logo

logo

logo

logo

logo

الصحراء الكبرى

صحراء كبري

Great Desert - Grand désert

الصحراء الكبرى

 

أقدم الصحارى وأقساها وأكبرها، تبلغ مساحتها 8ملايين كم2، وهي واضحة الحدود، شمالاً (البحر المتوسط والجبال الأطلسية)، وغرباً (الأطلسي) وشرقاً (البحر الأحمر)، تليها السافانا المدارية جنوباً.

تقع الصحراء وسط نطاق الضغوط العالية المدارية وشبه المدارية، حيث يهبط الهواء نحو الأرض فيزداد ضغطه وحرارته، فيسيطر الضغط العالي بقوة، ويحد من قدوم الكتل الهوائية الجبهية الشمالية الرطبة، وفي الصيف يختفي هذا الضغط ويتحول إلى ضغط منخفض، فتتقدم الكتل الهوائية البحرية من الأطلسي (مركز ضغط آزور العالي) إلى الصحراء، وبسبب حرارة الأرض العالية يتسخن الهواء القادم بشدة فتنخفض قيم الرطوبة النسبية في الجو فلا يتكاثف بخار الماء.

وتصد السلاسل الأطلسية الكتل الهوائية الرطبة الشمالية، فيشح الهطول (50ـ100ملم)، لأن حاجز الضغط الشتوي يقف بقوة أمام الفعاليات الجبهية، ولأن تسخن الأرض صيفاً يخفض كثيراً قيم بخار الماء الجوي.

الجيولوجيا والتضاريس

هما نتاج العوامل الآتية:

أـ تأثير القاعدة الصخرية البريكامبرية (ماقبل الكامبري)، المتبلورة الصلبة، التي تظهر آثارها في جميع الوحدات التضاريسية الصحراوية.

ب ـ النشاط البنائي للقاعدة الصحراوية وجوارها، الذي أدى إلى ارتفاع وسطها بقوة، وانحسار المياه المحيطية والبحرية من الحقب الأول، وانكشاف صخورها (الدرع).

إلا أنها تعرضت لعمليات خسف وهبوط وارتفاع جزئي متكررة، فغشتها مياه البحر حيناً وانحسرت عنها أحياناً أخرى فترسبت طبقات سميكة من الصخور البحرية وغير البحرية، وغطت القاعدة مكونة الصفيحة (المسطح) الصحراوية.

ج ـ الجفاف الشديد الذي كان له أثر مهم في تكون التضاريس الحتية، للعوامل الآتية:

1ـ التجويه الفيزيائية المفككة للصخور.

2ـ الدور الحتي المحوري للرياح.

3ـ حركة الفتات الصخري ثقلياً في المناطق المرتفعة والمنحدرة.

4ـ التفاعل القوي بين ظاهرة الجفاف والبناء Tectonic وتركيب الصخور.

ـ التركيب الجيولوجي: تقسم الصخور إلى مجموعتين كبيرتين:

1ـ الصخور المكشوفة (الدرع الصحراوي) القاعدية المنشأ والمتبلورة التي تسيطر في مناطق المرتفعات الجبلية (الحجار وتيبستي) والهضاب القاعدية وتتكون من: الغرانيت، والديوريت والغنايس والشيست والميكاشست والكوارتزيت..، ومن الصخور البركانية المنشأ مثل: البازلت والآندزيت والتراكيت والغابرو.

2ـ صخور الصفيحة الصحراوية، وتتكون من طبقات سميكة تغطي القاعدة ويُميز فيها:

أـ صخور بحرية المنشأ: الكلس والدلوميت والحوار والكذان (مارك) والغضار والحجر الرملي.

ب ـ صخور قارية المنشأ: الحجر الرملي و الكونغلوميرات و الرمال والحصى والحجارة والغضار واللوس.

