logo

logo

logo

logo

logo

ابن المنجم (هارون بن علي-)

منجم (هارون علي)

Ibn al-Munadjim (Haroon ibn Ali-) - Ibn al-Munadjim (Haroon ibn Ali-)

ابن المنجم (هارون بن علي ـ)

(251 ـ 289 هـ/865 ـ902 م)

 

 هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور، أبو عبدالله المنجم البغدادي، الأديب الفاضل النديم، فارسي الأصل، ولد في بغداد لعائلة مشهورة بالفضل والأدب، فأخذ عن والده وعمه اللغة والأدب الشعر، وجلس إلى أهل الأدب واللغة والأخبار إلى أن أكمل ثقافته وامتلك عدة المنادمة، فاختلف إلى مجالس الخلفاء وأهل الدولة يتحفهم بأخباره وينادمهم بأشعاره ونوادره، وظل في تقدم عندهم إلى أن تُوفي حديث السن.

ينتسب هارون بن علي إلى أسرة معروفة بالأدب والظرف، نبغ منها عدد من الرجال الذين اتصلوا بالخلفاء الأعيان وعرفوا بفضلهم ودماثتهم ومهارتهم في اكتساب ثقة أهل الدولة، منهم والده علي بن يحيى وأخوه يحيى ابن علي وابنه علي بن هارون. كان رأس الأسرة أبو منصور مجوسياً، عمل منجّماً عند الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، كان جده يحيى يعرف أحكام النجوم ويتقن تفسيرها، وقد اشتغل منجماً للخليفة المأمون، فرغبه الخليفة بالإسلام، وأسلم على يديه، وصار مولاه ونديمه وجليسه. وكان والد علي أديباً شاعراً، اتصل بالفتح بن خاقان (ت247هـ) وعمل له خزانة الحكمة، ثم جالس الخلفاء ونادمهم وتقدم عندهم .

 كان هارون بن علي من أكمل أهله أدباً، راوياً للأخبار والأشعار بصيراً بالأدب، يميز غثّه من سمينه شاعراً مبدعاً، مصنفاً حسن المنادمة لطيف المجالسة، يقبل عليه الخلفاء وأهل الدولة، ويحرصون على حضوره مجالسهم، ملماً بأحوال الشعراء السابقين ونوادرهم، له مكاتبات ومطارحات مع أدباء عصره. حدث بالأدب عن أبيه، ونقل عنه أصحاب كتب الأدب أخبار الشعراء المولدين وأشعارهم، ووأشادوا بمعرفته وتقصيه وتحريه .

 صنف هارون بن علي عدداً من الكتب، ذكرها من جاء بعده، منها كتاب «اختيار الشعراء الكبير»، ولم يتمه واختصره في كتاب آخر سماه «البارع في أخبار الشعراء المولدين»، جمع فيه أخباراً وأشعاراً لمئة وواحد وستين شاعراً، اختار من شعر كل واحد منهم عيونه، بدأه بأخبار بشار بن برد وأشعاره، وختمه بأخبار ابن الزيات وأشعاره، وقد اتخذه المؤلفون في الأدب مصدراً أساساً لكتبهم، واعتمدوا عليه فيما أوردوه من أخبار الشعراء ومختاراتهم، واتبعوا نهجه في التصنيف، وقالوا عنه: إنه من الكتب النفيسة، يغني عن دواوين الجماعة الذين ذكرهم. وقال في خطبته. «عملت كتابي هذا في أخبار الشعراء المولدين، وذكرت فيه ما اخترته من أشعارهم، وتحريت في ذلك الاختيار أقصى ما بلغته في معرفتي، وانتهى إليه علمي. والعلماء يقولون: يدل على العاقل اختياره…».

و له كتاب «النساء» وما جاء فيهن من الخبر ومحاسن ما قيل فيهن من الشعر والكلام الحسن، وكتاب «المختار من الأغاني».

ولهارون بن المنجم نثر أدبي رفيع، يجاري فيه أهل عصره، ويشير إليه المقتطف من مقدمة كتابه «البارع»، وشعر قليل يدل على موهبته وتمكنه من الصنعة الشعرية وبراعته في الأداء الشعري بأسلوب متين واضح، فيه انسجام ومتانة وتدفق، بعيداً عن التكلف والتصنع، ومنه قوله :

سقى الله أياما لنا ولـيالـيـا                     مضين فما يُرْجَى لهن رجوع

إذ العيش صافٍ والأحبة جيرةٌ                    جميع، وإذْ كلُّ الزمانِ ربيـعُ

وإذ أنا، أَمَا للعواذل في الصبـا                   فعاصٍ، وأما للهوى فمطيــع

 

 

محمود سالم محمد

مراجع للاستزادة:

ـ المزرباني، معجم الشعراء، تحقيق عبد الستار فراح (مكتبة التوري، دمشق، د.ت)

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، تحقيق عمر الطباع (مؤسسة المعارف، بيروت، د.ت)

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار الثقافة، بيروت 1986م).

