logo

logo

logo

logo

logo

طرطوس (محافظة ومدينة-)

طرطوس (محافظه ومدينه)

Tartous - Tartous

طرطوس (محافظة ومدينة ـ)

 

إحدى محافظات الجمهورية العربية السورية، تشغل القسم الجنوبي من إقليم الساحل والجبال الساحلية السورية، تحدها شمالاً محافظة اللاذقية، وشرقاً محافظتا حمص وحماه، وجنوباً حدود الجمهورية اللبنانية، ومن الغرب البحر المتوسط، إذ تشغل المحافظة جزءاً من الواجهة البحرية السورية، وتصل مساحتها إلى 1900كم2 تقريباً، وتضم خمس مناطق إدارية (صافيتا، الدريكيش، الشيخ بدر، بانياس، طرطوس)،تنقسم إلى تسع عشرة ناحية، وست وعشرين بلدة، وما يزيد على 860قرية ومزرعة، وبلغ عدد سكانها 685ألف نسمة عام 2003، يتوزعون في المحافظة بكثافات متباينة،بحسب خصوبة الأرض، وتوافر الماء، وعامل التضاريس (الارتفاع)، لكنهم يتركزون في السهل الساحلي والمنطقة الهضبية.

يعد ريف محافظة طرطوس متطوراً ومتقدماً، قياساً على الريف السوري، ويعود السبب للهجرة الخارجية، إلى الأمريكتين وأوربا، منذ القديم من جهة، وتأثرها بالريف اللبناني المجاور من جهة أخرى، إذ تنتشر المقاصف والمصايف في ريف المحافظة، حيث ينابيع المياه، والأشجار الوارفة الظلال على سفوح جبالها وفي وديانها، وتعد قبلة المصطافين من سكان سورية والوطن العربي، ويساعد انتشار المواقع الأثرية المتعددة في المحافظة على تشجيع السياحة الثقافية، كموقع عمريت على الساحل،جنوب مدينة طرطوس مقابل جزيرة أرواد، والتلال الأثرية (سوكاس وكزل)، وحصن سليمان وسط مدينة صافيتا، إضافة إلى القلاع العديدة (المرقب وصافيتا ويحمور والكهف وبنمرة والخوابي والقدموس).   

جانب من مدينة طرطوس

يمتد ساحلها الرملي المتعرج على مسافة 70كم، ومياه شاطئها قليلة العمق، مناسبة للاستجمام، عدا شاطىء طرطوس الجنوبي،بفعل الدوامات المائية الكثيرة الناتجة من اندفاع المياه الباردة (ينابيع) تحت سطح مياه البحر. ويلي الشاطئ سهل ساحلي بترباته الفيضية، التي رسبتها مياه الأنهار المنحدرة من السفوح الجبلية، ويضيق هذا السهل شمالاً في منطقة بانياس لاقتراب السلاسل الجبلية من شاطىء البحر، ويتسع بالاتجاه نحو الجنوب، حيث يتصل بواجهة واسعة مع سهل عكار، وتتخلله بعض الاندفاعات البركانية، أما المنطقة الجبلية فتمتد من الشمال مسايرة خط الساحل والسهل الساحلي، وتنخفض بالاتجاه نحو الجنوب، وهي وعرة المسالك غير متناظرة السفوح، إذ تنحدر سفوحها الغربية ببطء على السهل الساحلي، بينما تشكل السفوح الشرقية جرفاً على انهدام الغاب، وتنتهي بهضاب تلكلخ و فتحة حمص (عكار) عند قلعة الحصن.                         

