logo

logo

logo

logo

logo

غونو (شارل-)

غونو (شارل)

Gounod (Charles-) - Gounod (Charles-)

غونو (شارل -)

(1893-1818)

 

شارل غونو Charles Gounod مؤلف موسيقي فرنسي ولد في باريس وتوفي في سان ـ كلو Saint-Cloud. فَقَدَ أباه، المصور التشكيلي، في سن الخامسة من عمره، فرعته والدته، وكانت عازفة بيانو بارعة، فتلقى دروسه الموسيقية الأولى على يدها، كما منحته تربية اجتماعية وإنسانية حميدة. تلقى دراسته العامة عام 1829 في ثانوية القديس لويس، ونال إجازة الفلسفة عام 1836. طوَّر موهبته الموسيقية بالاستماع، منذ صغره، إلى أعمال كبار المؤلفين الموسيقيين مثل أوبرا[ر] «عطيل» لجواكينو روسيني[ر]G.Rossini، والسمفونيتان[ر] السادسة والتاسعة لبتهوفن[ر] Beethoven وغيرها. انتسب إلى الكونسرفاتوار (المعهد الموسيقي) عام 1836 وتتلمذ على يد كل من أنطون رايشا A.Reicha وفرديناندو باير F.Paër، ثم لودفيك أليفي L.Halévy في مساقي «التسلل» (الفوغه)[ر. الصيغ الموسيقية] fugue و«الطباق» (الكونتربوان contrepoint)[ر. الانسجام]، ثم جان فرانسوا لوسوور J.F.Le Sueur في التأليف الموسيقي. في عام 1839، نال غونو «الجائزة الكبرى للدراسة الموسيقية في روما» Grand Prix de Rome (وهي منحة دراسية في أحد الفروع الفنية لمدة ثلاث - خمس سنوات تقدمها الحكومة الفرنسية للطلاب النابغين)، بعد إجراء اختبارين سنويين سابقين. وفي أثناء دراسته هذه، اتسعت معارفه الموسيقية والأدبية، فدرس أعمال أعلامهما من الموسيقيين مثل لولِّي[ر] J.B.Lully، وغلوك[ر] Ch.W.Gluck، وموتسارت[ر] W.A.Mozart، وروسيني، ومن الأدباء مثل غوته[ر] W.Goethe، ولامارتين[ر] A.Lamartine وغيرهما. وكان غونو يلتقي أحياناً المصور التشكيلي أنغر[ر]J.A.Ingres؛ الذي كان يدعوه لمشاهدة أعماله الفنية والاستمتاع بها، وكذلك الأب لاكوردير Lacordaire الذي أوحى إليه بـ «الصوفية» mysticisme (مذهب ديني فلسفي) التي أملت عليه تأليف أعمال موسيقية دينية مثل «ته ديوم» Te Deum، وقداسين صغيرين Messes، ونشيد ديني، و«ريكويم»[ر.الإنشاد الديني] Requiem وغيرها. وكتب غونو قصة «الوادي الصغير والمساء» Le Vallon et le Soir وكانت موسيقى بالسترينا[ر] G.P.Palestrina أولى المؤلفات الموسيقية الإيطالية التي تأثر بها، فألف من وحيها قداساً نال نجاحاً كبيراً مما دعا إلى تسميته رئيساً فخرياً لجوقة القديس لويس للفرنسيين.

بعد انتهاء دراسته الموسيقية في العاصمة الإيطالية، توجه غونو إلى ڤيينا في طريق عودته إلى باريس ليعرض فيها بعض أعماله الموسيقية. ثم عرج على لايبزيغ (ألمانيا) فتعرف مندلسون[ر] F.B.Mendelssohn الذي أوضح له عبقرية باخ[ر] J.S.Bach وموهبته الموسيقية.

