logo

logo

logo

logo

logo

الأسكيمو

اسكيمو

Eskimos - Esquimaux

الأسكيمو

 

الأسكيمو Eskimos جماعات بشرية متجانسة إلى حد ما في صفاتها السلالية، وفي نمط معيشتها الذي يعتمد على جمع الطعام، وصيد الحيوانات المائية والبرية التي تعيش في المناطق القطبية الشمالية الباردة.

الموطن

يتوزع الأسكيمو في منطقة جغرافية إلى الشمال من خط العرض 50 درجة شمال خط الاستواء. ويشغلون كل المنطقة الممتدة من ساحل ألاسكة Alaska الجنوبي، حول المنطقة القطبية الأمريكية، وجزر غرينلند وبافن، ولابرادور، كما تعيش جماعات منهم على الشاطئ السيبيري الآسيوي المطل على مضيق برنغ [ر]. وتتصف منطقة انتشارهم الجغرافي التي يزيد طولها من الغرب إلى الشرق على 8000 كم بمناخ قطبي، وبغطاء نباتي فقير، باستثناء بعض نباتات التوندرا. تطلق جماعات الأسكيمو على نفسها اسم إينويت Inuit ومعناه الناس. أما كلمة أسكيمو فهي محرفة عن التسمية ـ أَسْكِيَ ـ مَنْتِكْ ـ التي أطلقها عليهم سكان أعالي اللابرادور من الهنود الألغونكيين وتعني (أكلة اللحوم النيئة).

ويزيد عدد الأسكيمو على 60000 نسمة، منهم 15000 نسمة في جزيرة غرينلند و14000 نسمة في منطقة ألاسكة الأمريكية و16000 نسمة في سيبيرية، ويعيش القسم الباقي في الحواف الشمالية للأراضي الكندية المطلة على المحيط المتجمد الشمالي، وعلى الحواف الشمالية المطلة على المحيط الأطلسي، وهناك القليل من الأسكيمو يعيشون في جزر ألوشيان وفي إيسلندة.

ويعد الأسكيمو من مواطني الدول التي يعيشون فيها: (الولايات المتحدة، وكندا، وإيسلندة، والدنمارك، وروسية الاتحادية).

الصفات السلالية

للأسكيمو صفات سلالية مغولية تكيفت مع الشروط المناخية الباردة، فالقامة قصيرة وتراوح مابين 152 و155سم، والجسم ضخم وممتلئ، والجذع طويل وضخم، والأكتاف عريضة، والرجلان قصيرتان، والقدمان صغيرتان، والوجه واسع وعريض، أما الوجنات فمسطحة وبارزة، وشكل الرأس بين الطويل والمتوسط، والبشرة داكنة قليلة المسامات مبطنة بطبقة شحمية، والعيون منحرفة ذات شكل لوزي، وذات جفون غير متثنية ومبطنة بطبقة شحمية، وفتحة العين ضيقة، والشعر أسود سبط وخشن، ولا ينمو الشعر على الوجه إلا متأخراً ونادراً، ولا ينمو على الجسم ما عدا منطقة العانة والإبطين، والأنف ضيق ومرتفع من الأمام، وتنتشر في دماء الأسكيمو الزمرة الدموية B أكثر من غيرها، وهذا ما يؤكد أصولهم الآسيوية.

ويبدو أثر المناخ البارد واضحاً للعيان في الصفات السلالية عند الأسكيمو من التشوكشي Tchukchi، فقد تكيفت مع عوامل المناخ القطبي لتتحمل الصقيع البارد هناك؛ ويظهر ذلك في العينين والأنف وسطح الجسم الصغير مساحة قياساً لحجم الجسم، ويختلف أفراد الأسكيمو بحسب النسبة الرأسية، والنسبة الأنفية:

فالأسكيمو في منطقة ألاسكة ذوو رؤوس نسبتها بين 80% للعريض و75 ـ 80% للوسط، والأنف عندهم ضيق ونسبته مابين 55 و70%.

أما جماعات أسكيمو غرينلند، فهم ذوو رؤوس طويلة تقل نسبتها عن 75% والأنف عندهم ضيق، ولا تزيد نسبته على 70%.

وأما أسكيمو آسيا القطبية وسيبيرية فهم ذوو رؤوس منخفضة إلى حدٍ ما، تجعلهم قريبين من الجماعات السلالية السيبيرية أمثال جماعات التونغوس Tongos وجماعات التشوكشي.

