logo

logo

logo

logo

logo

الفضة

فضه

Silver - Argent

الفضة

 

عُرفت الفضة silver منذ الأزمنة الغابرة، فقد وُجدت آثارٌ من هذا المعدن الخام في آسيا الصغرى وجزر بحر إيجة، مما يدلّ على فصله عن الرصاص منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. وقد أُعطي رمز الهلال للفضة في علم السيمياء، إذ استُخدمَ حينها في محاولة الحصول على الذهب، ويُرمز إليها بالرمز Ag (من الاسم اللاتيني argentums).

تكون الفضة في الطبيعة مرتبطة مع الكبريت والزرنيخ والأنتموان، وفي فلزات مثل الأرجنتيت Ag2S وكلوريد الفضة AgCl. وتشكل خامات النحاس المصدر الرئيسي للفضة الذي يوجد أيضاً مع خامات النيكل والذهب والرصاص والزنك، التي تتوافر في كندا والمكسيك والبيرو والولايات المـتحدة الأمريكية وأستراليا والنرويج وسردينيا. وتُقدَّر النسبة المئوية للفضة في الصخور البركانية وسطياً بـ 10-8.

يحصل على الفضة بطرق كيمياوية عدة من خاماته أو عند تنقية النحاس بالتحليل الكهربائي، إذ تنحلّ الشوائب في كبريتات النحاس وتسقط إلى أسفل الخلية وتجمع على شكل وحل sludge يحوي معادن ثمينة (خاصة الفضة والبلاديوم)، وتُستخلص الفضة وتُنقى بالتحليل الكهربائي، ويحصل على فضة نقاوتها 99.9%.

الفضة من العناصر الانتقالية، عدده الذري 47 وكتلته الذرية 107.868 ودرجة انصهاره 961.63 ْس ودرجة غليانه 2212 ْس، عدد البروتونات (يساوي عدد الإلكترونات) 47، عدد النترونات 61، والكثافة 10.5غ/سم3. وللفضة التوزع الإلكتروني التالي:

1S22S2P63S2P6d104S2P6d105S1

للفضة لون أبيض معدني لامع، وهي أقسى من الذهب بقليل وقابلة للطرق والسحب بسهولة، ولا يفوقها في ذلك سوى الذهب وربما البلاديوم. للفضة النقية أعلى ناقلية حرارية وكهربائية بين المعادن كافة. تكون الفضة على أشكال متعددة مثل بلورات وقشور وأسلاك وحبيبات ومسحوق وأنابيب وقضبان وشبك وصوف.

للفضة الطبيعية نظيران ثابتان هما n107Ag وn109Ag (الأول أكثر وفرة حيث تبلغ نسبته 51.839%).

تم تمييز 28 نظيراً مشعاً للفضة، أكثرها استقراراً n105Ag عمر النصف half-life ت 41.92 يوماً، وn111Ag عمر النصف 7.45 يوماً، وn112Ag عمر النصف 3.13 ساعة.

الخواص الكيمياوية

للفضة في مركباتها درجتا أكسدة +1 و+2. ولكن محاليل الفضة (II) غير مستقرة بتاتاً لأنها تؤكسِد الماء متحولة إلى Ag (I) وينطلق الأكسجين. وأكسيد الفضة AgO (II) الجاف مستقر في الدرجات العادية من الحرارة.

الفضة خاملة كيمياوياً (نبيلة) فهي لا تتأثر بالهواء النقي ولا تتأكسد في الأحوال العادية لكنها مثل الزئبق تتأكسد بالأوزون، ولا تتفاعل مع الماء. تنحل الفضة في حمض الكبريت الكثيف والساخن بحسب المعادلة:

2Ag + 2H2SO4  ®  Ag2SO4 + 2H2O + SO4

كما تنحل في حمض الآزوت المدد أو الكثيف بحسب المعادلة:

3Ag + 4HNO3  ®  3AgNO3 + NO + 2H2O

تتحد الفضة مع الكبريت عند تسخينها، مشكِّلةً كبريتيد الفضة الأسود، وتعطي لوناً باهتاً مسوداً عندما تمس مواد تحوي الكبريت مثل ملوثات الجو من الأكاسيد الكبريتية، أو البيض أو المطاط أو كبريتيد الهدروجين وغيرها، ومن الضروري توافر الأكسجين لهذا التفاعل:

2Ag + 2H2S + ½O2  ®  Ag2S + H2O

تشكِّل شوارد (أيونات) الفضة سلسلة أملاح معظمها غير منحل، تسودُّ عند تعرضها لأشعة الشمس، إن كانت على شكل صلب أو محلول بسبب إرجاع شاردة الفضة إلى فضة حرة. شاردة الفضة (I) لا لون لها، غير أن أملاحها ملونة في أغلب الأحيان حسب الشاردة السالبة المرتبطة بها.