تمتاز محافظة طرطوس بشبكة مواصلات جيدة، تربط بينها وبين ريفها من جهة، وبينها وبين محافظات القطرمن جهة أخرى، مناخها متوسطي عذب(26 ْم تموز، 12 ْم كانـون الأول)، وتقسم السنة فيها إلى فصلين واضحين صيف طويل جاف وحار قليلاً، وشتاءٌ ممطر معتدل دافئ على الساحل، وبارد على المرتفعات، تتفاوت كمية الهطل السنوية بين 800ـ1000ملم بين السهل الساحلي والجبال، ونظرا ًلبنية سطح المحافظة، التي تغلب عليها تشكيلات الصخور الرسوبية الكلسية الكريتاسية والجوراسية، وبعض الاندفاعات البركانية الحديثة، يتسرب غالبية الهطل فيها تحت سطح الأرض ليظهر على شكل ينابيع: نبع الباصية ومياه أرواد وينابيع أخرى جنوبي مدينة طرطوس. وتتألف الشبكة المائية السطحية من أنهار عدة غالبيتها تجف صيفاًً، ومنها ما هو دائم الجريان كالكبير الجنوبي، الأبرش، الحصين وغيرها، وبنيت عليها السدود لحجز هطولات الشتاء واستثمارها في ري السهل الساحلي صيفاً وقت الحاجة، وهناك الينابيع الكثيرة في مصايف المشتى والكفرون والقرى المجاورة. وقد دشنت بعض المشروعات المائية كالشماميس، نبع صالح، جورة الحصان، التي تغذي مناطق الشيخ بدر وصافيتا والدريكيش بمياه الشرب، كذلك مشروع آبار المنطار، التي تستخدم في ري الأراضي المجاورة، وتأمين مياه الشرب لبعض المراكز العمرانية المنتشرة في المنطقة.   

أحد أحياء طرطوس القديمة

 

متحف طرطوس

                                 

نشطت الحياة الزراعية بعد توافر مياه الري من السدود، التي أقيمت على أودية الأنهار في المحافظة، إذ تكاد شبكات الري تغطي السهل الساحلي، مما أدى إلى تغليب شجرة الحمضيات على شجرة الزيتون في هذا السهل، ولكن لا تزال شجرة الزيتون في مقدمة أشجار المحافظة،إذ تغطي الهضاب وسفوح المرتفعات فيها، وتحتل الحمضيات المرتبة التالية، ثم الكرمة والتفاح وغيرها، إضافة إلى زراعة الخضار الباكورية، والزراعات المحمية التي انتشرت بكثرة،في منطقة بانياس خاصة، ويغطي إنتاجها من الخضار نسبة لا بأس بها من حاجة المحافظات السورية. 

وعلى الرغم من أن غالبية سكان المحافظة يعملون في الزراعة، إلا أن الصناعة تمتص جزءاً من هذه العمالة، إذ تنتشر الصناعات اليدوية المتعددة، فهناك العديد من وحدات صناعة السجاد اليدوي، ومعاصر الزيتون، ومعامل الكونسروة، ومعمل الإسمنت بطاقتة الإنتاجية البالغة 6400طن يومياً، وفي بانياس المحطة الحرارية ومصفاة البترول، ومعمل تعبئة المياه العذبة في الدريكيش، ومرفأ طرطوس التجاري بطاقته العالية التي تصل إلى ثمانية ملايين طن سنوياً. وتعد هذه المنشآت الصناعية مصدر تلوث وإزعاج في البيئة الساحلية، التي يجب المحافظة على نقائها ونظافتها، فهي بيئة استجمام واصطياف.           

تمتد مدينة طرطوس بشكل مغزلي على شاطىء المتوسط، عند خط الطول 54 َ 35 ْ ودرجة العرض 52 َ 34 ْ، وكان اسمها انطرادوس في العهد الفينيقي، وأصبح اسمها طرطوزا أيام بيزنطة، واعتمدها الصليبيون مرفأً وقاعدة لتموين جيوشهم ودعم تحركاتهم، وبقيت كذلك حتى حررتها قوات صلاح الدين الأيوبي عام 1188م، ومنذ ذلك الوقت لا تزال بقايا الأسوار والأبراج في أحيائها القديمة، والأزقة الضيقة التي ترتصف البيوت المتصدعة على جانبيها، وفيها الكاتدرائية،أهم الأوابد الأثرية في طرطوس، والتي حُولت إلى متحف،ضم العديد من آثار العهود القديمة في سورية. أما القلعة التي تقبع في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة بجوار شاطىء البحر، فتتألف من أسوار ثلاثة تتخللها ممرات معقودة، كانت تسهم في حمايتها، وقد رممت مرات عديدة وفي مراحل تاريخية متتالية، وفيها اليوم المقاهي والمطاعم العديدة.

