logo

logo

logo

logo

logo

شتروهايم (إريخ فون-)

شتروهايم (اريخ فون)

Stroheim (Erich von-) - Stroheim (Erich von-)

شتروهايم (إريخ فون ـ)

(1885 ـ 1957)

 

إريخ فون شتروهايم Erich von Stroheim مخرج وممثل وكاتب وسيناريست أمريكي من أصل نمساوي، وواحد من كبار مخرجي السينما العالمية، الذين تركوا أثراً مهماً في تطور الفن السينمائي. اسمه الكامل: إريخ فون أوزفالد هانس كارل ماريا شتروهايم Erich von Oswald Hans Karl Maria.

تلقى شتروهايم تربية عسكرية في فيينا. وفي عام 1909 هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتنقل بين مهن عديدة. في عام 1914 بدأ العمل في هوليوود، حيث مثل في أدوار صغيرة، وعمل مساعد مخرج ومستشاراً عسكرياً لدى بعض المخرجين، وخاصة لدى دافيد غريفيث «ولادة أمة» 1915، و«التعصب» 1916، ولدى ج. إميرسون. كان شتروهايم يشارك غريفيث اهتمامه بالقضايا الاجتماعية الراهنة والملحة، ولكنه كان بعيداً عن نظرته التفاؤلية.

يمكن أن نميز في إبداع شتروهايم خطين أساسيين: الأول يتضمن أفلاماً مثل: «الأزواج العميان» 1919، و«مفتاح الشيطان» 1920، و«الزوجات الحمقاوات» 1921، وهي تنطوي على تحليل نقدي جارح لمؤسسة الزواج البورجوازية. والخط الثاني يتضمن أفلاماً مثل: «الأرجوحة» 1923، و«الأرملة الطروب» 1925، و«مشية الزفاف»، و«الملكة كيلي» 1928، وهي تبحث في المشكلات والصراعات الناجمة عن التفاوت الاجتماعي للشخصيات في البيئة التي تدور ضمنها الأحداث.

في عام 1924 أخرج تحفته الخالدة: فيلم «الطمع»، الذي أُدرج ضمن قائمة أفضل الأفلام الواقعية في السينما العالمية. أخذ شتروهايم قصة «الطمع» عن رواية فرانك نوريس «ماكتيغ»، وقد أظهر فيه كيف أن الركض وراء المال والركوع أمام صنم الذهب، سيؤدي، لا محالة، إلى انهيار العلاقات الأسرية وتفكك شخصية الإنسان.

كان شتروهايم حريصاً على نقل الرواية إلى الشاشة بأمانة، ويسعى لتجسيد مضمونها بحذافيره، فنقلها إلى الشاشة بكامل حجمها، مما أدى لأن يمتد الفيلم إلى سبع ساعات، اختصرتها الشركة المنتجة لاحقاً إلى مئة دقيقة. صور الفيلم في الطبيعة والأماكن الحقيقية التي دارت فيها الأحداث.

على الرغم من الحفاوة التي قوبل بها الفيلم، إلا أن مصير شتروهايم كمخرج كان مأساوياً، لأن سعيه الدائم إلى الاستقلال الإبداعي، ورفضه لنظم ومعايير هوليوود، وهجاؤه الحاد للقيم الاجتماعية السائدة، أدى به في النهاية إلى الخوض في خلافات وخصومة دائمة مع إدارات الشركات السينمائية الضخمة، ولم تكن الاتهامات التي وجهت لشتروهايم لكونه يتجاوز الميزانيات الموضوعة ومدد التصوير المقررة سوى الغطاء الخارجي لهذه الخلافات وتلك الخصومة. وبالنتيجة فإن أفلام شتروهايم «مشية الزفاف» و«الزوجات الحمقاوات»، و«الأرملة الطروب» تم مونتاجها بصيغتها النهائية من دون مشاركة شتروهايم. أما فيلم «الطمع» فتم اختصاره إلى الربع كما أسلفنا. وكذلك فيلما «الأرجوحة» و«الملكة كيلي» فقد أكمل تصويرهما على يد مخرجين آخرين.

في عام 1932 أبعد شتروهايم عن فيلمه الهوليوودي الأخير «نزهة في برودواي» الذي ظهر على الشاشة عام 1933 بعنوان «مرحباً يا أخت!».

إن قصص العديد من أفلام شتروهايم تتميز بطبيعة ميلودرامية، ولكن عوالمها المرسومة بمزيج من الأسى والتهكم بعيدة كل البعد عن أحادية المعنى التي تميز الميلودراما، ففي هذه الأفلام تتجسد التناقضات الاجتماعية بحدة، مما يجعلها ترتقي إلى مصاف التراجيديا.

