logo

logo

logo

logo

logo

قرطاجة

قرطاجه

Carthage - Carthage

قرطاجة

 

قرطاجة Carthage أو قرطاج، اسم إحدى أشهر مدن العالم القديم في حوض المتوسط، وحسب المصادر الكلاسيكية، أنشأ الصوريون المدينة قبل الألعاب الأولمبية الأولى بنحو 38سنة، وهذا يعني أن المدينة أُنشئت أواخر القرن التاسع ق.م (814ـ 813ق.م) في حين تقدر الدراسات الأثرية التي أُجريت على أقدم اللقى الأثرية في موقع المدينة إنشاءها نحو سنة 750ق.م. ارتبط تأسيس المدينة بأسطورة مفادها أن الأميرة إليسا Elissa (أو ديدو Dido) بعد قيام أخيها بيغماليون Pygmalion بقتل زوجها الكاهن الأكبر للإله ملقارت بمدينة صور، غادرت مدينة صور مع نفر من أصحابها إلى جزيرة قبرص، ومنها إلى موضع المدينة الحالي على الشاطئ التونسي، حيث فاوضت على شراء أرض لإنشاء المدينة لا تتجاوز مساحتها مساحة جلد ثور، وقامت بقص الجلد إلى خيوط صغيرة مكنتها من إحاطة موقع المدينة بهذه الخيوط، وأطلقت على الموقع اسم قرت حداشت Kart -Hadasht، وتعني القرية أو المدينة الحديثة باللغة الكنعانية والتي تحولت بمرور الزمن إلى قرطاجة Carthago باللغة اللاتينية.

كانت المدينة منذ تأسيسها محطة خدمات للتجارة الفينيقية والإفريقية مع غرب المتوسط وشمالي إفريقيا، وتفوقت على كثير من المحطات الأخرى بموقعها الممتاز الذي توسط المسافة يين شرق المتوسط وغربه، إضافة إلى مينائها الجيد الذي احتوى أكثر من مرفأ لرسو وتخزين وتحميل السفن التجارية أو الحربية.

وقد ساعد النظام السياسي الذي اعتمدته قرطاجة والذي يرتكز على المفهوم الأوليغارشي Oligarchic (حكم الأقلية الثرية) للحكم على انتهاج قرطاجة سياسة هجومية ضد كل معارضيها في إفريقيا وإيطاليا،فقد كان المواطنون ينتخبون الحكام والقادة العسكريين الذين يمثلون طبقة التجار في المدينة مثلهم في هذا مثل أعضاء مجلس الشيوخ الذين ينتخبون مدى الحياة. ويسيطر على هذه النخبة الحاكمة مجلس من القضاة مكون من 104قضاة، ولايعلم سبب يفسر إعفاء الدستور القرطاجي المواطنين الذين بلغ عددهم نحو 400000 في فترة ازدهار قرطاجة من الخدمة العسكرية، واكتفى بأن يعهد إلى بعض هؤلاء بقيادة فرق من المرتزقة الأفارقة والإغريق والإسبان وبعض الإيطاليين ضد أعداء قرطاجة في حروبها المتعددة.

قرطاجة: آثار رومانية قرب مدينة تونس

وتذكر المصادر القديمة أن قرطاجة خاضت عدداً من الحروب دفاعاً عن مصالحها الاقتصادية في إفريقيا أولاً، لضمان عمقها الاستراتيجي، وبعد ذلك في جزيرة صقلية وإسبانيا وحتى إيطاليا نفسها ضد البرابرة والمدن الإغريقية والرومان، ولعل أشهر الحروب التي خاضتها قرطاجة كانت ضد روما، والتي أطلق عليها اسم الحروب البونية أي الفينيقية[ر] Punic Wars وهي ثلاث حروب، الأولى اندلعت في الفترة من 264ـ241ق.م حول السيطرة على جزيرة صقلية، وفيها تحالف الرومان مع البرابرة وبعض المدن الإغريقية في صقلية ضد قرطاجة، ونجحوا في إقصاء النفوذ القرطاجي عن الجزيرة.

أما الحرب البونية الثانية (218ـ201ق.م)، فقد نشبت بداعي الثأر من الشروط المجحفة التي فرضتها روما على قرطاجة نهاية الحرب البونية الأولى، وفيها قاد الجيوش الرومانية عدد من القادة أبرزهم سكيبيو أفريكانوس Scipio Africanus، وقاد الجيوش القرطاجية عدد من القادة أبرزهم هانيبال Hannibal الذي حقق في المراحل الأولى للحرب عدداً من الانتصارات الخارقة على القوات الرومانية أودى بحياة مئات الآلاف من الرومان لدرجة أنه حاصر روما في إيطاليا، ولكن صمود الرومان والصراع الحزبي داخل قرطاجة أفقد هانيبال جانباً كبيراً من زخم قوة انتصاراته في إيطاليا واضطر إلى التراجع إلى إفريقيا؛ حيث تعرض لأول وآخر هزائمه في موقعة زاما(202 ق.م)Zama   .

وتعد الحرب البونية الثالثة (149ـ146ق.م) إحدى أشهر الحروب الغاشمة في التاريخ القديم، فقد كانت قرطاجة دولة مغمورة ضعيفة عندما هاجمتها القوات الرومانية لأسباب واهية تذرعت بها روما،وهي قرب هذه المدينة من إيطاليا وكان الجيش بقيادة سكيبيو أفريكانوس الابن. وفي نهاية هذه الحرب أصبحت قرطاجة أثراً بعد عين، ولم تستعد بعضاً من بريقها الحضاري إلا في الفترة الامبراطورية الرومانية، تلتها فترة انحطاط،استمرت حتى أحياها التونسيون المعاصرون على نحو جميل جداً وقدموا فيها مهرجانات فنية رائعة، بعد ترميم قسم كبير من أوابدها التي دمرت نهاية الحرب البونية الثالثة.

مفيد العابد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

إسبانيا ـ الحروب البونية ـ روما ـ اليونان.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ إبراهيم نصحي، تاريخ الرومان (القاهرة 1975).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 329
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 519
الكل : 31683950
اليوم : 38532

أنزيلوتي (ديونيسو)

أنزيلوتي (ديونيسو ـ) (1867-1950)   ديونيسو أنزيلوتي Dionisio Anzelotti رجل قانون إيطالي كان من أبرز مؤسسي المدرسة الوضعية في القانون الدولي، ومن أنصار نظرية فلسفية في القانون تدعو إلى إجراء فصل حاد بين الظواهر القانونية والسياسية والأخلاقية في العلاقات الدولية. شارك أنزيلوتي عام 1906 في إصدار مجلة «القانون الدولي»، وكان أستاذاً للقانون في جامعات باليرمو وبولونية ورومة بين سنتي 1911و1937، وفي عام 1921 سمي قاضياً في محكمة العدل الدولية الدائمة في لاهاي، ونهض برئاستها بين عامي 1928و 1930.
المزيد »