logo

logo

logo

logo

logo

الوليد أبو ركوة

وليد ركوه

Al-Walid abu Rakwa - Al-Walid abou Rakwa

الوليد أبو ركوة

(….ـ397هـ/… ـ 6001م)

 

الوليد بن هشام، ولُقِّب بأبي رَكْوَة لأنه كان يحمل ركوة ماء لوضوئه على الطريقة الصوفية.

انتسب إلى بني أمية خلفاء الأندلس، وهرب من استبداد المنصور ابن أبي عامر وزير الخليفة هشام بن المؤيد، واستقر في برقة عام 395هـ/1004م بين قبيلة بني قُرَّة، وعُرِف بتعليمه الصبيان وورعه ونُسُكِه.

تميزت العلاقات بين الخليفة الفاطمي في القاهرة الحاكم بأمر الله (386ـ 411هـ) وبين بني قرة وقبائل برقة وطرابلس ذات المذهب السني بالعِداء المتواصل؛ إذ تطلع هؤلاء إلى التخلص من حكم الفاطميين والاستقلال بإمارتهم في إفريقيا والسيطرة على مقدرات بلادهم، وقد رأوا في حركة أبي رَكْوَة فرصة لتحقيق ذلك.

اغتنم أبو رَكْوَة الظروف الاقتصادية المتدهورة في شماليّ إفريقيا نتيجة الجفاف والاضطرابات السياسية والإدارية في عهد الحاكم ثم الصراعات الكبيرة والمنافسات الدموية على الصعيد الديني ـ والدين كان المحرك الأساسي والاجتماعي للفرق والأحزاب الدينية كافة ـ فقام بثورته التي عرفت في التاريخ باسمه.

ادعى أبو ركوة الخلافة، واتخذ لنفسه ألقاباً: «الناصر لدين الله» و«الثائر بأمر الله» و«المنتصر من أعداء الله»، وأوهم أتباعه أن عنده عِلْم أنه هو الذي يمتلك مصر، ويقتل الجبابرة. واتفق معهم على توزيع الغنائم أثلاثاً: له ولبني قرة ولقبيلة زناتة، هذه القبيلة التي تحالفت مع بني قرة على محاربة الفاطميين.

في شهر شعبان 395 هـ/أيار 1004 م هاجم برقة، وتغلب على حاميتها، واستولى عليها، وحذف اسم الحاكم من الخطبة، وضرب النقود باسمه، وأظهر الرفق والعدل في معاملة الناس، فهرعت الوفود لتأييده، وفرّ حاكم برقة صندل الأسود إلى القاهرة، وأخبر الحاكم بحقيقة الوضع المتردي، ووجوب المبادرة فوراً للقضاء على حركة أبي ركوة.

حاول الحاكم استمالة أبي ركوة بحسن السياسة، وكتب إليه، لكن دون جدوى، عندئذٍ بادر بتجهيز جيش كبير، تعداده خمسة آلاف مقاتل، وجرى اللقاء في وادٍ مقفر على مقربة من برقة في شهر ذي القعدة/آب من العام نفسه، لكن النصر كان حليف أبي ركوة الذي طمر آبار المنطقة، واستفاد من خلاف قادة الجيش الفاطمي.

كان لهذا النصر نتائج كبيرة؛ فقد ازدادت هيبة أبي ركوة وقوته، وقد وجه قواته للإسكندرية، وانضم إليه عدد من القبائل العربية الناقمة على الحاكم، فاحتلها، ووصلت طلائع جيشه إلى الفيوم، فجرد الحاكم قوة عسكرية، وجرى الاصطدام في منطقة الجيزة، وكان النصر حليف أبي ركوة أيضاً بعد استمالة العرب في الجيش الفاطمي.

استؤنف القتال في شهر ذي الحجة 396هـ/أيلول/سبتمبر 1006م وفي أرض الفيوم، إلا أن النصر في هذه المرّة كان حليف الحاكم، فانهزم أبو ركوة ومن معه، وتفرقت الطوائف من حوله، فهرب حتى حدود النوبة حيث قبض عليه، وحمل إلى القاهرة، فشهر به الحاكم وقتله، وتخلص من حركته، وآثارها النفسية على الشعب.

محمود حريتاني

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت1967).

ـ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة، د.ت).

ـ سيد أيمن فؤاد، الدولة الفاطمية (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1992م).

ـ محمد سهيل طقوش، تاريخ الفاطميين في شمال أفريقية ومصر وبلاد الشام (دار النفائس، بيروت 1422هـ/2001 م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 366
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 999
الكل : 56798682
اليوم : 28830

مين دو بيران

مين دو بيران (1766 ـ 1824)   مين دو بيران Maine de Biran فيلسوف ومفكر فرنسي كان يعمل بالحقل العام، وانتخب نائباً ثم مستشاراً للدولة، تأثر بأفكار كابانيس Cabanis، ودستوت دو تراسيDestutt de Tracy، وكوندياك Condillac، فاز بجائزة المجمع العلمي 1799 عن رسالة بعنوان «رسالة في العادة». كان متديناً وقد مارس التجربة الدينية بعمق، ويعد المؤسس الفعلي لعلم النفس الديني Psychologie de religieux، أهم مؤلفاته: «تأثير العادة في نمط التفكير» Influence de l’habitude sur la faculté de penser ت(1801)، و«رسالة في تحليل الفكر» Mémoire sur la décomposition de la pensée ت(1805).
المزيد »