كرم ملحم كرم
كرم ملحم كرم
Karram Mulhim Karram - Karram Mulhim Karram
كرم ملحم كرم
(1321 ـ 1379هـ/1903 ـ 1959م)
![]() |
كرم ملحم كرم، صحفي وقاص وناقد لبناني، غزير الإنتاج، من أهل دير القمر في جبل الشوف، ولد في بلدته، ودرس في معهد الإخوة المريميين فيها، ثم تعلّم في جونيه، وهو من دعاة التجديد في الأدب، وقد انتمى إلى عصبة العشرة، ولكنّه ظلّ يحافظ على الطابع المحلّي والقومي، وهو خطيب ومحاضر بارع، ولكنّه كان يلثغ بحرف الراء، ولذلك لا يقربه في محاضراته وخطبه.
كان كرم ملحم كرم صحفيّاً بارعاً، فقد سار على درب اللبنانيين في إنشاء الصحف الأدبية لنشر قصصه ورواياته، فأنشأ في سنة 1923 مجلة «ألف ليلة وليلة»، وهي أسبوعية قصصية، وقد صدر منها خمسة وخمسون مجلداً، ونشر فيها له ولسواه ما ينوف على ألف قصة ورواية قصيرة طغى عليها اللون المحلّي، فقال مارون عبود في قصص هذه المجلة:
«إننا قبل روايات ألف ليلة وليلة لم نقرأ روايات قومية تحدّثنا بلغتنا، وتصوّر لنا عاداتنا أصدق تصوير».
أنشأ كرم في سنة 1932 «العاصفة»، وهي جريدة أسبوعية في السياسة والأدب، وكان يصدرها، ويحرّرها، ويكتب جميع مقالاتها على طريقة سليم البستاني في «الجنان» وجرجي زيدان في «الهلال»، واضطر في عام 1939 بسبب ظروف الحرب إلى إيقاف الجريدة والمجلة في آن معاً، ولكنّه ظلّ يحرّر ثلاث صحف يومية، ثم عادت مجلته «ألف ليلة وليلة» إلى الصدور، وظلّت تصدر بعد وفاته برئاسة ابنه ملحم.
كان كرم الصحفي ناقداً وطنيّاً واجتماعياً وسياسياً جريئاً لا يعرف المحاباة أو المجاملة، وقد حارب الانتداب الفرنسي والحكومات الوطنية التي حاولت أن تسير في ركابه، ووقف في مقالاته إلى جانب الشعب، وهو لا يخشى صولة سوى صولة الحقّ والضمير.
وكان كرم ملحم كرم القصصي يستقي موضوعات سردياته من المجتمع الذي يعيش فيه، فرواياته ذات طابع محلّي، وهي من المذهب الواقعي، وقد ترجم عدداً كبيراً من القصص عن الأدب الفرنسي، ولكنّه كان حريصاً كلّ الحرص أن تتلاءم هذه القصص المترجمة مع الواقع والقراء، وله مؤلفات قصصية كثيرة جداً، وهو يلتقط موضوعاته وشخصياته من بيئته، وكان غزير الإنتاج إلى حدّ جعل مارون عبود يقول فيه: «لم يسمع كرم ملحم كرم بحادثة رائعة، بل لم تقع حادثة ذات شأن في البلاد إلاّ انبرى لها يسكبها بقالب روائيّ جذّاب، وأظهرها بعد أسبوع في مجلّته … فكأني بكرم معمل روايات لا تقف دواليبه هنيهة حتى يستطيع كلّ هذا الإنتاج والإصدار؛ فأكثر الروائيين إنتاجاً اليوم لا يصدر في عامه نصف ما يصدره هذا الشاب المقدام الخصب المخيلة».
ومن مؤلفاته القصصية «صرخة الألم» و«المصدور» و«أشباح القرية» و«بونا أنطون» و«الشيخ قرير العين» و«دمعة يزيد» و«صقر قريش» و«الراهبة هندية» و«أمّ البنين» و«يقظة الرماد» و«قاهر الأمير بشير» و«هتاف الأعماق» و«جفاف الزيزفون» و«ماذا فعلت أيها المحترم» و«في قبضة الجبار» و«شاربة الدماء» و«جعفر المنصور» و«عفراء» و«وامعتصماه» و«أطياف من لبنان» وسوى ذلك كثير.
