logo

logo

logo

logo

logo

الإسهال

اسهال

Diarrhea - Diarrhée

الإسهال

 

الإسهال diarrhee زيادة عدد التغوط على مرتين يومياً أو زيادة كمية البراز وسيولته ولو كان مرةً واحدة يومياً. يشمل هذا التعريف معظم حالات الإسهال، ولكن معرفة فيزيولوجية الهضم معرفة جيّدة من جهة، ومعرفة تركيب البراز الكيمياوي من جهة ثانية، سمحا بتوسيع تعبير الإسهال ليشمل إفراغ كمية زائدة من البراز الطبيعي التركيب (أكثر من 300غ يومياً)، أو إفراغ كمية من البراز تحوي عنصراً غذائياً من الكتلة الطعامية لا يشاهد في الحالة الطبيعية أي لم تمتصه الأمعاء، ويكون البراز في هذه الحالة غزيراً ولكنه غير متعدد وعجيني القوام غير سائل. وعلى هذا فإن تعبير الإسهال يشمل عدة حالات متغايرة.

تكثر مركبات البراز كلها في معظم الحالات وتنخفض كمية البقية الجافة (عن 22%) بزيادة كمية الماء، ويجذب الماء معه شوارد الصوديوم والبوتاسيوم والكلور، وغالباً ماتزداد كمية بعض البقايا القابلة للهضم كالنشاء (الأميدون) والسلولوز.

وللإسهال آليات عدة تختلف باختلاف أسبابه: فبعضها حلولي كما يحدث بعد تناول الملينات الملحية والسكرية إذ تجر هذه الملينات السوائل إليها من الدوران المعوي وتسبب الإسهال وبعضها الآخر إفرازي ينجم عن زيادة كمية السوائل المفرزة من مخاطية الأمعاء، كما هو الحال في التهاب المخاطية وتقرحها.

وقد ينجم الإسهال عن سوء امتصاص المواد الغذائية من جدر الأمعاء، أو يحدث من نقصان المواد الضرورية لهضم المواد الغذائية وامتصاصها كما هو الأمر في قصور المعثكلة (البنكرياس) ونقص الأملاح الصفراوية، وقد يكون سببه إصابة القسم العلوي للأمعاء الدقيقة ببعض الأمراض مثل داء كرون Crohn ومتلازمة قصر القناة الهضمية بعد قطع الأمعاء.

ويكون البراز في الآلية الأخيرة غالباً عجينياً أكثر منه سائلاً وقليل التكرر ومن دون ألم، ويكشف بالتحليل ارتفاع كمية الدهن فيه (الإسهال الدهني stéatorrhée)، وزيادة المركبات الآزوتية créatorrhée، وقد تكشف فيه بعض الأغذية، ويوضع التشخيص الصحيح بالتصوير الشعاعي والخزعة من مخاطية الأمعاء الدقيقة واختبارات العناصر المشعة isotopiques.

وعلى العكس قد يفرغ شخص ما على نحو متقطع برازاً سائلاً قد يكون أحياناً مخاطياً ويكون البراز بين هذه الهجمات قاسياً كثيفاً كبراز الإمساك، فهناك إذن إسهال كاذب ناجم عن فرط إفراز انعكاسي reactionnelle في القولون المخرّش بوجود براز جاف بقي فيه مدة طويلة، ويجب أن تعالج هذه الحالة كما يعالج الإمساك.

وينجم بعض الإسهالات عن زيادة الحركة المعوية، كما في فرط نشاط الدرق ومتلازمة تهيج القناة الهضمية. ويجب أن يذكر هنا أن الإسهال قد يكون الجواب المعبّر عن شدةٍ عاطفية المنشأ تؤدي إلى اضطراب المرور في الأمعاء.

وقد تشترك عدة آليات معاً في إحداث الإسهال، كما في التهاب القولون القرحي الذي يحدث فيه نقص امتصاص السوائل والشوارد وزيادة مفرزات مخاطية القولون وزيادة حركيته.