عندما وصل غونو الى باريس في ربيع 1843 عُهد إليه منصب عازف الأرغن[ر] organ وقائد الجوقة الغنائية في كنيسة الإرساليات الأجنبية، وكثيراً ما كان على غير وفاق مع رئيس الكنيسة بسبب نوعية الموسيقى التي كان يقدمها. وفي أثناء دراسته لعلم اللاهوت théologie في المدرسة الإكليركية للقديس سولبيتسيو St.Sulpizio غاب غونو في وعي «الصوفية الدينية» وارتدى ثوب الكهنة وأطلق عليه «القس غونو»، إلا أن أسرته وأصدقاءه أقنعوه بعد فترة وجيزة، بالتنحي عن توجهه الديني. وباقتراح مغنية الأوبرا[ر] بولين فياردو P.Viardot، التي كان قد التقى بها سابقاً في روما، أقنعته بالتوجه نحو المسرح الغنائي، فألف أولى أوبراته «سافو» Sapho التي عرضت في 16 آذار عام 1851، واضطلعت فياردو بالدور الرئيس فيها، إلا أن الأوبرا لم تنل نجاحاً يذكر سوى في بعض مقاطعها التي نالت إعجاب الجمهور. وفي العام التالي، تزوج غونو آنَّا زيمرمان A.Zimmermann، ابنة عازف بيانو قدير، وغدا مديراً للغناء في المدارس العامة ومفتشاً على الجوقات الغنائية إذ ألف عام 1853، بهذه المناسبة، «قداساً جوقياً». وفي تلك الحقبة، ألف غونو أعمالاً موسيقية متميزة مثل «الملاك وتوبيا»L’Ange et Tobie  عام (1854)، وأوبرا «الراهبة الدامية» La Nonne Sanglante عام (1854) التي عرضت إحدى عشرة مرة، وسمفونيتين (1855-1856). في عام 1855، سافر غونو إلى أفرانش Avranches (مرفأ على بحر المانش) وألف «أربعة قداسات مهيبة للقديسة سيسيل» Messes Solennelles à S.te Cécile نالت إعجاب الجميع.

اعترت غونو عام 1857، أزمة نفسية متكررة، أجبرته على الراحة في أحد المشافي. كان يفكر في تأليف موسيقى لقصة «فاوست» Faust (لغوته) عندما كان يطالعها، إلا أنه فوجئ بأن القصة عهدت إلى موسيقي آخر، فباشر غونو بتأليف موسيقى أوبرا «طبيب بالرغم منه» Le Medecin malgré Lui وعرضت لأول مرة عام 1858 فنالت استحساناً كبيراً. بعد إخفاق أوبرا «فاوست» (من موسيقى الآخرين) وضع غونو موسيقى لها عام 1859 نالت نجاحاً باهراً، وعمَّ أداؤها جميع دور الأوبرا الأوربية، ونال مبلغاً ضخماً (6000 فرنك) مقابل حقوق نشرها.

سافر غونو إلى إنكلترا عام 1870، في رحلة لأداء بعض أعماله الموسيقية، فنشأت علاقة عاطفية مع مغنية الأوبرا جورجين ويلدون G.Weldon، وألف بهذه المناسبة أوراتوريو[ر. الإنشاد الديني] «غاليا» Gallia عام (1871) لصوت سوبرانو[ر. الموسيقى] soprano وأرغن وأوركسترا، وجرى عرض الأوراتوريو بقيادته في صالة ألبرت الملكية نال إعجاب الجميع. لم يكتب النجاح طويلاً للعلاقة العاطفية بين غونو وويلدون، إذ لم تكتف المغنية بأن تكون ملهمته الفنية وحـسب، بل تدخلت أيضاً في شؤونه المادية. وكان قد أنهى التوزيع الأوركسترالي للفصل الثالث للأوبرا «بوليوكت» Polyeucte عـام (1868) إضافة إلى تأليف قطع موسيقية مختلفة أخرى بناءً على طلب الناشرين الإنكليز، وقد أجبرته ويلدون على قطع علاقته مع الناشرين لتتولى بنفسها شؤونه المادية، وغدت بذلك مديرة أعماله الأمر الذي جاء بعكس ما كانا يتمنيانه إذ منيا بخسارة مادية كبيرة، كما أخفقت ويلدون في أداء أوراتوريو «غاليا» فحملته على الذهاب إلى بلجيكا. وانتهت المغامرة بينهما بإقامة دعوى قضائية في المحاكم الإنكليزية لتمسكها بأوراق التدوين الموسيقي لأوبرا «بوليوكت» ورفضها إعطاءه إياها. وكانت النتيجة، الحكم بالسجن على ويلدون، ودفع غونو غرامة مالية (10000 جنيه) مما دفعه إلى العودة إلى فرنسا لإلحاح ابنه.

يتحلى غونو بالصداقة المتينة مع معارفه، إضافة إلى اعتقاده الديني الصوفي. إلا أنه يبدو معقداً بعض الشيء في موسيقاه التي تتسم بالسهولة أحياناً وبالسطحية وفقر اللغة الانسجامية «الهارمونية» والإيقاعية أحياناً أخرى، ولاسيما في مؤلفاته الدينية، رغم الجهد الذي كان يبذله في خلق تناظر كلاسيكي فيها. ومع ذلك فإن موسيقاه تعد متطورة قليلاً، ويبقى أسلوبها شخصياً ذاتياً محاولاً الأخذ بجماليات السير اللحني وقناعة الحوار الموسيقي. وجودة أعماله مقسمة، في حقبتها الزمنية، بين إيطالية موسيقاها (روسيني وتابعوه)، وبين ريع أوبراته التاريخية. ففي موسيقاه اهتمام خاص بالنظم والقواعد في غنائية رومنسية غريبة بعض الشيء عن الرومنسية المعاصرة لها. وإذا كانت موسيقاه الكنسية تتصف بالصوفية أحياناً وبالغنائية المسرحية أحياناً أخرى، فقد عرف غونو، بالمقابل، كيف يعطي أجود ما لديه في شاعرية وقت كان «الغناء الجميل» Bel Canto والموسيقى الجرمانية سائدين. ويعد كل من جورج بيزيه[ر] G.Bizet، وإدوار لالو[ر] E.Lalo، وكمي سان - سانس[ر] C.Saint-Saens مديناً له. كما أن غونو قد ساعد، آنذاك، على توجيه الموسيقى الفرنسية نحو مهارته وعبقريته.

