logo

logo

logo

logo

logo

بلوتو

بلوتو

Pluto - Pluton

بلوتو

 

بلوتو Pluto هو تاسع السيارات (الكواكب) في النظام الشمسي. وقد ظل يُعدّ، زمناً طويلاً، أبعد سيار عن الشمس، بيد أن علماء الفلك يعتقدون اليوم بوجود سيار أبعد منه، يسمى السيار العاشر Planet X.

كشفه

تنبأ الفلكيون بوجود بلوتو نظرياً، مَثَلُهُ في ذلك مَثَلُ السيار نبتون، إلا أن كشف موقعه تطلب عدة سنوات، بخلاف نبتون. ويعود السبب في ذلك إلى أن بلوتو أبعد بكثير من نبتون عن الشمس وأصغر منه بكثير، فكان من شبه المستحيل العثور عليه حتى بالاستعانة بأضخم الراصدات الفلكية (التلسكوبات). لذا كانت الطريقة العملية للعثور عليه هي التقاط صور للسماء أياماً متعاقبة، ومقارنة بعضها ببعض عسى أن تُغيِّر إحدى النقاط المضيئة فيها موقعها بالنسبة إلى مواقع النجوم. وفي عام 1930، وبعد سنين من البحث المضني ومقارنة الصور، اكتشف الفلكي الأمريكي كلايد تومبو «Clyde Tombaugh» موقع السيار الجديد. وقد كان أحد أسباب إطلاق اسم بلوتو على السيّار هو أن أولَ حرفين منه (ب، ل) هما الحرفان الأولان في اسم العالم الفلكي بيرسيفال «Percival» واسم أسرته لوويل «Lowell»، الذي يعزى إليه شرف التنبؤ نظرياً بوجود هذا السيار قبل العثور عليه بنحو 200 سنة.

الفلك (المسار)

يتحرك بلوتو في مسار متطاول جداً، ودوره (أي الزمن الذي يستغرقه لإنجاز دورة كاملة حول الشمس) 248.5 سنة. وميل فلكه على المستوي المتوسط الذي تتحرك فيه سيارات النظام الشمسي كبير جداً، ويقارب 17ْ. بعده الوسطي عن الشمس يساوي 39.53 واحدة فلكية (الواحدة الفلكية هي متوسط بعد الأرض عن الشمس)، وأصغر بُعدٍ له عن الشمس 29.81 واحدة فلكية، وأكبر بُعد له عنها 49.26 واحدة فلكية. (ويُعَبَّر عن مقدار انحراف الشكل الإهليلجي لفلكٍ عن الشكل الدائري بالاختلاف المركزي «eccentricity» لهذا الفلك؛ وهو في حال بلوتو 0.246). ويُتِمُّ بلوتو دورةً كاملة حول محوره كل ستة أيام و 0.3867 من اليوم.

الكتلة والقطر والجو

لم يتمكن الفلكيون من حساب كتلة بلوتو حساباً دقيقاً إلا بعد اكتشاف قمره الوحيد شارون Charon عام 1978 من قبل كريستي Christy وهارنغتون Harrington. وقد أيِّدت نتائجهما الفرضيّة القائلة إن بلوتو ليس أكبر من قمرنا الأرضي وإنه أصغر حجماً وأقل كتلة ممّا كان يُظن سابقاً. ومنذ عهد قريب، أصبح المستوي الذي يدور فيه كلٌّ من السيار وقمره حول الآخر يمر بالأرض، ومن ثم فقد رُصِدَا مراراً، كاسفاً كل منهما الآخر. وبقياس تقلبات الضوء التي تحدث إبان هذه الكسوفات، قدر الباحثون أن قطر بلوتو يقارب 2290 كيلو متراً، وأن كتلته أصغر من عُشْر كتلة الأرض، علماً بأن التحديد الأدق لهذه الكتلة يحتاج إلى تقصٍّ أبعد. وفي عام 1976 وجد الباحثون أن جليد الميتان يغطي جزءاً من سطحه؛ أما في عام 1980، فقد اقترح آخرون أن غاز الميتان يغلف السيار. واليوم، بعد أن أُخضع بلوتو لأرصاد أدق، تم التوصل إلى تقديرات جديدة لمدى إحاطة جليد الميتان وغازه بالسيار. وتُسْتَمَدُّ هذه المكتشفات من صور التقطها عام 1983 القمر الصناعي الفلكي للأشعة تحت الحمراء Iras. وقد تبيَّن أنه لو كان جليد الميتان يكسو بلوتو بكامله، لكان السيار أبرد من أن تصدر عنه الصور التي التقطها القمر الصناعي المذكور. وتوصل العلماء إلى نموذج لبلوتو يكسوه جليد ممتد من قطبي السيار إلى مناطق درجة عرضها لا تتجاوز 45 درجة. ومن ثم فهناك شريط خال من جليد الميتان يطوّق أواسط السيار.

