logo

logo

logo

logo

logo

غروبيوس (فالتر-)

غروبيوس (فالتر)

Gropius (Walter-) - Gropius (Walter-)

غروبيوس (فالتر ـ)

(1883ـ 1969)

 

فالتر غروبيوس Walter Gropius مهندس معماري ألماني ـ أمريكي، ارتبط اسمه بحركة الباوهاوس[ر] Bauhaus على صعيد منهج تدريس التصميم المعماري وتطبيقاته العملية في العمارة والصناعة. ولد في برلين وتوفي في بوسطن. كان والد فالتر مهندساً معمارياً، فتبع خطاه ودرس الهندسة المعمارية (1903ـ 1907) في مونيخ وبرلين. وقبل تخرجه بسنة كان قد أنشأ أبنيته الأولى في منطقة بومرن Pomern، وهي مجموعة من منازل العمال الزراعيين، وأمضى إثر تخرجه عاماً كاملاً بين إيطاليا وإسبانيا وإنكلترا، ثم انضم في برلين إلى مكتب عمل المهندس المعماري بيتر بيرِنز Peter Behrens، الذي كان له عميق الأثر في صياغة أفكار غروبيوس المعمارية المستقبلية، ولاسيما حول تداخل الفنون في التصميم المعماري. وبعد تركه مكتب بيرنز بسنة صار غروبيوس عام 1911، عضواً في «جمعية العمال الألمانية» Deutsher Werkbund، التي كانت تهدف إلى الجمع بين المصممين المبدعين والإنتاج الصناعي. وقد دافع غروبيوس آنئذ عن فكرة البناء بأجزاء سابقة الصنع، تجمع في موقع البناء، بشرط أن يقوم المصمم المعماري المدرَّب فنياً ببث الحياة في الإنتاج الآلي عديم الحياة. كما كان ضد التقليد والادعاء والتعصب في الفنون، وحذَّر من التبسيط الساذج القائل أن وظيفة المنتَج يجب أن تحدد مظهره. وقد تنامت مكانة غروبيوس مصمماً معمارياً فناناً ومثقفاً بتنفيذه منشآت مصانع فاغوس Fagus Werke في منطقة ألفرد آن دير لاينِه Alfred -an-der-leine عام 1911، ثم بتصميمه نماذج مكاتب  المصانع وأبنيتها لمعرض «جمعية العمال الألمانية»  في مدينة كولونيا Köln عام 1914، وتتسم هذه المنشآت بجرأتها معمارياً، وتتميز بمساحات زجاجية واسعة مزودة بدعامات فولاذية مرئية، وقد نُفذ المشروع كلّه بالحد الأدنى من التظاهر والادعاء، في حين كانت أبنية كولونيا أكثر شكلية، مما يدل على تأثر غروبيوس بالأمريكي فرانك لويد رايت Frank Loyd Wright. وكلا المشروعين يدل على نضج غروبيوس في التصميم المعماري قبل الحرب العالمية الأولى، التي شارك فيها ضابطاً في سلاح الفرسان، وقد جُرح على الجبهة الغربية ونال وسام الشجاعة (الصليب الحديدي).

وفي عام 1915 تزوج غروبيوس من آلما شيندلر Alma Schindler أرملة الموسيقار غوستاف مالر Gustav Mahler، لكنه ما لبث أن طلقها عام 1919. ونتيجة لانتشار آراء غروبيوس حول الفنون والتصميم المعماري دعته مدينة فايمار Weimar إلى استلام منصب المدير لثلاث مؤسسات تعليمية للفنون، فدمجها من فوره تحت اسم «دار العمارة الحكومية ـ فايمار» Staatlisches Bauhaus Weimar، وذلك في عام 1919، وكان قبوله هذا المنصب الخطوة الأكثر أهمية في مستقبله المهني، فبسبب ميله إلى الجوانب التطبيقية في الفنون والإدارة والسياسة؛ نجح غروبيوس في تطوير منهج عملي جديد لتدريس التصميم المعماري، صارت له سمعة دولية، فحل مكان المنهج الفرنسي الذي كان يُدرَّس في مدرسة الفنون الجميلة الفرنسية École des Beaux-Arts منذ قرنين، ومرتكز المنهج الجديد هو ضرورة خضوع المهندس والمصمم المعماري لتدريب مهني عملي، كي يتعرف عن قرب المواد وطرائق التعامل معها. إلا أن الإمكانات المالية لم تسمح له إلا بافتتاح بعض الورشات المهنية، ومنها الخزف والنسيج والزجاج المعشق، وقد انضم إلى الهيئة التدريسية عدد من الرسامين والنحاتين مثل: بول كلي Paul Klee، وليونِل فاينينْغَر Lyonel Feininger وفاسيلي كاندينسكي Wassily Kandinsky وغِرهارد ماركس Gerhard Marcks ولازلو موهولي ـ ناغي Lászlo Moholy- Nagy ويوزف ألبرس Josef Albers، وعلى رأسهم يوهانِّس إتِّن Johannes Itten، الذي برمج دورة تمهيدية لمبادئ التصميم وتطبيقاتها صارت أساس منهج الباوهاس، إلا أنه ترك المعهد في عام 1923. وبعد عامين انتقلت «دار الباوهاوس» إلى مدينة دِساو Dessau حيث صمم غروبيوس مبنى الدار والإدارة، فصار أشهر مبانيه التي تحمل طابع الحداثة. ونتيجة لمشكلات إدارية وتمويلية استقال غروبيوس من إدارة الدار وعاد إلى أعماله الخاصة في برلين، حيث صمم بين 1929ـ 1930 مجموعة كبيرة من المباني السكنية كوحدة سكنية هائلة، في سيمنزشْتَت Siemensstadt على أطراف برلين.

فالتر غروبيوس: "مصانع فاغوس"

وفي عام 1933 أغلقت السلطات النازية «دار الباوهاوس»، وبما أن غروبيوس لم يكن ملائماً أفكار النازية فقد حزم أمره وغادر ألمانيا سراً عام 1934عبر إيطاليا إلى إنكلترا، حيث تعاون مع المهندس المعماري مَكسوِل فراي Maxwell Fry فصمما ونفذا عام 1936 العمل الرائد «قرية الكلية في إمبينغتون» Village College at Impington في منطقة كمبريدج شاير Cambridgeshire. وفي عام 1937 غادر غروبيوس إنكلترا إلى الولايات المتحدة، حيث استقر في مساتشوستس أستاذاً للعمارة في جامعة هارڤرد Harvard، ليصير في العام التالي رئيساً لقسم العمارة حتى تقاعد عام 1952، وكان قد حصل على الجنسية الأمريكية في عام 1944. أدخل غروبيوس منهج الباوهاوس إلى كلية العمارة في هارڤرد، لكنه لم يتمكن من تطبيق الورشات العملية، كما لم يستطع أن يلغي تاريخ العمارة مقرراً تعليمياً ثابتاً. ومع ذلك كان لآرائه في دور العمارة والفنون في المجتمع والصناعة صدى إيجابياً لدى الطلبة والمعماريين، مما أدى سريعاً إلى تغيير طرائق التدريس ومناهجه في كليات عدة أخرى، وإلى بدء حقبة جديدة في فن العمارة في أمريكا. بين عام 1937ـ 1940 تعاون غروبيوس مع مارسيل بروير M.Breuer على تصميم وإنشاء بيت غروبيوس الخاص في لينكولن Lincoln، الذي استعاد تقاليد عمارة نيو إنغلاند New England بمفهومات حديثة. ومن أشهر أعماله الأخرى مساكن الطلبة ومطاعمهم التابعة لجامعة هارڤرد (1949ـ 1950)، ومبنى السفارة الأمريكية في أثينا (1960)، ومبنى جامعة بغداد (1960). ولابد من ذكر تصميمه مشروع «المسرح الشامل» Totales Theater، الذي وضعه في ألمانيا في الثلاثينات، للمخرج المسرحي الألماني إرفين بيسكاتور Erwin Piscator الذي مازال حلماً للعمارة المسرحية حتى اليوم. إضافة إلى أعماله المعمارية وضع غروبيوس عدة مؤلفات منها: «فن العمارة الحديث والباوهاوس» Die neue Architektur und das Bauhaus ت(1965)، و«أبولّو في الديمقراطية» Apollo in der Demokratie ت(1967).

نبيل الحفار

 الموضوعات ذات الصلة:

الباوهاوس ـ العمارة.

 مراجع للاستزادة:

- S. GIEDION, Walter Gropius, Mensch und Werk (Berlin 1954).

- G.C. ARGAN, Gropius und das Bauhaus (Berlin 1962).

- H. BRAULICH  &E.O.HAMANN, Theatertechnik (Berlin 1982).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 816
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 514
الكل : 29642017
اليوم : 22027

المدرسة المتعددة التقنيات

المدرسة المتعددة التقنيات   يطلق على المدرسة متعددة التقنيات polytechnic school أسماء متعددة، منها المدرسة الشاملة comprehensive school في النظام الرأسمالي، والبوليتكنيك polytechnic في النظام الاشتراكي، وجميع هذه المدارس تسعى إلى الربط بين الأسس النظرية للعلوم في عصر الصناعة وتطبيقاتها التقنية في الأعمال اليدوية. وقد دعت إلى هذا النمط من التعليم مؤتمرات اليونسكو والتربية في السبعينات والثمانينات لتحسين الحياة في الحاضر والمستقبل، ومواكبة تطور التقنيات والمهن في المدارس العامة والحرفية والمهنية، وكذلك لمواكبة التغيرات السريعة في عصر المعلومات في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. وقد تحول الاهتمام بالتعليم المتعدد التقنيات في عصر المعلوماتية إلى التقنيات الإلكترونية.
المزيد »