أعماله: ألف غونو في مختلف الأعمال الموسيقية تقريباً، مثل:

ـ الأوبرا: ألف اثنتي عشرة أوبرا وأخرى لم تنته، من أهمها وأكثرها شهرة: «فاوست»، و«ميريّ» Mireille عام (1864)، و«روميو وجولييت» (1867).

ـ الموسيقى الغنائية: عشرون أغنية في خمس مجموعات (1863-1890) من أهمها: «الغياب» L’Absence، و«ماذا أكون من دونك»، و«الحمامتان»، و«إرسالية ورود»، و«صديقتي متوفاة»، و«الأول من أيار»، و«إلى البلبل»، و«الشقراء الصغيرة» La Biondina، و«زارت السماء الأرض».

ـ الجوقة الغنائية (choeur)، منها: «الزيز والنملة»، و«الغراب والثعلب»، و«الذئب والحمل» وغيرها.

ـ الموسيقى الدينية: ألَّف كثيراً من القطع الموسيقية الدينية الغنائية المختلفة، منها ما تجاوز المئة والعشرين موتيت motet، وعدداً غير قليل من الأوراتوريو، والقداس وغيرها.

ـ الموسيقى المسرحية: «أوليس»Ulysse  عام (1852)، و«البرجوازي النبيل» (عن موليير[ر]) (1857)، و«الملكتان» (1872)، و«جان دارك» (1873)، و«جورج دان دان» G.Dandin (عن موليير) (1873غير منتهية).

ـ للأوركـسترا: سـمفونيتان، ومارش سويسري (1840)، ومارش روماني (1869)، و«فـانتازيا على لحن النشيد الوطني الـروسي للبيانو والأوركسترا» (1886)، و«موعد» للبيـانو والأوركـسترا (1886)، و«متتالية» suite للبيانو والأوركسترا (1888).

ـ موسيقى الحجرة[ر]: قطع موسيقية عدة لآلات موسيقية مختلفة، وسمفونية صغيرة لاثنين لكل من الفلوت[ر. الناي] والأوبوا[ر] واليراعة[ر] (الكلارينيت) والباسون[ر. الأوبوا] (1885) وغيرها.

ـ كتابات: مقالات موسيقية مختلفة عدة، وكتابان: «سيرة ذاتية» (1875)، و«ذكريات فنان» (1896 نشر بعد وفاته).

حسني الحريري

الموضوعات ذات الصلة:

الإنشاد الديني ـ الأوبرا ـ فرنسا.

مراجع للاستزادة:

ـ هوغو لايخنتريت، الموسيقى والحضارة، ترجمة أحمد حمدي (المؤسسة المصرية للكتاب، القاهرة 1986).

- J.GAUDEFROY- Histoire de la musique française (Payot, Paris 1946).

- M.KENNEDY, The Concise Oxford of Music (Oxford Univ. Press. N.Y 1989).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 127
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1075
الكل : 40468729
اليوم : 143397

مثول (التمثيل)

المثول (التمثيل)   المثول (التمثيل) (representation) assimilation، هو نشاط ذهني ومسلك عقلي يتم به تصوير الأشياء في الذهن كالإدراك والتخيّل والحكم، بغية إدراكها، وما ينتج من هذا النشاط من صور حاصلة في النفس يتألف عادة مما ندعوه بالظواهر العقلية التي تحصل بها المعرفة، والتي تختلف عن الظواهر الانفعالية والوجدانية. وفي الفلسفة يطلق على تلك الصور الناتجة من فاعلية الذهن اسم التمثلات أوالتصورات. والتمثل إما حصول صورة الشيء في الذهن، وإما إدراك المضمون المشخص لكل فعل عقلي ذهني، فنقول تمثل الشيء أي تصوره وتخيله، وتمثل المثلث تصور ماهيته ونوعه، وإذا كان التمثل هو الصورة والتمثيل هو القدرة على التصوير فإن كلاً من التمثل والتمثيل يشير إلى حضور الشيء في الذهن، وقيام الصورة المتمثلة مقام الشيء، ومن مجموع التمثلات يُنشئ الذهن أو العقل معارفه، ويبني أحكامه على الأشياء والظواهر.
المزيد »