logo

logo

logo

logo

logo

فنلندا

فنلندا

Finland - Finlande

فنلندا

 

 
   

تقع فنلندا  Finlandفي شمال غربي أوربا، حيث يقع الجزء الشمالي منها ضمن الدائرة القطبيّة الشمالية، ويسمى «أرض شمس منتصف الليل»، إذ تسطع الشمس فترة أربع وعشرين ساعة في فصل الصيف. وتحيط بها شرقاً أراضي روسيا الاتحادية، وغرباً الأراضي السويديّة، في حين يشكل كل من خليجي فنلندا وبوثينيا Bothinia ذراعي بحر البلطيق حدوداً جنوبية لتلك الدولة.

تبلغ مساحة فنلندا قرابة 338145كم2، بما فيها 33522كم2 مسطّحات مائيّة داخليّة. ويبلغ أقصى امتداد لها من الشمال إلى الجنوب 1030كم، ومن الغرب إلى الشرق 515كم في حين تملك ساحلاً طوله 2353كم.

تغلب على الأرض الفنلندية الطبيعة الجبلية التي تتخللها بعض التلال الصغيرة والأودية، وتأخذ أراضيها بالارتفاع التدريجي من الجنوب نحو الشمال، حيث يتراوح ارتفاعها ما بين 120-180م، وأن قمة جبل هالينا البالغة 1324م هي أعلى ارتفاع لتضاريس فنلندا فوق مستوى سطح البحر.

تقسم تضاريس فنلندا إلى خمسة أقاليم:

- إقليم المنخفضات الساحلية:

يقع على امتداد خليجي فنلندا وبوثينيا، وتتصف هذه المنطقة بمناخ معتدل وتربة خصبة، وخاصة في أراضي الساحل الجنوبي، حيث تقل فيها المساحات الغابية، مما يجعل منها منطقة جيدة للزراعة.

- إقليم منطقة البحيرات:

تشكل البحيرات قرابة نصف مساحة هذه المنطقة، وهي تزيد على 6000  بحيرة، فتنتشر في شمالي البلاد وفي وسطها. وترتبط هذه البحيرات بأنهار وأقنية وقد تكونت نتيجة للحت الجمودي، وتعد بحيرة سايما أكبر بحيرة، حيث تبلغ مساحتها نحو 1760كم2. وتغطي غابات الصنوبر والبتولا مساحات واسعة من هذه المنطقة، في حين تقع الأراضي الزراعية في الجزء الجنوبي.

- إقليم المرتفعات:

يقع في أقصى الشمال الفنلندي، ويشكل قرابة 40% من مساحة فنلندا، وتسود في هذا الإقليم تربة قليلة الخصوبة، تأخذ بالتجمد بالاتجاه شمالاً مع تزايد البرودة، حيث تنتشر نباتات التندرا. وتشكل المستنقعات حواجز تفصل بين تلال فنلندا، وتكاد تنعدم النباتات في هذه التربة المتجمدة باستثناء بعض الطحالب.

 

 

 

   

 

جبال سانا       Saana 

- إقليم الجزر الساحلية:

يتكون هذا الإقليم من آلاف الجزر التي تنتشر في مياه كل من خليجي فنلندا وبوثينيا، وتغطي هذه الجزر طبقة من الصخور الجرداء العديمة التربة.

وتعد جزر آلاند Aland من أشهر الجزر، وهي تتكون من 6500 جزيرة، تبلغ مساحتها قرابة 1480كم2، وتستغل للأغراض السياحية وللنقل البحري.

- إقليم الأنهار:

يعد نهر كيمي Kemi البالغ طوله 550كم من أشهر أنهار فنلندا، ويشكل جزء منه حدوداً بين السويد وفنلندا. وهناك نهر أولو Oulu في إقليم المرتفعات في الشمال، حيث يصب في خليج بوثينيا ويُستغل النهران في نقل الأخشاب وتوليد الطاقة.

  

 

 

 

 نهر كيمي

 

الثلوج سمة غالبة على جبال فنلندا في الشتاء 

 

الجغرافية الاقتصادية

يقوم الاقتصاد الفنلندي على القطاع الخاص، في حين أن القطاع الحكومي يقتصر على بعض القطاعات مثل: السكك الحديدية والبريد ومؤسساته، وفي الوقت نفسه يتنامى القطاع الحكومي مع القطاعات الخاصة في مجال الغابات والصناعات الأخرى، وتمثل الخدمات 62% من الناتج الإجمالي الوطني، والتصنيع 24% وقطاع البناء يمثل 8% والقطاع الزراعي 6% فقط.

الصناعة: تعد صناعة الورق والأخشاب من مرتكزات الصناعة الفنلندية المعاصرة، وكانت قد أخذت بالنمو منذ الأربعينات، وخاصة المعدنية منها مثل: صناعة المحركات الكهربائية والمولدات، وبناء السفن والمعدات الزراعية. وتشتهر فنلندا بصناعة كاسحات الجليد، والمعديات (العبارات). وتنشط فيها الصناعات النسيجية والغذائية، إضافة إلى شهرتها ودقتها في صناعة الهواتف بجميع أنواعها، والتي تعد من أهم الصناعات الهاتفية في العالم.

أقيمت أربعة مصانع نووية لتوليد الطاقة، وتحاول فنلندا جاهدة تطوير صناعاتها لتحقيق تنمية شاملة في البلاد، كما تعمل الحكومة جاهدة من أجل توفير الخدمات، وتشمل: خدمات المجتمع خدمات الحكومة وتمويل المصارف وشركات التأمين والتعليم والرعاية الصحية والإدارة العامة والخدمات التجارية بالجملة والمفرق.

الزراعة: تتركز الزراعة في جنوبي البلاد، وغالباً ما تكون على شكل مزارع لا تتجاوز مساحة الواحدة منها 12 هكتاراً، وتمتلك الحكومة منها نسبة لا تزيد على 2% فقط.

وتوفر مزارع الدواجن والألبان نحو 70% من الدخل الزراعي. وينتج المزارعون الحليب والألبان والبيض واللحوم والبطاطا والبندورة والشمندر السكري.

التجارة الخارجية: تستورد فنلندا كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات والمواد الخام، كما تستورد النفط الخام ومشتقاته، وصناعة الورق والخشب نحو 35% من مجموعة الصادرات الفنلندية.

كما أنها تصدّر السفن والآلات المعدنيّة، إضافة جانب تصدير كميات كبيرة من الفراء، وتعد روسيا من أهم الدول المستوردة للآلات المعدنية الفنلنديّة، علماً أن 80% من تجارة فنلندا تقوم مع بريطانيا وألمانيا والسويد.

النقل والاتصالات: تمتلك فنلندا شبكة من السكك الحديدية، إضافة إلى جانب شبكة جيدة من الطرق المعبدة. ويمتلك كل ثلاثة مواطنين سيارة واحدة. وتمتلك أسطولاً جوياً جيداً، ويعدّ مطار هلسنكي من المطارات ذات الحركة الجوية الجيدة. ومؤسسة الطيران شركة حكومية. كما تمتلك شبكة من الطرق المائية والأقنية التي تصل البحيرات ببعضها.

الرعاية الاجتماعية

تقدم الحكومة الرعاية الاجتماعية للمواطنين منذ عام 1920 فهي تقدم الخدمات الاجتماعية للنساء الحوامل والأطفال مجاناً، وتمنح الحكومة مخصّصات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة. ومنذ عام 1939 أخذت الحكومة الالتزام ببرامج التأمين الصحي المجاني للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. ومن ثم عمّمت هذا البرنامج الصحي المجاني لكل المواطنين عام 1963. علماً أن عدد سكان فنلندا وفق تعداد عام 1991 بلغ 4976000 نسمة، وفي تعداد 1994 بلغ 5019000 نسمة، وتبلغ الكثافة السكانية 15 نسمة/كم2، حيث يسكن 68% من السكان المدن، و32% يقطنون الريف، وأهم المدن العاصمة هلسنكيHelsinki  التي بلغ عدد سكانها (1277800 نسمة) لعام (1994) وتوركو Turku وبلغ عدد سكانها (731792 نسمة) وإيسبو Espo وفانتا Vantaa.

لمحة تاريخية

يعدُّ اللابيون Lapps (ويسمون أنفسهم الساما) أول من سكن فنلندا منذ نحو 3500 عام مضت، كما دلت آثارهم التي عثر عليها هناك، ولا أحد يعرف تماماً من أين جاؤوا، وتشبه لغتهم اللغة الهنغارية أكثر مما تشبه أي لغة أوربية أخرى. ومن المحتمل أن مجيئهم أصلاً من آسيا الوسطى، ولكن مما لاشك فيه أنهم يقيمون في موطنهم الحالي منذ قرون عديدة.

وهم شعوب بدائية كانت تعيش على القنص وصيد الأسماك، وعلى تربية حيوان الرنّة، فكانوا يأكلون لحومها ويشربون ألبانها، ويستخدمون جلودها لصنع ملابسهم، ويحملون أمتعتهم على ظهورها حينما كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر. ويعتقد أنهم قدموا من الجنوب باتجاه الشمال، وخاصة من المنطقة الواقعة بين نهر الفولغا وجبال الأورال.

