logo

logo

logo

logo

logo

السلامي (محمد بن عبد الله-)

سلامي (محمد عبد الله)

Al-Salami (Mohammad ibn Abdullah-) - Al-Salami (Mohammad ibn Abdullah-)

السََََََّـلامي (محمد بن عبد الله-)

(336ـ393هـ/948ـ1003م)

 

محمد بن عبد الله (عبيد الله ) بن محمد بن خليس المخزومي، من ولد الوليد بن الوليد أخي خالد بن الوليد، أبو الحسن السلامي، نسبة إلى دار السلام، شاعر عباسي مشهور.

ولد السلامي في الكرخ (الجانب الغربي من بغداد) لأسرة عربية قرشية، وكانت أمه شاعرة، فتفتحت موهبته الشعرية باكراً، وقال الشعر صبياً. خرج من بغداد إلى الموصل يافعاً، وخالط شيوخ شعراء عصره وطارحهم الشعر ونال اعترافهم بموهبته، ثم قصد الوزير الأديب المشهور الصاحب بن عباد في أصبهان، وانضم إلى مجلسه ومدحه بقصائد عدة، ومنها راسل أبا الفتح بن العميد في الري ومدحه، ومدح مؤيد الدولة قبل أن يرحل إلى عضد الدولة البويهي في شيراز بتزكية من الصاحب بن عباد، فصار ممن يلازمه ويرافقه في حله وترحاله، ونال عنده مكانة رفيعة وتقلب في نعيمه، وظل على هذه الحال إلى أن توفي عضد الدولة، فساءت حاله بعده، وفترت قريحته عن نظم الشعر، وبقي كذلك إلى أن توفي.

يعد السلامي من رؤوس شعراء القرن الرابع الهجري، حاز إعجاب أدباء عصره، فأشادوا بشاعريته وإبداعه، لأنه يحقق الإجادة في عرفهم، وهي تقتضي أن يكون الشاعر مثقفاً، قادراً على إظهار هذه الثقافة في شعره، وأن يزين أسلوبه ويزخرفه بضروب الصنعة التي غلبت على شعر العصر، ليرضي الذوق المتحضر المترف الذي ساد آنذاك، لذلك راج شعره، فكان السلامي ينتقل من مجلس  وزير إلى مجلس ملك أو أمير، ويختلف إلى مجالس اللهو والمجون، فشاع شعره في هذه المجالس وتلك، وتناقلت كتب الأدب مختارات جمة منه.

لم يخرج السلامي في مضمون شعره عن موضوعات الشعر المعروفة وأغراضه، فمدح الملوك والوزراء وذوي المكانة من أهل عصره طلباً لنوالهم، وهجا خصومه من الشعراء فقسا وأفحش، وطارح أصدقاءه الأدباء، فعتب واشتكى، وتغزل بالجواري والغلمان غزلاً متصنعاً، فوصف المحاسن وذكر مغامراته معهم من غير أن يعرض لأحوال العشق ومكابداته، وأسرف في ذكر الخمر ومجالسها وما يخالطها من غناء وقصف ومجون، ومال إلى الوصف ميلاً شديداً، فوصف الطبيعة والعمائر والأشياء من حوله وصفاً إبداعياً، يقوم على الربط بين عناصر الطبيعة والإنسان، وإقامة التواصل بينهما، مضفياً الوعي والإحساس على هذه العناصر، ومحلقاً في الخيال إلى مدى بعيد، وهو في أثناء ذلك ينثر الحكم ويضرب الأمثال.

اتسم شعره بالمبالغة في المعاني، والإغراق في الخيال، وتدبر معاني سابقيه من الشعراء، وسار في تشبيهاتهم إلى الغاية، واستخدم ثقافته وقدرته العقلية في توليد المعاني واختراعها، وبناء الصور وإبداعها. وحرص على اصطناع ضروب البديع وتضمين ألفاظ القدماء، وهذا الأمر جار على أسلوبه، وأوقف سلاسته وجماله عند حدود معلومة على الرغم من قوته ومتانته، فكان وفيا للنهج السائد في عصره وللطريقة التي يرضى عنها أهل زمانه.

وللسلامي ديوان شعر مجموع ومطبوع، ومن شعره الذي يظهر طريقته، قوله في الغزل:

الـحـب كالدهر يعـطيـنا ويـرتـجع

          لا اليأس يصدفـنا عنه ولا الطمع   

صحبته والصِّـبا يغري الصبابة بي

          والوصل طفل غرير والهوى يفع

ولـيلـة لا يـنال الفـكر آخـرهـا

          كـأنما طرفاها الصـبر والجـزع

إذ الشبيبة سيفي والهــوى فـرسي

          ورايـتي الهـوى واللذات لي شيع

أحييتهـا ونديمـي في الدجــا أمـل

          رحب الذرى وسميري خاطر صنع 

حتـى تـبسّم إعجـاباً بـزيـنتـه

          لـفـظ بديع ومعـنى فـيك مُخـترع

محمود سالم محمد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الثعالبي، يتيمة الدهر، تحقيق مفيد قميحة (دار الكتب العلمية، بيروت 1983م).

ـ أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، تصحيح أحمد أمين وأحمد الزين (دار مكتبة الحياة، بيروت).

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 73
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 569
الكل : 29651576
اليوم : 31586

الهندية _الأوروبية (اللغات-)

الهندية ـ الأوربية (اللغات ـ)   درس كثير من فقهاء اللغة - مثل المستشرق الإنكليزي وليم جونز[ر] واللغويان الدنماركيين راسموس راسك[ر] وكارل ڤرنر[ر] والألماني ياكوب غريم[ر] - اللغات الأوربية الحديثة اهتماماً منهم بأصولها، وتوصلوا وغيرهم إلى أنها تنتمي إلى أسرة لغوية أصلية واحدة هي الهندية - الأوربية Indo-European التي تكلمتها الشعوب المختلفة التي قطنت المنطقة الجغرافية الممتدة من شمالي الهند حتى سواحل البحر الأسود.
المزيد »