logo

logo

logo

logo

logo

رعمسيس والرعامسة

رعمسيس ورعامسه

Ramses - Ramsès

رعمسيس والرعامسة

(1308-1087ق.م)

 

رعمسيس الأول5

 يقف بين الإله حورس إله الشمس برأس

صقر والإله أنوبيس إله الموتى برأس ابن آوى

 

رعمسيس الثاني6

ساد اسم رعمسيس Ramses على أسماء ملوك الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين، إذ تسلسلت الأرقام التي ارتبطت بأسمائهم من رعمسيس الأول إلى رعمسيس الحادي عشر. وامتد حكمهم أكثر من قرنين، ولذلك أطلق الباحثون على تلك المرحلة اسم «عصر الرعامسة». كان عصرهم مختلفاً عما سبقه من عصور، لأنه كان عصراً عالمياً، سادت أحداثه المشرق العربي القديم، وشمالي إفريقية وشرقي بلاد اليونان، إذ قامت القوى الكبرى بالمنطقة المذكورة بتقرير مصائرها، فقد وجدت في هذه المنطقة الإمبراطورية الحثية وشعوب البحر وآشور، وقد واجه الرعامسة كل القوى التي طمعت بمصر وبلاد الشام.

رعمسيس الأول

(1309-1308ق.م)

عدّ الباحثون رعمسيس الأول المؤسس للأسرة التاسعة عشرة، وقد ساعدته الظروف على أن يتسلم عرش مصر بعد موت سلفه الفرعون حورمحب آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، إذ لم ينجب حورمحب وليا ً للعرش، ولأن رعمسيس الأول كان رفيق الملك بالسلاح، فقد كان يشغل وظيفة قائد الجيش في عهده، وكان يدعي أنه (نائب ملك مصر العليا والسفلى) كما نقش على تمثالين له عثر عليهما بالكرنك.

 كان رعمسيس الأول رجلا طاعنا ً بالسن حين اعتلى عرش مصر، ولذلك لم يحكم سوى سنة وأربعة شهور، وقد أشرك ابنه وولي عهده ستي الأول معه بالحكم في أواخر أيامه، ومن أهم الآثار التي تركها، تمثالان له في الكرنك يمثلانه على هيئة الكاتب المصري، ونصبان تذكاريان في سرابيط الخادم بسيناء، ومقبرة بوادي الملوك غربي طيبة.

رعمسيس الثاني

(1290-1224ق.م)

أطلق الباحثون على رعمسيس الثاني لقب العظيم، لما قام به من إنجازات عسكرية وعمرانية وإدارية. فعلى الصعيد العسكري، كان يتوق إلى إعادة مجد مصر - بإعادة إمبراطوريتها في بلاد الشام، التي ضاعت في عصر العمارنة - فصارت حلماً يدغدغ أحلام المصريين باستمرار. فمنذ جيل فقط، كان يتردد صدى صوت الفرعون المصري في كل أنحاء بلاد الشام، وكانت وفود الشرق تأتي إلى مصر حاملة جزاياها وهداياها إلى فرعون، يقدمونها له في مشهد مهيب، وخضوع تام. وقد بدأ ستي الأول والد رعمسيس الثاني الخطوات الأولى على طريق إعادة الإمبراطورية المصرية في بلاد الشام، بما قام به من أعمال كان أهمها:

ـ إعادة تكوين الجيش المصري، الذي أصبح يتكون من ثلاث فرق، تحمل أسماء الآلهة المصرية العظيمة.

ـ إصلاح الطريق الحربي الواصل بين مصر وفلسطين عبر شمال سيناء.

ـ القضاء على نفوذ البدو (شاسو) في شبه جزيرة سيناء.

ـ إعادة قسم من الإمبراطورية المصرية في بلاد الشام (فلسطين ولبنان اليوم) بحد السيف.

وبذلك وجد رعمسيس الثاني الأمور مهيأة، كي يكمل عمل والده في إعادة الإمبراطورية، فأضاف فرقة رابعة للجيش المصري، الذي صار ترتيبه كما يلي :

فرقة آمون ـ فرقة رع - فرقة بتاح - فرقة ست.