في القرن الحادي عشر الميلادي دار صراع بين روسيا والسويد على احتلال فنلندا، وسيطرت السويد على فنلندا طوال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وهاجر العديد من السويديين إلى فنلندا. وفيما بعد دارت حـرب بين الـروس والسويديين للغرض ذاته، حيث احتل الروس كامل فنلندا ما بين عامي 1740-1743، ثم دارت حرب أخرى بين الطرفين ما بين عامي 1788-1790، وسيطر الروس على فنلندا من جديد في عام 1808، فصارت فنلندا (دوقية) يحكمها القيصر.

في القرن التاسع عشر نما الشعور الوطني لدى الفنلنديين بفضل أفكار إلياس لونروت Elias Lonnrot الوطنية التي تهدف إلى تقوية الشعور الوطني، والمطالبة بالمساواة بين اللغة الفنلندية وبين اللغة السويدية عن طريق إحياء الكاليفالا Kalevala وهو تراث فنلندا الأدبي القديم، ولم تحصل المساواة بين اللغتين إلا في عام 1902. بدأ القيصر الروسي نيقولا الثاني بتطبيع مخططاته لإجبار الفنلنديين على تقبل الحكم الروسي والحضارة الروسية عام 1899، وسلب حقوق الفنلنديين، وصارت اللغة الروسية هي اللغة الرسمية منذ عام 1903، ورفض الفنلنديون ذلك، وأدى إضراب عام 1906 إلى تأليف أول برلمان وطني فنلندي. ولم تشارك فنلندا في الحرب العالمية الأولى، إلا أن إغلاق ميناء بوثينيا أدى إلى نشوء بطالة في البلاد، وإلى نقص الغذاء. وفي تشرين الأول/أكتوبر عام 1917 قامت الثورة في روسيا فأطاحت بالقيصر، وأعلنت فنلندا استقلالها في السادس من كانون الأول من العام نفسه، واعترفت روسيا باستقلال فنلندا.

انقسم الفنلنديون إثر ذلك إلى كتلتين، كتلة الشيوعيين، الذين شكلوا وحدات عسكرية سموها الحرس الأحمر، والكتلة الثانية شكلت حرساً مسلحاً أسموه الحرس الأبيض. إلا أن روسيا ساندت الحرس الأحمر بغرض فرض النظام الشيوعي على البلاد، ولكن الحرب انتهت لمصلحة الحرس الأبيض.

في عام 1919 تبنت فنلندا الحكم الدستوري الجمهوري، ودار نزاع بين السويد وفنلندا على جزر آلاند، كما دارت صراعات أخرى مع روسيا على منطقة كاريليا Kareliya، وفي عام 1955 انضمّت فنلندا إلى هيئة الأمم المتحدة، وأصبحت عضواً في مجلس الشعوب النوردية (دول شمال اسكندينافيا). وفي عام 1973 دخلت فنلندا اتحاد التجارة الحرة الأوربي E.E.N.A.

علي عبد الله الجباوي

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 732
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1089
الكل : 40522379
اليوم : 52194

لندغرين (إريك-)

لندِغرين (إريك ـ) (1910 ـ 1968)   إريك لندِغرين Erik Lindegren  شاعر وناقد ومترجم سويدي، ولد في مدينة لوليو Luleå شمالي البلاد لعائلة متواضعة، إذ عمل والده في سكة الحديد، وكان جده معلم موسيقى كنسية. اضطر ـ بسبب عمل والده ـ إلى التنقل في أرجاء السويد المترامية، فبدأ الدراسة في أقصى الجنوب، وتابعها في أقصى الشمال ثم في الوسط، وأنهاها في جامعة ستوكهولم حيث درس الفلسفة وتاريخ الأدب، مما جعل الشعور بالغربة وعدم الاستقرار يسيطران على حياته وأدبه. وقد أثرّت هذه المشاعر في أدب أغلب كتّاب الجيل الذي نشأ ونشط فيما بين وبعد الحربين العالميتين، وأطلقت عليه تسمية «جيل الأربعينيات» fyrtiotalisterna. كتب في الصحافة وترأس تحرير دوريتي «الأربعينيات» 40- tal و«بريزما» Prisma التي كانت لسان حال هذا الجيل. وكان عضواً في الأكاديمية السويدية منذ عام 1962 حتى وفاته في ستوكهولم.
المزيد »