logo

logo

logo

logo

logo

ابن منير الطرابلسي

منير طرابلسي

Ibn Munir al-Trabulsi - Ibn Munir al-Trabulsi

ابن منير الطَّرابلسي

(473 ـ 548 هـ/1080 ـ 1153م)

 

أحمد بن منير بن أحمد الطَّرابلسي أبو الحسين، الملقَّب بعين الزمان، المشهور بالرَّفَّاء. أديبٌ شاعرٌ مُجيدٌ ولغويٌّ بارعٌ، ولد في طرابلسَ الشَّام، وتوفي في حلبَ.

شهدت طرابلس في عهد الشَّاعر حركةً ثقافيَّةً واسعةً، إذ كانت إمارة مستقلَّةً يحكمها بنو عمَّار، وكانت ولادته بعد سنةٍ واحدةٍ من تجديد بناء مكتبة طرابلس، ودار الحكمة بها.

نشأ في أسرةٍ فقيرةٍ يتكسَّب مع أبيه من حرفةِ رفوِ الثِّياب، قال الشِّعرَ صبيّاً، وكان أبوه حسنَ الصُّوت ينشد المدائحَ النبويَّةَ في أسواق طرابلسَ، وعندما تعرَّضت طرابلس لحصار الروم خرج منها سنة 502هـ/1109م، ونزل دمشقَ، ثم نزل الموصل ومدحَ أعيانها.

كان مرهوبَ اللِّسان خبيثَ الهجاءِ، حبسَهُ الملكُ تاجُ الملوك «بوري» صاحب دمشق لفحشـه في هجاء الناس، وعزم على قطع لسانه، فاستوهبه منه الحاجبُ يوسف بن فيروز، فوهبه له فنفاه، ثمَّ رحل عن دمشقَ فأقام بشيزر عند بني مُنْقِذ، وكان رحيله عن دمشق لوشاية دسَّها له أعداؤه لدى رئيس دمشق ابن الصُّوفيِّ، إذ ادَّعوا أنَّه ذكره بسوء في شعره، وابن الصُّوفي هذا ذكره العماد في «الخريدة»، والصَّفدي في «الوافي بالوفيات» وقال: «ابن الصوفي رئيس دمشق مؤيد الدولة»، وذكر أنَّه كان مدبِّر دولة مجير الدين آبق في دمشق يحكم بأمره، وإنَّما هرب ابن منير خوفاً من بطشه به، ثم إنه عاد بعد ذلك إلى دمشق فاتَّصل بالملك العادل نور الدِّين محمود بن زنكي ومدحه، فمن ذلك قوله فيه:

يا مُحْيِيَ العدل ويا مُنْشِــــرهُ 

                مِن بَينِ أَطبـاقِ البلى وقد هَمَدْ

المَلكُ العـــادِلُ لَفظٌ طابَقَ الـ

                مَعنى وَفي الوَصفِ مُعادٌ مُستَرَدْ

أكثرَ من الهجاء، وعارض الشَّاعرَ القيسرانيَّ في زمانه، فكأنَّهما جرير والفرزدق في المناقضة والمعارضة، وشعرُه في الهجاء أجودُ من شعره في المدح، ولا يكاد يسلمُ من هجائه منعمٌ عليه ولا مسيءٌ إليه، حتى قيل: «كان يَصِلُ بهجائه لا بمدحه وثنائه». جعله الحافظُ الذَّهبيُّ ممَّن يقول الهزل الذي يُراد به الجدُّ، ووصفه بالأديب البارع والشـــاعر المحسن.

من هجائه اللَّطيفِ قولُه في قاضٍ:   

هو قاضٍ كما تقول ولكنْ

       ما عَلَيهِ مِنَ القَضــاءِ عَلامَه

عِمّةٌ تَملأ الفَضاءَ عَلَيـهِ

                فوق وجهٍ كعُشْرِ عشر القُلامَهْ

وله فوق ذلك شعرٌ غزليٌّ رقيقٌ فيه لطافةٌ تستخفُّ القلبَ وتملك السَّمعَ، ومن رقيق غزله قوله في الاسـتعطاف:

أَحلى الهوى ما تُحِلُّهُ التُّهَــمُ

        باحَ بِهِ العـاشـقونَ أَو كَتمُـوا

تمشي فتُرْدِي القضيبَ من أَسَفٍ

        وتكْسِــفُ البدرَ حين تبتسـمُ

وتُخْجِلُ الرَّاحَ منك أربعـــةٌ:

       خَــدٌّ وثَغْـرٌ ومُقْلَـةٌ وفَــمُ

له شعرٌ في الجهاد، غير أنَّ التَّصنعَ فيه واضحٌ، والتكلُّف فيه ظاهرٌ، يظهر فيه من غريب اللُّغة، وتكلُّفِ الجناس ما ليس في سائر شعره، كقوله:

والرُّها لو لم تكن إِلاّ الرُّها

        لكَفَتْ حشْــماً لشكِّ المُمْتَرينْ

سَمَطْتَ أَمسَ سُمَيْسَاط بِها 

        نَظْمَ جَيـــشٍ مُبْهجٍ لِلنّاظرين

لكنَّه إذا انصرف إلى الغزل والوصف رقَّ شعره، وعَذُبَ قولُه، وصار نظمُه سلساً يجري على الطَّبع.

أسامة سلمان اختيار

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أبو شامة، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تحقيق إبراهيم الزيبق (مؤسسة الرسالة، بيروت 1997).

ـ العماد الأصفهانيّ، خريدة القصـر وجريد ة العصر، قسم شعراء الشَّام (المطبعة الهاشميَّة، دمشق 1964).

ـ ابن منير الطرابلسي، ديوانه (دار الجيل، بيروت 1986).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 762
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 532
الكل : 31277668
اليوم : 25856

القانون الدستوري

القانون الدستوري   القانون الدستوري droit constitutionnel هو القانون الأساسي للدولة الذي ينظم قواعد الحكم، ويوزع السلطات، ويبين اختصاصات كل منها، ويضع الضمانات الأساسية لحقوق الأفراد وحرياتهم، ويبين مدى سلطان الدولة عليهم بما يحقق التعايش بين السلطة والحرية. وهذا يعني أن هناك أسساً ومبادئ عامة يقوم عليها نظام الحكم، وتنظم في الوقت نفسه أداء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لوظائفها باعتبارها مظاهر لأصل واحد هو السيادة العامة، ويتناول القانون الدستوري دراسة هذه المبادئ العامة حتى يمكن تحقيق الوحدة والانسجام والتناسق في أداء هذه الوظائف الثلاث.
المزيد »