ويختلف الباحثون حول قدم نشوء صفة كل من الرأس العريض والرأس المتوسط والرأس الطويل، ولكل منهم حجة في ذلك.

يرى د. جنس D.Jennes أن أفراد النموذج السلالي القطبي الشرقي الذي ينتشر في جزيرة غرينلند من ذوي الرؤوس المتطاولة، التي تقل نسبتها عن 75% وهو الأقدم في الظهور.

وأما النموذج السلالي القطبي الغربي المنتشر في ألاسكة فأفراده من ذوي الرؤوس العريضة، التي تزيد نسبتها على 80%، وأصحاب الرؤوس الوسط التي تراوح نسبتها بين 75% و80% وهم الأحدث في الظهور.

ويرى  هردليك A.Herdlick أن النموذج السلالي القطبي الغربي في ألاسكة، وصاحب الرأس الذي يراوح مابين الوسط والعريض هو الأقدم في الظهور. وأن النموذج الشرقي في غرينلند ـ صاحب الرأس  المتطاول ـ هو الأحدث، وقد تكونت صفاته السلالية مؤخراً في الشروط المناخية القطبية الباردة.

أما العالم الروسي ف. ب. ألكسييف V.P.Alekseev فيرى أن النموذج السلالي القطبي صاحب الرؤوس الطويلة هو الأقدم في النشوء موازنة مع النموذج القطبي الآخر صاحب الرأس المتوسط، وأن جماعات الأسكيمو جميعها ذات أصول آسيوية.

ويرى م.ف. ليفن M.V.Levun أن النموذج السلالي القطبي هو الأقدم، وأنه كان هناك استخلاف أي تعاقب بين أصحاب الرؤوس الطويلة، وأصحاب الرؤوس المتوسطة.

أصل جماعات الأسكيمو

إن القول في أصل الأسكيمو متباين، فقول يرى أن جماعات الأسكيمو انتقلت في العصر الحجري الحديث من شمال شرقي آسيا باتجاه الجزء الشمالي من القارة الأمريكية، بعد أن اكتملت لديهم الصفات السلالية المغولية، وأن الصفات السلالية الحالية عند الأسكيمو تكونت مؤخراً في بحر الألفي عام ق.م، لتشابه جماجم الأسكيمو القدماء، وجماجم جماعات التونغوس والتشوكشي ولتكلمهم لغة واحدة، بعدة لهجات، وقد تم العثور على آثار ثقافية وحضارية لجماعات الأسكيمو في منطقة مضيق برنغ، ترجع إلى أكثر من عشرة آلاف عام، ومن ذلك أيضاً أن الأسكيمو جاؤوا من أعماق المناطق الجنوبية للقارة الأمريكية، ويدعم أصحاب هذا الرأي قولهم: إن ثقافة الأسكيمو شمالي القارة الأمريكية تختلف عن ثقافة الأسكيمو للمنطقة القطبية.

وأما وليم هاولز William Howells فيرى أن الأسكيمو لم يفدوا إلى أمريكة منذ عهدٍ سحيقٍ جداً، ويمكن تتبع تاريخ ثقافتهم في صورتها العامة التي تخضع بعض مظاهرها لشيء من التغيرات في الألفي السنة الماضية، أي إلى أوائل العهد الميلادي، مع دخول مؤثرات صينية فيها منها الحاجة إلى الحديد، الذي كان يأتي من الصين.

المظاهر الحضارية

المعتقدات الدينية: تؤمن جماعات الأسكيمو بعبادة الأرواح، وأنها ماثلة في كل شيء، وأن كل الأحداث خيرها وشرها تتم بفعل الأرواح، وأن الأمراض سببها دخول أرواح شريرة إلى جسم المريض.

ويعالج المرضى كاهن ساحر يسمونه الشامان shaman بطرد الأرواح المؤذية من جسم المريض بطرق شتى ذات طابع خرافي مع التعاويذ. ويتمتع الشامان بقدرة خارقة بحسب اعتقادهم، ويؤكد الأسكيمو ديمومة الوجود وأن الروح تعود إلى الحياة من جديد بعد موت صاحبها، وتسود عند الأسكيمو عادة التبني، بسبب إيمانهم بظاهرة التقمص، ولاسيما بين صفوف الأشخاص غير المنجبين.

