logo

logo

logo

logo

logo

أرغون

ارغون

Arghun - Arghoun

أرغون

 

أرغون Arghun أسرة مغولية، قالت بتحدرها من أرغون بن أباقا بن هولاكو. ظهرت على مسرح الأحداث في سجستان ما بين 880 - 1008هـ/ 1475 - 1599م، واتخذت في البداية من مدينة قُنْدُهار عاصمة لها، ودانت بالإسلام، ثم توسعت حتى ضمت السند.

تأسيس الدولة الأرغونية «ذو النونية»

ارتبط تأسيس الدولة بشخص ذي النون بك أرغون (880 - 913هـ/ 1475 - 1507م) الذي كان يطمح إلى السيادة والسلطة، وكان في حياته من رجال السلطان حسين ميرزا بيقرة (أبو الغازي) (873 - 911هـ/ 1469 - 1506م)، آخر الملوك المشهورين من السلالة التيمورية وعرف في الأساطير باسم «زنو قائد جيش الشاه حسين».

أبلى ذو النون بك أرغون بلاء حسناً في الحروب التي خاضها إلى جانب ولي نعمته حسين بيقرة، فكافأه بتوليته حكم قندهار Kandahar (نحو سنة 880هـ/ 1475م)، فلم يلبث طويلاً حتى استقل بها (سنة 884هـ/ 1479) مستغلاً الخلافات الداخلية في الدولة التيمورية.

وأخذ بمساعدة أبنائه، يتوسع في المناطق الجبلية القريبة من منطقة حكمه، فضم كلاً من بثين وشال ومُسْتانغ (مُستنك) إلى دولته من دون مقاومة تذكر.

ثم بدأ يعمل على ضم مناطق من السند، فأرسل ولديه شاه شجاع بك أرغون، ومحمد مقيم خان، فقطعا مضيق بولان (سنة 890هـ/ 1485م) واحتلا سيبي من ممتلكات ملك السند جام نَنْدا السَّمّاوي.

ساعد ذو النون الأرغوني بديع الزمان التيموري في ثورته على أبيه حسين بيقرة (سنة 902هـ/ 1497م) ليوسع شقة الخلاف، ويستغله في إتمام تأسيس دولته، وارتبط معه بالمصاهرة، فزوج بديع الزمان ابنته.

عمل حسين بيقرة (في سنة 904هـ/ 1498) على استعادة نفوذه في المناطق التي خضعت لذي النون، لكنه أخفق واضطر إلى الارتداد عنها. واستغل ذو النون انتصاره، فأتم توسعه في منطقة سجستان. واستولى على هراة Herat، فزاده هذا الانتصار قوة وبأساً، ونجح ابنه محمد مقيم خان في ضم كابُل Kabul مدة من الزمن. وبلغ ذو النون ذروة قوته بوفاة السلطان حسين بيقرة سنة 911هـ/ 1506م، لكن الظروف لم تستمر في مصلحته، إذ ما لبث أن اصطدم بزعيم الأزبك شيباني خان (شاهي بك أُزْبك) (906 - 915هـ 1500 - 1510م) الذي كان في أوج قوته كذلك، وبعد أن سيطر على مناطق متعددة، أخذ يتوسع في خراسان، انجلى الصراع بين الطرفين عن مقتل ذي النون في معركة مَرُوْجَك (مرو) سنة 913هـ/ 1607م، واستيلاء شيباني خان على هراة، كما خسر الأرغون إثر ذلك كل ممتلكاتهم في السند.

تولى حكم الأرغون بعد ذي النون ابنه الأكبر شاه شجاع بك أرغون (913 - 930هـ/ 507 - 1524م) الذي واجه في أثناء حكمه عدة قوى، على رأسها بابُر Babur ظهير الدين محمد (899 - 937هـ/ 1494 - 1530م) مؤسس أسرة المغول التيموريين العظام في الهند، الذي ادعى أنه وريث تيمور في دولته، وبدأ يتوسع على حساب دولة الأرغون منذ عهد ذي النون، وتابع توسعه في عهد شاه شجاع. فاستولى على كابُل وتقدم بجيوشه نحو قُنْدُهار. ومن جهة أخرى كان شيباني خان سلطان الأزبك قد عزز مركزه في خراسان بعد انتصاره على جميع جيرانه من الملوك والأمراء، كما بدأت تظهر إلى الوجود قوة جديدة هي الدولة الصفوية [ر]، التي أسسها إسماعيل الصفوي سنة 908هـ/ 1520م واتخد مؤسسها لنفسه لقب شاه (908 - 930هـ/ 1502 - 1524م)، وامتدت ممتلكاته غرباً حتى هراة، وكان توسعه في هذا الاتجاه على حساب دولة الأرغون. ولما كان شاه شجاع بك يريد أن يحافظ على أملاكه بين هذه القوى المتصارعة، فقد وجد نفسه مضطراً إلى الاعتراف بسلطة شيباني خان الأزبكي على دولة الأرغون، وساعده شيباني مقابل ذلك على استعادة قندهار سنة 913هـ/ 1507م من بابُر.