وفي ضوء هذا النموذج يرى الباحثون أنه يحيط ببلوتو جوّ من غاز الميتان كثافته أقل نحو ألف مرة من كثافة جو الأرض عند سطح البحر. ويُقدِّر الباحثون أن متوسط درجة الحرارة على السّيار تتغير من زهاء 59 درجة كلفن (ك) في خط الاستواء إلى 54 درجة في القطبين.

قمر بلوتو

قام الباحثون برصد كلٍّ من بلوتو وقمره شارون كاسفاً كل منهما الآخر، وقدَّروا أن قطر شارون يساوي 1284 كيلو متراً. ويعتقد العلماء أن شارون هو أصغر من أن يحتفظ بجوّ حوله، وأنه لا يوجد جليد من الميتان على سطحه. أما كتلته فيجب أن تكون جزءاً ذا بال من كتلة بلوتو، ذلك أن مدّة دورانه في فلكه هي نفس مدة دوران السيار حول محوره، فيقابل كلٌّ من هذين الجسمين الآخر بالوجه نفسه دائماً. ولا يمكن لمثل هذا التوافق أن يحدث إلا إذا كانت كتلة التابع جزءاً محسوساً من كتلة السيار. إن فلك شارون دائريٌ، وهو ومستوى فلك بلوتو متعامدان تقريباً.

مقارنته بالسيارات الأخرى

يختلف بلوتو اختلافاً بيِّناً عن السيارات الثمانية الأخرى في خواصه الفيزيائية، إذ إن للسيارات الخارجية الأخرى (وهي التي تبعد عن الشمس أكثر من بعد الأرض عن الشمس) كتلاً كبيرة وحجوماً ضخمة، وجواً مختلفاً، وسرعاتٍ أكبر حول محاورها، كما أن لبلوتو اختلافاً مركزياً أكبر وميلاً أكبر. وهذا ما دعا علماء الفلك إلى الاعتقاد بأنه قد يكون لبلوتو أصل وتطور مختلفان عن أصل السيارات الرئيسية الأخرى وتطورها. ولمّا كانت الخواص الفيزيائية لبلوتو قريبة من تلك التي تتمتع بها توابع السيارات، وخاصة التابع تريتون، تابع نبتون، وكان فلك بلوتو يقطع فلك نبتون، فقد اقترح العالمان الفلكيان ليتلتون Lyttleton وكويبر Kuiper أن بلوتو كان في حقيقة الأمر واحداً من توابع نبتون ثم فرَّ منها. ولكن هذه النظرية لم تُدعم بتفسير الآلية التي انتقل بها مدار بلوتو حول نبتون إلى مداره الحالي. وقد أجرى ماكينون Mackinnon من جامعة واشنطن منذ مدة حسابات أثبتت أنه في حال انفلات بلوتو وَشارون عن نبتون، فإنهما لابدّ أن يتحطما ويغدوا شظايا جدَّ صغيرة. ومن جهة ثانية فإن فلك تريتون العكسي الغريب الذي يدور فيه هذا السيار حول نبتون باتجاه يعاكس اتجاه دوران نبتون حول محوره يوحي بعدم انتمائه إلى نظام نبتون. ويرى ماكينون أن أبسط فرضية بهذا الصدد هي أن كلاً من بلوتو وتريتون تكثَّف على هيئة سيار في منطقة واحدة تقريباً واقعة في النظام الشمسي الخارجي ـ ومن هنا كان التشابه الكيمياوي ـ وأن تريتون قد أُسِرَ فيما بعد بفعل حقل جذب نبتون القوي نسبياً، وقد لا تكون هذه الفرضية البسيطة صحيحة. ويَطْرحُ الأصل الغامض لبلوتو وتريتون مسألة أخرى من المسائل الملقاة على عاتق السفينة الفضائية فويجر2 «Voyageur 2» التي أُطلقت في شهر آب من عام 1977م. كذلك فقد يُسهم الاستخدام المبتكر للراصدات الأرضية في إلقاء الضوء على بعض جوانب هذه المسألة.

 

خضر الأحمد

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ أقمار أورانوس ونبتون وبلوتو، ر. هـ. براون، د. ب. كروكشانك؛ مجلة العلوم، الكويت، العدد التجريبي الثاني، نيسان 1986.

- Introduction to Astronomy, R. A. oriti and W. B. starbird, (Glencoe pres 1977).


التصنيف : الرياضيات و الفلك
النوع : علوم
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 320
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 543
الكل : 29652396
اليوم : 32406

هارتونغ (هانز-)

هارتونغ (هانز ـ) (1904 ـ 1989)   هانز هارتونغ Hans Hartung مصور فرنسي من أصل ألماني، شهر بأسلوبه التجريدي وخطوطه السوداء وإيقاعاتها المؤثرة، وقربها من فن الخط Calligraphie، وبروزها في أغلب الأحيان فوق خلفية fond أحادية اللون.
المزيد »