logo

logo

logo

logo

logo

منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية

منظمه تضامن شعوب اسيويه افريقيه

Afro-Asian peoples’ solidarity organization - Organisation de la solidarité des peuples Afro-asiatiques

منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية

 

منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية Afro-Asian Peoples’ Solidarity Organization إحدى الهيئات التي انبثقت من مؤتمر باندونغ[ر] بإندونيسيا ـ المنعقد عام 1955ـ والذي كان أحد مظاهر التنسيق والتعاون بين دول قارتي آسيا وإفريقيا المستقلة. وقد أُعلن عن تأسيسها منظمة في 27 كانون الأول/ديسمبر 1957.

جاءت حركة الشعوب الآسيوية والإفريقية في مناخ دولي منقسم ومضطرب، أعقب الحرب العالمية الثانية، حيث أدت نتائج الحرب المأساوية إلى انقسام العالم إلى كتلتين متصارعتين بين النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والنظام الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوڤييتي، وأدى هذا الصراع إلى قيام أحلاف عسكرية واعتماد سياسة الحرب الباردة وسباق التسلح؛ ولاسيما في المجال النووي، في حين كانت معظم شعوب آسيا وإفريقيا تعاني الاستعمار الذي يحتل أراضيها، ويستنزف ثرواتها، وتعاني التخلف الاقتصادي والفقر والنزاعات الناشئة فيما بينها.

وقد أدت هذه الظروف الموضوعية إلى نشوء حركات التحرير المناضلة من أجل حرية شعوبها واستقلالها؛ وانتهاج سياسة الحياد بين المعسكرين المتصارعين تعبيراً عن استقلال إرادتها.

انعقد مؤتمر باندونغ بين 18-24 نيسان/أبريل 1955؛ استجابة لدعوة رؤساء حكومات الهند و باكستان و بورما وسيلان وإندونيسيا في إعلان بوغور Bogor الإندونيسية 1954؛ والذي تضمن دعوة دول آسيا وإفريقيا إلى تشجيع التعاون والتفاهم بين شعوبها، وبحث مشكلاتها الناجمة عن الاستعمار والتمييز العنصري.

ولم تكن الدول التي حضرت المؤتمر تمثل وجهة نظر واحدة إزاء القضايا المطروحة؛ ولاسيما قضايا التحرر والاستقلال والحياد بين المعسكرين والموقف من الأحلاف العسكرية، بل كانت هناك وجهات نظر متباينة، وكان هذا أمراً مفهوماً؛ إذ إن بعضها كان يرتبط بمعاهدات ثنائية مع الدول الغربية الاستعمارية، وبعضها الآخر بأحلاف عسكرية، مثل حلف بغداد وحلف جنوب شرق آسيا.

وكانت سياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز هي النهج الذي سعى عدد من قادة الدول إلى اعتماده تجاه العلاقة والموقف من الصراع الدولي القائم؛ وفي مواجهة سياسة الاستقطاب، وأهم هذه الدول التي قادت هذا التوجه: الهند - مصر - إندونيسيا - سورية - كمبوديا - بورما - أفغانستان، ومع أن جدول أعمال المؤتمر كان يعنى بقضايا الشعوب الأفرو- آسيوية؛ إلا أنه عدّ انطلاقة لما سمي فيما بعد بحركة عدم الانحياز، وقد انتهى المؤتمر إلى اعتماد المبادئ العشرة المشهورة؛ وهي:

1- احترام حقوق الإنسان الأساسية وأغراض ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه.

2- احترام سيادة جميع الدول و سلامة أراضيها.

3- الامتناع عن أيّ تدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر.

4- احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها انفرادياً و جماعياً؛ وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.

5- الامتناع عن استخدام التنظيمات الدفاعية الجماعية لخدمة المصالح الذاتية لأيّ دولة من الدول الكبرى.

6- تجنب الأعمال و التهديدات العدوانية و استخدام العنف ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأيّ بلد.

7- تسوية جميع المنازعات الدولية بالوسائل السلمية كالتفاوض أو التوفيق.

8- امتناع أيّ دولة عن ممارسة الضغط ضد غيرها من الدول.

9- تنمية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.

10- احترام العدالة والالتزامات الدولية.