انصرف شاه بك، بعد ذلك، إلى تدعيم سلطانه ونفوذه في قندهار، وتعرض في أثناء ذلك إلى ثلاث محاولات قام بها بابر لاحتلال المدينة، وأخفق في اثنين منها ونجح في المرة الثالثة (سنة 928هـ/ 1522م).

تخلص شاه شجاع بك من سيطرة الدولة الأزبكية، اثر انهزام شيباني خان أمام إسماعيل الصفوي ومقتله في المعركة الكبرى بينهما بالقرب من مَرو سنة 916هـ/ 1510م، واستيلاء شاه إسماعيل على هراة، وإكراهه أهلها على اعتناق مذهب الشيعة. إلا أن دولة الأرغون أضحت بذلك محاصرة من الصفويين في خراسان، والأزابكة في خوارزم وعاصمتهم خيوة، وبابر سلطان المغول في الهند.

وعندما حاول شاه شجاع عبثاً التفاهم مع الشاه إسماعيل، قبض عليه إسماعيل وسجنه في هراة، لكنه فر من سجنه، واستغل فرصة انشغال إسماعيل الصفوي بقتال العثمانيين وانهزامه أمامهم في موقعة جالديران (سنة 920هـ/ 1514م)، وكذلك انشغال بابر باسترجاع سمرقند (سنة 920هـ/ 1514م)، فسارع إلى مد سلطته خارج قندهار التي كان يخشى كثرة الطامعين فيها، واتجهت أنظاره قبل كل شيء نحو شرقي سجستان والسند، حيث أخذ يمد نفوذه منذ سنة 919هـ/ 1513م، مستفيداً من المشاكل الداخلية التي كان يعاني منها جام فيروز في السند، وانتصر عليه سنة 926هـ/ 1520م، ثم اكتسح ثتَّة Thatta عاصمة السند الجنوبي، فاضطر جام فيروز إلى عقد صلح مع شاه شجاع تخلى بموجبه عن حكم السند الأعلى (السند الشمالي). ولكن جم فيروز ما لبث أن نقض المعاهدة، فزحف عليه شاه شجاع بك، وخلعه، واحتل السند بكاملها، وقضى على الدولة السَّمّاوية، وأسس الدولة الأرغونية في السند.

ولما تعرضت مدينة قندهار سنة 928هـ/ 1522م لغزو بابر وسقطت في يده، تراجع شاه شجاع بك إلى ممتلكاته الجديدة في السند وجعل عاصمته مدينة بَخَر أوبهكار (بهاكهر) الواقعة على جزيرة في نهر السند.

كانت العاصمة الجديدة حصينة يتعذر الاستيلاء عليها، وهي تقوم في موقع صالح لإخضاع مملكة لنغا Langah في بلاد مُلْتان وإخضاع القبائل التي تساندها، وعلى رأسها القبائل البلوخية القاطنة في شمالي السند، والتي تحالفت فيما بينها عليه. فقاتلها شاه شجاع بك واشتد في معاملة أهلها، فذبح سكان اثنتين وأربعين قرية من البلوخيين، ومع ذلك لم يفلح في إخضاع السند الشمالي، وما لبث أن توفي سنة 930هـ/ 1524م، فخلفه ابنه شاه حسين أرغون (930- 961هـ/ 1524- 1554م).

بدأ شاه حسين أرغون حياته السياسية بمسألة بابر، فأعلن خضوع دولة الأرغون لنفوذه، وأقر له بالسلطة العليا، وخطب باسمه على المنابر، فأطلق بابر يده في بلاد السند وما جاورها، فغزا بلاد الملتان والمناطق المحيطة بها أكثر من مرة، كان آخرها سنة 934هـ/ 1528م، كما حاصر العاصمة ملتان، حتى سقطت بيده بعد حصار طويل. وانتقم من القبائل البلوخية وغيرهم من أنصار دولة لنغا فقتل عدداً كبيراً منهم، وعين على ملتان حاكماً من عنده، وعاد إلى عاصمته ثتة.