جـ ـ الوحدات التضريسية البنائية: هي الهيكل الرئيس لتضاريس الصحراء ويمكن تقسيمها، حسب طبيعة الحركات البنائية الرافعة والخافضة، إلى الوحدات الآنية:

1ـ تضاريس مناطق الرفع البنائي، وتتمركز في قلب الصحراء (إقليم الدرع)، وتتمثل جبلياً بكتلة جبال الحجار (الهقّار) الوعرة الجرفية السفوح والسحيقة الأغوار، وترتفع في طاهات إلى 3003م، ثم كتلة جبال تيبيستي الأعلى 3415م، والتي تضارع سابقتها وعورة وقساوة. تحيط بهذه الكتل وتجاورها هضاب عالية   (1577ـ1700م) بعضها قاعدي الصخور والآخر بحري وقاري، وجميعها تقريباً وحيدة الميل (كويستات أو ضلوع)، منبسطة القمم وغنية بالحجارة والحصى، ومنها هضبة تومو وايردي وتازلين.

2ـ تضاريس مكان الخسف والهبوط القاعدي: وهي المناطق التي تسيطر فيها الصفيحة الصحراوية الرسوبية الغشاء. حيث الارتفاعات بسيطة (200ـ400م)، وتقسم مجموعتين من الوحدات التضريسية البنائية: المنخفضات Synclines الغنية بالتضاريس الرملية، كعرق شيش والعرق الغربي والشرقي والصحراء الغربية المصرية الليبية.

3ـ ثم السهول والهضاب البنائية غير العالية (300ـ500م)، وجلها مكون من الحجر الرملي النوبي ومن الكلسي والدولوميت، وتعلوها طبقات رقيقة من الحجارة والحصى والرمال.

التضاريس الحتية: نشأت هذه التضاريس بفعل التجوية الفيزيائية والرياح، بتفاعلها مع القاعدة الصخرية المتنوعة التركيب جيولوجياً، فنلاحظ التضاريس الآتية:

ـ التضاريس الرملية (الكثبان الهلالية والطولية والهرمية)، وخاصة في المنخفضات البنائية والأودية.

ـ التضاريس الحجرية (الحمادة) فوق الهضاب ذات القواعد الصخرية الكلسية والبازليتة.

ـ التضاريس الحصوية (الرق والسرير) فوق الهضاب والسهول المكونة من الكونغلوميرات والمجروفات المائية والسيلية.

ـ التضاريس المائية المنشأ: وهي صغيرة المساحة، ومبعثرة طينية وطينية رملية، كالسبخات والخبرات.

كثبان رملية في الصحراء الكبرى

الواقع المناخي: وهو يمثل النموذج الصحراوي المداري الشديد الجفاف والحرارة، وذلك بسبب:

أـ الموقع المداري، إذ تكون أشعة الشمس عمودية وشبه عمودية دائماً.

ب ـ الفقر الكبير ببخار الماء، مما يسمح ببلوغ أغلب أشعة الشمس سطح الأرض، ويترتب على ما ذكر:

ـ عظم قيم الإشعاع الشمس الإجمالي إذ تبلغ 180ـ200 كيلوكالوري (حَرَّة) في الهوامش و (220ـ240) ك.ك. في المركز.

ـ ارتفاع وسطي الحرارة السنوي إلى (30ـ35 ْم) وسطياً في الهوامش و(30ـ 35 ْم) في الوسط، وكثيراً ما تتجاوز الحرارة 45 ْ و قد بلغت 55ـ60 ْم.

ـ حرارة التربة عالية جداً (60ـ80 ْ) المدى الحراري اليومي والفصلي كبير (25ـ30 ْ)

ـ التبخر الكامن عظيم (3500ـ4500) ملم، والهطول السنوي لايربو على 10ـ50ملم، وفي المركز، لايرصد إلا من حين إلى آخر، يزداد الهطول نسبياً في الهوامش والمرتفعات الجبلية (100ـ200ملم).

