logo

logo

logo

logo

logo

الطبيعة الصامتة

طبيعه صامته

Nature morte - Nature morte

الطبيعة الصامتة

 

الطبيعة الساكنة أو الصامتة Nature morte أحد أجناس Genre الفنون التشكيلية تختص بتصوير الأشياء والعناصر المحيطة بالإنسان في عالمه المعيشي. وتكون في الأغلب ضمن تكوين يُبنى وفق تنظيم معين، ولاتقتصر في بعض الأحيان على مجموعة من الأشياء الجامدة وحسب، مثل (عناصر المعيش اليومي) بل تشمل أغراضاً من الطبيعة الحية انتزعت من وسطها الحقيقي (سمكة على طاولة أو أزهار في مزهرية). كما يمكن أن تشمل أيضاً صوراً لأناس، أو حيوانات وطيوراً محنَّطة، أو حشرات مثل الفراشات.

طبيعة صامتة لبيتر كليز

تملك الطبيعة الصامتة استقلالية فنية، على الرغم من توظيفها في أحد مراحل تطورها لخدمة معان رمزية، أو استخدامها ضمن الحلول التزيينية والزخرفية (الديكور)، وهي لا تصور الأشياء لذاتها وحسب، بل تدل أحياناً على أبعادها الاجتماعية، مثل موضوع «وجبة الإفطار» الذي شاع لدى مصوري الطبيعة الصامتة في هولندا إبان القرن السابع عشر، وكذلك يمكن أن يكون لها إسقاطات فلسفية تؤكد قيمة الموجودات المادية وعلاقتها بالإنسان.

تُصادَفُ في فنون الشرق القديم والفن الإغريقي الروماني، وإلى حد ما في القرون الوسطى، وفي بلدان الشرق الأقصى، موضوعات الطبيعة الصامتة مثل: الطيور والورود والأواني لكن ظهرت الطبيعة الصامتة جنساً فنياً مستقلاً في الأزمنة الحديثة عندما بدأ يبرز الاهتمام بمادية الأشياء وصورتها الحسية الملموسة في إبداعات معلمي عصر النهضة في إيطاليا و لاحقاً في هولندا.

طبيعة صامتة لسانشيز كوتان

 

طبيعة صامتة مع محار لماتيس

إن مسيرة الطبيعة الصامتة ولاسيما نمطها trompe- l’oeil (الرسم الخداع) فسح في المجال أمام دقة الإيهام في محاكاة الأشياء، مثل: أعمال المصور الإيطالي ياكوبو دي بارباري (1504) Jacopo de Barbari، وأخذت طريقها إلى الانتشار منذ النصف الثاني للقرن السادس عشر, وقد أسهم في ذلك ترسيخ الميول العلمية واهتمام الفنانين بالواقع المعيش، وكذلك تطور الطرق الفنية في تمثل الواقع مثل أعمال المصور الهولندي ب. أرتسين Aertsen والفلمنكي ي. بروغيل المخملي Bruegel.

شهد القرن السابع عشر ازدهار الطبيعة الصامتة بكل أشكالها وأنماطها، وكان لذلك علاقة بتطور المدارس الواقعية القومية في إيطاليا وإسبانيا، ولاسيما التجربة الإبداعية لكارافاجيو Caravaggio وأتباعه، مثل: بونتسي Bonzi، وأسرة ريكو جوزيبيه Guiseppe وجيوفاني Giovani وجياكومو Giacomo الذين أسسوا نهجاً فنياً عُرف بـ Caravagisme، وكانت موضوعاتهم الأثيرة الأزهار والخضار والفواكه وأعطيات البحر وأدوات المطبخ. أما أعمال الفنانين الإسبان فقد تميزت بسموها ورصانتها الصارمة والاهتمام الكبير في تصوير الأشياء على نحو دقيق، مثل: أعمال زورباران Zurbaran وسانشيز كوتان Sanchez Cotan وبيريدا Pereda.

 تجلى في هولندا في القرن السابع عشر الاهتمام بهوية الأشياء الحميمة والوسط الهوائي وتنوع الخامات وملمسها والدقة في تدرج الظل والنور، إما باعتماد مجموعة لونية بسيطة ورصينة تأخذ بتدرج محدود للألوان مثل «وجبة الإفطار» (1644) لبيتر كلاس Pieter Claesz وإما باللجوء إلى المؤثرات اللونية القائمة على التضاد والانفعال الحاد مثل «وجبة الحلوى» (بعد 1653) لكالف Willem Kalf، وتميزت الطبيعة الصامتة الهولندية بوفرة الأنماط وتنوعها من تصوير الطيور بعد صيدها إلى واجهات ورفوف المحلات التي تعرض بضائعها، وتميزت بامتداد التكوين ورحابته إضافة إلى النبرة الزخرفية التي أضفت مسحة احتفالية بالخير والعطاء، ويتعين في هذا السياق الإشارة إلى أن هذه المعالجات المفعمة بالحيوية، والتي تكشف الاهتمام بعالم الطبيعة بكل ثرائها؛ لاتنسجم مع تسميتها بـ «الطبيعة الميتة»؛ فأطلق الهولنديون عليها منذ عام 1650 تسمية أخرى «الطبيعة الخامدة أو الجامدة» stilleven.