الأسباب

منها الجرثومية التي تسبب غالباً الإسهالات الحادة، كالحمى التيفية، والأدواء السلمونيلية الأخرى وأدواء الشيغلة  Shigella (الزحار العصوي) وبعض العصيات القولونية ولاسيما عند الرضع والأطفال على شكل جائحة في دور الحضانة أو المشافي، والذيفان العنقودي toxine staphylococcique، وبعض الفطريات كالمبيضات البيض Candida albicans، ومنها الطفيلي كالزحار الناجم عن المتحولات الحالة للنسج Entamoeba histolytica وبعض الديدان أو اللمبلية. ومنها الناجمة عن الانسمامات العارضة منها أو الإرادية بأملاح المعادن الثقيلة ولاسيما الزئبق، أو الدوائية بالديجتالين وخلاصة الدرق والكولشيسين وبعض الأدوية المضادة للسرطان. أو الناجمة عن الأمراض العامة. فحين يستمر الإسهال ولاسيما السائل مدة طويلة يجب التفكير بالأمراض العامة كفرط نشاط الدرقية أو السكري، وبعض أنواع سرطان الدرقية وقصور الكلية المتقدم. ومنها  الناجمة عن الآفات الهضمية كالإصابة بسرطان القولون أو بآفة التهابية في الأمعاء الدقيقة أو الغليظة كالتدرن ومرض كرون ويؤكد التشخيص بإجراء تنظير الأحشاء والتصوير الشعاعي. وقد يحدث إسهال ثابت بعد استئصال قطعة طويلة من الأمعاء الدقيقة أو من القولون.

الوقاية

تجنب تناول الملينات والمسهلات وجميع المشروبات والأطعمة التي تؤدي إلى الإسهالات كمركبات السنامكي وزيت الخروع وأملاح المغنزيوم والملينات الحركية. وتجنب تناول الأطعمة الملوثة ولاسيما التي تباع في المحلات العامة وغير المراقبة صحياً، وتجنب تناول الخضروات والفواكه النيئة غير المعقمة جيداً فقد تحمل هذه أو تلك الجراثيم والفيروسات والطفيليات ولاسيما الزحار الأميبي مؤدية إلى إسهالات شديدة قد تكون مميتة. وتجنب العمليات الجراحية لتقصير الأمعاء التي تجرى لتخفيض الوزن. وتجنب تناول الكحول لأنه يؤذي المعثكلة والكبد فيسبب التهاب المعثكلة المزمن وتشمع الكبد مما يؤدي إلى نقص إفراز الخمائر المعثكلية ونقص إفراز الأملاح الصفراوية.

المعالجة

قد يؤدي إعطاء بعض الأدوية كالبلادون إلى إيقاف الإسهال بشل حركة جهاز الهضم ولكنها تحول دون كشف السبب الحقيقي. لذا من الواجب معرفة سبب الإسهال قبل معالجته، بزرع البراز وتحري الطفيليات والجراثيم والفطريات وكشف الآفات العضوية لتوجيه المعالجة بعد ذلك بالسولفاميدات أو الصادات الخاصة أو المعالجات النوعية أو العمليات الجراحية. أما سوء الامتصاص فمعالجته دقيقة وللحمية فيها شأن كبير.

علي سعدة

 

الموضوعات ذات الصلة

 

إسهالات الأطفال ـ الإمساك ـ المعي.

 

مراجع للاستزادة

 

-E.MAISON, Les diarrhees et leur traitement dans l’exercice journalier de la médecine praticienne (Maloine, Paris 1967).

 


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 447
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 505
الكل : 31183824
اليوم : 8981

المخاطرة (عقود-)

المخاطرة (عقود ـ)   عقود المخاطرة aleatory contracts وتسمى أيضاً بالعقود الاحتمالية وعقود الغرر، وهذه التسمية الأخيرة هي التي اختارها التقنين المدني السوري في الباب الرابع، المواد (705- 737). والعقد الاحتمالي هو العقد الذي يتوقف فيه تحديد قدر التزامات أحد المتعاقدين على خطر حدوث حادثة غير محققة، من شأنها أن تزيد أو تنقص من قدر هذه الالتزامات، مثل عقد التأمين على الحياة، لا يستطيع فيه المؤمن والمؤمن له تحديد مقدار الأقساط التي ستستحق في ذمة هذا الأخير، فقد تطول حياة المؤمن له فيزيد عدد ما يدفعه من أقساط التأمين، وقد تقصر فلا يدفع إلا قسطاً أو أقساطاً قليلة، وفي الفرض الأول يكون المؤمن هو الرابح، وفي الفرض الثاني تكون شركة التأمين هي الرابحة.
المزيد »