في ضوء هذه المبادئ المنبثقة من مؤتمر باندونغ التزمت منظمة التضامن الآسيوي الإفريقي بمهمة متابعة تنفيذ الالتزامات، ولهذه الغاية فقد انعقد المؤتمر التأسيسي الأول للمنظمة في القاهرة ما بين 26 كانون الأول/ديسمبر 1957 -1 كانون الثاني/يناير 1958؛ حيث حضر المؤتمر 40 وفداً يمثلون الدول وحركات تحرير الشعوب في آسيا وإفريقيا، كما أعلن المؤتمر عن إنشاء هيئات قيادية هي المجلس واللجنة التنفيذية، ويعدّ المؤتمر أعلى سلطة بينها، كما تم إحداث أمانة للمنظمة، وعدّت القاهرة مقرّاً لها.

وعلى مدى خمسة عشر عاماً انعقدت خمسة مؤتمرات رسمية للمنظمة، فالمؤتمر الثاني انعقد في غينيا عام1960، والثالث في تنزانيا عام 1963، والرابع في غانا عام 1965، والخامس في القاهرة عام 1972؛ وحضره 88 وفداً؛ يمثلون حكومات الدول المستقلة وحركات التحرير.

  كذلك عقدت المنظمة في إطار نشاطها و دعمها لحركات التحرير عدداً من المؤتمرات والندوات والاجتماعات التضامنية الخاصة بشعوب الهند الصينية والبلدان العربية والمستعمرات البرتغالية ومكافحة التمييز العنصري في إفريقيا.

وقد شكلت مبادئ المنظمة و التطورات اللاحقة لنضال حركات التحرر في آسيا وإفريقيا القواعد التي عملت بموجبها منظمةً تدعم تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية في قضاياها وهمومها.

وأسهمت على مدى أعوام نشاطها في مناصرة هذه الحركات ودعمها سياسياً ودولياً نحو تقرير المصير لشعوبها ودعم حركات الكفاح ضد التمييز العنصري في إفريقيا؛ وعدّ الكفاح ضد الاستعمار في شتى أنحاء العالم بأشكاله المختلفة واجباً تلتزم به المنظمة، وفي هذا السياق دعمت نضال شعوب المغرب العربي في كفاحها من أجل الاستقلال والحرية، وأيدت ودعمت كفاح الشعب الفلسطيني، ودعمت كفاح شعب إندونيسيا في نزاعها مع هولندا بخصوص إيريانا الغربية.

ووقفت موقفاً حازماً إزاء قضايا نزع السلاح و منع إنتاج السلاح النووي واستعماله وتجريبه. وقد ضعف دور هذه المنظمة التاريخي بغياب عدد من قادتها من جهة، وانقلاب الموقف الدولي في ضوء غياب المعسكر الاشتراكي؛ إلا أنها أسهمت على نحو كبير في حصول شعوب آسيا وإفريقيا على استقلالها السياسي، وحققت حضوراً مهماً في النصف الثاني من القرن العشرين.

سامي هابيل

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

باندونغ (مؤتمر ـ) ـ الحياد ـ عدم الانحياز  (حركة ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد المنعم زنابيلي، تطور مفهوم الحياد عبر المؤتمرات الدولية (وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، دمشق 1977م).

ـ ب. ن. بونوماريوف، القاموس السياسي، ترجمةعبد الرزاق الصافي (دار الفارابي، بغداد 1978م).


التصنيف : السياسة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 648
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 563
الكل : 31206021
اليوم : 31178

أوفلاهيرتي (ليام-)

أوفلاهيرتي (ليام ـ) (1896 ـ 1984)   ليام أوفلاهيرتي Liam O'Flaherty روائي وقصاص إيرلندي، ولد في مدينة إينشمور Inishmore في جزر آران Aran Islands، ودخل مدرسة لاهوتية سرعان ماعزف عنها، درس بعض الوقت في جامعة دبلن. خدم في الجيش البريطاني إبَّان الحرب العالمية الأولى (1914- 1918)، وسُرّح من الخدمة في عام 1917. قام بأسفار كثيرة زاول فيها أعمالاً يدوية متنوعة. و كان نقابياً مناضلاً في وقت ازدادت فيه البطالة.
المزيد »