logo

logo

logo

logo

logo

فتحي (عبد اللطيف-)

فتحي (عبد لطيف)

Fathy (Abdull Latif-) - Fathy (Abdull Latif-)

فتحي (عبد اللطيف -)

(1915-1986)

 

 

عبد اللطيف فتحي ممثل ومؤلف ومخرج ومدير مسرحي سوري، ولد في دمشق وتوفي فيها. وهو يتحدَّر من أسرة متواضعة الحال ومتزمتة اجتماعياً. تلقى تعليمه حتى الشهادة الابتدائية في مدرسة «مكتب عنبر» الشهيرة. بدأ نشاطه الفني يافعاً، على الرغم من معارضة عائلته الشديدة، فكان يشارك سراً في أنشطة بعض النوادي الفنية المعروفة آنذاك، ومنها «دار الألحان والتمثيل» للرائد المسرحي عبد الوهاب أبو السعود[ر] فأدى بعض الأدوار في عروضها المسرحية، وكذلك في عروض نادي «إيزيس» المسرحية للهواة الذي أسسه جودت وممتاز الركابي، وكان أبرز عروضه مسرحية «الانتقام العادل»، المقتبسة عن نص «الاستعباد» ليوسف وهبي. وقد لاقى العرض نجاحاً لافتاً آنذاك سواء في دمشق أو في حلب. وفي عام 1934 انتقل عبد اللطيف فتحي من الهواية إلى الاحتراف، وذلك بانضمامه إلى «فرقة حسن حمدان المسرحية» التي كانت تقدّم عروضها في دمشق وبيروت، وتضم عدداً لافتاً من الممثلات آنذاك. وفي العام التالي أسس مع الشاعر والزجّال الشعبي عبد الغني الشيخ[ر] فرقته الخاصة التي كانت تنتقل بعروضها من مدينة إلى أخرى. ولما لم تستقر أمور الفرقة انضمَّ عبد اللطيف فتحي في أواخر عام 1935 إلى «فرقة عطية محمد» المصرية التي تابعت أسلوب الشيخ سلامة حجازي[ر] في المسرح الغنائي والتي كانت تقدم عروضها في بلاد الشام، لكن عبد اللطيف فتحي لم يستطع التآلف مع هذا النوع من التمثيل، فانتقل عام 1936 إلى «فرقة أمين عطا الله المسرحية» وهي أيضاً فرقة مصرية. إلا أن عدداً لا بأس به من أعضائها كانوا من سورية ولبنان، لكنهم كانوا يؤدون مختلف الأدوار باللهجة المصرية. استمر عبد اللطيف فتحي مع هذه الفرقة حتى عام 1939، وفي هذه المدة تبلورت قدراته الفكاهية وتطور أداؤه التمثيلي، ولاسيما على صعيد الارتجال، كما برز في دور النمط (كشكش بك)، وخاصة في دور النمط الشهير (البربري عثمان الصفرجي) الذي اشتهر بتقديمه حتى عام 1947. وإلى جانب ذلك عُرف عبد اللطيف فتحي بفصوله الضاحكة التي اقتبسها من الفنان التركي المعروف أرطُغرل بك. وفي عام 1939 انضم فتحي مع كوكبة من الممثلين السوريين إلى «فرقة ناديا العريس» وصار مديرها بعد الفنان علي العريس الذي كان مؤلف نصوصها ومخرج عروضها. وتعدُّ الفرقة بين أضخم الفرق الاستعراضية الغنائية المسرحية في العالم العربي حينذاك، إذ بلغ عدد أعضائها تسعين فناناً وفنانة من اللبنانيين والسوريين، إلى جانب بعض المصريين من «فرقة أمين عطا الله». وفي إطار الفرقة الجديدة برع فتحي في تقديم الشكل الفني المعروف بالمونولوغ[ر] (فقرة فنية لممثل واحد)، وبالديالوغ (الحوار الثنائي)، وظهرت لديه مواهب جديدة على صعيد تصميم الرقصات وتلحين الأغاني، إذ لحَّن أغاني أوبريت «هارون الرشيد»، وصمم رقصاتها، وهي من تأليف الفنان السوري محمد شفيق الشهير بالمنفلوطي. وكانت الفرقة تستضيف بين الآونة والأخرى مخرجين من فرنسا أو إيطاليا للإشراف على عروضها الاستعراضية والمسرحية، فدأب فتحي على تتبع تفاصيل عملهم حتى تعلم منهم الكثير.

