logo

logo

logo

logo

logo

قلعة الحصن

قلعه حصن

Al-Hosn citadel - Citadelle d'Al-Hosn

قلعة الحصن

 

تقع قلعة الحصن في منطقة جبلية وعرة ومشرفة، في القسم الجنوبي من الجبال الساحلية، على مسافة 40كم تقريباً إلى الغرب من حمص، وترتفع 750م عن سطح البحر.

لم تبن هذه القلعة دفعة واحدة، ولم يكن لها طابع واحد، بل جرى توسيعها مرات عدة، وتناولتها الأيدي بالترميم والتحصين، وأخذت أسماء متعددة فهي تارة حصن السفح وتارة حصن الأكراد وتارة حصن الفرسان وأخيراً قلعة الحصن.

ليس في هذا الحصن ما يشير إلى عصر آرامي قديم، ولكن ربما يعود في بدايته إلى العهود اليونانية وما بعد، إذ يذكر بعض المؤرخين أن اليونان بنوا معقلاً عسكرياً في المنطقة المتوسطة بين طرابلس وحمص، وقد سماها اليونان بيرغس أي الحصن أو المعقل، ومن الكلمة اليونانية تسربت إلى العربية كلمة برج للمسمى نفسه. ذكر الموقع في العصر الروماني، المؤرخ يوسيفوس باسم حصن السفح، كما نقل عنه مؤرخون عرب.

تعود البدايات الأولى للقلعة الحالية إلى عصر الدولة المرداسية؛ عندما أتى أمير حمص عام 426هـ/1031م، بجالية من أكراد الموصل؛ ليسكنهم في القلعة التي أطلق عليها المؤرخون منذ ذلك الوقت اسم حصن الأكراد.

في سنة 495هـ/1101م هاجم الحصن الأمير الصليبي ريمون حاكم سواحل عكار من الساحل، ولم يتمكن منه لحصانته. احتله سنة 504هـ/1110م أمير أنطاكية تنكريد Tancred، وذلك بمساعدة الأمير ريمون نفسه، وقد حاول المسلمون استعادة القلعة فحاصرها سلطان حلب السلجوقي ألب أرسلان فترة قصيرة سنة 509هـ/1115م، وفي عام 537هـ/1142م سلم القلعة ريمون الثاني حاكم طرابلس إلى أخوية فرسان القديس يوحنا المعروفة بالأسبتارية Hospitaliers التي كانت تتألف من طائفة للرهبان المقاتلين الذين أعادوا بناء الدفاعات الجديدة في القلعة، كما قاموا بترميمها بعد زلزال عام 552هـ/1157م الذي دمر العديد من المباني في بلاد الشام، كما أصاب القلعة زلزال شديد آخر 565هـ/1169م، فلم يبق فيها سور قائم، مما دعا الصليبيين إلى تجديدها ثانية وترميم الأجزاء المنهارة منها.

منظر عام لقلعة الحصن

حاول العرب استعادة القلعة، وقامت قوات السلطان نور الدين زنكي بتحريرها مرتين في عامي 559هـ/1163و561هـ/1167م، بعد أن خاضت معارك مع الصليبيين في سهل البقيعة أسفل القلعة. كما حاصرها فيما بعد السلطان صلاح الدين الأيوبي مدة شهر عام 584هـ/1188م وذلك في أثناء مرور جيشه لاستعادة الساحل السوري دون التمكن من تحريرها.

أصاب القلعة زلزال ثالث أحدث فيها تخريباً واسعاً في عام 598هـ/1201م، وبدأ بعد هذا الزلزال الطور الثالث من إعمار القلعة، واستخدمها فرسان الأسبتارية قاعدة هجومية ضد الأراضي والمدن العربية،فقام الملوك الأيوبيون بالرد على غارات فرسان الأسبتارية بمهاجمتهم القلعة في أعوام 604هـ/1207 و615هـ/1218 و627هـ/1229 و560هـ/1252م.

وقد قام السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بأول محاولة لتحرير القلعة سنة 666هـ/1267م، وذلك بعد أن حرر كل الحصون والأبراج المجاورة والقريبة منها، كما قام بالهجوم عليها مرة أخرى سنة 668هـ/1269م، ثم بدأ حصاره الأخير للقلعة عام 670هـ/1271م؛ مستخدماً المنجنيقات وآلات الحديد والنفط والنشاب؛ الذي استمر ما يزيد على شهر حتى سقطت في يده في نيسان 1271م، وأمر الملك الظاهر بتجديد ما تهدم من القلعة، وبنى فيها برجين على الجانب الجنوبي، كذلك أضاف السلطان سيف الدين قلاوون سنة 684هـ/1285م، برجاً مستطيلاً ضخماً على الجهة الجنوبية للسور الخارجي.

تمتد قلعة الحصن مع خندقها على مسافة 240م من الشمال إلى الجنوب، و170م من الشرق إلى الغرب، وتقدر مساحتها بثلاثة هكتارات.

تتكون القلعة من عنصرين معماريين رئيسين، هما الحصن الداخلي والحصن الخارجي، وبينهما خندق وحولهما خندق، يشرف عليها جميعاً قصر تحميه أبراج، وتتسع القلعة لحامية تعدادها ينوف على ثلاثة آلاف محارب مع أعتدتهم وخيولهم ومؤونتهم.

الحصن الداخلي: هو قلعة قائمة بذاتها فوق قاعدة صخرية مرتفعة، يحيط بها خندق يعزلها عن السور الخارجي، ويرتبط مع الخارج بوساطة دهليز ينحدر تدريجياً حتى الباب الرئيس يؤلف منعطفاً في منتصفه، ويمتاز هذا الحصن بأبراجه العالية ذات الطوابق المتعددة وأسواره السميكة المدعومة من الخارج بالجدران المائلة.

الحصن الخارجي: هو السور الخارجي للقلعة؛ إلا أنه بناء قائم بذاته، يتألف من طبقات عدة فيها القاعات والإصطبلات والمستودعات وغرف الحرس، مزود بثلاثة عشر برجاً، بعضها دائري، وبعضها مربع أو مستطيل، وهو أيضاً محاط بخندق ومدعوم في بعض أقسامه الخارجية بالجدران المائلة، وفيه أبواب عدة خارجية، الباب الرئيس منها مفتوح في برج من الجهة الشرقية كان يدخل إليه بوساطة جسر خشبي متحرك، وبعض الأبواب معلق، وبعضها الآخر يتصل بسراديب ضيقة تؤدي إلى الداخل وتستعمل عند الضرورة.

تعد قلعة الحصن من أعظم القلاع وأشهرها في العالم كله، وهي إن لم تكن أوسعها، لكنها أضخمها بنياناً وأكثرها تطوراً من حيث منشآتها الدفاعية ومواد بنائها وزخارفها وهندستها الرائعة التي تحمل مزيجاً من حضارات الشرق والغرب في تناسق يبرز بوجه خاص كل التأثيرات المتبادلة في فنون العمارة العسكرية العربية الإسلامية والغربية.

بقيت القلعة مستخدمة في العصور الوسطى والحديثة حتى تم إخلاؤها في عام 1934؛ لتكون موقعاً أثرياً وتاريخياً، وتجري فيها أعمال صيانة وترميم مستمرة حتى اليوم، وهي من أهم المواقع السياحية في سورية والعالم.

رياض سابا

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عبد القادر الريحاوي، قلعة الحصن (المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق 1960).

ـ فولفغانغ مولر فينر، القلاع أيام الحروب الصليبية، ترجمة محمد وليد الجلاد (دمشق1982).

ـ أحمد فائز الحمصي، قلعة الحصن (المديرية العامة للآثار والمتاحف دمشق 1986).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 519
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 535
الكل : 29647441
اليوم : 27451

الأكورديون

الأكورديون   الأكورديونaccordion  آلة موسيقية من آلات النفخ الهوائية اليدوية يعزف عليها وهي معلقة على الصدر بحمالتين توضعان على الكتفين وتعمل بوساطة منفاخ يدفعه العازف ويسحبه بيده اليسرى. وعلى الجانب الأيمن من الأكورديون لوحة ملامس بيانو أو أزرار يستخدمها العازف بيده اليمنى وهي مخصصة للألحان الرئيسة. أما الجانب الأيسر فهو مخصص لليد اليسرى ويحتوي على لوحة أزرار للأصوات المنخفضة والاتفاقات [ر.الانسجام] الصوتية chords الأساسية.
المزيد »