نشاطه العسكري

قاد رعمسيس الثاني الجيش المصري (المكون من أربع فرق) في السنة الرابعة من حكمه، سالكا ً الطريق البري، عبر شمال سيناء، والساحل السوري إلى أن وصل إلى شرقي بيروت عند مصب نهر الكلب، وقام بوضع لوحة تذكارية لانتصاره في هذا الموقع، ومن الواضح أن هذه الحملة كانت حملة استطلاعية، إلا أنها أكدت أن حدود مصر صارت تمتد إلى بيروت.

ـ معركة قادش: قاد رعمسيس الثاني جيوشه الأربعة في ربيع السنة التالية (السنة الخامسة من حكمه)، وكان الهدف الرئيس لهذه الحملة، السيطرة على مدينة قادش الحصينة (تل النبي مندو اليوم - جنوبي حمص) والتي كانت بوابة السيطرة على بلاد الشام، وصل رعمسيس الثاني بعد مسيرة شهر إلى تل يشرف على مدينة قادش، يبعد عنها نحو 9 كيلومترات، وفي صباح اليوم التالي، اجتاز رعمسيس الثاني نهر العاصي (الأورنت)، جنوب ربلة الحالية، فوقع ضحية لخدعة دبرها متيلا (مواتالي) ملك الحثيين[ر]، ولكنه استطاع بشجاعته وحسن تصرفه أن ينجو بنفسه وينقذ جيشه من موت محقق، هذا ما جاء في النصوص المصرية. ولكن جاء في النصوص الحثية إن الملك متيلا هزم المصريين ولاحقهم إلى (آبا) بالقرب من دمشق، وهكذا يُستنتج مما سبق أن المعركة لم تكن حاسمة للطرفين.

المعاهدة المصرية الحثية

استمر العداء بين المصريين والحثيين بعد معركة قادش مدة ست عشرة سنة، ولكن بعد جهود بذلها الطرفان، عقدت معاهدة سلام بين الطرفين في العام الحادي والعشرين من حكم رعمسيس الثاني، وكان من أهم بنودها، قيام حلف دفاعي هجومي بين الطرفين، واستمرار المعاهدة سارية المفعول بعد موت أحد الملكين (المصري أو الحثي) ومن المؤكد أن الذي عجل في إبرام هذه المعاهدة، تغير الظروف الدولية، إذ أصبح خطر شعوب البحر في حوض البحر المتوسط الشرقي يهدد كلا ً من المملكتين الحثية والمصرية.

إنجازات رعمسيس الثاني العمرانية

استقرت الأوضاع في مصر وبلاد الشام، بعد عقد المعاهدة المصرية الحثية، مما هيأ الظروف المناسبة لرعمسيس الثاني أن يبني العديد من المنشآت التي كان من أهمها المعابد والحصون ومقبرة ً له، وأشهر المعابد التي بناها:

ـ معبد أبو سمبل: أمر رعمسيس الثاني بنحت معبدين في الصخر في منطقة أبو سمبل [ر] جنوبي أسوان نحو 280كم الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل، يمتاز أحد المعبدين بواجهته التي نحتت فيها أربعة تماثيل لرعمسيس بوضعية الجلوس، بلغ ارتفاع كل منها عشرين مترا ً تقريبا ً، وتعد هذه التماثيل المنحوتة بالصخر من أجمل وأهم آثار مصر الفرعونية، أما المعبد الثاني، فيقع إلى الشمال من المعبد الأول وهو باسم المعبودة (حتحور والملكة نفر تاري) زوجة الملك رعمسيس الثاني، وقد نحتت في صخر المعبد أربعة تماثيل تمثل الملك والملكة بارتفاع عشرة أمتار.

ـ معبد الرمسيوم : يعد من أهم المعابد الجنزية بجبانة طيبة، وهو معبد ضخم شاهق نقش رعمسيس على واجهة صرحه (البيلون) أحداث معركة قادش التي خاضها ضد الحثيين.