الموارد المائية: ليس في الصحراء جريان سطحي، وجل ما هنالك ينابيع صغيرة متفرقة جدا ً في المنخفضات والأودية، والثروة المائية الأساسية هي المياه الباطنية التي تجمعت في عصور جيولوجية غابرة، وخاصة في صخور الحجر الرملي والكونغلوميرات، ويخشى من تملحها إذا استثمرت بكثافة.وأغلب المياه الباطنية ملحة، ويمثل نهر النيل نهراً عابراً وواحة كبيرة في الصحراء.

الكائنات الحية والترب: في الصحراء أكثر من 1200نوع نباتي وتقسم إلى نباتات فلورا (النبات الطبيعي) البحر المتوسط في الشمال، والفلورا المدارية السافانية في الوسط، وصحراوية نموذجية في الوسط. وفي الكتل الجبلية المركزية (الحجار وتيبيسي) تلاحظ النطاقات الآتية: نباتات صحراوية شوكية وعصارية، حتى 1000ـ1500م وبعدها حتى 2500م نباتات متوسطة حشائشية وشجيرات من البطم الأطلسي والزيتون البري واللوز، وبعد ذلك تظهر نباتات قديمة ترجع إلى الحقب الثالث، وفي المنخفضات والأدوية تنتشر بعض أشجار الطلح (أكاسيا) والأئل والأراك، وأشجار النخيل المثمر وسواه، وتكثر النباتات الملحية Halophtes في السباخ والممالح.

الصحراء غنية بالزواحف وبعض الحيوانات المفترسة، كالضباع وابن آوى والثعالب والقطط البرية وأعداد قليلة من الأسود الصحراوية و الفهود، وهناك الغزلان والمها العربية، الماعز البري والأيائل في الجبال.

الترب نادرة، مملحة غالباً، وأكثرها مستحاث، يمكن استثمارها إن وجد الماء، ويخشى من تملحها، وهنالك مناطق واسعة بلا ترب، كالحمادة ومناطق الرق والسرير.

الثروات المعدنية: الصحراء غنية بالمعادن الثقيلة (صخور القاعدة)، كالحديد والنحاس والزنك والذهب والبلاتين واليورانيوم، والصخور الرسوبية غنية بمكامن النفط والغاز التي تمتد من غربي الصحراء إلى شرقيها على مساحة تقارب 4مليون كم2، وكذلك في جنوبيها في السودان وتشاد، وغنية كذلك بالفوسفات والأملاح الصخرية.

الأصول السكانية: أعداد السكان قليلة، وجلهم من البدو الرحل وأشباه البدو، وبعضهم يستوطن الواحات، ويرجع السكان إلى الأصول العرقية الآتية:

ـ الأصول العربية الممتدة من البحر الأحمر حتى الأطلسي.

ـ البربر والبربر المستعربة

ـ الأثيوبيون (التشاديين والحاميين)

ـ الزنوج في جنوبي الصحراء.

يدين معظم السكان بالديانة الإسلامية، وبعضهم وثني ونصراني.

شاهر جمال آغا

مراجع للاستزادة:

 

ـ م.ب.بيتروف، صحاري العالم (موسكو 1974).

ـ مجموعة من العلماء، الصحراء، عن الألمانية (موسكو 1971).

ـ أ.ز. بونوماريفا، ايكولوجيا النباتات الصحراوية (موسكو 1987).

ـ ت.ف. فلاسفا، جغرافية القارات الطبيعية (موسكو1978)

ـ مجموعة من العلماء، موسوعة مناخات إفريقيا (لينينغراد 1976).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 63
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40504465
اليوم : 34280

الضرورة

الضرورة   الضرورة necessity لغة هي الحاجة، واصطلاحاًً هي مقولة لما يتميز به الشيء من وجوب، أو امتناع، أما منطقياً فهي استحالة انفكاك المحمول عن الموضوع، سواء كانت ناشئة عن ذات الموضوع أو عن أمر منفصل عنها. والضرورة الفلسفية إما إيجابية وهي الوجود، أو سلبية وهي العدم. ويقابل الضرورة الإمكان possibility، أو الجواز contingency. وأحياناً تقال الضرورة على الحتمية determinism والقدرية.
المزيد »