ولم يكد شاه حسين يغادر المنطقة حتى ثار سكان ملتان على الحاكم الذي عينه وطردوه. ويبدو أن الظروف السياسية المحيطة بدولة أرغون، وازدياد قوة بابر ويأس شاه حسين من خضوع سكان ملتان لسلطته مع الجهد الكبير الذي بذله بابر لهذا الغرض، هذه العوامل كلها دفعته إلى عدم محاولته الانتقام لما حدث لعامله، كما أنه لم يحاول بعد ذلك إعادة فرض سلطته على المنطقة.

أعلنت دولة لنغا بعد ذلك، تخلصاً من غارات شاه حسين الأرغوني، اعترافها بسلطة بابر الذي ألحقها بامبراطوريته سنة 937هـ/1530م، وأصبح السند الشمالي بذلك تحت حكمه. بقي شاه حسين آمناً في بلاده إلى أن استنصره هُمايون بن بابر الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه سنة 937هـ / 1530م، وكان هُمايون قد أصيب بنكسات شديدة ألجأته إلى الاستجارة بصديقه شاه حسين أرغوني. فقد لحقت بهمايون هزيمة ساحقة أمام شيرشاه الأفغاني سلطان دهلي سنة 947هـ/ 1540م، الذي أتبع نصره بطرد هُمايون من شمالي الهند، وأقام همايون في ضيافة شاه حسين مدة عامين ونصف العام آملاً في مساعدته على شيرشاه، ولكن شاه حسين فضل عدم توريط نفسه في معركة غير مضمونة. واضطر همايون سنة 950هـ/ 1543م إلى القيام بهذه المهمة بمفرده فحاصر بخر (بهاكهر) من دون طائل، وانسحب بعدها إلى قندهار عن طريق ممر بولان.

وأصاب كمْران بن بابر ما أصاب أخاه همايون، ففقد كابل والتجأ إلى الشاه حسين، وتزوج بابنته، وأقام عنده أعواماً فقد خلالها بصره.

عكرت الدسائس والمؤامرات صفو الأعوام الأخيرة من حياة شاه حسين: فانحرفت حاله، وساء تقديره للأمور، وتغلبت عليه السوداء وشعر كبار رجال الدولة أن الوضع يستلزم حاكماً قوياً قادراً لأن الأرغونيين لم يكونوا أكثر من جيش احتلال في السند، وليس لهم سلطان كبير في البلاد. ولما لم يكن لشاه حسين ولد، وكانت ابنته الوحيدة ماه جيجك قد تزوجت كمران بن بابر، وصحبت زوجها إلى مكة، فقد قرر كبار رجال الدولة (في سنة 961هـ/ 1554م) خلع شاه حسين وتسليم دفة الحكم إلى الأمير عيسى ترخان بن عبد العالي بن عبد الخالق كبير أبناء الفرع الأكبر من سلالة أرغون. وما لبث شاه حسين أن توفي في سنة 363هـ/ 1556م، فسقطت بموته الدولة الأرغونية «ذو النونية» بعد أن حكمت نحو ثمانين سنة.

الدولة الأرغونية الترخانية

باعتلاء الأمير عيسى ترخان (961- 975هـ/ 1554- 1567) عرش الأرغون بدأ حكم الدولة الأرغونية الترخانية الذي دام سبعاً وأربعين سنة (961- 1008هـ/ 1554- 1599م). وكان عيسى ترخان، قبل أن يلي حكم دولة الأرغون، قائد جيوش شاه شجاع بك. لم يهنأ عيسى ترخان بالحكم، إذ مالبث أن نافسه السلطان محمود كَكُلتاش (غوكلداش) على حكم المنطقة، وكان الحل اقتسام بلاد السند بينهما، فأخذ عيسى ترخان القسم الجنوبي وجعل ثتّة عاصمته، وحكم محمود القسم الشمالي من عاصمته بخر. ولم يرض الأرغونيون عن ذلك، فثاروا على عيسى ترخان، ولكن الوضع لم يتغير.

