logo

logo

logo

logo

logo

غيرلاندايو (دومينيكو)

غيرلاندايو (دومينيك)

Ghirlandaio (Domenico-) - Ghirlandaio (Domenico-)

غيرلاندايو (دومينيكو -)

(1449-1494)

 

يعد دومينيكو غيرلاندايو Domenico Ghirlandaio من أشهر فناني إيطاليا في القرن الخامس عشر، وكان ميكلانجلو Michelangelo أحد تلاميذه.

وُلِدَ ونشأ في فلورنسا في عصر تميز بالواقعية والعاطفة الروحية والسمو العاطفي والاهتمام بالمنظور وقضايا الحق وجمال الإنسان وتذوق جمالية المكتشفات الأثرية الرومانية.

أولع بجمال الطبيعة وبدأ حياته الفنية صائغاً، لكنه مالبث أن تحول إلى التصوير وتتلمذ على يد بالدوفينيتي Baldovinetti واهتم بتصوير الجداريات مثل جدارية «سيدة الرحمة مع عائلة فسبوتشي».

لم ينقطع غيرلاندايو عن الرسم يوماً، فكان يرسم كل ما يراه، ولاسيما أطلال المباني الرومانية في روما، كالأقواس والأعمدة والحمامات والكولوزيوم Colosseum والمدرجات والأقنية والجسور، وكان دقيقاً في رسمه مع أنه لم يستخدم المسطرة والفرجار، وعندما رسم الكولوزيوم أدخل صورة لتحقيق التوازن، مما جعل روائعه نماذج يعتمدها النقاد والفنانون.

كان أول من ابتكر الإكليل garland زينة لرؤوس فتيات فلورنسا، فاشتهر منذئذ باسم غيرلاندايو.

دومينيكو غيرلاندايو

 «رجل مسن وحفيده»(1480)

 

دومينيكو غيرلاندايو

 «صورة امرأة»

تألق نجمه في إبداع الجداريات، وعـدّ الأفضل في هذا الميـدان، وعندما شيَّـد البـابـا سيكستُس الـرابـع Sixtus IV  ت(1471-1484) مصلَّى سكستين Sixtine في الفاتيكان؛ دعا غيرلاندايو إلى روما لتزيين هذا المصلى بروائعه الجدارية عام 1481-1482 مع فنانين آخرين منهم بوتشللي Botticelli وغيره، وكان إسهامه عظيماً إذ نفَّذ جداريتين: الأولى «دعوة الحواريين الرسوليين بطرس وأندراوس»، والثانية «بعث السيد المسيح» وكانت روائع غيرلاندايو هذه تنبض بالحيوية والحياة وتحفل بالتفاصيل الطبيعية، مما جعلها موضع إعجاب الناس في عصره.

خلَّدت جداريات غيرلاندايو مدينة فلورنسا وكبار شخصياتها، فكانت لها أهمية تاريخية كبيرة، ومن هذه اللوحات: «القديس جيروم بين مجموعة من كتبه» ويعود هذا العمل إلى عام 1480، وتظهر فيه قوة التأثير الفلمنكي ودقته في معالجة التفاصيل، و«حياة القديس فرانسوا»، و«حياة العذراء والقديس يوحنا المعمدان»، و«العجوز والفتى». وربما كان هذا العجوز هو الكونت ساساتي الذي يبدو عاطفياً في نظرته إلى الفتى الذي يتطلع إليه ويضع يده على صدره مما يدل على مدى اهتمام غيرلاندايو بالطبيعة وجمالياتها وعدَّ الوجه مرآة الروح. ومن لوحاته الأولى: «إنزال السيد المسيح من الصليب» و«القديس بولينوس» وهي صورة شخصية للقديس بولينوس Paulinus الذي كان أول مبشر روماني في إنكلترا وأول رئيس أساقفة يورك، ومعه مجموعة من رجالات فلورنسا. و«القديس فرانسيس الأسيزي وبيترو برناردون المتدثر بثياب التقشف» و«القديس فرانسيس الأسيزي يتلقى ندبات وعلامات جراح السيد المسيح».

أبدع روائع جدارية بتقانة التمبرا «ولادة السيد المسيح» وفيها أدرج صورته الشخصية وبعض وجوه الكهنة، و«العذراء والطفل يسوع يحيط بهما عدد من الملائكة»، و«المجوس يتجهون إلى بيت لحم».

اهتم غيرلاندايو بالفسيفساء فأسهم بروائعه في الفسيفساء في إغناء الفن أكثر من أي فنان توسكاني آخر، وقد عبر عن حبه للفسيفساء بقوله: «إن التصوير تصميم ولكن الفسيفساء هو التصوير الحقيقي إلى الأبد».

تميز أسلوبه بالواقعية وجمالية السرد وجودة التعبير عن الانفعالات الباطنية وانعكاسها في وجوه شخوصه والاهتمام بالجداريات وتفضيل تقنيات الفريسك Fresque والتمبرا والفسيفساء، وحسن اختيار ما هو أكثر صفاء وقداسة. لقد تفاعل غيرلاندايو والفن، فخلد به فكر الإنسان وإنجازاته الحضارية، وأسهم جدياً في إبراز العبقرية الفنية الإيطالية، جاعلاً الحياة الواقعية الفلورنسية نبعاً لا ينضب.

نفذ غيرلاندايو، بناء على طلب التاجر النافذ فرانشيسكو تورنابوني Tornabuoni، واحدة من أجمل جدارياته: «مشاهد من حياة العذراء» لتزيين خورس Chœur مذبح كنيسة ماريا نوفيلا Maria Novella في فلورنسا بين الأعوام 1486-1490، فجاء هذا العمل صورة صادقة لعادات الفلورنسيين وتقاليدهم في القرن الخامس عشر، حيث جمع بين الحياة الدينية والحياة العامة، وأدخل الحياة الدينية إلى القصور والريف، وألبس شخوصه ثياب عصره، ووسمهم بسيماء زبائنه.

ولابد من الإشارة إلى أن أخويه دافيد David  ت(1452-1525)، وبنديتو  Benedetto ت(1458-1498)، كانا مصورين أيضاً، وقد أنتجا كثيراً من المنمنمات ولوحات الفسيفساء، وشاركا غيرلاندايو في تنفيذ كثير من الأعمال مع اقتدائهما بأسلوبه وتقليده.

بشير زهدي

الموضوعات ذات الصلة:

إيطالية.

مراجع للاستزادة:

- H.W.JANSON & ANTHONY JANSON, History of Art (Thames & Hudson London 2001).

- ÉLIE FAURE, Histoire de l’art, l’art renaissant (Paris 1964).

- G. BOSSON, Peinture italienne Collection des maîtres (Éditions Braun Paris).

- Les plus beaux tableaux du Louvre (Hachette, Paris).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 149
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 40505494
اليوم : 35309

العبور الوراثي

العبور الوراثي   إن أعداد صبغيات الكائن الحي أقل كثيراً من أعداد مورِّثاته (جيناته) genes التي تحملها، وعلى هذا فإن كل صبغي يمتلك مجموعة من المورثات تدعى مجموعة ارتباطية، وقد أشار إليها ساتون Sutton منذ عام 1903. وتتساوى أعداد المجموعات الارتباطية مع أعداد أشفاع الصبغيات، فالإنسان يمتلك 23 شفعاً من الصبغيات والمجموعات الارتباطية، مقابل أربعة أشفاع في ذبابة الخل (الدروزوفيلا ميلانوغاستر Drosophila melanogaster)، وهكذا.
المزيد »