وتطرق بعض المصورين في أعمالهم إلى الكنايات الرمزية مثل العبث vanités، كما تطورت الطبيعة الصامتة في القرن السابع عشر في ألمانيا على يد فليغل Flegel، وبيتر بينو Peter Binoit، وسورو Soreau، وفي فرنسا على يد بوجان L.Baugin وأخذت تطغى في أواخره التوجهات التزيينية الشائعة في فنون البلاط مع مونوييه Monnoyer ومدرسته التي اختصت بموضوعات القنص والصيد. وفي هذه الفترة تشمخ قامة شاردان Chardin الذي يعدحقاً من أبرز معلمي المدرسة الفرنسية، لما في أعماله من مهارة تجلت في الانضباط والحرية المدروسة في التكوين، ورهافة الحلول اللونية.

طبيعة صامتة لموراندي

ظهر مصطلح الطبيعة الصامتة في أواسط القرن الثامن عشر عندما وضعت التصنيفات الأكاديمية للأجناس الفنية، وقد قوبل برفض من أنصار الأكاديمية الذين أعطوا الأفضلية لأجناس أخرى اهتمت بما هو حي (الجنس التاريخي والصورة الشخصية).

في القرن التاسع عشر حُسَمَ الخلاف نهائياً في شأن المكانة الفنية لأعمال الطبيعة الصامتة، وذلك عندما عمل فنانون كبار في هذا المجال من أمثال: غويا Goya وكوربيه Courbet ومانيه Manet. ومن المعلّمين المختصين في هذه الآونة برز موريس- كانتان دو لاتور Maurice-Quentin de la Tour في فرنسا.

ويعود الفضل إلى مساعي فناني مرحلة ما بعد الانطباعية post- impressionnisme سيزان Cézanne وفان غوغ Van Gogh وغيرهما، الذين رصدوا الجمال، وعاينوه في الأشياء الصغيرة المتواضعة لتشغل المكانة اللائقة التي تستحقها اليوم.

أضحت الطبيعة الصامتة منذ مطلع القرن العشرين المختبر الفني الإبداعي للتصوير، ولاسيما عند ماتيس Matisse أحد ممثلي المدرسة الوحشية Fauvisme في فرنسا ومعه أولئك الذين عملوا بشغف في إبراز الإمكانيات الوجدانية والتعبيرية والتزيينية للون والملمس. أما رواد التكعيبية Cubisme، مثل: براك Braque وبيكاسو Picasso فقد سخّروا خاصية الطبيعة الصامتة وما تملكه من إمكانيات تحليلية فنية في تأسيس طرق مستحدثة في إيصال الفراغ ومعالجة الشكل.

فيروز هزي

 الموضوعات ذات الصلة:

 

شاردان (جان باتيست ـ) ـ شامبينيو (فيليب دي ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ب. ر فيبر، حياة الأشكال، مشاكل الطبيعة الصامتة وتطورها(كازان، 1992م).

ـ بي يو. فيخنز، الطبيعة الصامتة في هولندا خلال القرن /17/ (الفنون التشكيلية، موسكو 1990م).

- CH. STERLING. La nature morte de l’Antiquité a nos jours (Paris 1952).

- B. DORF Introduction to Still - Life and Flower Painting (London 1976).

- A. RYAN Still - Life Painting Techniques (London 1978).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 527
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 723
الكل : 32243446
اليوم : 88692

اللجنة النقابية

اللجنة النقابية   لم تعرف الجمهورية العربية السورية التنظيم النقابي بمعناه المعاصر إلا بعد الحرب العالمية الأولى وفي ظل الانتداب الفرنسي. ويعود تاريخ تشكيل أول نقابة في سورية إلى عام /1925/، عندما تشكلت نقابة عمال منسوجات التريكو الوطنية. وصدرت تشريعات عدة تتعلق بالتنظيم النقابي، كان آخرها المرسوم التشريعي رقم /84/ لعام 1968 وتعديلاته. تعريف اللجنة النقابية اللجنة النقابية le comité syndical  هي الخلية الأساسية في التنظيم النقابي، حيث إنها تقع في قاعدة هرم التنظيم النقابي الذي يتكون من التنظيمات الآتية: الاتحاد العام لنقابات العمال، الاتحاد المهني، اتحاد عمال المحافظة، النقابة، اللجنة النقابية: وهي التنظيم النقابي لتجمع عمالي. ويقصد بالتجمع العمالي: المصنع أو المعمل الواحد، أو المؤسسة الواحدة، أو المنشأة الواحدة، أو الإدارة أو المصلحة الواحدة أو البلدية.
المزيد »