نمت المدينة وتوسعت حديثاً نحو الشرق، فجاءت أحياؤها الحديثة وفق المخطط التنظيمي للمدينة، فيرى الزائر فيها مظاهر الحداثة في أبنيتها، وفي حدائقها وشوارعها الواسعة بجزرها الخضراء، التي تتعامد على شاطىء البحر، فتعطي المدينة طابعها الساحلي، وتتميز أحياؤها بكتل البناء المستقلة غير المتلاصقة، التي تتوافر فيها الشروط الصحية، إذ هي مفتوحة على الجهات الأربع. وتتوزع المنشآت العامة والخدمية فيها من مدارس ومؤسسات ودوائر دولة وسواه،كما تنعم المدينة بوفرة في مياه الشرب التي جُرّت إليها من نبع السن.

أما جزيرة أرواد فهي الجزيرة المأهولة الوحيدة على الساحل السوري، تنتصب قبالة مدينة طرطوس، وكان اسمها أيام الكنعانيين مملكة أرادوس، تقع على بعد 2كم من الساحل، وكانت ملجأً لأهل عمريت قديماً وقت الغزوات. وتشتهر أرواد ببرجها الأيوبي، وقلعتها القديمة، التي أصبحت متحفاً يحتوي على آثار تُقرِؤك سفر تاريخ الجزيرة وسورية. وتظهر أرواد اليوم لؤلؤة متألقة في مياه البحر الزرقاء. والجزيرة كتلة من البيوت والحصون المتراصة مع بعضها، والتي أحاطتها الأسوار العالية في مواجهة أمواج البحر، وتنتشر حولها السفن والزوارق، التي تشير إلى أهميتها في الملاحة البحرية، وتزينها المقاهي والمطاعم الشعبية المطلة على البحر.

وهناك عمريت المدينة الأثرية جنوبي طرطوس، التي لم يبق من معالمها الغابرة إلا معبدها القديم المنحوت في الصخر، وبقايا ملعب رياضي كبير كان يتسع لـ 11ألف متفرج، كان السوريون القدماء يقيمون عليه مواسم الألعاب الرياضية، وقد أخذ عنهم اليونانيون هذه الأنشطة بعد ثمانية قرون وأطلقوا عليها اسم الألعاب الأولمبية، وعلى السائح القادم إلى طرطوس أن يزور عمريت، لأنها جزء أثري مهم في المحافظة، يدلل على أهمية سورية ودورها التاريخي.                       

عبد الكريم حليمة

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جودة حسنين جودة، جغرافيا أوروبا الإقليمية (عام 1998).

ـ عبد الكريم حليمة، إقليم الساحل السوري ـ دراسة في جغرافية المياه، أطروحة دكتوراه غير مطبوعة (دمشق 2001).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 552
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1108
الكل : 40553182
اليوم : 82997

كوبن (فولفغانغ-)

كوپن (ڤولفغانغ ـ) (1906ـ 1966)   ڤولفغانغ كوپن Wolfgang Koeppen أديب ألماني, ولد في مدينة غرايفسـڤالد Greifswald وتوفي في مدينة مونيخ. عاش فترة شباب مضطربة، وبعد بضعة فصول دراسية في علوم المسرح والأدب الألماني عمل في المجال المسرحي في مدينتي فُرتْسبورغ Würzburg وبرلين لدى المخرج المعروف إرڤين پيسكاتور Erwin Piscator. ثم اشتغل بين عامي 1931-1933 في تحرير الصفحات النقدية والثقافية لبعض الصحف، لكي يصير بعد ذلك كاتباً متفرغاً. رحل كوپن إلى شيفيننغِن Scheveningen في هولندا في عام 1934، ثم عاد إلى ألمانيا بعد أربعة أعوام متوارياً عن الأنظار تهرباً من الخدمة العسكرية. في تلك الفترة عايش الحرب في ألمانيا وتأثيرها في الناس والبلد.
المزيد »