجلود وكبس التين. وصناعاتها الحديثة عصر الزيتون وصنع راحة الحلقوم والخبز الآلي, وهي تشتهر بالفطائر (نوع من المعجنات), وفيها مصنع للسجاد اليدوي, والصناعات الهندسية كالبرادات ومواقد الغاز والمدافئ وأجهزة تسخين المياه, وتشمل صناعاتها الكيمياوية المواد المبيضة والصابون والمنتجات البلاستيكية. ومواد البناء, وإِلى الشرق منها واحد من أحدث المعامل وأكبرها طاقة لإِنتاج القرميد (36 مليون قرميدة في السنة).

كانت أريحا وما زالت محطة تجارية مهمة بدلالة كثرة خاناتها وموقعها المتوسط بين أنطاكية عاصمة سورية الأولى وأفامية عاصمة سورية الثانية في العهد البيزنطي, وسوقها الأسبوعي (البازار) الذي كان يعقد كل يوم سبت وخميس. ازدادت أهميتها نتيجة تطور طرق المواصلات, وهي وسيط تجاري لجبل الزاوية, حيث تتجمع فيها المنتجات الزراعية والصناعية ثم يعاد توزيعها على المدن الكبرى والأرياف.

وأريحا قاعدة إِدارية لمئة تجمع بشري (ناحيتان و55 قرية و42 مزرعة). وهي قاعدة ثقافية لجبل الزاوية يقصدها أعداد كبيرة من الطلاب للتعلم في مدارسها العامة والفنية, ففيها سبع مدارس ابتدائية وأربع إِعداديات وأربع ثانويات منها ثانوية صناعية وأخرى للفنون النسوية.

وتكثر المنتجعات السياحية حول أريحا ومن أشهرها جبل الأربعين, وفيه عدد من الفنادق ودور مفروشة معدة للإِيجار, وعدد من المطاعم, ومتنزه شعبي. وتشرب المدينة من مياه جُرت إِليها من ينابيع عرّى في سهل الروج ومن مجموعة كبيرة من الينابيع المحلية. وأشهر المواقع الأثرية من حولها البارة (15كم) والمغارة (7كم) ورويحة (10كم) وجرادة
(13كم) ومواقع أخرى غنية بالأوابد الأثرية. أما إِبلا[ر], فتبعد عنها أكثر من 27 كم.

وتتصل أريحا بجميع محافظات القطر بطرق جيدة.

خالد نجوم

الموضوعات ذات الصلة:

إِدلب - حلب - سورية.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 981
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 983
الكل : 57213955
اليوم : 33240

جيرومسكي (ستيفان-)

المزيد »