logo

logo

logo

logo

logo

المنعكسات العصبية

منعكسات عصبيه

- - -

المنعكسات العصبية

 

الفعل الانعكاسي reflex action هو أحد الأنشطة البسيطة للجملة العصبية، وفيه يؤدي منبه ما stimulus إلى حدوث فعل فوري.

تمَّ استعمال كلمة منعكس reflex أول مرة في علم الأحياء من قبل مارشال هول Marshall Hall أحد أطباء الأعصاب في القرن التاسع عشر، الذي استقى الكلمة من اليونانية reflexus.

تستخدم كلمة منعكس حالياً لوصف نوع معين من أنشطة الجملة العصبية، لا علاقة له بالوعي، وفيه يؤدي منبه ما إلى تنبيه عصب معين مما يُحدث استجابة فورية ومحددة في العضلة أو الغدة المعنية.

مثال عن قوس المنعكس reflex arc في مستوى النخاع الشوكي في هذا المثال يؤدي تنبيه الجلد إلى انتقال موجة أو نبضة impulse عبر العصب وتحديداً عبر الجذر الظهري dorsal root إلى النخاع الشوكي ومن ثم إلى الجذر البطني ventral root أو الأمامي ثم العصب فالعضلة المخططة التي تتقلص نتيجة ذلك.

ومن المنعكسات ما هو موجود في الحالة الطبيعية ومنها ما يظهر فقط في الحالات المرضية.

 يدعى الطريق التشريحي المعني بحدوث منعكس ما بقوس المنعكس reflex arc ويتألف من عصب وارد أو حسي، وعصبونات بينية interneurons في الجملة العصبية المركزية، وعصب صادر.

لعل أكثر المنعكسات شهرة هو منعكس الحدقة الضوئي، وفيه يسبب تسليط الضوء على إحدى العينين إلى تقبض الحدقة في كلتا العينين، ومن المنعكسات الأخرى المنعكس الدمعي lacrimal reflex، وفيه يؤدي تخريش الملتحمة أو القرنية في العين إلى حدوث دماع، ومنعكس العطاس الذي ينتج من وجود عامل مخرش في الأنف ويهدف هذا المنعكس إلى إزالة التخريش.

يظهر أولى المنعكسات في المرحلة الجنينية؛ إذ يؤدي إحداث تنبيه حول فم الجنين إلى تحريك الشفاه وإبرازها في اتجاه المنبه. وعند الولادة تكون منعكسات المص والبلع جاهزة للاستعمال.

وعلى الرغم من أن الفعل الانعكاسي يمثل استجابة محددة غير واعية  لمنبه ما؛ فإن هذا لا يعني أن هذه الاستجابة ثابتة دوماً ولا يمكن تغييرها.

إن من الخواص التي يمكن ملاحظتها لدى دراسة المنعكسات ما يدعى بزيادة حساسية المنعكس sensitization، والاعتياد habituation. وتعني زيادة حساسية المنعكس زيادة في الاستجابة، وتحدث عادة لدى تكرار المنعكس 10-20 مرة. أما الاعتياد فهو ضعف الاستجابة الانعكاسية باستمرار تكرار المنعكس إلى أن يؤدي بالنهاية إلى زوال الفعل الانعكاسي.

كما يمكن كذلك تغيير الاستجابة الانعكاسية بوساطة إشارات معينة من مراكز أعلى (أقرب إلى الدماغ) في الجملة العصبية المركزية، وكمثال على ذلك إمكانية تثبيط منعكس السعال.

هناك ما يدعى بالمنعكسات الشرطية conditioned reflexes، وهي في الواقع ليست منعكسات، بل أفعال سلوكية معقدة تم اكتسابها بالتعلم، ومن الأمثلة عليها الإلعاب (زيادة إفراز اللعاب) الذي يحدث عندما يدرك المرء وجود الطعام أو يتخيله (أي إن للوعي دوراً في ذلك، خلافاً للفعل الانعكاسي).

هناك عدة أنواع من المنعكسات ويمكن تصنيفها بحسب الموقع المعين من الجملة العصبية، أو آلية حدوث المنعكس، أو العضو الذي يتم تحريض المنعكس فيه… الخ.