وتحت ضغط الظروف الداخلية والخارجية، اضطر عيسى ترخان إلى تقديم فروض الولاء للسلطان أكبر (963- 1015هـ/ 1556- 1605م)، من سلاطين التيموريين في الهند، وحكم السند الجنوبي باسمه. ولما لم يفعل محمود ككلتاش مثل ذلك، اكتسح السلطان أكبر السند الشمالي سنة 982هـ/ 1574م وجعله تحت سلطته المباشرة.

ظلت الدولة الأرغونية الترخانية تحكم السند الجنوبي بعد وفاة عيسى ترخان سنة 975هـ/ 1567م بشخص ابنه محمد باقي (975- 993هـ/ 1567- 1585م)، الذي لم يقم بأعمال مهمة طوال عهده وانتهى بانتحاره فخلفه ابنه جاني بك (993- 1001هـ/ 1585 - 1592م)، ولم يقدم جاني بك فروض الولاء للسلطان أكبر، فأوعز السلطان أكبر (سنة 999هـ/ 1591) إلى قائد جيشه عبد الرحيم خان بالزحف على السند الجنوبي، ولم يستطع جاني بك مقاومته، فاكتسح جيش أكبر المنطقة، وألحقها بالامبراطورية التيمورية في الهند، وعزل جاني بك عن الحكم سنة 1001هـ/ 1592م وعين ابنه ميرزا غازي الذي حكم الدولة باسم السلطان أكبر حتى وفاة والده. أما جاني بك فانصرف إلى الشراب واللهو، وتوفي سنة 1008هـ/ 1599م بتأثير الإدمان على المشروبات الكحولية وانتهت بوفاته الدولة الأرغونية.

كانت الدولة الأرغونية دولة حرب، قضى حكامها معظم حكمهم في التوسع أو في صد الهجمات المتكررة من الدول المجاورة، ولذلك فإن اهتمامها كان موجهاً إلى الجيش بالدرجة الأولى وتألف جيشها من أفراد قبيلة الأرغون، وبعض أفراد من قبيلة تُرخان التي تمت بصلة رحم لها، إضافة إلى تجنيدها أهالي البلاد المحتلة.

جدول حكام الدولة (سنوات الحكم)

1 ـ ذو النون أرغون 880 - 913هـ/ 1475 - 1507م.

2 ـ شاه شجاع بك أرغون 913 - 930هـ/ 1507- 1524م.

3 ـ شاه حسين أرغون 930 - 961هـ/ 1524 - 1554م.

4 ـ عيسى ترخان بن عبد العالي بن عبد الخالق 961 - 975هـ/ 1554 - 1567م.

5 ـ محمد باقي بن عيسى ترخان 975 - 993هـ/ 1567 - 1585م.

6 ـ جاني بن محمد باقي 993- 1001هـ/ 1585 - 1592م.

7 ـ ميرزا غازي بن جاني 1001-1008هـ/1592-1599م.

أمينة بيطار

الموضوعات ذات الصلة:

أفغانستان - السند - سجستان - المغول - الهند.

مراجع للاستزادة:

-W.ERSKIN, A history of India Under Baber and Humayun (London 1854).

-M. R. HAIG, the Indus Delta Country (London 1894).


التصنيف : التاريخ
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 923
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 602
الكل : 29658692
اليوم : 38702

اليافعي (عبد الله بن أسعد-)

اليافعي (عبدالله بن أسعد ـ) (698ـ 768هـ /1298ـ 1367م)   عفيف الدين أبو السعادات عبد الله ابن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني، الفقيه الزاهد المتصوف، ولد في مدينة عدن، ونشأ بها على خير وصلاح، وظهرت عليه آثار الفلاح، فأشغله والده بالعلم على شيوخ عدن وحواضر اليمن، وعندما شب رحل لتحصيل العلم، فدخل القدس ودمشق والقاهرة، وأخذ عن أعلام الفقه والحديث واللغة فيها، وحج غير مرة ليستقر في الحجاز متردداً بين مكة والمدينة المنورة، وقد مال إلى التصوف فدرس علومه وانسلك في طُرقه وحفظ كتبه وكتب الفقه والنحو حتى صار شيخ وقته في الفقه والحديث والتصوف، فضلاً عن براعته في التاريخ والعربية والأدب، واشتغل بالتدريس والإفادة والتصنيف إلى أن توفي بمكة المكرمة عن سبعين عاماً.

المزيد »