logo

logo

logo

logo

logo

بلاديو (أندريا-)

بلاديو (اندريا)

Palladio (Andrea-) - Palladio (Andrea-)

بلاّديو (أندريا ـ )

(1508ـ1580)

 

أندريا دي بترو ديلاغوندولا المعروف بـ بلاديو (Andrea di Pietro della gondola) Palladio معمار ومنظّر إيطالي، ولد في بادوفة Padova ونشأ في فيتشنزة Vicenza حيث أتم دراسته الأولى وقضى الجزء الأكبر من حياته، وتوفي .

اهتم في أثناء دراسته بفنون العمارة اليونانية والرومانية خاصة ودرس أعمال فتروفيوس[ر] Vitruvius، ونقل أفكاره إلى مؤلفاته. تابع دراسة الفنون الاتباعية (الكلاسيكية) اليونانية ـ الرومانية في أثناء إقاماته المتعددة في رومة. تفوق على فناني عصره. لكن إنتاجه الفكري والعملي لم يخل من تأثيرات برامنته[ر] Bramante وميكلانجلو[ر] Michelangelo، ورفايلّو[ر] Raphaello وسانسوفينو[ر] Sansovino  وسيرليو[ر] Serlio وألبرتي[ر] Alberti.

انتقل بلاّديو إلى البندقية عام 1524 ومنها إلى رومة ثم عاد إلى فيتشنزة. وعاد ثانية إلى البندقية عام 1560 ليقدم لها الكثير من أعماله.

ومن أشهر أعماله في العمارة:

أ ـ بازليكا بلاديانة (1549-1614) Basilica Palladiana: وتعد من أول الأبنية التي نفذها بلاديو في فيتشنزة، وتتألف من شرفة مكشوفة ثنائية الطابق مزينة بمنحوتات غنية تحيط بنواة مجلس الشورى القديم، وفي هذا البناء ظهر أول مرة "عنصر بلاديو" الذي يتميز من عناصر الكولِسيّوم بوجود عمود مستقل على جانبي كل دعامة أسفل أكتاف الأقواس فيبدو الإنشاء أكثر حيوية وتنوعاً، ويتوج الشرفة من الأعلى درابزون تتخلله مجموعة من التماثيل.

ب ـ دارة كابرا روتوندا (1553-1606) Capra Rotonda في ضواحي فيتشنزة. وبالرغم من أن الدارة صارت جاهزة للسكن ، فإن أعمال البناء  استمرت فيها حتى بعد وفاة بلاديو  بإشراف تلميذه سكاموزي Scamozzi.

ج ـ قصر فالمارانا (1565-1580) Palazzo Valmarana في فيتشنزة. يتألف القصر من طابقين تجمعهما الأعمدة المستمرة من منسوب الحروف السفلية للنوافذ في الطابق الأرضي وحتى الحروف الرئيسية العلوية المرتكزة على تيجانها. 

د ـ المسرح الأولمبي (1579-1606) Teatro Olimpico في فيتشنزة الذي يعد أول مسارح أوربة المغطاة. ويبرهن الشكل البيضوي للمسرح على علاقة بلاديو بالعمارة الاتباعية، وكذلك مدرجات المتفرجين والمنصة المقامة وفق نموذج المسرح الروماني. ويشير الجدار الخلفي للمنصة بأجزائه الخشبية إلى بعض التفصيلات المعمارية المأخوذة عن أقواس النصر الرومانية. تنتهي إلى المنصة خمسة ممرات يشبه امتدادها امتداد أصابع اليد. وقد أكمل بناء هذا المسرح تلميذه سكاموزي.

هـ ـ كنيسة سان جورجيو ماجيوري (1565-1610) S. Giorgio Maggiore في البندقية. وقد استخدم بلاديو في عمارة هذه الكنيسة عناصر الأقبية المستمرة بتأثير العمارة الرومانية وحقق توافقاً بين نمط البناء المركزي والنمط البازيليكي. يتصل صحن الكنيسة بالأروقة الجانبية بشكل يبدو فيه الصحن مضاعفاً، بينما تستمر الأروقة الجانبية حتى صدر الكنيسة حيث يوجد المذبح. ويقع خلف المذبح باتجاه الشرق المكان المخصص للرهبان ويفصله عنه صف من الأعمدة. أما أذرع صحن الكنيسة المتصالبة فتعلوها أنصاف قباب تأتي القبة المركزية فوقها فتضفي على الفراغ بهاءً.

استخدم بلاديو نموذجين من الأعمدة فالضخم وضعه في صحن الكنيسة والأصغر في الأروقة كما عمد إلى وضع أعمدة ودعامات حاملة وأخرى تزينية. وذلك بغية إظهار التفاوت والتناغم بين مختلف أجزاء البناء.

 

 

1- شاشة معقوفة من أربعة أعمدة تعتم الحد الشرقي وتخلف إطاراً رائعاً للمذبح الرئيسي.

2- أنصاف أعمدة وأشباه أعمدة وإفريز من النمط الكورنثي تنظم الداخل وتصل بصورة مرئية بين جناح الكنيسة وجناح المصالب والخورس.

3- أنحناء السقف ذو الانحدارين ليستعيد انحناء جبهيات الواجهة الرئيسية.

4- سلم تزينه الدرابزين يقود إلى مدخل الكنيسة المرتفعة على ركن.

5- مجموعة المصليات الجانيبة الصغيرة التي تدعم جناح الكنسية، تتصل ببعضها بممرات مفتوحة لإعطاء انطباع المساحة داخل الأروقة الجانبية.

6- الخورس الشعائريز

7- خورس الرهبان.

 

و ـ كنيسة ريدنتوره الثانية (1577-1592) Redentore II في البندقية، وتشابه هذه الكنيسة الكنيسة السابقة ، وفيها يتجلى تطوير التشكيل الداخلي للفراغ باستخدام الأروقة المستمرة. شيدت الكنيسة تعبيراً عن امتنان المدينة لخلاص أهلها من الطاعون الذي انتابهم بين سنتي (1575-1576). وقد أشرف أنطونيو دابونتي على إتمام البناء بعد وفاة بلاديو. عبّر بلاديو عن أفكاره وتأثره بمن سبقه في كتاباته في مجال نظريات العمارة. ومن أشهر مؤلفاته «أربعة كتب عن العمارة»، (الطبعة الأولى 1570) الذي صار فيما بعد قاموساً للمعماريين وأثر في تطور العمارة بنسبة لاتقل عن تأثير المباني التي أقامها في فيتشنزة والبندقية.

وفي هذا الكتاب يلخص بلاديو مجمل أفكاره المستمدة من دراسة أعمال فتروفيوس. وفي كتاباته عن الجمال تأثر بلاديو بأفكار أسلافه من معماريي عصر النهضة، فهو يرى «أن الجمال يأتي نتيجة لتناسق الشكل وارتباط الأجزاء بعضها ببعض وارتباط الكل بالجزء، حتى يظهر المبنى متكاملاً». ويظهر كذلك في كتابات بلاديو تأثره بالفكر الديني واستنباط الشكل الدائري المعبر عن المظاهر الكونية، ولاسيما في تصميم الكنائس فهو يقول: «إن المبنى يجب أن يكون قوياً ليعيش أبداً، مع استعمال أكمل النظم وأغلى المواد، وإن اللون الأبيض في الكنائس هو لون النقاء الذي يتناسب مع جلال الله، فيجب ألا يكون في المعبد ما يشغل فكر الإنسان عن التفكير في الله» ويرى أيضاً «أن الشكل الدائري هو الشكل الأكمل الذي يمثل الوحدة والتكامل والعدل الإلهي».

حاول بلاديو أن يستخلص بعض النسب الهندسية للتصميم، واستنبط هذه النسب من النظام الذي وضعه فتروفيوس من قبل على ضوء المقاييس المستوحاة من جسم الإنسان كما لجأ إلى النسب الموجودة في السلم الموسيقي لاستنباط بعض المقاييس واستعمالها في الأعمال المعمارية.

أثر بلاديو في عصر النهضة والعصور التالية

تشكل أعمال بلاديو المثال الاتباعي (الكلاسيكي) في مفهوم عمارة عصر النهضة الأوربي في القرن السادس عشر في إيطالية، وما لبث أن انتقل تأثير بلاديو إلى شمالي أوربة وغربيها وإلى أمريكة فيما بعد. ويتجلى أثر بلاديو في عصر النهضة والعصور التالية من خلال الوقائع الآتية:

يعد نظام الأعمدة في القصور التي بناها بلاديو في عصر النهضة عنصراً جديداً أثر في فن الباروك[ر]، وهو ماعرف «بالنظام المستمر للأعمدة» الذي يجمع عدة طوابق بعضها مع بعض.