وفيما يأتي موجز لبعض الأنواع الرئيسة من المنعكسات التي لها شأن مهم في التقييم السريري لحالة الجهاز العصبي ووظائفه.

ـ منعكس التمطط العضلي muscle stretch reflex: هذا المنعكس معروف باسم المنعكس الوتري tendon reflex، إلا أن ذلك غير دقيق علمياً.

إن حدوث تمطط مفاجئ في عضلة ما يؤدي إلى حدوث تقلص انعكاسي فيها. وإذا كانت العضلة ثنائية الرؤوس biceps لشخص ما متقلصة لدرجة يكون معها ساعده موازياً للأرض، ووضع ثقل يبلغ 2كغ في يده فمن المفترض أن تميل اليد إلى الأسفل في الحال (وتتمدد من ثم العضلة ثنائية الرؤوس)، إلا أنه بسبب وجود منعكس التمطط العضلي فإن ميلان اليد إلى الأسفل يكون محدوداً وعابراً، مما يساعد على الحفاظ على الوضعية الأساسية للساعد على الرغم من ازدياد الوزن.

طريقة فحص المنعكس الداغصي

يخضع هذا المنعكس في الحالات الطبيعة لتأثيرات ملطفة تخفف من شدة الاستجابة الانعكاسية وتجعلها موزونة على نحو تخدم فيه الوظيفة المطلوبة، وتأتي هذه الإشارات الناهية (أو المحددة) للمنعكس من مراكز أعلى في الجملة العصبية المركزية (القشرة الدماغية). لعل أكثر منعكسات التمطط العضلي شهرة هو المنعكس الداغصي patellar reflex. ويتم تقييم هذا المنعكس عملياً بوساطة القرع على وتر العضلة مربعة الرؤوس الفخدية quadriceps بوساطة مطرقة خاصة، وتكون الاستجابة بتقلص العضلة المذكورة مما يؤدي إلى بسط مفصل الركبة على نحو سريع ومؤقت.

أما الدلالة الطبية العملية لهذا المنعكس فيمكن إيجازها كما يأتي: يشير ضعف هذا المنعكس أو غيابه عادة إلى وجود آفة في أحد أجزاء القوس الانعكاسية مما يقطع الطريق المؤدية إلى حدوث المنعكس (ومن أشيع الأمثلة على ذلك وجود انفتاق نواة لبية (ديسك) ظهري يضغط الجذر العصبي المسؤول عن حدوث المنعكس الداغصي مما يؤدي إلى غياب هذا المنعكس). أما اشتداد هذا المنعكس فعادة ما يشير إلى آفة في الطرق التي تحمل التأثيرات المثبطة للمنعكس (والتي ذكرت أعلاه) (كما يحدث في حالة الجلطة الدماغية مثلاً). ويجب دوماً تفسير المنعكسات لدى شخص ما على ضوء الصورة العامة والشكاوى التي يعانيها.

ومن المنعكسات الأخرى المهمة هنا منعكس العضلة ثنائية الرؤوس biceps، والعضدية الكعبرية brachioradialis، ومنعكس وتر أشيل Achilles.

ـ المنعكسات الجلدية السطحية superficial skin reflexes: أكثر هذه المنعكسات شهرة هي المنعكسات الجلدية البطنية ومنعكس أخمص القدم.

يتم تقييم المنعكسات البطنية بوساطة تخريش البطن بأداة غير حادة، إذ يسبب ذلك عادة تقلص عضلات ذلك الجانب من البطن، مما يؤدي إلى انحراف السرة باتجاه المنطقة المخرشة وإن غياب هذه الاستجابة قد يشير إلى وجود آفة في الجملة العصبية المركزية (السبيل القشري الشوكي corticospinal tract).

طريقة فحص المنعكس الأخمصي

أما منعكس أخمص القدم plantar reflex  فيتم تقييمه بتمرير أداة على أخمص القدم، ويؤدي ذلك في الحالة الطبيعية إلى عطف القدم والأصابع إلى الأسفل.

أما إذا حصل الانعطاف باتجاه الأعلى (وهو ما يدعى علامة بابنسكي Babinski sign) فإن هذا يدل عادة على إصابة السبيل القشري الشوكي من الجملة العصبية المركزية.