من هذه الأملاح: ضروب فلوريد الفضة Ag2F, AgF2 , AgF. وكلوريد الفضة AgCl، بروميد الفضة AgBr، يوديد الفضة AgI، أكاسيد الفضة Ag2O , AgO، سيلينيد الفضة Ag2Se، تلّوريد الفضة Ag2Te، كبريتيد الفضة Ag2S ونترات الفضة AgNO3.

تُخَرش أملاح الفضة المنحلة وخاصة نترات الفضة، إن كانت على شكل محلول أو بخار، الجلد والعين والحنجرة.

استعمالات الفضة

تستخدم الفضة في صناعة الحلي والنقود وأواني الطعام والشمعدانات، تحوي هذه سبيكة (خليطة) من 92.5% فضة والباقي نحاس أو بعض المعادن الأخرى. وتتمتع محاليل الفضة بخواص معقِّمة، فماء الفضة يقضي على كثير من أنواع الجراثيم. وهذا ما يفسِّر الخواص العجيبة التي تُنسَب إلى الماء بعد ترك جسم مصنوع من الفضة فيه مدة من الزمن.

للفضة أهمية كبيرة في صناعة أفلام التصوير، وهي تستخدم أيضاً في خلائط مواد طب الأسنان وفي مواد اللحام وفي الموصلات الكهربائية وفي صناعة بطاريات ذات سعة كبيرة مثل بطارية فضة -  زنك، وبطارية فضة - كدميوم. وتُستخدم دهانات الفضة في صنع الدارات الإلكترونية المطبوعة، وفي صناعة المرايا بالاعتماد على التوضُّع الكيمياوي للفضة أو توضُّعها المهبطي أو بالتبخير. كما أن فولمينات الفضة (Ag2C2N2O2) مادة انفجارية قوية.

استُخدم يوديد الفضة في بذر الغيوم لإسقاط المطر. تمت الاستفادة من الخواص الضوئية لكلوريد الفضة في جعلها صفائح شفافة أو لتدعيم الزجاج. تعدّ نترات الفضة أهم مركباتها، وتستخدم غالباً في التصوير. على أي حال فإن استهلاك الفضة حالياً قد زاد عن إنتاجها.

الفضة اقتصادياً

الاستعمال الأهم على الإطلاق الذي أكد أهمية الفضة كان استعمالها معدناً ثميناً في صك النقود.

وتاريخياً كان الاستعمال الرئيسي للفضة نقدياً، فقد عُرفت القطع النقدية الفضية في معظم بلدان العالم منذ القرن الثامن قبل الميلاد في جميع البلدان بين القارة الهندية ووادي النيل. واعتُمدت الفضة أساساً نقدياً في كثير من بلدان أوربا وآسيا وأمريكا إما على نحو مستقل في نظام المعدن الفضي حيث كانت تعرف وحدة النقد بقطعة محددة من الفضة ذات وزن وعيار محددين، أو في نظام المعدنين المتوازيين حيث كان يتم تداول القطع النقدية المصنوعة من الفضة ومن الذهب بقيمتها التجارية دون تثبيت علاقة قانونية بينهما، أو في نظام المعدنين أي الذهب والفضة حيث كانت قوانين النقد الأساسي تحدد علاقة قانونية ثابتة بين المعدنين الثمينين، في حين كانت قيمتاهما التجاريتان تخضعان للعرض والطلب في السوق، مما كان يجعل أحدهما نقداً رديئاً والآخر نقداً جيداً[ر: غريشام توماس]. وبقي نظام المعدنين معمولاً به في أوربا إلى فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد تأثرت أسعار معدن الفضة بشدة بعد نهاية استخدامها في صك النقود المعدنية.

