logo

logo

logo

logo

logo

شعبان (عبد الغني-)

شعبان (عبد غني)

Sha’ban (Abd al-Gani-) - Sha’ban (Abd al-Gani-)

شعبان (عبد الغني ـ)

(1927 ـ 1977)

 

عبد الغني شعبان موسيقي لبناني، ولد في بيروت وتوفي فيها. وهو باحث نظري ومؤسس مدرسة بوليفونية (تعدد التصويت) polyphony الشرق ـ عربية، المتضمنة أبعاداً [ر. الموسيقى] تستمد صياغة سلالمها من أرباع الصوت التقريبية.

درس عبد الغني شعبان النظريات الأولية والصولفيج [ر. الموسيقى] وآلة اليراعة[ر] (الكلارينيت) clarinette مبتدِئاً. ثم درس العود[ر] والموسيقى الشرقية على يد كارنيك قازنجيان، وتعلم العزف على البيانو على يد السيدة فكتوريا عيسى، ثم على يد السيدة لازاريف، في المعهد الموسيقي (الكونسرفاتوار) الوطني اللبناني. ودرس التأليف الموسيقي و«الانسجام»[ر] (الهارموني) Harmony، و«الطباق» Counterpoint ذاتياً عن طريق المؤلفات الموسيقية الفرنسية، بإشراف الأستاذ وديع صبرا[ر]، مؤسس الكونسرفاتوار الوطني اللبناني.

بدأ شعبان دراسته هذه منذ عام 1940، ووجه اهتمامه نحو البحوث الموسيقية منذ حداثته لما لمسه من فقر في المكتبة الموسيقية، واختلاف الآراء في المراجع التي كانت تناقض بعضها بعضاً.

احترف شعبان تعليم الموسيقى، وكان يجري تجاربه في أبحاثه على طلابه الموهوبين الذين صاروا فيما بعد من الملحنين البارزين مثل: حسن غندور وعفيف رضوان وغيرهما. وتعاقد مع إذاعة الشرق الأدنى (لندن اليوم) ليعمل فيها مساعداً لرئيس قسم الموسيقى، ومدوناً موسيقياً، وكان يرأس القسم وقتذاك عازف القانون المصري أحمد صبرة. وفي عام 1947 زار شعبان القاهرة في رحلة فنية، بدعوة من الشاعر أحمد عبد المجيد الذي كان يشغل منصب القنصل العام للحكومة المصرية في سورية ولبنان. وتعرف في زيارته تلك كبار الفنانين المصريين، مثل محمد عبد الوهاب[ر] ومحمد القصبجي[ر] اللذين تنبآ له بمستقبل فني باهر.

اختير شعبان في عامي 1947 و1948رئيساً لقسم الموسيقى الآلية، وقائداً للفرقة الموسيقية في إذاعة دمشق. ودوّن العديد من الموشحات الأندلسية العريقة الملحنة من قبل عمر البطش[ر] وسيد درويش[ر] وغيرهما.

بدأ عبد الغني شعبان أبحاثه الجدية بين عامي 1948 و1951 من أجل موسيقى شرق- غربية تستطيع الوصول إلى العالمية. وقد تعاقدت معه وزارة المعارف السورية (التربية) عام 1951 لتدريس العلوم الموسيقية الشرقية والغربية والانسجام والصولفيج في المعهد الموسيقي الشرقي في دمشق، إضافة إلى منصب المستشار الفني.

