logo

logo

logo

logo

logo

طيبة (مصر)

طيبه (مصر)

Thebes (Egypt) - Thebes (Egypte)

طيبة (مصر)

 

تعد طيبة Thebes من أعظم عواصم الشرق القديم، إذ كانت عاصمة أعظم امبراطورية أقامتها الدولة المصرية الحديثة (1575ـ1087ق.م) وقد امتدت هذه الامبراطورية من الفرات شمالاً إلى السودان جنوباً.

تقع طيبة في محافظة قنا الحالية، على بعد670كم جنوب القاهرة، على خط العرض 26 شمال خط الاستواء وعلى شاطئ النيل الشرقي، في القسم الجنوبي من ثنية قنا، حيث يكون النيل أقرب ما يكون إلى البحر الأحمر. وتنقسم طيبة إلى قسمين رئيسين، يضم القسم الأول مدينة الأحياء، ويقع إلى الشرق من النهر، حيث تبدأ الحياة بشروق الشمس، أما القسم الثاني فكان يضم مدينة الأموات، ويقع على الشاطئ الغربي من النيل حيث الغروب، وبداية رحلة الإله رع السفلية لإنارة عالم الأموات.

أطلق على طيبة عدة أسماء أشهرها: واست (أي الصولجان)، ومدينة آمون (نيوت)، الذي صار عند اليونان: ديوبوليس، وتابي (الثنائية)، الذي يشبه اسم طيبة الإغريقية ومنها Thebes، والأقصر (من التسمية العربية الأقصرين).

أهم آثار طيبة

تعد طيبة من أغنى بلدان العالم بالآثار الفرعونية، حيث تنتشر آثار الأحياء في شرق نهر النيل وآثار الأموات (الآثار الجنزية) في غربه، ويعود معظمها إلى عصر الدولة المصرية الحديثة. وقد وصفها الشاعر هو ميروس في الإلياذة (النشيد التاسع) قائلاً: «هناك في طيبة المصرية تلمع سبائك الذهب، طيبة ذات المائة باب، حيث يمر في مشية عسكرية أربعمائة من الرجال الأبطال بخيلهم وعرباتهم من كل باب من أبوابها الضخمة».

أما فيما يتعلق بالآثار الشرقية، فإنها تتكون من معبدي الكرنك والأقصر، حيث يعد معبد الكرنك أوبعبارة أدق معابد الكرنك، من أجمل ما شيد من عمارات ضخمة خصصت لعبادة الآلهة في تاريخ العالم القديم وأكبرها وأعظمها. ويعد الكرنك سجلاً صادقاً أميناً للتاريخ المصري، بدءاً من الدولة المصرية الوسطى وإلى عصر البطالمة. يتكون من مجموعة معابد خصصت للآلهة المصرية (تكوّن المعبد المصري من صرح يتكون من برجين ضخمين يتوسطهما باب المعبد، يليه فناء المعبد المكشوف المعروف في المعابد الإغريقية باسم (peristyle)، ثم قاعة الأعمدة وتسمى (Hypostyle)، وينتهي المعبد بقدس الأقداس، مثل معبد الإله آمون رع، ومعبد الإله أتن، ومعبد الإله خنسو، ومعبد الإله بتاح، ومعبد الإله أوزير، وقد حوى هذا المعبد عشرة صروح. شارك في بناء صروحه وقاعاته ذات العمد العظيمة وأقام مسلاته معظم ملوك الدولة الحديثة. وفيما يخص معبد الأقصر، فقد شيده الملك أمنحوتب الثالث (من ملوك الأسرة 18) على ضفة النيل الشرقية في طيبة مكان معبد قديم خصص لعبادة ثالوث طيبة، الذي يتألف من آمون رع وموت وابنهما خنسوإله القمر، وقد أضيفت إليه إضافات، وحدثت فيه تغييرات في عهد رعمسيس الثاني (الأسرة 19) والعهدين البطلمي والقبطي، ويعد معبد الأقصر من أحسن المعابد المصرية حفظاً وأجملها بناءاً إن لم يكن أجملها على الإطلاق، وفيه يتجلى تخطيط المعبد المصري أوضح ما يكون.

رسم تخيلي لمدينة طيبة المصرية

أما آثار طيبة الغربية، فقد وجدت غربي نهر النيل، وهي آثار جنزية في معظمها، والسبب في ذلك أن الغرب كان مملكة الأموات أولاً، وثانياً لاحظ المصري القديم أن الأهرامات الضخمة لم تردع اللصوص من الوصول إلى جثة الملك وسلبها ذخائرها، لأن بروز المقبرة الملكية في شكل هرم وقيام المعبد الجنزي بالقرب منها، كانا يدلان على مكان الجثة وذخائرها، لذلك بُدئ منذ عهد تحوتمس الأول (الأسرة 18) بفصل المعبد الجنزي عن المقبرة الملكية، التي حفرت في بطن الجبل المطل على النيل في غربي طيبة، وقد سجل المهندس «إنني» الذي حفر مقبرة الملك تحوتمس الأول هذا الإنجاز بقوله: (أشرفت على حفر القبر المنعزل لجلالة الملك دون أن يسمع أويرى أحد)، وهكذا حوت هذه المنطقة مقابر ملوك مصر وملكاتها الذين توالوا بعد تحوتمس الأول في منطقة وادي الملوك ومنطقة وادي الملكات.