ـ الذَّهبي، سِــيَرُ أعلام النُّبلاء (مؤسـسة الرِّسالة، بيروت 1985م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 543
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 511
الكل : 29636753
اليوم : 16763

البركودة (الأصفرني)

البركودة (الأصفرني)   البركودة Barracuda أسماك بحرية[ر] عظمية، من شائكات الزعانف من فرخيات الشكل Perciformes، شرسة مفترسة، توجد في المناطق الاستوائية وأحياناً شبه الاستوائية ونادراً ما تقترب من المناطق المعتدلة. تنتمي كلها إلى فصيلة الاسفيرنية (الأصفرني) Sphyrenidae، ويمثلها جنس واحد فقط هو «الاسفيرنية» Sphyraena الذي يضم نحو خمسة عشر نوعاً تتماثل عاداتها. ويكثر هذا الجنس قرب الجزر المرجانية. ويتنقل أسراباً تخيف بقية الأسماك. النوع الذي يوجد في شرقي البحر المتوسط هو نوع الأسفرنية البليدة S.chrysotaenia. شكل الاسفيرنية جسمها انسيابي متطاول ذو رأس كبير مستدق، وخطم بارز، الفك السفلي يبرز عن الفك العلوي بوضوح، والفم مزوَّد بأسنان خنجرية بالغة الحدة قادرة على اقتطاع لحم الفريسة بإتقان. له زعنفتان ظهريتان متباعدتان بفاصل كبير، والخلفية منهما على مستوى الزعنفة الشرجية. الخط الجانبي متطور جداً. يراوح طوله بين 45 سم، كما في الاسفيرنية الشمالية S.borealis التي تقطن شواطئ الأطلسي الأمريكية الشمالية، وبين ثلاثة أمتار، كما في الاسفيرنية البركودية S.barracuda في المحيط الهادئ الغربي وفي شرق المنطقة الاستوائية من المحيط الأطلسي وغربيها. سلوكه لا تتوافر المعلومات الكافية حول حياة هذا السمك وسلوكه. وما يُعرف عن سلوكه يعتمد على روايات المواجهة معه. فمن غرائبه أنه يُعد مماثلاً للقرش في وحشيته في جزر الهند الغربية حيث يهاجم الغواصين، ولكن هذا السمك نفسه لا يؤذي مطلقاً في المحيط الهادئ وخاصة قرب جزر هاواي. ويبدو أن الغواص يتعرض للخطر إذا ما واجه سمكة منفردة ولكنه لا يتعرض له إذا مَرَّ فوقه سرب كامل. ويبدو أن البركودة لا توجه هجومها إلى الإنسان رلا بقدر ما تتأثر فيما يحمله الإنسان أو يلبسه من أدوات معدنية براقة. وهناك علاقة حميمة بينه وبين أسماك اللَّبْروس wrasse، فهو يسمح لها بالمكوث بين أسنانه الحادة من دون أن يؤذيها، لتنظف فمه من البكتريا التي تسبب الالتهابات. أنواعه مع أنَّ هذا النوع من الأسماك يعد غذاء جيداً ويجري صيده بعمليات منظمة قرب سواحل كاليفورنية في المحيط الهادئ، فإنه لا يعد ذا قيمة تجارية. والنوع الشائع في البحر المتوسط هو الاسفيرنية الاسفيرنية S.sphyraena التي يصل طولها إلى 1.65 متراً، أما طولها الشائع فيراوح بين 30- 50 سم، وتسمى بالإنكليزية البركودة الأوربية. وهي حيوان شاطئي يتغذى بالعوالق[ر] والأسماك والقشريات ورأسيات الأرجل، وإضافة إلى ذلك هناك الاسفيرنية البليدة على شواطئ المتوسط الشرقية. ولا يزيد طولها على 40 سم، تتغذى بالأسماك وخصوصاً السردين. وقد وصلت إلى المنطقة عن طريق قناة السويس قادمة من المحيط الهندي. وقد سُجِّلَتْ مشاهدات للاسفيرنية الصفراء الفم S.viridensis على الشاطئ الجنوبي للمتوسط. ويصل طولها إلى 65 سم. ويعتقد أنها دخلت المتوسط من الأطلسي. الأشكال القريبة منه البركودة أقرب ما يكون إلى البوريات الرمادية gray mullets من فصيلة البوريات Mugilidae التي تنتمي إلى فرخيات الشكل نفسها. وهي حيوانات تتغذى بالطحالب. كما أن اسم البركودة يدخل أيضاً في تسمية نوع Rexa solandry المعروف بالبركودة الملك، لكنه ينتمي إلى فصيلة الجَمْبيليات Gempylidae التي ليس لها علاقة بالاسفيرنييات.   رغيد النحاس   مراجع للاستزادة:   - Bykov, V.P. marin Fishes, chemical composition and processing properties. Russian translation series no.7.A.A. Balkema, Rotterdam (1986). - W. Fischer,M.Schneider,.& M.L. Bauchot, F.A.D. species identification, editerranee et mer Noir, Zone de pech 37. CEE, FAO, Ronc. (1987)..
المزيد »