logo

logo

logo

logo

logo

زغلول (سعد-)

زغلول (سعد)

Zaglul (Sa’ad-) - Zaglul (Sa’ad-)

زغلول (سعد ـ)

(1857 ـ 1927م)

 

سعد بن إبراهيم زغلول، زعيم الثورة الوطنية في مصر عام 1919م. ولد في قرية «إبيانة» محافظة كفر الشيخ، شمالي الدلتا، وهو أحد ثمانية أخوة، توفي أبوه وهو في الخامسة.حفظ القرآن الكريم ومبادئ الحساب في كتَاب القرية، دخل الأزهر سنة 1873م فمكث فيه نحو أربع سنوات، واتصل بالسيد جمال الدين الأفغاني[ر] فلازمه مدة، ثم اتصل بالشيخ محمد عبده[ر] وعمل معه في تحرير جريدة «الوقائع» الرسمية آنذاك، وفي سنة 1882م عين في نظارة «وزارة» الداخلية وعمل فيها بصفة معاون، ثم ناظراً لقلم القضايا بمديرية الجيزة، كان من أشد المعارضين للسياسة البريطانية في مصر، فشارك منذ بداية أمره في أحداث الثورة العرابية، وقبض عليه وحوكم بتهمة مناهضة الحكومة والمشاركة في جمعية سرية تعرف باسم «جمعية الانتقام»، وزج به في السجن عدة أشهر، ثم أخلي سبيله بعد ثبوت براءته. اشتغل بالمحاماة فكان مثلا أعلى للمشتغلين بها، وواتته الظروف فالتحق بالقضاء وقتها ولم يأنف أن يعود إلى التلمذة من جديد، وجهد نفسه في تعلم الفرنسية ليتوجه إلى باريس وينال من جامعتها إجازة الحقوق، فصار وكيلاً ثم مستشاراً بمحكمة الاستئناف المصرية. ومع مطلع القرن العشرين نبه ذكره من خلال خطبه الشهيرة، وتزوج من صفية ابنة رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا، وفي سنة 1906، استغل حادثة دنشواي ليندد مع غيره من أحرار مصر بالسياسة البريطانية وأساليبها الخادعة والهادفة إلى تثبيت وجودها الإستعماري في مصر. وحين تأليف الحكومة برئاسة بطرس غالي عهد إليه بمنصب ناظر المعارف العمومية، فأمر بإحداث الجامعة المصرية ومدرسة القضاء الشرعي، واستن تعليمات جديدة، اشتملت على ترقية المصريين لمراتب أعلى كانوا محرومين منها، وفي سنة 1910م عين وزيراً للحقانية (العدل) في وزارة محمد سعيد، وتفاقمت خلافاته مع البريطانيين ومعهم الخديوي عباس حلمي، فاستقال من منصبه سنة 1912. وفي العام التالي أعلن عن تأليف الجمعية التشريعية، فانتخب عضواً فيها، ثم وكيلاً منتخباً من قبل أعضائها، وكان له فيها من المواقف الوطنية مانبه الأمة إلى حقها في الحرية والحياة الكريمة.

تبنت الجمعية دعوته إلى الديموقراطية لمواجهة الحكم الفردي المستبد والحد من طغيان سلطة الخديوي، غير أن أعمال الجمعية تعطلت بسبب أحداث الحرب العالمية الأولى وتطبيق الأحكام العرفية في مصر، بعد أن أعلنت بريطانيا فرض حمايتها عليها.

بدأت المرحلة النضالية في حياة سعد بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حينما وجد أن مصر لم تنل ثمرة جهادها في ضوء مبادئ ويلسون، وانطلق قلمه في الكتابة ولسانه في الخطابة، ليثير حمية الأمة للمطالبة باستقلال مصر، وحق المصريين في تقرير المصير وجلاء الجيوش الأجنبية عن أراضيها.

لاقت هذه الأهداف تأييداً مطلقاً من جانب الجماهير، مما جعل سعداً يدعو إلى تأليف وفد لمقابلة المقيم البريطاني في مصر السير وينغنت Sir Waunegent، وتشكل الوفد برئاسته، بعد أن انضم إليه عدد من الوطنيين ـ وغالبيتهم من أعضاء الجمعية التشريعية، وطلبوا من المقيم البريطاني السماح لهم بالذهاب إلى مؤتمر الصلح في باريس، لشرح وجهة النظر المصرية وحق المصريين الطبيعي في الاستقلال ونيل الحرية، بيد أن المقيم البريطاني رفض مطلبهم، وأوعز إلى قائد القوات البريطانية في مصر الجنرال ويلسون Welson بإلقاء القبض عليهم وإرسالهم إلى جزيرة مالطا. وكان ذلك الوفد نواة الحزب الذي عرف بهذا الاسم «الوفد».

 كان خبر اعتقال سعد وزملائه الشرارة التي أوقدت نار الثورة عام 1919، فقد هب المصريون بجميع طبقاتهم وطوائفهم مطالبين بالإفراج عن المعتقلين، وانتقلت الثورة من القاهرة لتشمل جميع مدن مصر، ونتج من المصادمات الدامية مع جيش الإحتلال مقتل وجرح عدد كبير من الأهالي الذين انتظم عدد كبير منهم في مجموعاتٍ قامت بحرق المحطات وتخريب سكك الحديد وقطع أسلاك الهاتف، مما دفع الحكومة البريطانية إلى عزل الجنرال ويلسون وتعيين الجنرال اللنبي E.D.Allenby الذي قام ببعض الإجراءات الصارمة، وأمر، في الوقت نفسه، بعودة سعد ورفاقه من المنفى، وسمح لهم، تحت الضغط الشعبي، بالسفر إلى باريس في أثناء انعقاد مؤتمر الصلح، وفي المؤتمر كان سعد متشدداً في مطالبه رافضاً قرار المؤتمر الذي أقر الاعتراف بالحماية البريطانية على مصر، وعاد بوفده إلى مصر لقيادة الثورة، الأمر الذي ألجأ البريطانيين إلى إصدار تصريح 22 شباط 1922م بعد أن عجزوا عن استمالته وحزبه، وجرى التمهيد بعدها لاعتقاله مرة ثانية ونفيه مع خمسة من زملائه إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، ثم إلى جبل طارق، وظل في منفاه حتى عام 1923م، حين أفرج عنه وعاد إلى مصر، في الوقت الذي صدر فيه دستور عام 1923م الذي قيد سلطات الملك أحمد فؤاد وحد من تجاوزاته، وبموجب هذا الدستور، شارك سعد في الانتخابات البرلمانية واكتسب حزبه «الوفد» الأكثرية الساحقة، الأمر الذي أهله لتشكيل الحكومة المصرية، وبسبب مواقف الملك الرامية إلى تعطيل الدستور أو إلغائه، والضغوط البريطانية التي تعرضت لها الحكومة في أعقاب اغتيال السردار «لي ستاك باشا» استقال من منصبه سنة 1924م وحل مجلس النواب من جديد، وفي العام التالي ائتلف سعد مع قادة حزب الأحرار الدستوريين، وهم ممن انشقوا عن حزب الوفد، ضد الملك وأعوانه، فأعيد انتخابه مجدداً رئيساً لمجلس النواب الائتلافي، واستمر في منصبه حتى وافته المنية، ومنذ ذلك التاريخ تحول اسمه إلى رمز من رموز النهضة القومية في مصر، وأقيم له ضريح على الطراز الفرعوني يضم رفاته ورفات زوجته، وتحول منزله الذي كان يعرف باسم « بيت الأمة» إلى متحف قومي.

مصطفى الخطيب

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد علي الغتيت، ثورات العرب سنة 1919 «ثورة مصر» (الدار القومية للطباعة والنشر القاهرة، بلا تاريخ).

ـ أحمد حسين القرني، ذكرى سعد (المكتبة العربية، القاهرة، بلا تاريخ).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 365
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1093
الكل : 40557261
اليوم : 87076

العجيب

العجيب   العجيب marvellous مصطلح نقدي يتعلق بالسرد الحكائي. يعد النص (العجيب) نصاً يقع، كلياً، خارج إطار قوانين الواقع المألوف، تبدو الأحداث الخارقة فيه مقبولة، ولكن بعدّها مفسَّرة خلف حدود الواقع، أي إن لها عالمها الخاص، ويمكن أن نمثل للعجيب بالخرافات الشعبية التي تقع أحداثها بعيداً عن قوانين المألوف، ويقبلها المتلقي كما هي، على أن تقع في عالمٍ مغايرٍ لعالمه.
المزيد »