logo

logo

logo

logo

logo

غوان هان تشينغ

غوان هان تشينغ

Guan Han Qing - Guan Han Qing

غوان هان تشينغ

(1226-1307)

 

غوان هان تشينغ Guan Han Qing هو أحد أهم كتَّاب المسرح الصيني الكلاسيكي في عهد أسرة يوان Yuan، واسمه الحقيقي غير معروف. هناك خلاف في مكان ولادته، فبعضهم ينسبه إلى تشي تشو Qi Zhou (مقاطعة هي بي He Bei حالياً)، وبعضهم الآخر ينسبه إلى جيه تشو Jie Zhou (مقاطعة شـان تشي Shan Xi حـالياً)، ومن المؤكد أنه تنقّل بين هذه المناطق كلها. ومن المرَّجح أنه وُلِدَ في دا دو Da Du (بكين حالياً)، وتوفي في قرية وو رن Wu Ren.

كان غوان هان تشينغ كاتباً متعدد المواهب والمهارات؛ فهو ممثل، خطاط، نحَّات، طبيب، لاعب كرة، ولاعب شطرنج، وهذا التنوع في الاهتمامات جعل منه كاتباً مهمّاً ذا شعبية واسعة في الأوساط الفنية والشعبية. كتب بعض الأغاني والقصائد لممثِّلين محدَّدين، وشارك في تمثيل المسرحيات التي كتبها. ناصر قضايا المرأة والطبقات المسحوقة من العامة، وكتب عنهم بلغة واضحة سهلة الفهم.

أقام غوان هان تشينغ في مدينتي هانغ تشو Hang Zhou ويانغ تشو Yang Zhou إذ كانتا مركزين مهمين للعروض والإبداع المسرحي، وقد كتب سبعة وستين نصاً مسرحياً، بقي منها ثمانية عشر، تنقسم من حيث مضامينها إلى ثلاثة أقسام: نصوص تتناول قضايا قانونية معقدة، يعرض فيها الاضطهاد السياسي وجور الحكّام والتناقضات الاجتماعية الحادة بين طبقات المجتمع مثل «مأساة دو- إ» و«حلم الفراشات»، ونصوص تصور حياة المرأة، وتبرز شجاعتها وذكاءها، وقدرتها على النضال في سبيل حياة اجتماعية كريمة، مثل «أنقذتها اللعوب» و«زيارة إلى مقصورة الضفة» و«مسند المرآة اليشبي»، ونصوص ذات موضوعات تاريخية مثل «السيد قوان يذهب إلى الوليمة».

امتازت مسرحيات غوان هان تشينغ بمضامينها الواقعية، وطرحها قضايا معاصرة من واقع المجتمع، وبحضها على النضال ورفض الظلم بأشكاله السياسية والاجتماعية والثقافية كافة، وكان يسند الدور الأساسي في معظم مسرحياته إلى نساء من عامة الشعب. كتب مسرحياته باللهجات العامية آنذاك، مما أكسبها غنى فنياً وقوة في التعبير وشعبية واسعة، وهي نصوص للعرض كما هي للقراءة، ومازالت تعرض حتى اليوم.

تعد «مأساة دو - إ» من أهم وأشهر أعماله، وعنوانها الكامل «مأساة دو - إ التي حركت الأرض وهزت السماء»، وتتكون من مقدمة وأربعة فصول، وهو الشكل الكلاسيكي للأوبرا الصينية التقليدية. وهي من أشهر المآسي المسرحية في عصرها، إذ تحكي روح المقاومة ومصيرها المأساوي في مجتمع إقطاعي ظالم. تبدو «دوـ إ» في المقدمة فتاة من طبقة فقيرة، يقدمها أبوها إلى الأرملة «تساي» وهي في السابعة من عمرها لقاء دين بفائدة مركبة لم يستطع سداده، ويلتحق الأب بالامتحانات الامبراطورية. ويبدأ الفصل الأول بعد ثلاث عشرة سنة، وقد فقدت «دو- إ» زوجها ابن الأرملة «تساي»، وترفض في الفصل الثاني الزواج من ابن زوجها وفاءً لزوجها المتوفى وبرّاً بحماتها، فيتهمها بتسميم والده، ويخيرها بين الزواج منه والنزول عن حقها أو تقديمها للمحاكمة، فتختار المحاكمة. تعترف في الفصل الثالث تحت التعذيب بجريمة لم ترتكبها، ويُحكم عليها بالإعدام، تُساق إلى ساحة الإعدام، وتتنبأ إن هي ماتت ظلماً بنبوءات ثلاث: الأولى أن دمها سيصعد إلى الأعلى ليلطخ راية حرير بيضاء على ارتفاع اثني عشر ذراعاً عند قطع رأسها، والثانية أن الثلج سيهطل في الصيف لثلاثة أيام ويغطي جسدها، والثالثة أن الجفاف سيحل بمنطقة تشو تشو Chu Zhou ثلاث سنوات متتالية. تتحقق النبوءات في الفصل الرابع، ويعود والد «دو- إ» مستشاراً للمنطقة، ويحقق في تفاصيل القضية فيأمر بإعدام المجرم الحقيقي الذي سمم أباه واتهم «دو- إ»، كما يأمر بجلد القاضي ومعاقبة الطبيب الذي باع السم وتبرئة ابنته وتقديم القرابين للسماء لترقد روحها بسلام.

تكشف المسرحية عن أكثرية مضطهدة لا تجرؤ على الكلام في واقع ظالم، وتعبر عن روح نضالية كامنة لا تلين أو تنكسر في مواجهة ذلك الواقع.

اشتهرت أعمال غوان هان تشينغ وترجم بعضها إلى لغات عدة منها العربية.

فؤاد حسن

مراجع للاستزادة:

ـ شيو شانغ لي، موجز تاريخ الأدب الصيني (منشورات جامعة بكين، بكين 1998م).

ـ معهد التربية والتعليم في شنغهاي، مختارات من أهم الأعمال الأدبية في يوان ومينغ وتشينغ (منشورات معهد التربية والتعليم، شنغهاي 1983م).

ـ مسرحيات مختارة للكاتب غوان هان تشينغ، ترجمة هادي العلوي (دار النشر باللغات الأجنبية، بكين 1985م).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 46
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 547
الكل : 29621033
اليوم : 1043

غانيبت (أنخل-)

غانيبِت (أنخِل ـ) (1865 ـ 1898)   أنخِل غانيبِت إي غارثيا Angel Ganivet y Garcia روائي وكاتب مقالات إسباني، ولد في غرناطة لأسرة مثقفة ومرفهة مادياً، مما منحه الفرصة للحصول على تعليم جيد فأتقن خمس لغات. عمل ملحقاً في القنصلية الإسبانية في آنتڤرب Antwerp البلجيكية، وفي هلسنكي عاصمة فنلندا، وكذلك في ريغا Riga عاصمة لاتڤيا Latvia التابعة آنذاك إلى روسيا القيصرية، حيث انتحر غرقاً في نهر دڤينا Dvina لإصابته بمرض عضال، وبسبب صدمة عاطفية أيضاً.
المزيد »