ـ المنعكسات النخاعية spinal reflexes or reflexes of automatism: يشير وجود هذه المنعكسات لدى شخص ما إلى إصابة مرضية في الجهاز العصبي، والمثال عليها منعكس العطف في الطرف السفلي أو منعكس العطف الثلاثي triple flexion reflex.

عند وجود آفة في النخاع الشوكي، فإن إحداث تنبيه مؤلم تحت مستوى الآفة يؤدي إلى عطف الورك والركبة وعطف القدم إلى الأعلى، وعادة ما تكون هذه الاستجابة بطيئة نسبياً مع درجة من التوتر العضلي، في حين يؤدي التنبيه المؤلم في الطرف السفلي لدى شخص طبيعي إلى سحب سريع وعابر لهذا الطرف ونادراً ما يترافق مع عطف القدم إلى الأعلى.

ـ منعكسات جذع الدماغ brainstem reflexes: تعد دراسة منعكسات جذع الدماغ من الأشياء الفائقة الأهمية لدى فحص الجهاز العصبي لشخص ما، وفيما يأتي عرض وجيز لواحد من هذه المنعكسات المهمة وهو:

- منعكس الحدقة الضيائي pupillary light reflex: عندما تُسلّط حزمة ضوئية على العين فإن الحدقة في هذه العين (وكذلك العين المقابلة) تنقبض بوضوح وبدرجة متساوية في كلتا العينين.

ويتم ذلك باختصار كما يأتي: يقوم العصب البصري باستشعار وجود الضوء وينتقل ذلك إلى مركز معين في جذع الدماغ، ومن ذلك المركز تنتقل إشارات عائدة إلى كلتا العينين بوساطة العصب المحرك للعين مما يؤدي إلى تقبض الحدقتين.

     وتتبدل هذه الاستجابة الطبيعية في الأمراض التي تؤدي إلى إصابة العصب البصري (مثل الرضوض والأمراض الالتهابية) أو مركز المنعكس في جذع الدماغ (مثل الأورام والأخماج وغيرها) أو العصب المحرك للعين (مثل الأورام والكتل الضاغطة على العصب).

وفيما يأتي على سبيل الذكر بعض المنعكسات الأخرى المهمة في جذع الدماغ: منعكس عين الدمية، والمنعكس القرني، ومنعكس الغثيان.

يكثر الحديث عن أوجه الشبه بين الشيخ  المسن وبين الطفل، ولعل المنعكسات هي أحد تلك الأوجه، إذ إن بعض المنعكسات الموجودة عند الولادة تزول بعد ذلك بفضل تأثير القشرة الدماغية الناضجة، ويمكن أن تظهر هذه المنعكسات مرة ثانية في حالة حدوث إصابة دماغية أو ضمور دماغ في مرحلة الشيخوخة.

طارق الوزان

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

العصبية (تشريح وفيزيولوجية الجملة ـ) ـ العصبية المستقلة (الجملة ـ) ـ العصبية (الفحوص الطبية للجملة ـ).

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

- W.B.GUYTON, Human Physiology and Mechanisms of Disease (Saunders 1987).

- DEJONG’S, The Neurologic Examination 5th ed.(A F Haerer. Lippincott-Raven 1992).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 727
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 40491268
اليوم : 21083

بيرانجيه (بيير جان دي-)

بيرانجيه (بيير جان ـ دي) (1780 ـ 1857)   بيير جان دي بيرانجيه Pierre Jean de Béranger شاعر ومؤلف أغان فرنسي. ولد وتوفي في باريس، ونشأ في رعاية جده. وبعد أن شهد سقوط سجن الباستيل، أرسله جده ليقيم عند إحدى عمّاته. وهناك بدأ بالتردد على المعهد العلماني الذي يديره بالو بيلاّنغليزBallue Bellenglise، وهو أحد أتباع روسو. بعد ذلك عمل بيرانجيه عند أحد مدراء المطابع الذي لقَنه أصول اللغة والعروض. ولدى عودته إلى باريس كتب مسرحية «المخنّثون» التي استلهمها من النزعة الخنثوية التي سادت في عهد حكم المديرين Directoire، ثم شرع في كتابة قصيدة ملحميّة اسمها كلوفيس Clovis، وحاول الكتابة في جميع الأنواع الشعرية.
المزيد »