كانت الفضة إلى جانب الذهب تؤدي دور معادل القيم وتتحدد أسعار كل منهما في ضوء الطلب على النقود أو لأغراض الصناعة أو الزينة.

وفي القرن التاسع عشر ومع تقلُّب العلاقة التجارية بين المعدنين كان التعادل بينهما يراوح حول نسبة (1) غرام ذهب إلى (14.5) غراماً فضة، ولكن إنهاء استعمالات المعدنين الثمينين في صك النقود قاد إلى تغير هذه النسبة كثيراً بسبب زيادة استعمالات الذهب الصناعية (وخاصة في المجوهرات) على استعمالات الفضة من ناحية، ونتيجة زيادة إنتاج الفضة في العالم من ناحية ثانية. فالذهب لا يوجد إلا خالصاً في الطبيعة بينما توجد الفضة ممزوجة مع الرصاص أو النحاس أو التوتياء. وكثيراً ما كان يزداد إنتاج الفضة كمنتج إضافي في أثناء تعدين الرصاص بسبب شدة الطلب عليه.

في الوقت الراهن تراوح علاقة الذهب والفضة بين (1) إلى (65) و(1) إلى (70)، وذلك بسبب وفرة الفضة لوجودها مع معادن أخرى في الطبيعة والتوسع في إنتاجها لتلبية الطلب على المعادن المرافقة لها.

تزايد إنتاج العالم من الفضة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية ثم مال إلى الهبوط في أثناء الحرب العالمية الثانية، وعاد إلى الزيادة في السبعينات من القرن العشرين حيث تجاوز عشرة آلاف طن سنوياً.

تأتي المكسيك في طليعة الدول المنتجة للفضة بنسبة 15% تقريباً من الإنتاج العالمي، تليها كندا بنسبة 12% والولايات المتحدة بنسبة 12% تقريباً. وكان الاتحاد السوڤييتي السابق ينتج نحو 14%، وتسهم البيرو بإنتاج نحو 11%. أما إنتاج الوطن العربي من الفضة فمتدنٍّ جداً ويكاد ينحصر في المملكة المغربية التي تُنْتِج أكثر من 80% من إنتاج الفضة في الوطن العربي ولكن بنسبة تكاد لا تذكر في حساب الإنتاج العالمي لهذا المعدن. ويعد الوطن العربي مستورداً للفضة إما لأغراض صناعة الحلي أو لأغراض صناعية متعددة.

عبد المجيد شيخ حسين، مطانيوس حبيب

الموضوعات ذات الصلة:

غريشام (السير توماس ـ) ـ النقود.

مراجع للاستزادة:

ـ فيليب ماثيوس، ترجمة هيام بيرقدار، الكيمياء المتقدمة 2 العضوية واللاعضوية (المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، دمشق 2000).

- W.J. Streeter, The Silver Mania: A Study into the Causes of High Voltality of Silver (Kluver 1984).

- Taito O. Soine and Chares O Wilson, Roger’s Inorganic Pharmaceutical Chemistry (Lea & Febiger, Philadelphia, 1961).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 564
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 482
الكل : 31262513
اليوم : 10701

مكتاغرت (جون-)

مَكْْتاغَرْت (جون ـ) (1866ـ 1925)   جون م. إليس مَكْتاغَرْت (مَكْتغارت) John M. Ellis McTaggart فيلسوف مثالي إنكليزي، ولد في لندن ودرس في جامعة كمبردج وحصل على البكالوريوس في الآداب سنة 1888، ثم عُيِّن أستاذاً في جامعة كمبردج منذ سنة 1897حتى تقاعده في سنة 1923. تأثر بالحركة الهيغلية الإنكليزية وأصبح فيما بعد من أكبر دعاتها، كانت له دراسات معمقة لفلسفة هيغل[ر] أثمرت عن ثلاثة مؤلفات ممتازة: «دراسات في الديالكتيك الهيغلي» Studies in the Hegelian Dialectic ت(1896) و«شرح على منطق هيغل» A Commentary on Hegel’s Logic ت(1910) و«دراسات في الكوسمولوجيا الهيغلية» Studies in Hegelian Cosmology ت(1901).
المزيد »