يذكر منها على سبيل المثال، مقبرة تحوتمس الثالث وأمنحوتب الثاني وتحوتمس الرابع وأمنحوتب الثالث ومقبرة توت عنخ أمون وستي الأول ورعمسيس الثالث. وفيما يتعلق بالمعابد الجنزية فقد خصصت للشعائر الدينية، التي تسهم في سعادة روح الملك المتوفى، وقد بنيت على حافة الصحراء قرب حقول طيبة الغربية، وكان يفصلها عن قبور الملوك الجبل المشرف على طيبة والوادي، ومن أهمها معبد الملك منتوحتب الثاني (الأسرة 11) وبجانبه معبد الملكة حتشبسوت، ثم تنتشر بعد ذلك المعابد الجنزية في صف طويل من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، في مسافة طولها نحوثلاثة كيلومترات، وهي تضم معابد الملوك من الدولة الحديثة.

تاريخ مدينة طيبة

مدينة طيبة المصرية: معبد الكرنك والبحيرة المقدسة

تعود بداية سكنى هذه المدينة إلى العصور الحجرية القديمة، ثم أصبحت عاصمة لأحد أقاليم الصعيد في أثناء حكم الدولة المصرية القديمة، ثم عاصمة مصر الموحدة في عصر الدولة الوسطى، والدولة الحديثة، حيث أصبحت عاصمة أعظم امبراطورية حينئذ، تمتد من الفرات إلى السودان.

بعد سقوط الدولة المصرية القديمة وحلول ما يعرف بالفترة الانتقالية الأولى (2230ـ2050ق.م)، سادت مصر ثلاث قوى متصارعة، القبائل العربية شمالي مصر والأهناسيون (نسبة إلى عاصمتهم أهناسية) في مصر الوسطى، وأهل الجنوب الذين تلقب ملوكهم بلقب (انتف) واتخذوا من طيبة عاصمة لهم، وبعد صراع عسكري مرير بين هذه القوى، انتصر أهل طيبة بقيادة منتوحتب الثاني (2050ق.م)، وبذلك أصبحت طيبة عاصمة الدولة الوسطى (2050ـ1786ق.م)، ولكن هذه الدولة ضعفت لأسباب داخلية وخارجية، واستطاع الهكسوس السيطرة على مصر في الفترة الممتدة من عام 1720ـ1575 وخضعت لهم طيبة وأدت الجزية، ولكنها نهضت من جديد لتبدأ حربها مع الهكسوس، وبعد ربع قرن من الكفاح أنهت حكمهم ووحدت البلاد المصرية من جديد، وبذلك قامت أسرة حاكمة أعطاها مانتون الرقم /18/، ويعد بدء حكم هذه الأسرة فاتحة المملكة المصرية الحديثة، التي استمرت نحوخمسة قرون (1575ـ1087ق.م) حكمت خلالها ثلاث أسر (18ـ19ـ20). ويمكن وصف هذا العصر بأنه عصر البطولة المصري، فقد كانت مصر أقوى دولة في منطقة الشرق القديم، ثم ضعفت فانقسمت إلى قسمين في عهد الأسرة الحادية والعشرين، القسم الجنوبي وكانت عاصمته طيبة، والشمالي وكانت عاصمته تانيس، وتعددت العواصم في عهد الأسر المصرية اللاحقة، وتعرضت مصر للغزو أكثر من مرة؛ فقد غزاها الآشوريون ووصلوا إلى طيبة، حيث عانت كثيراً منهم، وفي عام 525 ق.م تعرضت مصر للاحتلال الفارسي، على يد قمبيز، وبقيت مصر عامة وطيبة خاصة تعاني الاحتلال الفارسي، إلى أن حررها الاسكندر المقدوني من حكم الفرس عام 332ق.م، فاستقبله أهلها بالقبول والترحاب.

محمود عبد الحميد أحمد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

آمون ـ الكرنك ـ مصر ـ الهكسوس.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد العزيز صالح، حضارة مصر القديمة وآثارها، الجزء الأول (القاهرة 1962).

ـ محمود عبد الحميد أحمد، آثار الوطن العربي القديم، العراق، سورية، مصر (جامعة دمشق 1999).

ـ جورج بوزنر، معجم الحضارة المصرية، ترجمة أمين سلامة ( القاهرة 1992).

ـ جيمس بيكي، الآثار المصرية في وادي النيل، ترجمة شفيق فريد ولبيب حبشي (القاهرة 1967).

 - O.RAYMOND & A. FAULKNER,Concise Dictionary of Middle Egyptian


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 671
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 559
الكل : 31821444
اليوم : 20987

عنف

العنف   العنف violence لغة هو الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وهو يتضمن ثلاثة عناصر أساسية هي الشدة والإيذاء والقوة المادية، ويُلاحظ في اللغات المختلفة أنه في قلب كلمة العنف  تكمن فكرة القوة، فتأتي ممارستها مضادة للآخر، مما يعطيها طابع الإكراه.  تتجلى مظاهر العنف في تاريخ الإنسان بأشكال شتى، وأنواع مختلفة، كممارسات فردية تارة، وجماعية تارة أخرى، ويظهر ذلك في مراحل التطور البشري المتعددة، فعلى الرغم من مساهمات الحضارات القديمة، الصينية والهندية والفارسية والبابلية وغيرها، في تطور الإنسان وما قدمته من نتاج ثقافي وحضاري، إلا أنها قامت في جزء كبير منها على مظاهر العنف وممارسة القوة، فقد تعرض المسيحيون الأوائل لأشد أنواع التعذيب على يد الوثنيين والرومان، ولقي الرسول الكريمr وأتباعه المؤمنون أشد أنواع التعذيب الجسدي والمادي والاقتصادي والاجتماعي، عندما أخذت الدعوة الإسلامية تهدد الوجود المعنوي والمادي للشرك والوثنية.
المزيد »