منذ عام 1945 بدأ عبد اللطيف فتحي التفكير بالاستقلال في فرقة خاصة به، يدير عملها وفق توجهاته الفنية والفكرية. وكان هذا مفصلاً مهماً في تاريخ تطور المسرح السوري. ففي عام 1946 أسس فتحي في دمشق «الفرقة الاستعراضية» التي صار أسمها في العام التالي «فرقة عبد اللطيف فتحي». والأمر البالغ الأهمية في عمل هذه الفرقة هو التخلي نهائياً عن اللهجة المصرية، واعتماد اللهجة الشامية في تقديم العروض والفقرات الفنية المتنوعة كافة. فكان في ذلك «رائد تشويم» المسرح في بلاد الشام. وعلى مدى عشر سنوات نشطت الفرقة في العمل، فغطَّت عروضها مختلف المدن السورية إلى جانب لبنان وفلسطين والأردن والعراق، على الرغم من صعوبة ظروف العمل مهنياً ومادياً. فأماكن تقديم العروض لم توفر غالباً سوى الحد الأدنى من شروط العمل الفني اللائق، إلى جانب تحكم أصحاب الصالات مالياً بالفرق الزائرة، مما أدى إلى انفراط عقد الفرقة نحو عام 1956. بعد ذلك صار فتحي يشارك بكثافة في نشاطات «فرقة المسرح الحر» على صعيد التمثيل في المقام الأول، وكذلك على مستوى التأليف والإعداد والإخراج. ومن ميزات هذه الفرقة آنئذٍ أنها عوَّدت جمهورها على عروض المسرحيات ذات الثلاثة أو الأربعة فصول، بدلاً من سهرة المنوعات والفواصل المسرحية التي كانت رائجة حينذاك. ومن إسهامات عبد اللطيف في هذا الصعيد مسرحيتاه الطويلتان «بالمقلوب» التي تعرض حالة التباس ينشأ بين امرأة ومهندس بسبب خطأ مطبعي، و«وصية المرحوم» التي تعالج توزيع إرث مرتبط بشروط عجيبة. وكان أهم أدواره التمثيلية، في تلك المرحلة، الشخصية الرئيسة في مسرحية «صابر أفندي»، لحكمت محسن.

انتقل عبد اللطيف فتحي عام 1960 للعمل في مديرية المسارح التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد القومي، فاستلم إدارة «مسرح العرائس» مدة خمس سنوات ألف وأخرج في أثنائها زهاء عشرة عروض لاقت رواجاً كبيراً، ورسخت لتقاليد العمل في المسرح الموجّه للأطفال. وفي عام 1966 استلم فتحي إدارة «المسرح الشعبي» التابع أيضاً لمديرية المسارح، فقدَّم فيه مسرحية «أزمة عصبية» المقتبسة من الفرنسية. وعندما أُلحق «المسرح الشعبي» بـ«المسرح القومي»؛ أعاد فتحي إخراج مسرحية «صابر أفندي»، ومثل الأدوار الرئيسة في «ترويض الشرسة»، ومسرحية «الملك لير» لشكسبير، كما أعدَّ مسرحية «الأرملة والمليونير» وأخرج مسرحية «بين ساعة وساعة» لوليد مدفعي.

وفي مطلع عام 1977 مُنح عبد اللطيف فتحي «وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى» تكريماً لجهوده المسرحية من أجل تطوير المسرح السوري.

أما على صعيد الأنشطة التلفزيونية فقد كانت مساهمات عبد اللطيف فتحي جد محدودة مقارنة بزملائه الفنانين، فبرز بدور (أبو كلبشة) في مسلسل «صح النوم» إلى جانب نهاد قلعي ودريد لحام. كما صوَّر له التلفزيون السوري مسرحيتين من تأليفه هما: «الروح حلوة» و«صديق إجباري».

نبيل الحفار

الموضوعات ذات الصلة:

 سورية (المسرح في ـ).

مراجع للاستزادة:

ـ وصفي المالح، تاريخ المسرح السوري ومذكراتي (دمشق 1984).

ـ عدنان بن ذريل، رواد المسرح السوري (دمشق 1992).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 286
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1647
الكل : 52899287
اليوم : 153575

السحايا (تشريح-)

السحايا (تشريح ـ)   السحايا meninges (مفردها سحاءة) ثلاثة أغشية تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي هي الأم الجافية dura mater والأم العنكبوتية arachnoid mater والأم الحنون pia mater. توجد فوارق كثيرة بين توضّع السحايا المحيطة بالدماغ وتوضع السحايا المحيطة بالنخاع الشوكي، مما يوجب دراستها في قسمين: دماغي وشوكي، قبل الخوض في دلالتها الوظيفية.
المزيد »