logo

logo

logo

logo

logo

زيتون (نظير-)

زيتون (نظير)

Zaytoon (Nadhir-) - Zaytoon (Nadhir-)

زيتون (نظير ـ)

(1896 ـ 1967)

 

نظير عيسى زيتون أديب سوري مهجري عصامي، وصحفي حر الرأي، وخطيب مفوّه، وناقد وباحث عميق الغور، ومناضل قومي بقلمه ولسانه، وأحد أمراء النثر الفني في القرن العشرين. ولد في حمص، وتلقى تعليمه في المدرسة الروسية والكلية الأرثوذكسية، ونهل من ينابيع اللغة العربية وأدبها، ثم انتقل إلى المدرسة الإنجيلية الوطنية وفيها درس اللغات الإنكليزية والتركية وشيئًا من الفرنسية. هاجر إلى البرازيل عام 1914 طلبًا للرزق، ولما لم يوفق في أعماله التجارية، انصرف إلى العمل في الصحافة، على الرغم من قلة زاده الثقافي آنذاك، وعكف في الوقت نفسه  على القراءة والدرس وتثقيف ذاته، حتى استقامت لغته العربية، واتقن معها اللغتين البرتغالية والإسبانية، ولكن ذلك كان على حساب نظره الذي أجهده كثيرًا، واضطره إلى دخول المستشفى لمعالجة طويلة الأمد.

دُعي زيتون في عام 1927 من قبل الشيخ رشيد عطية لتولي تحرير جريدته اليومية «فتى لبنان»، فنجح في الصحافة نجاحًا كبيرًا، وبرز اسمه كاتبًا قديرًا متين العبارة، وجعل من الجريدة منبرًا للذود عن قضايا الأمة العربية، وظل يحررها حتى توقفها عام1942. وحين أنشئت جمعية «العصبة الأندلسية» عام 1932 انضم إليها، وحرر في مجلتها، وظل خطيب النادي الحمصي في مدينة ساوباولو طوال خمسة عشر عامًا، كذلك اشترك في تأسيس مجمع الثقافة العربية البرازيلي في المدينة الذي كان من أهدافه تدريس اللغة العربية في جامعتها، ونشر الأدب العربي في البرازيل، وأسهم في أعمال أخرى في حقول الجمعيات والأدب وإلقاء الخطب والمحاضرات، ودعم الحركات الوطنية والقومية. وكان خطيبًا قوي الحجة، كبير التأثير في توجيه الجالية العربية في البرازيل، والنأي بها عن النعرات الطائفية والإقليمية الضيقة.

قرر زيتون العودة إلى الوطن الأم في عام 1950، بعد أن غاب عنه ستة وثلاثين عامًا، واستقر في مسقط رأسه، فانتخب عضوًا في لجنة النثر في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعضوًا مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، وظل عاكفًا على المطالعة والكتابة والتأليف، مؤثرًا عدم الزواج، إلى أن أصيب بمرض اليرقان الذي أودى بحياته، ودفن في حمص، وأقيم لـه حفل تأبيني في نادي «الرابطة الأخوية» هناك، تكلم فيه تسعة عشر أديبًا وشاعرًا من سورية ولبنان ومصر والأردن.

كان نظير زيتون كاتبًا متدفقًا غزير العطاء، وقد ألف عددًا لا يستهان به من الكتب والروايات، فمن آثاره المؤلفة: «رسالة في استقلال البرازيل والإمبراطورية الأولى»، و«هيرودوس الكبير»، و«يسوع المصلوب»، و« الشعلة» وهي مجموعة من الخطب التي ألقاها في البرازيل، و«روسيا في موكب التاريخ»«، و«أحاديث مع المغتربين في العالم الجديد»، و«عناصر الأدب في البرازيل»، و«الشاعر القروي في ثباته وسجعاته»، و«الشيخ رشيد عطية حرف عربي من لبنان في المهجر الأمريكي»، و«من وراء القبر»، و«الشهيدان عبد الحميد الزهراوي ورفيق رزق سلوم»، و«فتح الله الصقال»، و«هكذا عرفتهم» الذي يتميز بأسجاعه اللطيفة. وترجم العديد من الآثار مثل «ذنوب الآباء» (رواية)، و«النبي الأبيض» (رواية)، و«أين الله أو اعتراف ابن الشعب» لمكسيم غوركي، و«إيرلندا المناضلة»، و«الراهب سرجيوس» لتولستوي، و«فلسطين عربية» و«مركيزة سانطوس» (رواية برازيلية تاريخية) لباولو سيتوباس.

كان نظير زيتون محبًا للسجع، وامتازت مؤلفاته بالرصانة وأناقة اللفظ وسلاسة التعبير وقوة المنطق ومتانة الحجة، إضافة إلى العمق في الدرس والبحث والتحليل.

عيسى فتوح

مراجع للاستزادة:

 

ـ جورج صيدح، أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأمريكية (مكتبة السائح، طرابلس، لبنان 1999).

ـ يوسف أسعد داغر، مصادر الدراسة الأدبية «الطبعة الألفية» (مكتبة لبنان، بيروت 2000).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 487
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1103
الكل : 40884755
اليوم : 119487

المكسيك (الفن في-)

المكسيك (الفن في ـ)   الفن المكسيكي القديم: ظهرت في شمالي سهول المكسيك الحضارات (الوسطى) نحو عام 2000ق.م. الأولى استمرت 700 عام أطلق عليها كوبيلكو زاكاتنكو Copilco Zacatenco. ثم تلتها لمدة 300 عام حضارة أطلق عليها اسم كوركويلو تيكومان Curcuillo-Ticoman التي تميزت بالأواني والتماثيل الخزفية ومنها ما يمثل نسوة ذات تعابير شهوانية. ثم ظهر فن التلاتيلكو Tlatilco وهو فن متطور وواضح مشغول بالخزف، ويمثل أجساماً عارية أو وجوه أطفال. وفي مجال العمارة فإن الأهرامات الكبيرة التي تشكل معابد دينية أُطلق عليها اسم تيوتيهواكان Teotihuacan قد بلغ ارتفاع بعضها 60 متراً، واستمر بناء الأهرامات منذ القرن الثالث إلى القرن التاسع. وقد أرفقت هذه الأهرامات ببعض التماثيل الضخمة مثل تمثال آلهة الماء وارتفاعه 3.14 م، ومثل تمثال إله الفرح. وكان مكان الآلهة السماء في كثير من الأحيان، أو كان لها اتصال بالحياة. وكذلك وجِدت بعض الأقنعة الجنازية بأسلوب واقعي جداً، وهي من الحجر الصلب وأحياناً تكون مزينة بالفسيفساء.
المزيد »