المكزون السنجاري
مكزون سنجاري
Al-Makzun al-Sindjari - Al-Makzun al-Sinjari
المكزون السنجاري
(583 ـ 638هـ/1187 ـ 1240م)
الأمير عز الدين أبو محمد الحسن ابن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري، الفارس الشاعر العالم. اختُلف في نسبه، فأُعيد إلى أصول عربية، ونُسب إلى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، ورُدّ إلى أصول فارسية. وتباينت الآراء في إمارته على سنجار أو على قبيلة عربية - قطنت بعض نواحيها- هاجر بها إلى بلاد الساحل الشامي. وسبب ذلك إعراض أصحاب كتب التراجم عن ذكره، لذلك وقع الاضطراب في أسماء أجداده وفي مواقع إقامته وحركته.
ولد في سنجار، ونشأ في رعاية والده الأمير الذي وجهه نحو مجالس العلم، وحفظ القرآن الكريم وحصَّل ثقافة كبيرة من معارف عصره كالفقه والعقائد وعلم الكلام والفلسفة والتصوف وعلوم العربية وغير ذلك مما شاع في بيئته، واستهواه الأدب، فطالع آثار الأقدمين واستذكر أشعارهم، فنمت موهبة الشعر عنده، وصار شاعراً ناثراً بليغاً، وعالماً مصنفاً في الفقه وسواه.
كان المكزون السنجاري نصيري المذهب، ويروى أنه قاد حملة إلى الساحل الشامي لينصر أبناء مذهبه الذين اشتدت عليهم وطأة الصليبيين، وأذى الإسماعيليين وحلفائهم الأكراد، لكنه أخفق فأعاد الكرّة حتى استطاع أن يقضي على نفوذ خصومه، ويبعد أذاهم، واستقر له الأمر،فنظم أمور جماعته، ثم انصرف إلى العبادة بعد تصوفه لمرض ألم به، كان يعاوده مرة بعد مرة إلى أن مات.
وللمكزون السنجاري شعر كثير، حوى طائفة من أغراض الشعر وموضوعاته، ولكن غلب عليه الاتجاه الديني، ومنه التوحيد والتشيع والتصوف والجدل المذهبي، وقد عارض «تائية» ابن الفارض[ر] فرد عليه بعض معتقداته.
ولا يختلف أسلوبه عن أسلوب شعراء عصره، فقد جمع فيه بين الجزالة والمتانة، وبين الصنعة البديعية وحسن التشبيه، وبين غموض التصوف ووضوح التوحيد، ومال في تعبيره إلى الرمز على طريقة شعراء الصوفية، وأوضح توجهه هذا في قوله :
قالوا تحدّثْ بالصــحيـ ح من الحديث بغير رمز
فأجبتهم هل عاقــــل يرمي الكنوز بغير حرز
ومن شعره في التوحيد قوله:
تعالت ذات مولاي عن الحيز والوصــف
وعما حال بالشكل وما يلحظ بالطــــرف
وعن قول حلوليّ حوى المقصود بالظَّرف
ومن شعره في التصوف قوله :
صفا جسدي حتى بدا منه قلبه وشفّ إلى أن بان ما فيه من ســّر
فغيّب سر القلب قلبي وقالبي كما غاب لون الماء والكأس في الخمر
ونثره متين السبك، أنيق العبارة، حسن الصناعة، كثير الرمز والاستعارة والاقتباس القرآني، قليل السجع، خالٍ من التكلف. ومنه قوله في مقدمة رسالته «تزكية النفس»:
«أما بعد، فإني لما رجعت إلى مدينة سنجار بعد الهجرة، وقد أويت إلى ظل مَدْين، ووردت ماءها، وأجرت نفسي، وقضيت الأجل، وأكملت العدة، وخرجت مستأنسا نار الهداية من وادي التجلي في مفازة الخير، وسمعت النداء من الشجرة المباركة العالية عن حدود الأين، بواسطة الداعي ووحي العقل، سألني من وجب حقه علي....أن أبين الظواهر الأصلية ومجازها وحقيقتها...».
ومن آثاره الباقية ديوان شعره، ورسالة تزكية النفس في معرفة العبادات الخمس، ومجموع أدعية.
محمود سالم محمد
مراجع للاستزادة: |
ـ حامد حسن، المكزون السنجاري بين الإمارة والشعر والتصوف والفلسفة ( دار مجلة الثقافة، دمشق1981م).
ـ أسعد علي، معرفة الله والمكزون السنجاري، تحقيق ودراسة (دار الرائد العربي، بيروت 1981م).
ـ أحمد علي الحسن، المكزون السنجاري في حمين (الدار السورية للدراسات، حمص 2005م).
ـ عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي (دار العلم للملايين، بيروت 1997م).
التصنيف :
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 344
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- الأستاذ طارق علوش في ذمة الله
- إعلان
- الدكتور فيصل العباس في ذمة الله
- صدر المجلد السابع من موسوعة العلوم التقانات
- صور من الجناح الخاص بالموسوعة العربية في معرض الكتاب
- نشرت صحيفة الثورة بعددها الصادر بتاريخ 2/2/2016 مايلي
- التقت الثورة الدكتور محمود حمود رئيس موسوعة الآثار في سورية ومدير آثار ريف دمشق لتقلب معه صفحات عدة حول موسوعة الآثار السورية. فكان اللقاء التالي:
- دور النشر والمكتبات المعتمدة لتوزيع الموسوعة العربية
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 16395622
اليوم : 12148
بيكابيا (فرنسيس-)
بيكابيا (فرانسيس ـ) (1879 ـ 1953) فرانسيس بيكابيا Francis Picabia مصوّر فرنسي، ولد في باريس ومات فيها، وكان أفضل من جسّد روح القطيعة والرفض في تاريخ التصوير في القرن العشرين، وفي عداد روّاد الفن الحديث. بدأ عهده بالتصوير مصوراً انطباعياً متأخراً شأنه في ذلك شأن كثير ممن سبقوه. تلقى نصائح المصور الفرنسي بيسّارّو[ر] Pissarro الذي التقى به أول مرة في عام 1903، وكان من شأن النجاح الذي أصابه معرضه الفردي الأول الذي أقيم في عام 1905، والعقد المريح الذي أبرمه جرّاءه مع تاجر اللوحات دانتون بين عامي 1906 و1909، أن يصرفاه إلى التصوير بجدية، و يشجعاه على المضي فيه بحثاً وتجريباً، وكان وقتها مصوراً شاباً يتطلع إلى أن يغدو فناناً متمرداً يرسم لمتعته الشخصية. المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون