موسى شهوات
موسي شهوات
Mussa Shahawat - Mussa Shahawat
موسى شهوات
(… ـ 110هـ/… ـ 728م)
أبو محمد، موسى بن يسار المدني، مولى بني سهم أو بني تيم من قريش، الشاعر المعروف بشهوات. نشأ في المدينة المنورة، وعاش فيها يتردد إلى دمشق وغيرها من حواضر الخلافة الأموية للمدح والتكسب.
اختُلف في سبب تلقيبه بشهوات، فقيل: لشعر قاله في هجاء يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهو:
لسْتَ منّا وليس خالُك منّا يا مضيع الصلاة بالشهوات
وقيل: لأن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان يتشهّى عليه الأشياء فيشتريها له ويتربّح عليه، أو لأنه كان يُجلب له السكر وعسل القصب فيتّجر به، فقالت امرأة: مازال موسى يأتينا بالشهوات، فغلب قولها عليه، والأرجح أن اللقب جاء من أنه كان مُلْحِفاً، يتباكى إذا رأى شيئاً يعجبه ويقول: أشتهي هذا.
كان موسى شهوات شاعراً ظريفاً، يغشى مجالس الخلفاء والأمراء والأعيان أحياناً، ويحضر مجالس الظرفاء والمغنين أحياناً أخرى، يمدح النابهين ويهجوهم، وينظم للمغنين ما يحتاجون إلى تلحينه وغنائه، وقد وُصف بالتخنث لتعلقه بالجواري والغناء، لكن ذلك لم يمنع خلفاء بني أمية من مواصلته وإرسال الأُعطيات إليه من دمشق إلى المدينة المنورة، وخاصة الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي خلّى بينه وبين هجاء الأشراف والتعريض بهم، ولم تقف هذه الرعاية الأموية حائلاً بينه وبين الاتصال بآل أبي طالب وآل الزبير وغيرهم من سراة قريش.
لم يكن موسى شهوات من فحول شعراء العصر الأموي ومشهوريهم، ومع ذلك كان شاعراً معروفاً آنذاك، يُحسن التصرف بالمعاني ويجيد الاحتجاج لما يذهب إليه، وقد برع في المدح والهجاء، وربما جمعهما في رجل واحد، يمدحه آملاً عطاءه، فإذا قصّر في إثابته على مدحه هجاه وعرّض به، وله شعر جيد في الحكمة والموعظة، صرفه على التذكير بالموت.
أما غزله فرقيق عذب ملائم للغناء، لذلك كان (معبد) المغني يأخذ شعره ويلحنه ويغنيه.
لا يقل شعر موسى شهوات عن شعر معاصريه جودة، فاتسم بالقوة والمتانة مع التدفق والسلاسة، فلم يتعمد فيه الإغراب والتفاصح؛ لأنه شاعر حضري مولى، لا يستطيع مجاراة شعراء البادية الأعراب في طرائق نظمهم وجزالة أسلوبهم، فلاقى شعره القبول والاستحسان في البيئات الحضرية وفي مجالس أهل الجد وأهل المرح والمتعة معاً؛ ولذلك عُد من شعراء الحجاز المشهورين في أيامه.
من شعره في المدح قوله في حمزة ابن عبد الله بن الزبير:
شاقني اليوم حبيب قد ظعنْ ففؤادي مُستهام مُرتهن
إن هندا تيمتني حِقبة ثم بانت وهي للنفس شجن
فتنة ألحقها الله بنا عائذ بالله من شر الفتن
حمزة المبتاع بالمال الثنا ويرى في بيعه أن قد غَبن
فهو إن أعطى عطاء فاضلاً ذا إخاء لم يكدره بمن
ومن شعره الذي يتمثل به قوله في عبدالله بن عمرو بن عثمان، وقد رآه جالساً في المسجد:
ليس فيما بدا لنا منك عيب عابه الناس غير أنك فاني
أنت نِعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان
محمود سالم محمد
مراجع للاستزادة: |
ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).
ـ ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء، تحقيق أحمد شاكر (دارالمعارف، القاهرة 1967).
ـ المرزباني، معجم الشعراء، تحقيق عبد الستار فراج (مكتبة النوري، دمشق د.ت).
ـ البلاذري، أنساب الأشراف، تحقيق محمود العظم (دار اليقظة، دمشق 1999).
التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 33
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد السابع من موسوعة الآثار في سورية
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- فوز الأستاذ الدكتور محمود السيد بجائزة مجمع الملك سليمان العالمي للغة العربية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 31185965
اليوم : 11122
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون