logo

logo

logo

logo

logo

قنسرين

قنسرين

Qinnisrin - Qinnisrin

قِنِّسْرين

 

قِنِّسْرين إحدى أهم المدن الآرامية في سورية الطبيعية، ويعني اسمها بالآرامية «قن نسرين: بيت النسور»، وهو يدل على طبيعة المدينة؛ التي تضمنت كهوفاً أو مغاور تصلح لإقامة الطيور الكبيرة أو النسور في منطقتها. وتتألف جغرافية المدينة، التي تقع جنوبي مدينة حلب بـنحو 25 كيلومتراً، من جبل صغير يكشف سهول الشمال، وواد يفصله عن التل الكبير التي أقيمت فوقه المدينة السكنية. يمر في شرق المدينة مجرى نهر قويق، وإلى الشرق منه يقع «تل الحاضر»، وكلمة حاضر كانت تستخدم للدلالة على مركز عربي إسلامي أقيم إلى جوار مركز غير عربي، ويعد هذا التل من أبرز التلال الركامية في المنطقة، جرى مسحه أثرياً سنة 1998، وكشف عن آثار من العصر الإسلامي (أساسات بيت صغير) والعصر القديم (آثار من الفترتين البرونزية والحديدية).

وبناء على المعطيات التاريخية، يمكن القول إن قِنِّسْرين عاشت تاريخها الباكر في الفترات الآرامية والآشورية الحديثة والآرامية ـ الكلدانية حتى الفترة السلوقية (312ـ64 ق.م) حين تبدل اسمها إلى خالكيس Chalcis، وأصبحت واحدة من أشهر مدن الشمال السوري حتى الفتح العربي الإسلامي على يد أبي عبيدة بن الجراح عام 17هـ، حين استعادت اسمها العربي القديم وأصبحت مرة أخرى واحدة من أشهر مدن جند المسلمين في المنطقة.

جدران من الحجارة والآجر في الخندق D

من الحفريات الأثرية في تل الحاضر في قنسرين

خزف يعود للعصر الإسلامي الأول

 من لقى تل الحاضر في قنسرين

يذكر ابن حوقل عن قِنِّسْرين في فترتها الإسلامية أنها «كانت مدينة عظيمة جميلة ذات خيرات تنسب المدن إليها وتتبعها رغم صغر مساحتها»، حتى مدينة حلب على الرغم من اتساعها، وبقيت كذلك حتى منتصف القرن الرابع الهجري/أواخر العاشر الميلادي، حين اكتسحها البيزنطيون وخربوها مع بساتينها في عهد سيف الدولة الحمداني الذي عجز عن إمدادها بالمعونة العسكرية، ولكنها بقيت حتى بعد نقل حجارتها المدمرة إلى حلب، وهجرة معظم أهاليها، مدينة تجذب إليها سكان المنطقة، وخاصة مياهها التي كانت تجري فيها من بركة عين المباركة قرب حلب، والتي مدت إليها عبر قناة تعاملت بذكاء هندسي رائع مع طبيعة المنطقة الجغرافية صعوداً وهبوطاً. ويتابع ابن حوقل أن السلطان نور الدين محمود زنكي بنى فيها خاناً بعد دمارها على أيدي البيزنطيين، كما استخدم حجارتها في ترميم الطرق والجسور منها وإليها. وكان حي العيس، وهو أشهر أحيائها، أول الأحياء التي أعيد بناؤها ومازال إلى اليوم على هذا الاسم.

وقد أدى المسح الأثري الأولي الذي أجرته المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية مؤخراً بالتعاون مع عدد من مؤسسات الآثار العالمية أبرزها جامعة السوربون وجامعة شيكاغو، إلى إبراز أجزاء من أسوار المدينة القديمة وعدد من أوابدها، وأشهرها قبة تعلو قبراً يزعم بعضهم (ابن حوقل) أنه قبر النبي صالح، وبعضهم الآخر (أهالي المدينة) بأنه قبر الولي المدعو «العيسى»، وغيرهم (المنقبون الأمريكيون) بأنه قبر النبي «عيسو» أخو يعقوب، من دون إمكانية ترجيح أي من هذه الآراء. وتنتظر تلال المنطقة معاول الآثاريين للكشف عن تاريخ قِنِّسْرين الغامض في القريب العاجل.

محمد بهجت قبيسي

الموضوعات ذات الصلة:

 

حلب ـ الزنكيون.

 

مراجع للاستزادة:

 

 - D. WHITCOMB, Hadir Qinnasrin, Proposal for 2000 Season (Uni.Chicago, Chi­cago 2001).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 618
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40513488
اليوم : 43303

ميووش (تشيسواف-)

ميووش (تشيسواڤ ـ) (1911ـ 2004)   تشيسواف ميووش Czes†aw Mi†osz شاعر وروائي وكاتب مقالات ومترجم بولندي ـ أمريكي، نال جائزة نوبل للأدب في عام 1980. وُلد في مدينة شاتِكشيناي Sateksniai التابعة آنذاك إلى الامبراطورية الروسية، وحالياً في جمهورية ليتوانيا Lithuania، وتوفي في مدينة كراكوڤ Kraków في بولندا. كان والده مهندساً مدنياً.
المزيد »