ويدفن الأسكيمو أمواتهم تحت كومة من الحجارة بعد لف جثمانهم بجلود الفقمة، وأحياناً يتركون الجثمان في العراء ويضعون أدوات المتوفى وأسلحته إلى جانبه، ومن عاداتهم ترك الكهول في الكوخ الجليدي وحدهم ليموتوا جوعاً.

وينظر الأسكيمو إلى القمر نظرة مفعمة بالتقديس، لدرجة يعتقدون معها أن الناس بعد موتهم يمرون بمناطق تقع تحت القمر ليتطهروا من الدنس، وإلى جانب المعتقدات الوثنية عند الأسكيمو، يعتنق القلة منهم المسيحية.

ويسود المذهب اللوثري في غرينلند، أما في كندا وألاسكة وسائر المناطق الأمريكية فيسود المذهب الكاثوليكي والمذهب الأنغليكاني.

اللغة والفن: يتكلم الأسكيمو لغة واحدة ذات لهجات محلية متعددة ومتباينة بحسب الشروط المناخية والطبيعية لمناطق وجودهم، ولغتهم ضعيفة التعبير قاصرة التركيب، إذ تعبر الكلمة الواحدة منها عن فكرة قائمة بذاتها، فيها ثلاثة حروف صوتية فقط، وصيغة المثنى موجودة في الاسم فقط، ومنهم من يقرأ ويكتب بلغتهم منذ ما يزيد على ألف سنة سبقت كما هو الحال عند الأسكيمو جنوب غربي جزيرة غرينلند، والأكثرية منهم أميون.

أما الفن، مع بدائيته وضآلة مادته، فإنه يعكس بدقة وإتقان النمط المعيشي لجماعات الأسكيمو الشحيح بموارده الغذائية وبأحواله المناخية القاسية إذ عبروا عن ذلك برسوماتهم المنقوشة على عظام الحيوانات التي يصيدونها كالحيتان والكاريبو (الرنّة) والفقمة. وهم ينقشون على العظام أو ينحتونها بوساطة قطع حادة من حجر الصوان أو من الكوارتز القاسي، وقد ينقشون على الحجارة أيضاً.

وتعد النماذج الفنية عند الأسكيمو في منطقة ألاسكة من تماثيل حيوانية ومشاهد قنص وصيد وأقنعة لوجه الإنسان من أفضل النماذج الفنية لدى الأسكيمو كافة.

النمط المعيشي: يعيش الأسكيمو على صيد الحيوانات المحبة للبرد، كالدب القطبي، والفقمة، والرنّة، والذئب، والثعلب، ولكنهم يعتمدون في حياتهم على ثدييات البحر كالحيتان وغيرها. وأهم من هذا كله على سمك الصيل، إلى جانب الطيور القطبية، كالإوز، والبط. ويستخدم الأسكيمو في عملية الصيد أدوات وأسلحة منوعة، كالقسي وقاذفات الحراب لقنص الحيوان، والخطاف (البولاس) لاصطياد الطيور وهي راقدة على سطح الماء صيفاً، ويُعد سلاح «الحربون» harpoon (حربة بكلاّب في رأسها مصنعة محلياً) السلاح المفضل والأكثر نجاعة لدى الأسكيمو.

ويبحث الصياد مع كلبه شتاءً عن فتحات في الجليد غالباً ما تكون مغطاة بطبقة رقيقة من الثلج يُخرج منها حيوان الفقمة رأسه ليتنفس فيصيدونه بالحربون، ثم يجرونه على زحافة جليدية تدعى «كوماتيك» Komatick مصنوعة من جلود الرنّة المشدودة بعوارض خشبية ضيقة وتجرها مجموعة من الكلاب، وينتعل سائق الزحافة قبقاباً من الجلد عند اجتيازه منطقة وعرة.

وللفقمة قيمة كبيرة لدى معظم الأسكيمو، إذ يتغذون على لحمها ويستفيدون من زيتها للطعام والإضاءة ومن فرائها في اللباس وفرش أكواخهم الجليدية، ويستخدم الأسكيمو أفخاخاً بسيطة لصيد الحيوانات اللاحمة من بينها فخ ينصب لصيد الذئب.