في عام 1954 قدم استقالته من المعهد الموسيقي الشرقي، والتحق بعمله الجديد في الكونسرفاتوار اللبناني معلماً للغناء والعود والصولفيج والعلوم النظرية. وفي العام 1956 عرض نظريته الجديدة في دراسة علمية بمناسبة انعقاد الحلقة الدراسية للموسيقى العربية التي أقامتها وزارة التربية الوطنية في مقر الأونيسكو في بيروت، بحضور الكثير من المختصين في البلاد العربية، إضافة إلى حضور الموسيقي والباحث والمؤلف المستشرق التشيكي الويس هابا[ر] A.Haba. وفي السنة التالية تلقى شعبان دعوة من وزارة الدعاية والنشر في المملكة العربية السعودية، للإشراف على تأسيس القسم الموسيقي في الإذاعة العربية السعودية في جدة. وفي عام 1958 كُلِّف قيادة الأوركسترا في الإذاعة اللبنانية في بيروت. وفي العام التالي تسلم الإخراج الموسيقي في الإذاعة اللبنانية، وكُلِّف إدارة مكتبة تنسيق البرامج الموسيقية والغنائية، وكلف أيضاً قيادة الأوركسترا في المعهد الوطني- القسم الشرقي- إضافة إلى مهماته التعليمية. صار عبد الغني شعبان في العام 1959 عضواً في جمعية الملحنين والمؤلفين وناشري الموسيقى العالمية في باريس، وعضواً في جمعية الملحنين والمؤلفين وناشري الموسيقى في لبنان، وانتخب عضواً في مجلس إدارة هذه الجمعية دورات متتالية وسمي فيها أيضاً مستشاراً فنياً لدى المجلس. وفي عام 1961 أشرف على تأسيس وتدريب فرقة الكورال في مهرجانات بعلبك الدولية. وفي المدة نفسها سمي عضواً في لجنة تعديل برامج ومناهج التعليم في الكونسرفاتوار، واستطاع من خلال موقعه إدخال مواد الانسجام والطباق والتسلل والتأليف الموسيقي على مناهج التعليم الشرقي. وفي العام التالي تسلم قيادة الأوركسترا في الإذاعة، وسمي عضواً في لجنة البرامج وفي غيرها من اللجان المختلفة. وفي الوقت ذاته صدر قرار عن مجلس إدارة المعهد بتعيينه رئيساً لفرع النظريات، وعضواً في مجلس الأساتذة، وسلم أمانة سر مجلس الأساتذة لعدة سنين متتالية. في عام 1969 مثَّل المعهد الموسيقي الوطني عضواً في الوفد اللبناني للمشاركة في المؤتمر الثاني للموسيقى العربية الذي عقد في فاس في المغرب برعاية جامعة الدول العربية، وقدم في المؤتمر دراسة خاصة حول «دفع الموسيقى العربية نحو العالمية» مع نماذج موسيقية مسجلة تعتمد البوليفونية. وفي هذا المؤتمر ولدت فكرة «المجمع العربي للموسيقى». وفي العام التالي عقد أول اجتماع لهيئة أعضاء المجمع الموسيقي في القاهرة في مبنى جامعة الدول العربية، وكان الوفد اللبناني مؤلفاً من يوسف الخوري رئيساً وعبد الغني شعبان وتوفيق الباشا أعضاء.

وفي العام نفسه حضر إلى لبنان لامبوس فنازي، قائد أوركسترا بودابست الفلهارمونية، واستمع إلى نماذج موسيقية من أعمال عبد الغني شعبان، فقرر إدراج عمله «شهريار» في برامج الأوركسترا، على الرغم من معرفته المسبقة من خلال التدوين الموسيقي لشهريار في احتواء المقطوعة على أرباع الصوت التقريبية، وقد قدمت فرقة بودابست الفلهارمونية هذا العمل في ربيع عام 1971 كموسيقى حديثة. وفي العام ذاته تعاقدت دائرة الثقافة والفنون في وزارة الإعلام في الأردن مع شعبان لوضع موسيقى وألحان موزعة للمسرحية الغنائية «خالدة» التي قدمت على مسرح مدينة الحسين بمناسبة اليوبيل الخمسين لتأسيس المملكة الهاشمية.

في عام 1972 مثل شعبان الإذاعة اللبنانية لدى المجلس العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، وسمي الممثل الرسمي للإذاعة اللبنانية في الدورة التاسعة عشرة للندوة العالمية لمؤلفي الموسيقى التي عقدت في مبنى الأونيسكو في باريس، وقد رافقه في هذه الرحلة الموسيقي توفيق الباشا، وقدما معاً أعمالاً موسيقية على مستوى علمي عالمي.

