logo

logo

logo

logo

logo

طرابلس الغرب

طرابلس غرب

Tripoli - Tripoli

طرابلس الغرب

 

طرابلس الغرب عاصمة ليبيا (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى)، والمدينة الأولى فيها من حيث الأهمية التاريخية والسياسية والاقتصادية؛ فهي أكبر مدنها، وأهم مركز إداري وعلمي وصناعي وتجاري فيها. كانت منذ القدم تشكل النهاية للطرق الصحراوية الآتية من الجنوب باتجاه أطراف البحر المتوسط. وعلى الرغم من المنافسة الاقتصادية والسياسية التي واجهتها هذه المدينة، منذ نشأتها حتى الآن، من قبل مدن الساحل الليبي الأخرى، وخاصة من المدن التي تنتهي بقربها أنابيب نقل النفط والغاز الطبيعي في منطقتي برقة وسرت، فقد استطاعت الاحتفاظ بمكانتها الاقتصادية، وبأهميتها التاريخية والسياسية، وبقيت المدينة الأولى في ليبيا. فعلى سبيل المثال أدت محاولة تشييد «البيضاء» في عام 1963 واعتمادها عاصمة جديدة لليبيا، إلى تباطؤ تطور مدينة طرابلس الغرب، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تبقى عاصمة للجزء الغربي من المملكة الليبية آنذاك والذي ضم نحو ثلثي سكان المملكة، ولتسترد فيما بعد من جديد مكانتها الأولى بوصفها عاصمة للدولة.

تقع طرابلس الغرب في الجزء الغربي من الساحل الليبي المعروف باسم إقليم جفارة، ففوق واحد من البروزين الوحيدين لهذا الجزء من الساحل، والذي يمتد داخل مياه البحر المتوسط على شكل شبه جزيرة، نشأت الأحياء القديمة للمدينة مع الميناء، لتقوم فيما بعد، الأحياء الجديدة وما يحيط بها من حدائق وبساتين أشجار مثمرة وحقول زراعية، فوق السهل الساحلي المحيط بهذا البروز، وذلك بعد تجفيف السباخ المالحة التي كانت تغطي أجزاءً واسعة منه، وتحويلها إلى مقاسم لبناء الأحياء الجديدة وإلى أراض خصبة للزراعة.

طرابلس الغرب عاصمة ليبيا والمرفأ الرئيس فيها

يسود في طرابلس الغرب، بحكم موقعها، مناخ البحر المتوسط المعتدل بأمطاره الشتوية الوافرة نسبياً، إلا أن اقتراب الصحراء من البحر على وجه العموم في معظم أجزاء الساحل الليبي، ووقوع المدينة في ظل الأمطار للجبال المغربية، يضعفان من صفة الاعتدال في هذا المناخ، ويجعلان نصيب منطقة المدينة ومحيطها منه محدوداً، إذ يشتد الحر في الصيف، وتتعرض السهول المحيطة بالمدينة للرياح الحارة والجافة والمحملة بالأتربة، وتقل الأمطار الشتوية.

في عام 1973 كان عدد سكان مدينة طرابلس الغرب بحدود 300ألف نسمة، من أصل نحو مليوني نسمة مجموع سكان المملكة آنذاك. وفي مطلع القرن الحالي ارتفع عدد السكان فيها، في نهاية عام 2001 إلى 1.104مليون نسمة، من أصل 5.327ملايين نسمة المجموع الذي وصل إليه عدد سكان ليبيا.

غالبية سكان المدينة حالياً من العرب الذين ينتمون في أصولهم إلى قبائل أولاد سليمان وبني جهم وحمدان، وإلى جانبهم يعيش بقايا جاليات أجنبية أهمها وأكبرها عدداً الجالية الإيطالية التي يرجع وجودها إلى فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا، والتي عملت خلال العشرين عاماً من وجودها على اغتصاب معظم أراضي المدينة من أصحابها العرب الشرعيين، ومن ثم إجبارهم للعمل فيها تحت إشرافهم كعمال لتتحول إلى مزارع إنتاج تجاري لأشجار الزيتون واللوز والحمضيات والعنب.

وحتى عام 1948 كان عدد اليهود في المدينة يقارب 35ألف نسمة. وبعد هذا التاريخ تبدلت الأوضاع فيها، فإضافة إلى انتقال معظم من كان فيها من يهود إلى المناطق التي احتلها الصهاينة في فلسطين، غادرها أيضاً أكثر أفراد الجالية الإيطالية، باستثناء أعداد محدودة من التجار والمهنيين المهرة، بقيت لتتعاون مع أبناء المدينة العرب، الذين عادت إليهم أراضيهم المغتصبة، وفتح أمامهم ما كان محرماً عليهم من فرص العمل في المدينة وفيما حولها، في مجال الصناعات العصرية التي يدعمها وجود النفط ومشتقاته، وانفراد ميناء المدينة من بين الموانئ الليبية باستقبال السفن التجارية الكبيرة.

وفي ظل هذه الأوضاع الجديدة، استطاعت طرابلس الغرب أن تستقطب المزيد من الفعاليات والنشاطات الاقتصادية والعلمية في البلاد. تمثلت بجامعة الفاتح وبعدد من المعاهد والفروع الجامعية والمكتبات والمتاحف والمصارف المالية والمواقع السياحية والمصانع، وبمطار طرابلس الدولي الذي يبعد مسافة 20كم، إلى الجنوب من المدينة.

أخيراً لابد من الإشارة إلى قاعدة ويلس Wheelys العسكرية الواقعة إلى الشرق من المدينة على بعد 40كم. والتي استأجرتها،ولفترة طويلة بعد الاستقلال، الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من أجل حماية مصالحها في القارة السمراء، وقد أغلقت في عام 1970.

محمود رمزي

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد رياض، كوثر عبد الرسول، إفريقيا (دار النهضة العربية، بيروت 1973).

ـ صلاح الدين علي الشامي، فؤاد الصقار، جغرافية الوطن العربي (منشأة المعارف، الاسكندرية 1975).

ـ رجاء الدويدري، جغرافية الوطن العربي في إفريقية (جامعة دمشق 2001).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 543
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 588
الكل : 31235133
اليوم : 60290

العبور الوراثي

العبور الوراثي   إن أعداد صبغيات الكائن الحي أقل كثيراً من أعداد مورِّثاته (جيناته) genes التي تحملها، وعلى هذا فإن كل صبغي يمتلك مجموعة من المورثات تدعى مجموعة ارتباطية، وقد أشار إليها ساتون Sutton منذ عام 1903. وتتساوى أعداد المجموعات الارتباطية مع أعداد أشفاع الصبغيات، فالإنسان يمتلك 23 شفعاً من الصبغيات والمجموعات الارتباطية، مقابل أربعة أشفاع في ذبابة الخل (الدروزوفيلا ميلانوغاستر Drosophila melanogaster)، وهكذا.
المزيد »