وفي الصيف يصطاد الأسكيمو فرائسهم البحرية بالحربون من على ظهر قارب فردي يدعى «كاياك» Kayak. ويتألف من هيكل خفيف من الخشب والعظام مكسوٍ بإتقان تام يحمي القارب من الغرق في حال انقلابه مما يهيئ لراكب القارب الوحيد فرصة إعادته إلى وضعه السابق من دون أن تدخل قطرة ماء إليه. ويصنع الأسكيمو قارباً آخر أكبر من الكاياك يدعى «أومياك» Umiak لنقل السلع والأشخاص بطول 11متراً وبعرض يزيد قليلاً على المتر ويتسع لأكثر من خمسة أشخاص.

السكن: يعيش الأسكيمو شتاءً في أكواخ مبنية من مكعبات قطع الجليد تدعى «إيغلو» igloo، ولهذا الكوخ ردهة خاصة تحمي مدخله وتمنع دخول الريح إلى الكوخ. ويبطن الإيغلو من الداخل بالجلود التي تنشر فوق أشرطة من الجلد تمر من خلال الجدران الجليدية فيصبح الكوخ الجليدي أقرب إلى الخيمة، يحيط بها غلاف جليدي يعزلها تماماً عن الوسط الخارجي، وقد يكون الهواء داخل الكوخ رطباً وثقيلاً لكنه قليل البرودة، ولا توقد النار داخله كي لا تذوب جدرانه الجليدية ويتم فرش أرضه بجلود الحيوانات وفرائها.

وللكوخ نوافذ من ألواح جليدية ذات أطر خشبية صغيرة ويزيد عرض الكوخ على خمسة أمتار ويزيد ارتفاعه على أربعة أمتار، وفي داخل الكوخ مصطبتان بعلو 120سم إحداهما للنوم والأخرى للجلوس.

وفي الصيف يعيش الأسكيمو في خيام مصنوعة من جلود الحيوانات تتوافق مع حياة التنقل في هذا الفصل. ويعيش الكثير من الأسكيمو اليوم في بيوت مصنوعة من الخشب.

اللباس: يصنع الأسكيمو ملابسهم من الجلود والفراء فيلبسون شتاءً رداءين من الفراء، يتجه فراء الرداء الداخلي نحو الجسم في حين يتجه الرداء الثاني والخارجي نحو الخارج، وهذه الملابس متقنة الصنع تفصيلاً وخياطة وتزييناً فلا تسمح للماء بالنفاذ من مواضع الخياطة فيها. ويصنع الأسكيمو من أحشاء سمك الصيل ملابس واقية من الماء والمطر أشبه ماتكون بالجلد المشمع الذي يستعمله البحارة.

أما الأحذية فإنها تصنع من جلود حيوان الرنّة أو من جلود سمك الصيل وتلبس نساء الأسكيمو «الباركا» Parka التي غالباً ما تلحق بها قلنسوة تستخدم لتغطية الرأس أو لحمل الأطفال الصغار.

وتحرص النسوة اللاتي يخطن الملابس على تطرية الجلود بأسنانهن، وتنظيف الجلود بسكين حادة تدعى «أولو» Ulo.

علي الجباوي

مراجع للاستزادة

 

ـ وليام هاولز، ما وراء التاريخ، ترجمة أحمد أبو زيد (القاهرة، 1965).

ـ كتاب المعرفة والشعوب والسكان (نشر شركة ترادكيم، جنيف، سويسرة 1971).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 343
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 565
الكل : 31798459
اليوم : 73920

الإذعان (عقد-)

الإِذعان (عقد -)   عقد الإِذعان contract of adhesion, عقد وضع شروطه الجوهرية مسبقاً أحد طرفيه, ليتقيد بها كل من يرغب في التعامل معه. وقد أفرد المشرع في القانون المدني السوري نصوصاً خاصة بعقود الإِذعان بين النصوص المتعلقة بآثار العقد أي بتفسيرها أو تنفيذها فقد نصت المادة 150 منه: «إِذا تم العقد بطريق الإِذعان وكان قد تضمن شروطاً تعسفية جاز للقاضي أن يعدل هذه الشروط أو أن يعفي الطرف المذعن منها, وذلك وفقاً لما تقضي به العدالة, ويقع باطلاً كل اتفاق على خلاف ذلك». ونصت المادة 152: «1- يفسر الشك في مصلحة المدين . 2- ومع ذلك لا يجوز أن يكون تفسير العبارات الغامضة في عقود الإِذعان ضاراً بمصلحة الطرف المذعن».
المزيد »