كان شتروهايم يرى في المحيط الاجتماعي المفتاح لفهم سلوك الشخصيات، ولهذا كان يسعى لإعادة إنتاج هذا المحيط في أفلامه، بكل ما يضمه من عناصر الزمان والمكان والأفعال وردود الأفعال. ومن هنا جاء ولعه بتجسيد مناخ البيئة والعصر بأدق تفاصيلهما.

يتميز الأسلوب الإبداعي لشتروهايم بالاهتمام بالتناقضات الحياتية الصارخة، وأصالة الرؤية الإخراجية، والحدة في رسم الطباع.

منذ الثلاثينات من القرن العشرين حيل بينه وإخراج الأفلام، فاضطر للاقتصار على تمثيل بعض الأدوار والكتابة الأدبية، ففي العشرينات والثلاثينات كانت هوليوود تستخدمه لأداء أدوار الضباط البروسيين القساة في بعض الأفلام «من أجل فرنسا»، و«الشكاك»، و«قلب العالم» وغيرها، ولعل أفضل هذه الأدوار (الضابط الأرستقراطي المغامر وزير النساء) ودور الملازم فون شتوبن في «الأزواج العميان»، والكونت كارامزين في «الزوجات الحمقاوات» والأمير نيكي في«مشية الزفاف».

شارك شتروهايم في الفترة الممتدة من الثلاثينات إلى الخمسينات كممثل في أفلام تجارية عديدة في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية مثل: «حجة الغياب» 1937، و«جبل طارق» 1938، و«السلسلة السوداء» 1954 (فرنسا)، و«أصدقاء وعشاق» 1931، و«الفرسان الضائعون» 1932، و«جريمة الدكتور كريسني» 1935، و«قناع ديجون» 1946(الولايات المتحدة الأمريكية).

وعندما كان الدور يتمتع بطاقة كامنة لإظهار التناقض في طباع الشخصية وصراعها الداخلي، فإن شتروهايم كان يصنع منه نموذجاً فنياً رفيعاً. مثال على ذلك أدواره في أفلام: «غابو العظيم» 1929، و«من تريدني أن أكون» 1932، و«الهارب من سانت أجيل» 1938، و«رقصة الموت» 1947.

أما ذروة عطاء شتروهايم كممثل فقد تجسدت في الدور ذي الطبيعة الدرامية الحادة الذي أداه في فيلم المخرج الفرنسي جان رينوار «الوهم الكبير» 1937، حيث قدم فيه شخصية طيار ألماني من أسرة أرستقراطية، يتعرض لإصابة تعيقه عن الاستمرار في مهنته، فيصبح قائد معسكر اعتقال مخصص لأسرى الحرب.

وفي عام 1959 أدى شتروهايم في فيلم «شارع سانست» للمخرج الأمريكي بيللي وايلدر دوراً يقترب كثيراً من سيرته الذاتية، إذ يجسد شخصية رجل فاشل، عمل فيما مضى مخرجاً سينمائياً، وهو اليوم يعمل خادماً لدى نجمة سينمائية آفلة.

ألّف شتروهايم سيناريوهات جميع أفلامه، وفي عام 1936 نفذ المخرج ج. سيتس فيلمه «بين امرأتين» عن سيناريو من تأليف شتروهايم.

محمود عبد الواحد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ القاموس الموسوعي السينمائي (باللغة الروسية)، نشر (الموسوعة السوفييتية، موسكو 1986).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 592
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 558
الكل : 31713756
اليوم : 68338

أراغو (فرانسوا-)

أراغو (فرانسوا -) (1786-1853)   فرانسوا أراغو Francois Arago فيزيائي وسياسي فرنسي استهوته الحياة العسكرية وهو شاب وهيأ نفسه للانتساب إِلى مدرسة «البوليتكنيك», فاجتاز الامتحان بتفوق, وانتسب إِليها وله من العمر سبعة عشر عاماً, وعند تخرجه أصبح أمين سر مكتب الأطوال Bureau des longitudes. أوفد إِلى إِسبانية عام 1806, معاوناًَ لبيو Biot . لإِنجاز قياس خط الزوال الأرضي. وفي آب 1807, عاد بيو إِلى باريس بعد أن أتم المراحل الأساسية من العمل حتى جزر الباليار Baléares, وترك فرانسوا لإِنجاز ما بقي من أعمال. لكن الحرب فاجأت فرانسوا, الذي تعرض لمخاطر عدة, وفرَّ إِلى الجزائر مرتين, وتمكن أخيراً من العودة إِلى فرنسة عام 1809.
المزيد »