ليست قصص كرم ملحم كرم واحدة في طولها، فمنها ما لا يصل إلى عشرين صفحة، كما هي قصة «شاربة الدماء»، ومنها ما هو أطول من ذلك، ولكنّ أسلوبه واحد فيها، فهي قصص رومانسية الطابع والموضوعات، ولغته القصصية فيها عالية المستوى ذات بيان ناصع وديباجة مشرقة مع فخامة في العبارة وقوة في الحبك ودقة في الوصف وسعة في الخيال، وكان اللون المحلّي حاضراً في إنتاجه الغزير؛ ولذلك عدّه مارون عبود من المؤسسين لفنّ القصة في الأدب العربي، بل ذهب هذا الناقد إلى أنّ الرواية قبل كرم لا تحدثنا عن شؤوننا، وهي غريبة عنا، فلا نستلذّ طعمها، ولا يفتننا لونها، فكنّا أشبه بشرقي في وليمة غربية…؛ ولذلك جاءت قصص كرم؛ لتقدّم للقارىء الشرقي مائدة شرقية خالصة.
خليل موسى
مراجع للاستزادة: |
ـ إلياس أبو شبكة، الرسوم (مطبعة المعرض، بيروت 1931).
ـ مارون عبود، في المختبر، المؤلفات الكاملة، المجلد الرابع (دار مارون عبود، بيروت، د.ت).
ـ عيسى فتوح، من أعلام الأدب العربي الحديث «سير ودراسات» ( دار الفاضل، دمشق 1994).
التصنيف :
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 171
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- الأستاذ طارق علوش في ذمة الله
- إعلان
- الدكتور فيصل العباس في ذمة الله
- صدر المجلد السابع من موسوعة العلوم التقانات
- صور من الجناح الخاص بالموسوعة العربية في معرض الكتاب
- نشرت صحيفة الثورة بعددها الصادر بتاريخ 2/2/2016 مايلي
- التقت الثورة الدكتور محمود حمود رئيس موسوعة الآثار في سورية ومدير آثار ريف دمشق لتقلب معه صفحات عدة حول موسوعة الآثار السورية. فكان اللقاء التالي:
- دور النشر والمكتبات المعتمدة لتوزيع الموسوعة العربية
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 15120847
اليوم : 9175
المحكمة الأميركية ل-حقوق الإنسان
المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان نشأة المحكمة انبثقت المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان The Inter American Court of Human Rights في 3/9/1979، بموجب المادة 33 من الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان الموقعة في 22/11/ 1969، التي دخلت حيز التنفيذ في 18/7/1978، فقد نصت هذه المادة على آليتين لمراقبة تنفيذ الدول للالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب هذه الاتفاقية، وهما أولاً اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان ومقرها واشنطن (المواد 34 إلى 51 من اتفاقية سان جوزيه)، والتي تم اعتماد ميثاقها من قبل منظمة الدول الأمريكية[ر] في 25/5/1960، ثم أصبحت بعد دخول الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان أحد آليتها، وثانياً المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان ومقرها مدينة سان جوزيه في كوستاريكا (المواد 52 إلى 68 من الاتفاقية ذاتها). وكانت اتفاقية سان جوزيه قد تممت ببرتوكولين، الأول في 8/6/1990 الذي دخل حيز التنفيذ في 28/8/1991 المتعلّق بإلغاء عقوبة الإعدام، والثاني في 17/11/1988 الذي دخل حيز التنفيذ في 16/11/1999 وهو متعلّق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. يبلغ عدد الدول الأطراف في الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان 24 دولة من أصل 35 دولة طرفاً في منظمة الدول الأمريكية، من دون أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2004 طرفاً فيها، أما عدد الدول الأطراف في المحكمة فهو عشرون دولة. المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون