logo

logo

logo

logo

logo

مردم بك (خليل-)

مردم بك (خليل)

Mardam Baik (Khalil-) - Mardam Baik (Khalil-)

مردم بك (خليل ـ)

(1895ـ 1959م)

 

خليل بن أحمد مختار بن عثمان مردم بك، أحد أبرز شعراء دمشق في القرن العشرين.

ولد في بيتٍ بجادة فخر الدين الرازي قرب الجامع الأموي بدمشق لأسرة «كريمة عريقة في محتدها ومجدها، أنجبت أفذاذ الرجال من وزراء وعظماء وزعماء وعلماء وأدباء، فكانوا نجوم دمشق السواطع»، وكان لهذه الأسرة أثر في نشأته الثقافية المتميزة وتوجيهه العلمي والسياسي، فقد كان بيت والده موئلاً لرجال الفكر والأدب والسياسة ومنتدى لهم، وكان أبوه مزارعاً كبيراً، كريماً حسن الحديث، له مكانته البارزة بين الناس، تولى أمانة العاصمة أكثر من مرة، وكانت أمه فاطمة الحمزاوي ابنة مفتي الشام، وكان خليل وحيد والديه من الذكور، مع خمس بنات .

تلقى خليل علومه الأولى الابتدائية في مدرسة الملك الظاهر بدمشق، انتقل بعدها إلى مدرسة التجهيز، ثم اضطر إلى الانقطاع عن الدراسة بعد وفاة أبيه سنة 1912، وتابع القراءة في الكتب والأخذ عن علماء دمشق وأدبائها، كالشيخ عبد القادر الإسكندراني، والشيخ عطا الكسم، ومحدّث الشام بدر الدين الحسني، والشيخ حافظ الداغستاني. وفي عام 1920، اختاره رضا الركابي رئيس وزراء سورية وقتها أميناً عاماً لرئاسة مجلس الوزراء، ثم ترأس (الرابطة الأدبية) عام 1921 واختير عضواً عاملاً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1924، ولما قامت الثورة السورية عام 1925 رحل عن دمشق بعد أن لاحقه المحتلون، ووصل إلى لندن، وهناك درس الأدب الإنكليزي في جامعة كمبردج وتخرج فيها، ثم عاد إلى وطنه عام 1929. وذاعت شهرته في أوساط أهل العلم والأدب، فاختير عضواً في مجمع فؤاد الأول في القاهرة عام 1948، وفي المجمع العلمي العراقي عام 1949، وعضواً في معهد الدراسات الشرقية في لندن عام 1951، وفي المجمع العلمي السوڤييتي 1958.

عُيّن وزيراً لوزارتي المعارف والصحة عام 1941، ولما استقالت الوزارة عام 1942 عاد إلى المجمع، ثم عُين وزيراً مفوضاً لسورية في العراق 1951، ووزيراً للخارجية عام 1953، وانتُخِب رئيساً للمجمع العلمي بدمشق عام 1954 بعد وفاة رئيسه الأول محمد كرد علي، واستمر كذلك حتى وفاته.

«درّس الأدب العربي في الكلية العلمية الوطنية بدمشق تسع سنوات، وشارك في إنشاء بعض المجلات».

توفي ابنه (هيثم) شاباً وهو طالب يتعلم الفلسفة، فرثاه شعراً ونثراً.

أما ابنه عدنان[ر] فورث «شمائل والده العظيم، وهو شاعر مبدع فاح نشر أدبه في الأوساط الأدبية، يحمل الشهادة من معهد الحقوق العربي بدمشق، وقد انتسب إلى القضاء».

عُرف عن خليل التهذيب ودماثة الخلق، وحب الناس، وهدوء الطبع، والميل إلى المسالمة، والبعد عن المغامرة، وحب العزلة، فلم يكن متفائلاً، وقد عبر عن ذلك بقوله:

لعمر أبيك الخيرِ ما ازددتُ خبرةً   

                          بدهريَ إلا ازددتُ شؤماً على شؤم

يخيرني أمريـن لا خيـر فيهما   

                          تظلُّمُ غيري أو قراري على الظلـم

شقيتُ وكم تُشقي الحقيقةُ أهلَهـا   

                          فمَن لي بأن أقضي حياتي بالوهـم

كان لخليل مردم بك إسهام كبير في الأدب تأليفاً ونظماً وتحقيقاً، فمن كتبه: «شعراء الشام في القرن الثالث» و«جمهرة المغنين» و«كتاب الأعرابيات» و«نواصع العبر في أعيان القرن الثالث عشر»، و«أئمة الأدب»، وكتب عن عدد من أدباء العرب وشعرائهم، وحقق ديوان «ابن عُنين» و«ابن الخياط» و«علي بن الجهم» وغيرهم، وله عدد من المقالات والرسائل، وديوان شعر.

وقد حفل شعره بالحديث عن القضايا الوطنية والقومية، وعن دمشق وتعلقه فيها، ويُعد من الشعراء الإحيائيين في العصر الحديث. ومن شعره قوله في قصيدته «سلام على دمشق» التي أنشدها بعد عودته من لندن:

تلاقوا بعدما افترقـوا طويلا   

                          فما ملكوا المدامعَ أن تسيلا

بقيةُ فتيةٍ  لـم تُبـقِ منهـم     

                          صروفُ زمانهـم إلا قليلا

تراءت لي دمشقُ فقمت أرنو   

                          فردَّ رُواؤها بصري كلِيلا

وشاعت نشوةٌ بي من شذاها   

                          كأني شاربٌ صِرفاً شَمولا

وقال في وصف غوطة دمشق:

مرآةُ أحلامي ومرتعُ ناظـري   

                          وهوى فؤادي بل وفتنةُ ناظري

في كل مغنى من فؤادي شعبةٌ   

                          وبكل وادٍ هائـمٍ من خاطـري

وتكاد أخيلتي تُطـل عليّ فـي   

                          أرجائهـا من طائفٍ أو زائـر

كم جولةٍ لي ثَمّ حائـرةِ الخطى   

                          بين الخمائل كالفراش الحائـر

يقتادني في كـل شطـر جاذب   

                          من منظرٍ نضْر وحسنٍ باهـر

وخليل مردم هو ناظم النشيد الوطني السوري:

حماة الديار عليكم سلام

                          أبت أن تذل النفوس الكرام

توفي رحمه الله في دمشق، وقام ابنه بعده الأديبُ الشاعر عدنان مردم بك بنشر بعض كتبه.

علي أبوزيد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أدهم الجندي، أعلام الأدب والفن (مطبعة مجلة صوت دمشق، دمشق 1954).

ـ خليل مردم بك، كتاب الأعرابيات (مجمع اللغة العربية، دمشق 1966). 

ـ محمد فؤاد نعناع، خليل مردم بك حياته وشعره (دار الفكر، دمشق 2001).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 357
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1100
الكل : 40540168
اليوم : 69983

صقلية (تاريخياً)

تاريخ صـِقليـَة   صقلية جزيرة عرفها الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ كما تظهر ذلك الرسوم والأدوات المكتشفة في الكهوف. واشتقت صقلية اسمها من أحد الشعوب التي وفدت إليها منذ القرن الثامن قبل الميلاد، وهم الصقالبة Sicelis لكي يـُنشئوا فيها مستوطنات APOIKIAN، وكانت تـُعرف قبل ذلك باسم (تريناكريا) Trinacria، ومعناها الأرض المثلثة الشكل.
المزيد »