ـ معبد الأقصر: بناه أمنحوتب الثالث، لكن رعمسيس الثاني أضاف إليه البهو الكبير الذي شيده أمام المعبد والصرح، والتماثيل والمسلتين اللتين نقلت إحداهما إلى ميدان الكونكورد في باريس.

وفيما يخص الحصون فقد أحس المصريون بخطر شعوب البحر على مصر، ولذلك قام رعمسيس الثاني ببناء الحصون في غربي الدلتا، كما بنى مقبرة فخمة جميلة له في وادي الملوك غربي طيبة.

الملك رعمسيس الثالث

(1182-1151ق.م)

 يعد الملك رعمسيس الثالث آخر الرعامسة الأقوياء، بل آخر ملوك مصر الأقوياء، إذ استطاع أن يحافظ على مصر موحدة، ويحمي حدودها الشرقية والغربية، فصد هجمات شعوب البحر في هاتين الجبهتين. ومن أجل هذا قاد ثلاث حملات عسكرية انتصر فيها جميعاً، وقد سجل انتصاراته في المعارك آنفة الذكر بالصورة والكلمة على جدران معبده الجنزي الرائع بمدينة هابو (بطيبة الغربية).

وعلى الرغم من الإنجازات العسكرية العظيمة، التي حققها الملك، إلا أنه قضى نحبه نتيجة مؤامرة حريمه للاستحواذ على عرش مصر.

رعمسيس الرابع حتى الحادي عشر

(1151-1087ق.م)

حكم مصر بعد رعمسيس الثالث ثمانية ملوك، اتخذوا جميعهم اسم رعمسيس تيمنا ً باسم رعمسيس الكبير فكان آخرهم رعمسيس الحادي عشر، وقد عانت مصر في عهودهم من الضعف الشديد، حيث استنزفت حروب شعوب البحر الاقتصاد المصري، ومما زاد الوضع سوءا ً ازدياد نفوذ كهنة آمون، بدءا ً من عهد الملك رعمسيس الثالث، إذ خضع لهم الرعامسة المتأخرون خضوعا ً تاما ً، وبذلك استطاع الكهنة تأسيس أسرة حاكمة جديدة هي الأسرة الحادية والعشرون، وبتأسيس هذه الأسرة (1087ق.م) انتهى عصر الدولة المصرية الحديثة، حيث كانت المملكة المصرية في مقدمة الممالك القديمة في المنطقة العربية.

محمود عبد الحميد أحمد 

الموضوعات ذات الصلة:

الحثيون ـ قادش ـ مصر (تاريخياً). 

مراجع للاستزادة:

ـ إلن جاردنر، مصر الفراعنة، ترجمة نجيب ميخائيل إبراهيم (القاهرة 1973).

ـ جون ويلسون، الحضارة المصرية، ترجمة أحمد فخري (وزارة الثقافة والإعلام، مصر، بلا تاريخ).

ـ الموسوعة المصرية، تاريخ مصر القديمة وآثارها، المجلد الأول ـ الجزء الأول (القاهرة 1955).

- A.Gardiner, The Kadesh Inscription of Ramses II (Oxford University Press, London 1969).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 870
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 550
الكل : 31762014
اليوم : 37475

الطلاء المانع للانعكاس

الطلاء المانع للانعكاس   يتألف النظام البصري عادة من عدد من العناصر البصرية المنفذة للضوء، ويعكس كل سطح نحو 4% من الطاقة الواردة عليه، سواءً انتقل الضوء من الهواء إلى الزجاج أم من الزجاج إلى الهواء، وهذا يعني أن كل عدسة مثلاً ستعكس نحو 8% من الطاقة، وتزداد هذه القيمة مع زيادة قرينة انكسار العنصر البصري، لذلك فإن مثل هذه الخسارة غير مقبولة في الأنظمة الضوئية الحديثة، أضف إلى ذلك حدوث تشوه في الخيال الذي تشكله هذه الأنظمة بسبب الانعكاسات المضاعفة داخلها.
المزيد »