ابتكر بلاديو العنصر الذي سمي فيما بعد باسمه «عنصر بلاديو» في الواجهات الرئيسية وهو عبارة عن فتحة ثلاثية، تدعى أيضاً «النافذة الفينيسية».

مثل بلاديو الاتجاه المعتمد على النسب الإنسانية والاقتصاد ووضوح الشكل وأقسام البناء ذوات الأشكال المنتظمة وواجهات البناء ذوات الطابع اليوناني والروماني والذي عرف فيما بعد باسم «الكلاسيكية البلاديويه»، وحلّ هذا الاتجاه في العمارة في أغلب الدول الأوربية وخاصة في المناطق البروتستنتية وفي روسية والدول ذوات التطور الرأسمالي موازياً لطراز الباروك[ر] والروكوكو[ر]. كما نجح بلاديو في نقل صورة واجهات المعابد القديمة إلى كنائس عصر النهضة المتأخر.

عبّر بلاديو بتصاميمه للدارات عن رؤية خاصة في عصر النهضة استمرت إلى العصور التالية، تظهر منها الأفكار الأفلاطونية، ونظريات التقاليد الاتباعية إضافة إلى دراساته الخاصة عن التناظر والنسب المنسجمة. ولم يلجأ بلاديو إلى عزل مبانيه عن الطبيعة، وإنما كان يستغل الفراغ الحر لتحقيق عمارة مثالية في نقاط محدودة، ولم تكن هذه العمارة ترتبط بالأداء والتصورات الشخصية للفنان وصاحب المشروع وإنما بالحقيقة المطلقة للرياضيات، وكان أصحاب المشروع على استعداد لتقبل هذه التصورات المثالية والتأثر بها، لأنها كانت تمثل عمارة متجانسة النسب، واضحة وجميلة وتعبر عن موقفهم الاجتماعي.

بنى بلاديو داراته وفق نموذج مركزي متعدد الحلول ومتناظر محورياً، سواء في الكتلة الفردية أو في كامل الموقع. يستخدم بلاديو أحد الارتفاعات عنصراً مسيطراً ضمن مجموعة الأبنية التي ينشرها بشكل متدرج ضمن أجنحة، سواء في العمق أو في الامتداد، وتحتل الوسط قبة مركزية، ولهذا الترتيب يحقق بلاديو المثالية لجميع أطراف جسم البناء. ومن الأمثلة عن المنشآت المعمارية التي يظهر فيها أثر بلاديو قصر ميرورث Mereworth Castle في إنكلترة للمعمار كامبل Campbell، وتصاميم برلنغتون Burlington للدارات في شيزويك Chiswick، وأعمال جيفرسون Jefferson المنفذة في مونتيتشلّو  Monticelloالأمريكية.

 

عصام طنوس

 

الموضوعات ذات الصلة

 

البرتي ـ برامانتي ـ رفايلوـ ميكلانجلو.

 

مراجع للاستزادة:

 

-  M . MAJOR: Geschte der Architektur (2)- Henschelverlag (Berlin 1984).

-, W . HUTT: Wir und kunst, Henschelverlag (Brlin 1988).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 244
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 580
الكل : 31153679
اليوم : 55069

عبيد الشعر

عَبيد الشِّعر   مصطلح نقدي، كان الأصمعي أول من أطلق هذه التسمية على زهير بن أبي سلمى والحطيئة وأضرابهما، ونسبهما إلى التكلف وثقاف الشعر، إذ قال: «ومن الشعراء المتكلف والمطبوع، فالمتكلِّف هو الذي قوَّمَ شعره بالثقاف ونقَّحه بطول التفتيش، وأعاد فيه النظر بعد النظر كزهيرٍ والحطيئة» وكان الأصمعي يقول: «زهير والحطيئة وأشباههما من الشعراء عبيد الشعر؛ لأنهم نقَّحوه، ولم يذهبوا فيه مذاهب المطبوعين. وكان الحطيئة يقول: خير الشعر الحولي المنقَّح، وكان زهير يسمي كُبرَ قصائده الحوليات …».
المزيد »