في العام 1973 وردت برقيات ورسائل للإذاعة اللبنانية من مختلف الإذاعات العالمية من أوربا الغربية والشرقية على حد سواء تطلب فيها تسجيلات لـ «الرباعي الوتري الشرقي» لعبد الغني شعبان لإدراجه في برامجها الإذاعية. وفي العام نفسه، تلقى شعبان رسالة من قائد الأوركسترا الأكاديمية البروفسور تيودور أنطونيو في أكاديمية فيلادلفيا الموسيقية في الولايات المتحدة الأمريكية يطلب فيها المساعدة في دراسة فنية خاصة يقوم بها من أجل تقديم الجديد إلى العالم الغربي. ويخص في الرسالة الموسيقى اللبنانية المعاصرة التي يمثلها العمل اللبناني المبني على أرباع الصوت التقريبية البوليفونية عن طريق تطعيم الأوركسترا في حفلاتها بالجديد الذي سمع عنه.

توفي عبد الغني شعبان وهو يعمل في آخر ما وصل إليه الفن الموسيقي من صيغ بنائية في اللامقامية والتعدد المقامي في سلالم موسيقى «الشرق عربية» بما في ذلك سلم الأربعة والعشرين ربعاً تقريبياً بصورته الملونة والذي أطلق عليه اسم «السلم نصف الملون» أو الملون الدقيق.

أعماله الموسيقية:

افتتاحية سمفونية «بيبلوس» ـ مملكة أحيرام ـ والقصيد السمفوني «بلقيس ملكة سبأ» و«مصرع أدونيس» أوبرا رمزية من فصلين، ومتتالية Suite بعنوان (الشرقية) من فصلين. و«جواري شهريار» و«صبايا الحي» ومتتالية بعنوان (الريفيات)، مستوحاة من مواضيع الفولكلور اللبناني، وسماعيات وبشارف[ر. الصيغ الموسيقية] شرقية تقليدية لمقامات نادرة، عربية الطابع واللون، وقطع موسيقية مختلفة وأغان تقليدية عربية من قصائد وموشحات وأدوار وأهازيج وأغنيات شعبية خفيفة وقصائد صوفية ودينية، و«التسلل المقامي» رقم (4) للرباعي الوتري الشرقي، مقام راست نوا[ر. الموسيقى العربية]، إضافة إلى مؤلفات علمية نظرية عدة حول القواعد الموسيقية من عالمية وشرقية أعدها وأصدرها في سلسلة منها: نظرية الموسيقى العالمية (باللغة العربية)، وفن الهارموني للدراسة العليا ـ نظرية الموسيقى الشرقية (ترجم إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية)، وفن تقابل الألحان (الطباق) والأصداء أو الترجيع (التسلل) La fugue، وفن تآلف الأصوات وتوافقها في الموسيقى الشرقية، وفي هذا الكتاب قدم نظريته الجديدة بصورة تطبيقية.

جورج عبدو

 

 

 

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 700
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 544
الكل : 29650885
اليوم : 30895

فيتوريني (إليو)

ڤيتوريني (إليو -) (1908-1966)   إليو ڤيتوريني Elio Vittorini كاتب قصصي إيطالي، ولد في سِرَقوسَه Siracusa شرقي صقلية Sicilia وتوفي في ميلانو Milano. كان يتطلع في طفولته إلى العالم الخارجي الذي تفصله عنه سكة حديد كان والده موظفاً فيها، وكان يصطحبه في تنقلاته في أرجاء صقلية. تلقى تعليمه الأساسي وتابع دون اهتمام دراسة المحاسبة وحاول الهروب مراراً إلى أن استطاع الفرار نهائياً من صقلية عام 1924؛ إذ قلَّه القطار بعيداً باتجاه الشمال وتحديداً إلى البندقية Venezia حيث عمل محاسباً في ورشة بناء.
المزيد »